تطور الأزياء عبر التاريخ جـ1
- يونيو 8, 2012
- 0
تشمل منطقة المشرق العربي حوض النيل وحوض الرافدين، تتوسطهما بلاد الشام، بما تشكله تلك المنطقة من حالة فريدة في الحضارات البشرية التي ازدهرت في هذا المكان، وحيث ظهرت الديانات السماوية، وعرفت بدايات التعريف عن الأفكار بالرموز والأشكال المسمارية وصولاً إلى الأبجدية أهم اختراع في التاريخ الإنساني.
الأزياء عبر التاريخ محاضرة لمصممة الأزياء سهى شويحنة
أقامت مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ندوة تحت عنوان " الأزياء السورية بين الفلكلور والمعاصرة" وذلك في مديرية الثقافة بتاريخ 24/1/2012، حيث تحدّث المصصمة "سهى شويحة" عن أبرز التطوات التي طرأت على الأزياء عالمياً عبر تسلسل تاريخي مرتبط بالبيئة والإقتصاد والمناخ، فامتازت الأمسية بكثافة للمعلومات وسرد شبه تفصيلي لمراحل تطوّر الأزياء إبتداءً من عصور ما قبل التاريخ أي من العصر الفرعوني والسومري والبابلي ومروراً بالتأثير الفينيقي والآشوري والإغريقي، بالإضافة إلى استعراضها لتأثير الغزوات والاحتلال والحروب على الأزياء بالمجمل.
ونظراً لأهمية هذه المحاضرة فقد وجدنا ضرورة عرضها كاملة في عالم نوح وذلك عبر عدّة أجزاء:
الجزء الأول:
وكان موقع بلاد الشام المتوسط بين حوضي النيل والفرات مجالاً لالتقاء الحضارات القديمة والصراع بينها. فكان هناك السومريون والأكاديون والعموريون بدولهم المختلفة في بابل وماري ومملكة يمحاض في حلب ، وإيبلا.
وكان هناك الكنعانيون وفصيلهم الساحلي الذي أطلق الإغريق عليه تسمية "الفينيقيين" لابتكارهم اللون الأرجواني.وكان لابد لهذا الاتصال والاحتكاك والصراع أن يولّد تأثراً و تأثيراً بين الحضارات الكبرى التي ظهرت في وادي النيل منذ الألف الرابع قبل الميلاد خلال الأسر الفرعونية المتتالية، والحضارات التي ظهرت في حوض الرافدين وبلاد الشام من سومرية وأكادية بابلية وآشورية وعمورية وآرامية وأخمينية وإغريقية وصولاً إلى الرومانية.وانعكس ذلك في العادات والتقاليد والأزياء وأسلوب الحياة، فظهر التأثير الفرعوني في بلاد الشام، وظهر تأثير بلاد الشام في مصر والرافدين وامتد إلى روما.والناظر في الأزياء المتناثرة عبر التماثيل في المتاحف يدرك مدى التلاقي والتأثير المتبادل بين تلك الحضارات وهذا شأن مألوف في التاريخ البشري.
مراحل ما قبل التاريخالتأثير الفرعوني الألف الثاني والأول قبل الميلاد
التأثير السومري الألف الرابع والثالث قبل الميلادالتأثير البابلي الألف الثاني والأول قبل الميلاد
التأثير الفينيقي نهاية الألف الثاني وبداية الأول قبل الميلاد
بسبب الغزو كان للفراعنة تأثيراً على الأزياء السورية فظهر منتج التونيك (الثوب القصير للركبة) وظهرت التنورة والثوب المخنصر مع عدة ثنيات وكسرات ودرابيات وميزت الأزياء بنقوش مطرزة بخيوط من الذب والخرز والأحجار الكريمة ونصف الكريمة وتلك الأزياء برزت جمالية الجسد لشفافية الحرير والأقمشة الرقيقة وخاصةً لأهل الطبقة الحاكمة .. مع غنى بتاج الرأس والترف به ..
التأثير الفرعوني 2000-1000 ق.م
أما عامة الشعب فمن الكتّان الخشن المقاوم .. وظهرت ألوان التركواز والفيروزة والأصفر والأحمر .. والأرجواني الذي اقتبسه الفراعنة من الفينيقيين. تواكبت تلك المرحلة مع الدولة المتوسطة في مصر… وفي سورية حضارة ماري وأوغاريت .. مع فينيقيين الساحل.. فتأثر الزي السوري بالسومري فأزداد الثوب خنصرةً. وظهرت عدة قصات ومنحنيات داخل الثوب..
ظهرت طبقات متعددة (كشكش) وظهرت للمرة الأولى النهايات المزركشة في الزي كالتطريز والريش وميز زي المرأة بكنار على هيئة أوراق أشجار متوضعة فوق بعضها البعض وموزعة على أطراف الزي أحياناً
وبسبب طريق الحرير والتجارة الذي جلب تأثيراً من شرق آسيا فظهر منتج الكاب، الشال، الزي الملفوف لفاً حول الجسد (كالساري) وميزت أزياء الملوك بغناها وتطريزاتها عن أزياء عامة الشعب وغالبية الأقمشة من الصوف والكتان وجلود الحيوانات.. مع ألوان متعددة كالأحمر والأزرق والأسود والأبيض.. وقل الترف بإكسسوار وتيجان الرأس.
