تجليات معرض عبد الله الحريري الفنان التشكيلي المغربي
- أبريل 7, 2011
- 0
في الوقت الذي تحتفل فيه مدينة فاس بالفنان التشكيلي المغربي عبد الله الحريري والمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية: *تشكيل التجليات* نقدم معرض تجليات للفنان عبد الله الحريري متمنين للفنان والمهرجان المزيد من الشهرة و النجاح
في الوقت الذي تحتفل فيه مدينة فاس بالفنان التشكيلي المغربي عبد الله الحريري والمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية: *تشكيل التجليات* نقدم معرض تجليات للفنان عبد الله الحريري متمنين للفنان والمهرجان المزيد من الشهرة و النجاح
مقدمة
يعلو مسجد الحسن الثاني، في معقِد لقاء البر بالبحر وَتوحُّد الأرض بالسماء، شامخا متطلعا نحو
الأقاصي مشرئبا نحو المستقبل، في صورة حية من صور الارتقاء والسمو الروحيين، وآية مشهودة
من آيات الجلال والجمال. يقف راسخا شاهدا على عبقرية الفكرة التي أراد بها مبدعه الفذ جلالة
الملك الراحل الحسن الثاني، أن يجعل من مسجده العائم فوق الماء، قِبلة روحية ترنو إليها القلوب،
ومنارة حضارية تشع بقيم الفن والجمال، والأصالة المغربية.
واليوم، وإذ يهب جلالة الملك محمد السادس نصره الله، لهذا المسجد صورة اكتماله المثلى، بإحداث
مؤسسة مسجد الحسن الثاني بجناحيها الملحقين : المكتبة الوسائطية وأكاديمية الفنون، فإنما يفتح
بذلك في حياة هذا الصرح – المعلمة صفحة مشرقة جديدة، يكون بها وبشكل متواٍز قِبلة روحية
للعبادة والصلاة وفضاء إشعاعيا للثقافة والمعرفة.
وهل ثمة توظيف أمثل وتشريف أجلّ لهذا الفضاء من معانقته للمجهود الفكري، ولنشر المعرفة،
وتشجيع الفن الجميل ؟.
إن الحياة الروحية، والحياة الثقافية لا تتعارضان، لأنهما يسهمان معا في إبراز ما خفي من الإنسان،
بالعمل على تربيته وتهذيب روحه وفكره: أي أنهما يسموان به إلى إنسانيته.
وإن فضاءً بديعا بكل المقاييس كفضاء هذه المعلمة الخالدة، لا يمكن إلا أن يحتفي بكل بهيٍّ جميل، ولا
يمكن أن يكون بعيدا عن إبداعات الفنانين أو يكون في منأىً عن كل ما يصبو إليه الذوق الحضاري
الرفيع.
لذلك فإن مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء حين تقوم، اليوم، بتقديم أعمال فنان مغربي
مرموق مثل عبد الله الحريري، من خلال نخبة إبداعاته الجديدة، فإنما تهدف بذلك إلى تثمين وتكريم
المسار الإبداعي المتميز لهذا الرجل على امتداد أربعة عقود من الزمن، أغنى خلالها الحقل الفني،
والمؤسسة تُذكِّر في نفس الوقت بالأهمية البالغة للفن والجمال في الثقافة المغربية وفي تكوين الفرد
المبدع الخلاق.
بوشعيب فقار
محافظ مؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء
نوافذ وعوالم
عبد الله الحريري.. هذا الفنان المشاغب على مشارف المرئي والمألوف والمنسي: كيان
متبلور بالضرورة في الزمان والمكان، وتجربة متأصلة في أسئلة وقضايا الثقافة
الجمالية والفكرية المغربية، ووعي ذوقي منفتح على إنجازات وتطلعات وأعطاب
الحداثة الكونية، انخرط منذ ما يزيد على أربعين سنة، في تأثيث جوانب من المشهد
الجمالي البصري المغربي، من خلال لوحاته الفنية، وسلسلة توقيعاته الغرافيكية
على أغلفة الكتب والجداريات واللافتات والملصقات والتصاميم والرموز التواصلية
والإشهارية…
استلهم الحريري في أعمال بلورها عبر مسار فني ثري الحرف العربي والأمازيغي…
وقارب بحيوية بصرية تفاصيل أصيلة في المعمار وفي عموم الفنون الحِرفية المغربية.
