مقالة “تعريف الشعر وعناصره وأنماطه” من كتابة واقتراح الشاب مصطفى الآغاكدراسة مختصرة عن الشعر. وهي رافد للحوار القائم في صفحة “نادي عشتار الثقافي وأمسية أدبية”. نرجو أن تساهم في إغناء الحوار. نوح

رابط الأمسية الشعرية التي أقامها نادي عشتار الثقافي بـالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب 

مقالة بقلم مصطفى الآغا

تعريف الشعر وعناصره و أنماطه


تَعريفُهُ: الشعر هو على المشهور كلام ذا معنى موزون مقفى، مقصود، هذا هو أبسط تعريف للشعر وهو الذي يخطر ببالنا عندما نسمع هذه الكلمة، وقد تحمل بأسس الشعر وأنه كلام أي ألفاظ ذات معنى كُسِيَت حلة من الوزن والقافية.


قال عنه ابن منظور: "الشعر: منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية، وإن كان كل علم شعراً"، وقال الفيومي: "الشعر العربي هو: النظم الموزون، وحده ما تركّب تركباً متعاضداً، وكان مقفى موزوناً، مقصوداً به ذلك. فما خلا من هذه القيود أو بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً)، ولهذا ما ورد في الكتاب أو السنة موزوناً، فليس بشعر لعدم القصد والتقفية، وكذلك ما يجري على ألسنة الناس من غير قصد؛ لأنه مأخوذ من (شعرت) إذا فطنت وعلمت، وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه به، فإذا لم يقصده، فكأنه لم يشعر به"، وعلى هذا فإن الشعر يشترط فيه أربعة أركان، المعنى والوزن والقافية والقصد.


ويقول الجرجاني: "أنا أقول – أيدك الله – إن الشعر علمٌ من علوم العرب يشترك فيه الطبعُ والرّواية والذكاء".


عَناصِرُهُ:


يتكون الشعر -وكل عمل أدبي- من خمسة عناصر وهي:


أولا: العاطِفَةُ،


وهي شعور الإنسان وما يختلج في صدره تجاه أمرٍ أو شخصٍ أو فكرةٍ ما، والعاطفة إنما تعرف باسمها، كالحزن والفرح والخجل والغضب والأنس والود والحب، أو تميز بمظهر من مظاهرها، كالابتسام والضحك والبكاء والدمع واحمرار الوجه وما إلى ذلك، وكلها تصلح موضوعا للشعر، وأختلف هنا مع اليوت حيث يقول: "ليس الشعر إطلاقاً لسراح العاطفة وإنما هو هرب من العاطفة وليس هو تعبيراً عن الذات بل هرب منها"، فإنه لم يصب، حيث أن الشعر تعبير عن العاطفة فيخرجها وقد صورت في صورة تقربها للأذهان، وهذا من فضل الشعر ومما يتفرد به الشعراء، حيث يعجز الفلاسفة عن تعريف العواطف وهو لاشك صعب إن لم يكن مستحيل، بينما يستطيع الشاعر أن يترجمها إلى صور بديعة تخلب الألباب.


والعاطفة إنما تكون عامة في المجتمع أو الأمة، أو خاصة بالشاعر ذاته، ويحسن بالشاعر أن يحيل العاطفة الخاصة إلى عامة حتى يشرك معه غيره فيها وإلا فإن نجاحه في أمر ما أو حصوله على عطية من شخص ما قد لا يعني السامع لكنه إذا تحدث عن فضيلة الكرم مثلا إشارة إلى كرمه أو فرحة النجاح وعلو الهمة لأنس الناس بقولك ولأحبوه.


يقول الدكتور شوقي ضيف: "وأجمل العواطف ما كان يبعث على القوة في الحياة كهذا الشعر الذي يتكلم عن مظاهر البطولة والشجاعة أو يعجب فيه الشاعر ببطل من أبطال الأمة، فإنه يعجبنا وكأننا نشارك القوي في قوته".


والأبلغ من وصف العاطفة نفسها وصف التقلب بين العواطف والحال التي يخرج بها المرء من عاطفة لأخرى، وكذلك اختلاطها، كاختلاط الحب بالحزن في الرثاء، والحب بالرغبة في النسيب وغيرها.


