تأرجح الحدث المسرحي بين الهواية والغواية بقلم فيصل الخادير: يعد المسرح من أبرز عناصر الفنون الجميلة إلى جانب الرسم والنحت والموسيقى والسينما..ذلك أنه يقدم فرجة إحتفالية يتقاسم فيها الممثلون المسرحيون على الركح مع الجمهور لحظات ممتعة

أعزاءنا في عالم نوح، يسعدنا اليوم أن نقدم هذه المقالة التعريفية التسائلية عن ماهية المسرح بقلم الفنان فيصل الخادير حيث نتعرف عليه لأول مرة في عالم نوح.


السن : 25 سنة.
المدينة : مكناس .
حاصل على الإجازة في الدراسات العربية تخصص لسانيات.
ممارس مسرحي ، وأيضا ممارس للرقص المعاصر.

بقلم : فيصل الخادير.


تأرجح الحدث المسرحي بين الهواية والغواية

يعد المسرح من أبرز عناصر الفنون الجميلة إلى جانب الرسم والنحت والموسيقى والسينما..ذلك أنه يقدم فرجة إحتفالية يتقاسم فيها الممثلون المسرحيون على الركح مع الجمهور لحظات ممتعة لا تدوسها عجلات النسيان ، وقد عرف المسرح على مر العصور منذ الإغريق حتى اليوم تطورات هامة ، شهد فيها أب الفنون مراحل متميزة وتجارب ليست بالهينة ، أنتجت مدارس غزيرة الإنتاج كما وكيفا ميزها طابع الخلق والإبداع.

لا شك أن المتتبع للحدث المسرحي ببلادنا يدرك جيدا ما آلت إليه أحوال أب الفنون حق الإدراك ويعرفها حق المعرفة سواء في شقها المحترف أو الهاوي ، فهو يرى أن المسرح اليوم لم يعُد محطة إنتباه تحضى بمتابعة واهتمام كبيرين من قبل الجمهور الواسع كما هو الحال في فرنسا وإنجلترا وألمانيا..

بل على العكس من ذلك ، هناك فقط فئة يسيرة وقلة قليلة مِن المجتمع مَن تُتابع أخبار الثقافة بشكل عام ، وأخبار أب الفنون على وجه الخصوص.

لقد أضحى المسرح لدى أهل الفن ضرورة ثقافية وعمدة لا يمكن الإستغناء عنه في مجالات المعرفة والثقافة وال.. ، في حين يرى ممارسيه أنه متنفس جديد يتم فيه الإبحار في عوالم تسرُّ الناظرين، حيث يتم فيها استراق اللذة من عمق الإحالة.. كيف لا والمسرح يعد مرٱة للمجتمع يعكس تفاعلاته الإجتماعية والفكرية والإقتصادية والسياسية..ويجسِّدها على الخشبة في أجواء فرجوية.

فما السبيل إذن للوصول إلى إقتناص اللحظة والإستمتاع بها في ظل واقع يتَّسمُ باعتزال أغلب فئات المجتمع المسرح ، وتفضيلهم بالمقابل مشاهدة مباريات كرة القدم والمسلسلات التلفزيونية والتي تنتج أصلا للتسويق والربح لا للثقافة والمعرفة؟

وهل توجد طرق معبدة توصل المسرح إلى مكانه الصحيح ووضعه الطبيعي، وبالتالي إخراجه من أزمة المشاهدة كي يغدو واقعا ملموسا يُغْني المجال الثقافي بمختلف مستوياته المعرفية والفنية؟

بقلم : فيصل الخادير.