هناك تحت الرماد..
تعشى الفافة بشفتين قدهما الجفاف ..
هناك على شفير الموت ..
أعاده الحزن اليها..

تحت الرماد

هناك تحت الرماد
تعشى الفافة بشفتين قدهما الجفاف
هناك على شفير الموت
أعاده الحزن اليها
كان قد فر منها للسفر
سئم الحب
هرع يلملم بقايا حقيبة
تأبطها…
كانت محزومة بالوجع
هناك التراب
وهناك يكون معنى للتراب الذي انثر…
صار رمادا مسروق

هناك تحت الرماد
أز بجبروت
عض سواك بفكين من حديد
سر يكتبه على ورق
ونار تلظى تحرق في أرق

رصاص صدأ
وأشلاء ضيعتها الدماء
ضيعتها أرواح الشهداء
لتكون هناك
فتحت السماء….
والبندقية تفجر الرصاص المكبوت في المرجل

أمالها الحنين…
للحب المنتظر
للوعد الذي أعاده للريعان
كان صغيرا عندما تعلم الحب
قد وعدها بإكليل وقدر
شوهته حقيبة السفر

تذكر البندقية
أعاده إليها وابل من رصاص
زف رفاقه فهرع
فر بين الصداع والألم
حنين يغز رأسه
وألم يأنّ ويصدح
هرب
للركود والسكون
في حضرة الله
سبحانه أسراك من بعيد للبعيد
هناك الجنة
هناك الرفاق يمتشقون الفرح
تابع سيره والهلع
بعدما أعادته للأرض
شظايا ودماء
وتراب التحفه بشراسة
دس يديه في الحاف
جمع تبغه من ذكريات
تعشى سيجارة
أشعلها بعنف
بعد شهيق هيأ له النسيان تحت اللحاف

تحت الرماد
تناساه للمرة الألف
والألف بعد الألف
ظنه في الرمال
ظنه في الوشاح
ظنه في أي مكان
لكنه العار والعار أكبر من وشاح
كان في الرأس والوصية
يناطح ذكرى
لأن اللحاف هدية
تراب أرضه ورثه عن أمه
عندها أدار بظهره أدار البندقية
أدار العالم للوجه الأخر
وأمتطى روحه يحمل حفنة من وصية
هناك تحت الرماد
والموت يتسلى في الرفاق تحت المطر
انهمر كالسيل يعانق الرصاص تحت المطر
كانا يتضاجعا بعنف
كانا يتحاكيان
عن التراب المعتق بالرصاص
وعن الدماء التي تستنشق الثأر في سئم وضجر….

ثائر مسلاتي