ثانيا: الفِكرَةُ،


الفكر بكسر الفاء اسم للعمل الذي يقوم به العقل للوصول إلى معرفة مجهول من تصور أو تصديق، لاستحضار صورة المجهول، أو حكمه، أو جلاء الشبهة حوله، وأعمال العقل المسماة تفكيراً من أجل الوصول إلى المجهول كثيرة كالتذكر والتصور، والتخيل، والتفطن، والفهم، والتمييز، والمفارقة.


ولابد للشاعر من فكرة يقوم عليها شعره، يطرحها أو يناقشها، فإن الإنسان بطبعه يرغب في أن يكون لكلامه معنى وأن يَستَمِعَ لما له معنى، فالشعر كالموسيقى من حيث الطرب ولكنه يمتاز بمعناه، بل ربما أحب المستمع ألا تكون الفكرة جلية فربما يرغب في أن يعمل فيها عقله ويفتش عنها ليستخلصها، فإن الوصول للقصد بعد الفكر يشعرك بلذة القول وفضله ويُثبِتُ الفكرة، يقول الجرجاني: "ومن المركوز في الطبع أن الشيء إذا نيل بعد الطلب له أو الاشتياق إليه ومعاناة الحنين نحوه كان نيله أحلى وبالمزية أولى فكان موقعه من النفس أجل وألطف ".


وقال الدكتور مجاهد عبد المنعم عن الفكرة أدبياً :"الفكرة هي بالنسبة للفنان الأساس الذي ينبني عليه العمل الفني، وهي بالنسبة للقارئ الاستخلاص النظري عما عبر عنه الفنان بالصور.. إنها التعميم المباشر للهدف الذي قصد إليه الفنان.. وانعدام الهدف الواضح عند الفنان يرجع إلى سطحية نظريته للعالم وعجزه عن الوصول إلى جوهر الواقع.. والفكرة يجب أن تكون ذائبة في العمل الفني ولا نجدها بشكل مباشر.. وكلما اختفت الفكرة وتقنعت جاء العمل أكثر فنية.. وذوبان الفكرة في الصورة يخلق المثال في العمل الفني كما يقول هيجل.. وإذا تصادف وجود الفكرة بشكل مباشر كان هذا دليلاً على ضعف العمل الفني، أو عدم فنيته على الإطلاق".


ثالثا: الخَيالُ،


التخيل والخيال في النص الأدبي اختلاق صور لم يشهدها الحس بذلك التركيب، وإنما كانت صور أجزائها مما جرده العقل، واحتفظت به الذاكرة، لذا فهناك ارتباط وثيق بين التخيل والتصوير، ثم إن الصورة قد تكون معقولة بمعنى أن العقل لا يحيل وقوعها في الخارج، وقد تكون غير معقولة، ولابد أن يصدر عن وعي عقلي، فليس هو كخيالات النائم، وأن تكون تأليفة الخيال وتركيبيّته معقولة، وأن تكون دالة.


إن الشاعر يحتاج للتخيل لأنه لا يعبر تعبير مباشر مجرد كما يفعل العلماء، بل يعبر تعبير تصويري كأن يقول "فلان أسد"، إذا أراد أن يصف شجاعته، وكأن يصور السماء كشخص يبكي ودموعه المطر ومقلته السحاب، وغير ذلك كثير تجده في أشعار العرب، وأبلغ التصوير هو ذلك الذي يجعل من الأشياء الروحية المعنوية واقعا يمكن لمسه أو تخيله فهذا ما يعجز عنه الفلاسفة والمفكرين، ولكنه هين على الشاعر، وهذا هو الدافع الذي يجعل الأدب والشعر أرضا خصبة للمشاركة الوجدانية.


رابعا: الأُسلوبُ،


هو تلك البصمة التي تلمحها بين أروقة النص والتي يعتمدها الكاتب في كل كتاباته أو بعضها أو على مستوى عمله الواحد، ولا تخلو هذه البصمة من أن تكون بصمة تصوير أو معنى أوما شابه وفي رأيي أنها ربما لحقت بالنظم حال استخدام الشاعر ألفاظ معينة عند مناقشته قضية بذاتها حيث قد يغلب عليه استخدام ألفاظ في ذلك الشأن بنظم معهود لديه فيكون ذلك أسلوبه.


وإذا كان الاستمرار بالألفاظ على نسق معين يسمى نظماً، فإن الاستمرار بالمعاني على نسق مرسوم يسمى أسلوباً، فالأسلوب هيئة تحصل عن التأليفات المعنوية، والنظم هيئة تحصل عن التأليفات اللفظية.


