تجليات من عناقيد التشكيل بـ تسية
- يوليو 5, 2011
- 0
مقالة للفنان التشكيلي والناقد سعيد العفاسي حول تفعيل برنامج أنشطة المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس بإشراك تلميذات و تلاميذ إعدادية “المسيرة” بمدينة “تسية” قرب فاس.
من تنظيم المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل بفاس
تجليات..من عناقيد التشكيل
احتفاء بانتهاء الموسم الدراسي، وتفعيلا لبرنامج أنشطة المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس، والذي سجل انفتاح الدورة على مؤسسات تعليمية بفاس وخارجها، من أجل ترسيخ مبدأ التعاقد وإشراك التلاميذ والتلميذات في العملية الإبداعية سواء من خلال زيارة أروقة المهرجان والتي أثث فضاءاتها 56 فنانا تشكيليا من 12 دولة، تحت شعار: " تجليات الفنون التشكيلية في خدمة قضايا الوطن" دورة الفنان التشكيلي المغربي : " عبد الله الحريري" من8 أبريل الى 28 منه 2011، أو من أجل البحث في المضامين التشكيلية التي ينتجها الفنان، والقبس من تجارب المشاركين، والتي امتازت بالتعدد التقني والنظري والعملي والمفاهيمي.
في هذه الإطار نظم بفضاء إعدادية المسيرة بمدينة تسية معرضا تشكيليا، هو عبارة عن نتاج الورشة الفنية التشكيلية التي نظمت لفائدة تلاميذ وتلميذات الإعدادية يوم 20 أبريل 2011 توجت بزيارة لأهم المعالم التاريخية والحضارية لمدينةِ 12 قرنا من التنوع والاختلاف والرقي بالإنسان، حيث افتتح المعرض بزيارة الأعمال الفنية من طرف السيد مدير الإعدادية محمد الجناتي وبحضور مفتش مادة التربية التشكيلية والأطر الإدارية والتربية بنفس الإعدادية، والفنان التشكيلي إدريس الهدار، والأستاذ الصحفي عبد العلي التلمساني والفنان الموسيقي محمد المياح، والمخرج السينمائي أحمد فارس، حيث فتح نقاش عام فكري وتقني حول أهم التقنيات والأساليب التي استعملها التلاميذ في أعمالهم محاولين التركيز على معالم الضوء والظل والحفر بصريا في مجمل اللوحات التي كانت تؤثث فضاء الورشة، وكانت ملهمة لهم حافزا على تطوير مواهبهم التي تحتاج فقط إلى لمسات بسيطة ويكون الإبداع كبيرا.
وبالمناسبة أكد رئيس المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل والمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس سعيد العفاسي، أن الفن عبارة عن حصول أثر من الشيء في النفس، ولا بد أن يكون الأثر الحاصل من كل شيء غير الأثر الحاصل من الشيء الآخر، وهذا هو المراد بحصول صورة الشيء في العقل، إذ ما من شيء إلا بإزائه صورة في العقل غير الصورة التي بإزاء شيء آخر، وهي غير ما بإزائه صورة أخرى، فلا بد أن يكون صورة كل شيء عين حقيقته وماهيته.
بهذه الحقائق التشكيلية البصرية العميقة، كانت الزيارة والتلقي، والبحث عن المضامين التشكيلية، وقوة الضوء ولغة الشكل، من أجل استجلاء تعبيرية العمل الفني ومحالة الوصول إلى اشراقة العقل لفهم ما لا ينكشف وكشف ما لا يدرك، بالبصيرة التي تنفذ لعمق المعنى وتبسط جمالية التلقي، كانت الزيارة مشفوعة بالتجلي البصري، ثم كان التجلي العملي بعد الاشتغال في الورشة بتقنيات البحث عن ما انطبع في الذاكرة وما تجلى في تلك اللحظة المشرقة، المدعمة بسنائد عدة وإشارات بليغة وألوان ممهورة بتجارب 56 فنانا مشاركا في المهرجان، كل ينشد التجليات بتنوع فكري وتقني طبع جل أعمال المشاركين في المهرجان، كان هدفه الأساس هو خدمة التشكيل المغربي من خلال اعتماد مشاركات مختلف من دول متباينة الأساليب والمشارب الفنية ولها اختلافات جذرية في الثقافة والعادات والتنوع الثقافي، الأمر الذي خلق فرصا كبيرة للتلاقي وتبادل الأفكار والتقنيات والتباحث في مناهج وطرائق الاشتغال قصد تمرير اللغة التشكيلية وتمتين العلاقة الفكرية بين انشغالات وهموم الفنان ثم المتلقي، ومن جهته أعرب مفتش مادة التربية التشكيلية ومدير المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية الفنان محمد ابن كيران، عن عميق تأثره بالأعمال التي أنجزها التلاميذ والتلميذات المشاركين في الورشة، حيث أبانت عن تفكير تشكيلي يؤشر على رؤية فنية للمحيط العام والخاص، وأكدت الفنون التشكيلية حضورها القوي والسليم في بث الحماس لدى الشباب وتعزيز قدراته على التواصل أكثر من أجل الابتعاد عن كل ما يعيق تطور الفكر الراقي واندماجه في المؤسسة بإنتاجية هادفة تسمو بمداركه وتقوي ملكاته.
إن تجلي اللوحات، بدا جليا من خلال أعمال هؤلاء البراعم الأصيلة، حيث حملت أفكارها في أعمالها، وتشبعت من كل المرئي، ونقلت لنا خبراتها، وتجلت أعمالها وتقنياتها وأفكارها في قضايا الوطن، حيث جاءت الأعمال المنجزة في الورشة تحت أضواء اللوحات المتدلية من عناقيد التشكيل، بنفس واحد وبتنوع مختلف، بل بالتلاقي والتلاقح، كل ذلك من أجل استجلاء العملية الإبداعية لاستشراف أفق التلقي والمساهمة في تدريب العين بالمشاهدة والمراس، التي تعتمد على كل الحواس بالاضافة الى البصيرة والبصر.
وفي السياق ذاته أكد مدير الإعدادية محمد الجناتي، عن شكره العميق للمرصد الجهوي وللمهرجان، حيث كانت هذه الورشة مناسبة لتفريغ شحنات الضغط الدراسي، والانفتاح على عوالم بصرية وحضارية ومعمارية متنوعة، الأمر الذي انعكس إيجابا على أعمال التلاميذ حيث كانت أعمال المهرجان متجلية في المعرض وكانت فاس حاضرة بكل مكوناتها المعرفية في اللون والشكل والتاريخ، ومن جهتهم أعرب المتدخلون خلال حفل توزيع الشهادات على المشاركين والمشاركات في المعرض، عن مدى إعجابهم بالأعمال المعروضة للتلاميذ والتي تستحق العناية والرعاية، لتطوير المكتسبات وتتشذيب التجربة، لتعميق الوعي بأهمية التربية التشكيلية في المدرسة.
تجدر الإشارة إلى أنه وفي نفس السياق تم تنظيم ورشات فنية لفائدة تلاميذ وتلميذات الثانوية التأهيلية "الأدارسة" بفاس ومجموعة مدارس إش نعكي بقرية سكورة بجهة بولمان.
علما أن الصور من موقع المرصد الجهوي للمعرفة والتواصل
www.marssad.skyblog.com
أعزاءنا، يمكن أيضاً قراءة المواضيع التالية المتعلقة بالمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس
تعريف بـالمهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس 2011
كلمة المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس 2011
متابعة المهرجان الدولي التاسع للفنون التشكيلية بفاس 2011