التأثير البابلي 2000-1000 ق.م
ميزت بالثوب الطويل وفوقه الكاب الملفوف لفاً حول الجسد وتشابهت أزياء النساء والرجال معاً..مالت أزياء النساء إلى الخطوط المستقيمة. مع عرض على الحزام وكان الحزام رمز للمكانة والفخامة بين طبقات الشعب. والأسر الحاكمة.
وهي استمرار من السومري مع الفن بالشال وشراشيب وزركشات وظهرت ألوان جديدة كالبنفسجي والأخضر الزيتوني والأحمر الطوبي.
وأيضاً لم يكن هناك ترف في الاكسسوار وتيجان الرأس..
التأثير الفينيقي 2000-1000 ق.م
كان لهم عدة مدن هامة في الشرق المتوسط أبرزها أوغاريت- صور- جبيل وبنوا غرب المتوسط في القرن 9 قبل الميلاد مدينة قرطاجة التي تحولت إلى أجمل مدينة في العالم ذلك الوقت ولذلك كانت لهم الهيمنة الحضارية على المتوسط بشرقه وغربه.
ولهذا كانت الأزياء متنوعة وتحمل تأثيرات مختلفة من السومري، إلى الإغريقي .. ميزت بأثواب منقوشة ومستقيمة ولها درابيات كثيرة.. مع الشال بكنار مطرز وبليسات أسفل الأثواب .. مأخوذ بشكل زخارف عمرانية وأشكال من فن العمارة.
التأثير الآشوري 2000-1000 ق.م
تميزت الأزياء بتنوع شديد عند الرجال وقل ظهورها عند النساء وهذا ما دلت عليه الآثار والمنحوتات، وذلك دلالة على أن المجتمع الآشوري كان للرجال أكثر منه للنساء..
فأزياء الرجال ميزت بين الدينية. وملابس الصيد والحرب اليومية للمجتمع الملكي وما يرتديه الملوك عند إصابتهم بالأمراض لطرد الأرواح الشريرة . فالملابس البيضاء المصنوعة من الكتان أعطت الطابع الديني ونادراً ما ارتداها الملوك فرمز الكتان عند الآشوريين على الطهارة والوقار فزينت تيجان الرأس البسيطة بشرائط كتانية .
وظهرت أغطية الرأس عند المرأة بشكل كاب ووشاح وهذا يعتبر ولادة /العمامة/ التي استمرت فيما بعد وظهرت الشملة باللون الأسود والأبيض والعباءة الكبيرة.
كما ظهرت تقنيات التطريز من رسومات هندسية الشكل، نجوم .. مضلعات .. وأشكال أسطوانية، بحيث توصل بالزي ويمكن فكها لتنظيف الزي، فهذا هو الابتكار في المنتج.
التأثير الفارسي 550-330 ق.م الفترة الإخمينية
كانت إيران ملتقى للفنون القديمة في الشرق الأدنى وأيضاً تأثرت بفنون بابل وأشور وماري ومصر والهند وبلاد اليونان .. وفي هذه المرحلة من التاريخ اقتسمت الحكم في العالم القديم وعاشت ازدهار حضاري أثر على الفنون
الأخرى كالإغريقي والبيزنطي والرماني والصيني، وعلى أراضينا أيضا.
فميزت الأزياء بالقميص التونيك مثل السيدة الآشورية – وثوب طويل مع كاب ووشاح للرأس يشبه الإيشارب بشراشيب وظهر فتح (البالطو) من العباءة بشكل مانطو والرداء الملتف من الرأس إلى الجسد ..
والإغلاق (الرد) والسروال وكان هناك أهمية لأغطية الرأس والعمامة والأقمشة المستخدمة مثل التيل والصوف والجلد والحرير والألوان متعددة تدرجات الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والبني.. والزخارف المستوحاة من الطبيعة والحيوانات.
التأثير الإغريقي 333 -64 ق.م الفترة الإخمينية
في تلك الفترة كان السكان الأصليين من الآراميين وبقايا العموريين وبعض القبائل العربية.. فتميزت الأزياء بالأحجام الكثيرة الثنيات لتشكل درابيات متعددة، وميزت ملابس النساء والرجال بهذا التشابه مع قطعة الشال الكبيرة المطرزة نهايتها بنقوش عمرانية زخرفية.
وللقماش أثره الهام في تلك المرحلة لإظهار جمال الزي . واستخدمت أقمشة الصوف العادي لعامة الشعب والفخم للطبقات الحاكمة وكذلك الحرير المحلي والمستورد من الصين وحصر للطبقات العليا فقط والقطن مطبوعاً أو مطرزاً أو منقوشاً والتيل منقوشاً أو مطرزاً..
وأهم الألوان البنفسجي والأصفر والذهبي والأخضر والأحمر القاتم والقرمزي القاتم والأبيض والأسود.. أما أغطية الرأس فلم يكن هناك أي نوع من الأغطية أو الوشاح بل شريط أو شبك من أوراق الشجر من الذهب الخالص..
كما تنوعت في تلك المرحلة أنواع أثواب النساء منها الرداء الدوري Doric (ثوب طويل مع شال يرتدى مع حزام أو بدون)
الرداء الأيوني (متعدد الأنواع _قصير وطويل_ للرياضة، للصيد، للخيل)
أما في الجزأ الثاني فسنطرح:
مراحل ما بعد الميلاد
التأثير الروماني 64 ق.م – 335 م
التأثير البيزنطي 335 م – 636 م
التأثير الإسلامي 636 م= 15 هـ
متابعة أغيد شيخو_ عالم نوح