والأسلوب في النص الأدبي ظاهرة دائمة أو أغلبية في نصوص كاتب أو فئة من الكتاب يتعلق بالشكل والمضمون ككون لغته تراثية، أو متجددة، أو عامية أو من السهل الممتنع، ومن معاني الأسلوب إطلاقه على طريقة المؤلف في تنسيق أفكاره، فالأسلوب بهذا المعنى هو الترتيب والانسجام.


تتغير سمات الأسلوب تبعاً لكل عصر، تماماً كما تغير من شخص إلى آخر، ومن هنا قالوا: الأسلوب هو طريقة الكاتب في التعبير عن موقف ما، والإبانة عن شخصيته الأدبية المتميزة عن سواها، وهو أنواع أهمها:


1. الأسلوب الأدبي: وأبرز صفاته الجمال، ومنشؤه جماله وخياله وحسن استعماله للتراكيب والمفردات.. ويتميز بالتصوير الدقيق، وتلمس لوجوه الشبه البعيدة بين الأشكلة، وإلباس المعنوي ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنوي.
2. الأسلوب التجريدي: وهو الذي يعبر عن الأفكار عوضاً عن الأشياء الحسية والمشاهد والأشخاص.
3. الأسلوب الحكيم: وهو تلقي المخاطب بغير ما يترقبه إما بترك سؤاله والإجابة عن سؤال لم يسأله، وإما بحمل كلام المتكلم على غير ما كان يقصد ويريد تنبيهاً على أنه كان ينبغي له أن يسأل هذا السؤال أو يقصد هذا المعنى كقوله تعالى: "ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل".
4. الأسلوب الخطابي: وتبرز فيه قوة المعاني والألفاظ، وقوة الحجة والبرهان، وقوة الخصيب، ويستخدم فيه الخطيب تعبيراً يثير العزائم.. ولجماله ووضوحه شأن كبير في تأثيره بالسامعين.
ومن أظهر مميزات الأسلوب الخطابي التكرار، والمترادفات، وضرب الأمثال، واختيار الكلمات الجزلة الرنانة.. ويحسن أن تتعاقب ضروب التعبير من خبر إلى إنشاء، ومن تعجب إلى استفهام لجذب المستمع إليه.
5. الأسلوب العلمي: هو أهدأ الأساليب، وأكثرها احتياجاً إلى المنطق السليم والفكر المستقيم، وأبعدها عن الخيال الشعري لأنه يخاطب العقل، ويناجي الفكر، ويشرح الحقائق العلمية التي لا تخلو من غموض وخفاء.. وجماله في سهولة عباراته وحسن اختياره لألفاظه، وتقديره لتقليب الكلام حسب الأفهام، ويحسن التنحي عن المجاز، وعن المحسنات إلا ما يجيئ عفواً (جواهر البلاغة).
6. الأسلوب المتكلف: وهو الأسلوب المفعم بألوان الصنعة البديعية يغطون به المعاني الضحلة وهو الأسلوب الذي عرف في العصور المتأخرة بدءاً من العصر العباسي السلجوقي (منذ القرن الخامس والسادس الهجري) حتى مطلع عصر النهضة.
7. أسلوب المولدين: هو أسلوب ظهر في مطلع العصر العباسي كتب به المولدون، ويتميز أسلوبهم بالرصانة والجودة، ويكون خالياً من الألفاظ الوحشية والغربية، والألفاظ العامية والمستهجنة كما يتميز بتجديد الأصيلة


خامسا: النَّظمُ،


وربما دخل النظم ضمن الأسلوب ولكنني أحببت إفراده لأهميته فهو كالحائك الذي يستعمل خيط اللفظ مع إبرة المعنى لينسج ثوب الشعر.
والنظم: هو مقدرة الشاعر على الجمع بين اللفظ والمعنى بحيث يتناسبان، ومقدرته على استخلاص الألفاظ الملائمة للمعنى من ذاكرته الأدبية وترتيبها ترتيبا بلاغيا مستخدما أصول هذا العلم للخروج بالشعر في أسمى صوره.