كما اندمج مع زملائه التشكيليين وأصدقائه الأدباء والشعراء والمفكرين، في كثير
من المشاريع ذات الوقع والأثر في ثقافتنا المغربية.
لتقديم جانب من المسار الإبداعي لعبد الله الحريري كان هذا المعرض-العلامة الذي
تحتضنه فضاءات رواق العرض بالمكتبة الوسائطية لمؤسسة مسجد الحسن الثاني
بالدار البيضاء. وكانت هذه المقاربة التقديمية ذات البعد الفني-الشعري، الذي يوسع
الإشارة الجمالية الروحية، إذ تضيق العبارة اللفظية اللغوية.
قيمة متحفية
إذا صحَّ لنا اليوم تصور متحف رمزي لقيم الفن والجمال في التشكيل المغربي
المعاصر، وجاز لنا أن نتجول عَبر أروقة هذا المتحف الافتراضي، سيكون من حقنا أن
نَنْشَدَّ فيه بداهة، نحو ما يدلنا عبر مسالك التجارب والزمن على «ذاتنا الإبداعية
الجماعية » متجسدنة في معالم فنية أساسية محددة نعيد من خلالها قراءة الأسئلة
والقضايا الجمالية والفكرية، وتقييم الاختيارات والمقاربات البصرية التشكيلية،
والتأشير على مستويات البحث والتجريب الفنيين.
نقف ونحن نتذوق.. نُعمِل النظر والفكر.. أمام تنويعات جمالية فنية، يعرضها
علينا سند support بصري جديد في الثقافة المغربية، جعل من الحرف العربي
منطلقه المبدئي وحافزه motif الأثير، وسعى إلى إبدال أنساق التلقي والمشاهدة،
باستكشاف المدى الإجرائي التقني لممارسات فنية صباغية حديثة تجريدية وغير
تجريدية : هندسية، حركية، وغنائية …lyrique
قيمة أساسية – ضمن تكامل قيم هذا المتحف الرمزي التشكيلي المتعدد– تلك التي
يقترحها على العين العاشقة فنان مثل عبد الله الحريري، يقترحها رعشة استمتاع
معلقة بخيط تفاصيل.. وشهقة مَرَحٍ طفولي معقودة على اقتفاء مآل الأشكال
والأشياء…اللعب بمعناه العفوي الحر، والمقاربة بوعيها الاقتراحي الشقي.
الحروفية العربية
لوحة مشهدية كبرى
ثمة مبدئياً عتبات ضرورية ينبغي تخطيها لاستيعاب المجرى الدلالي للألفاظ
والاصطلاحات، والظفر بالمعنى المحدِّد لوجهة النظر التي يصدر عنها نصنا هذا، والتي
نم يِّزُ في إطارها مبدئياً بين التخطيط graphisme كفعل وكطريقة ينفذ بها الخط
trait ، وبين التخطيط dictus كشكل للخط، اقترن بحسب علم حفريات هذا الأخير
paléographie بالكتابة ) manuscription (وبالرموز والعلامات والرسوم البيانية
المجردة، ثم توسع بعد ذلك ليشمل الأشكال والصور المشخصة أيضا. 2
أما «الخط »، أو بالأحرى فن الخط calligraphie العربي الإسلامي، فهو يتجاوب مع
المعنيين المحددين سابقاً للتخطيط. ويتسم فضلا عن ذلك بصفتين اثنين مميزتين لا
يتقاسمهما بالضرورة مع جل اللغات الكونية الحية اليوم : صفة القداسة الروحية، وصفة
الفن الجميل. وهما صفتان ركزهما القرآن ككتاب إلهي منزل، وكرستهما الممارسة الفنية
بين ماضٍ وحاضرٍ لنخبة الخطاطين، من ياقوت المستعصمي وابن مقلة وابن البواب، إلى
محمد سعيد الصّقار وعثمان وقيع الله وحسن المسعودي. وشملتهما في إثر ذلك بالقراءة
والتأويل عناية عارفة مُسِرَّة و مُفصِحة، من أبي حيان التوحيدي الذي صَرَّحَ أن «الخط
هندسة روحانية بآلة جسمانية 3» إلى محيي الدين بن عربي الذي أخلص للحروف كتابا
في «فتوحاته » تناول من خلاله الأسرار العرفانية الوجودية والكونية للحروف على وجه
الإفراد، وعلى وجه التأليف كما في مفاتيح السور القرآنية )ألم، كهيعص، ألر…( وزاد
على ذلك إشارات خصّها لنكاح وتعاشق الحروف، فاستقصى فيها واستلطف. 4
لقد انفتح فن الخط العربي الإسلامي، الذي هو بصيغة أكثر ملاءمة من وجهة نظر تقنية
إجرائية فن تخطيط الحرف العربي، على مسارٍ ثري من الإبدالات والتحولات، امتد به
خارج الكَِلِم المؤلف الدال على معنى بل وخارج اللغة العربية ذاتها أحيانا، وانتقل به من
الحافز الورقي…المخطوط والمنمنم إلى فضاءات معمارية وتزيينية أرحب، وإلى ممارسات
فنية بصرية، تنوعت بين زخرفة وتلوين، ونقش وحفر ونحت.
ثم كان الرهان على القيمة التشكيلية، للحرف العربي بحمولته التاريخية الجمالية الروحية،
هو رهان الفنانين المعاصرين العرب في مستوى العمل الصباغي المسندي. هذا الرهان الذي
عبر عنه الفنان السوري محمود حمّاد مثلا، بقوله: «إن الخط العربي عنصر تشكيلي وتجريدي يمكننا الاعتماد عليه لإنجاز أعمال فنية تستند إلى عنصر من تراثنا بدل الاعتماد على الأشكال التجريدية المحضة المستخدمة في الفنون الغربية 5.»
تعددت المقاربات البصرية ضمن المتن الهلامي للوحة الفنية الحديثة، باستلهام الخصوصيات البنائية للحرف العربي من تدفق وانحدار، والتواء واستقامة، واستدارة وانحناء، كما في أعمال طلائعية لمديحة عمر (سوريا) و جميل حمودي (سوريا)؛ أو بصياغة لمرئي تشكيلي عربي هندسي، انطلاقا من أساليب إنشاء الخط الكوفي أو الشطرنجي القائم على التسطير والقياسات الحسابية كما في نخبة من أعمال عصام السعيد (مصر) وكمال بلاطة (فلسطين) على سبيل المثال لا الحصر. فضلا عن تكريس الإيقاع الانسيابي للحرف العربي على خلفيات تجريدية تركيبية كما نجد عند ضياء العزاوي (العراق)، وخلفيات تخطيطية رمزية كما في أعمال لـ رشيد القريشي (الجزائر).
وتعزيزاً لتعدد هاته المقاربات، جاءت التكوينات المنوعة لـ وجيه نحلة (لبنان) على ضروب من الكوفي والرقعي والثلث محلاة بزخارف وتدرجات لونية وظلال، وكانت تشابكات سلاسل محمود حماد (سوريا) الحروفية الموهمة باللانهاية، وتداعيات فؤاد سليم (لبنان) القائمة على "إيقاع" التكرير الالتفافي اللولبي.
إضافة إلى النزوع التقطيعي الشذري لأعمال سعت إلى التأشير على الطاقة التشكيلية الكامنة في الحروف العربية بشكل اعتباطي أو بنثرها مفردة خارج سياق وحدات المعنى من كلمات وجمل، كما في الأعمال الانسيابية المدروسة لـ نجا المهداوي (تونس)، أو أعمال شاكر حسن آل سعيد –وزملائه-(العراق) التي استعاضت وبشكل جاهر مقصود عن نظام الأبعدية perspective مما سمته بالبعد الواحد.
وبقدر ما أشارت التجارب إلى هذا الأفق الحروفي الرًّحب، بقدرما تعدًّدت المقاربات بين انحصار ضمن أنساق تخطيطية graphiques تلوينية coloristes ، تعذّر على الخطاطين فيها حَلُّ معادلة «اللون والحرف »؛ و بين انشدادٍ نحو مجاهيل التجريد (وتجريد التجريد) إمّحت معه معالمُ للخصوصية وسماتٌ للتًّميز. ذلك أن رهان اللوحة الفنية الحديثة، هو بالضرورة فكٌّ لخيوط بَعيدٍ مُلغزٍ، وإمساكٌ بمُنفلتٍ قد يضيع بين الحدود وبين اللاحدود.
إلى هذا الرِّهان الأفُقِ انضم الفنانون التشكيليون المغاربة، مُنخرطين في المشهد العام لتفاعل وتكامل المقاربات الفنية: أحمد الشرقاوي مثلا، بحسِّه التخطيطي الموجِّه لمَسَارِ تجربة العلامة – الرّمز بالمغرب، 6 من الحروف العربية والأمازيغية واللاتينية إلى الأوْشام البربرية والصّحراوية. ومحمد المليحي بمَحسوب ولا محسوب تَمَوُّجاته الانسيابية، والمهدي قطبي بوَشْوَشَاتِ «مُوسيقاهُ » الحروفية المَهْمُوسةِ صدىً ورَنيناً في خَلج المرئيات. وعبد الله الحريري بمَرَحِهِ الحُروفي الذي ينوع مَدَاخله ومخَارِجَهُ في اللوحة، و اُميرِسُ شَغَبَهُ المراوح بين التّخفي والجلاء…
بهذا كانت مساهمة الفنانين التشكيليين المغاربة، ضمن اللوحة المشهدية للحروفية العربية، خَضَّة إيجابية
لحساسيات جمالية فريدة، أساسُها المُتَجَدِّدُ الحَيُّ ذاكرة بصرية مَوشُومَة بالثراء والتعدد، ومدَاها المَرِنُ المفتُوح لمسة
من الإبداع والحداثة هَممْورة بالألَق والبهاء.
من النظرة إلى الحضرة
تمتد اليد بأمر من العين، لتفض صمت أجواء خرساء.. لتجرح بحسيس لمسة
حريرية بياض مساحات شاسعة عذراء.. يتوثب الجسد حاسة بعد حاسة، وتتهيج
فيه رغبة وحشية لمعانقة المدى الملوح ببريق الألوان ولمعانها.. تتسع حدقة العين،
لتلتقط المساحة بأبعادها، بمداخلها ومخارجها، ينتعش الذهن والذاكرة برائحة،
بصوت، وبرجع صدى.. ما يغفله الوعي يستدركه اللاوعي في لحظة انتشاء ووجد
قصوى، تعصف بالجسد وتزج به في حضرة من الشطح بين الصحو والهذيان..
الجِذْبة تأتي من كل مكان.. والرقص نَامُوس الطّقس هذا ما تكتبه الألوان:
جِذْع يلتف على أذرع من مفاصل تتقلص وتمتد.. وعلى معاصِم من أيد تتكور
وتستدير لتنهال بالضربات على أديم من قماش لزج مائع مشبع بالذهن، مترع بالماء.
لوينات تصعد بين مسارب الخطوط.. وتُشعل بالأحمر، بالبرتقالي بالأصفر
والأزرق أخاذيذ ونتوءات المادة… أوراق-خطتها يد سرية أخرى-تنزل متهاوية
نحو قعر لوني تتشتت عبر مداه حروف تعاضلها حروف.. تلتوي.. تنساب..
وتضيع بين الخفوت والإشراق.
أعمال الحريري.. نوافذه المربعة والمستطيلة.. منافذ لعين عاشقة تستقصي بالبصر
ما يُلمس ويُهمس ويُسمع.. سرّا وجوديا بين سماء وسماء أخرى..
نوافذ الحريري.. عالم ينفتح على عوالم.. ضمن دوائر لولبية لا تعرف غير الرجع والالتفاف..
نوافذ الحريري.. هندسة خَفية 7 لشبكة مركبة من الأبعاد، تتقاطع تسطيرات
وخطوطا مُضْمرة وظاهرة، تستدرك بالحواس ما لا تدركه الحواس.
«جُلْ ترى المعاني » ترافق تفاعلات المادة وتكثلاتها بين لمس ولطخ وخدش
ومسح… وتخطيط وتسطير ونثر للأصباغ وللحروف..وتداع للأثر trace بين ظل
يورق زخارف وتناميق، دوائر،أقواس والتفافات حلزونية.. وبين صدى يتلاشى
عبر أجواء سديمية، مائعة، داكنة، رطبة.. فيما تشرق شموس الحريري، وتنفتح
نوافذ تجربته الجديدة على مساحات واسعة ممتدة من قماش.. على صحاري
وفياف مأهولة بالحرارة والضوء، تتناغم عبر تقاطع هالات النور فيها العلامات والزخارف والحروف، وتتناسل في ثنايا أديمها، الألوان
براقة، لامعة، سعيدة..
لُوَيْنًا لُوَيْنًا و نَغمَةً ton نغْمة.
سمير السالمي
الرباط – غشت 2010
هوامش النص العربي
1 – نقترض هذا الاصطلاح من محيي الدين بن عربي، وهو يدل لديه على تمثل الحقيقة المعنوية في الوجود المادي الملموس.
2 – انظر في هذا مثلا:
Gérard Dessons, l’illusion graphique, in. Peinture et écriture 3 frontières éclatées, coll. Traverses, éd. UNESCO, Paris, 2000.p-p.349 – 356.
3 – وعلى غرار ذلك أيضا القول المأثور عن أبي نصر الفارابي «الخط أصيل في الروح وإن ظهر بحواس الجسد .»
4 – انظر في هذا: الفتوحات المكية، دار صادر، بيروت، بدون تاريخ للطبعة، الجزء الأول، ص. 51 وما بعدها.
5 – مهى القواص، مجلة الحياة التشكيلية، عدد 9، وزارة الثفافة، سوريا، 1988 ، ص. 38 .
6 – انظر في هذا مقالنا المعنون ب: «رهان المكاشفة في الفن الحديث »، العلامة – الرمز في الصباغة المغربية، جريدة العلم عدد
29 ماي 1998 .
7 – إذا كان الخط هندسيا هو عبارة عن متوالية من النقاط، فإن الفضاء الثنائي الأبعاد، بصريا، هو بمثابة شبكة دقيقة من نقاط متراصة
تقوم عين الفنان بحسب بول كلي Paul Klee بمسحها وباختراقها لتسطر عبرها سبلا مختارة يشار إليها عادة بخطوط القوة. تشكل
هذه الخطوط الهيكل الذي يقوم عليه معمار العمل الفني في الرسم والصباغة، وتقوم كأساس خفي لمجموع الحوافز الضامنة لتناغم
الأثر الإبداعي، ولوحدته العضوية البصرية. من هنا صح أن خطوط القوة هاته كما يرى شارل بولو هي في محل الهندسة الخفية من
كل بناء فني. أنظر في تفصيل هذا، كتاب:
Charles Bouleau, Charpentes – la géométrie discrète des peintres, éd. Seuil, Paris, 1963.