يقول القرطاجني: "النظم صناعة آلتها الطبع. والطبع هو استكمال للنفس في فهم أسرار الكلام، والبصيرة بالمذاهب والأغراض التي من شأن الكلام الشعري أن ينحى به نحوها؛ فإذا أحاطت بذلك علما قويت على صوغ الكلام بحسبه عملا، وكان النفوذ في مقاصد النظم وأغراضه وحسن التصرف في مذاهبه وأنحائه إنما يكونان بقوى فكرية واهتداءات خاطرية تتفاوت فيها أبكار الشعراء".


ويحتاج الشاعر إلى قوى عشر تعينه على نظم الشعر ذكرها القرطاجني كذلك وهي:


1. القوة على التشبيه فيما لا يجري على السجية ولا يصدر عن قريحة بما يجري على السجية ويصدر عن قريحة.
2. القوة على تصور كليات الشعر والمقاصد الواقعة فيها والمعاني الواقعة في تلك المقاصد
3. القوة على تصور صورة للقصيدة تكون بها أحسن ما يمكن (من حيث توالي أجزائها).
4. القوة على تخيل المعاني بالشعور بها.
5. القوة على ملاحظة الوجوه التي يقع بها التناسب بين المعاني.
6. القوة على التهدي إلى العبارات الحسنة الوضع والدلالة على تلك المعاني.
7. القوة على التخيّل في تسيير تلك العبارات متّزنة.
8. القوة على الالتفات من حيّز إلى حيّز والخروج منه إليه والتوصل به إليه.


أَنْمَاطُهُ:

 

 ظل شكل القصيدة قبل عصر النهضة في الأدب الحديث ـ وهي فترة النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ـ يجري على نمطه الذي كان سائدًا خلال العصر العثماني. فظل، بالرغم من تفاهة أفكاره وابتذال معانيه وأساليبه المثقلة بالصّنعة والبديع، محافظًا على شكل القصيدة التقليدية سواء في بحورها الخليلية أو قافيتها الموحدة أو بيتها المكون من صدر وعجز.
ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، بدأ الشعر العربي الحديث يغيِّر نمطه وكانت أهم تجديداته متصلة بالموضوعات وإن ظل شكل القصيدة يتبع القالب التقليدي ولا يخرج عنه. وأصبح من أهم الأغراض الشعرية شعر الحماسة والكفاح ضد الاستعمار، والغناء للوطن، والدعوة للإصلاح الاجتماعي، والثورة ضد الفقر والجهل والمرض، والدعوة للحاق بركب الأمم.
ومع النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي أخذت النهضة الفنية في الشعر العربي الحديث تتبلور في اتجاهات فنية محددة بلغت ذروتها خلال القرن العشرين. وعلى يد روّاد هذه الاتجاهات، بدأ التجديد في القصيدة الحديثة يتجاوز المعاني والصور والأفكار إلى تجارب فنية تتصل بالشكل، فبدأت محاولات الشعر الحر والشعر المرسل الذي لا يتقيد فيه الشاعر بالوزن وقد لا يتقيد بالقافية أيضًا.
ومن أهم هذه الاتجاهات والمدارس: مدرسة الإحياء، وجماعة الديوان، وجماعة أبولو ومدرسة المهجر.
وعندما تصل مسيرة الشعر الحديث إلى الأربعينيات من هذا القرن يتحول نمط القصيدة العمودية أو ما يسمَّى بالقصيدة التقليدية إلى نمط جديد هو الذي عُرف بالشعر الحُر. وقد تعددت أشكاله بين الشعر المنثور والشعر المطلق وقصيدة النثر.
الشعر الحر:
هي مجموعة قصائد تعتمد الشطر الواحد,ولا تتقيد أشطرها بعدد معين من التفعيلات,فقد يرد الشطر ذو تفعيلتين, يليه آخر ذو أربع تفعيلات,وثالث ذو تفعيلة واحدة وهكذا.
ويجوز كذلك تغيير التفعيلة لكن ضمن ضوابط وأصول وهي أن يقوم النص على وحدة التفعيلة في كل سطر شعري .

و أجمل ما قيل عن الشعر:

 

قال الشاعر علي الجارم

الشعـــر عــاطـفـة تقتــاد عـــاطفـــة وفـكــرة تتـجــلّى بـيـن أفـــكــــــار
الشّعـــر ان لامـس الأرواح ألـهبـهـا كــمــا تــقــابــل تـيّـــــار بتيّــــــــار
الشعــر مصــبــاح أقــوام اذا التمسوا نــور الحيــاة وزنــد الأمّة الــواري
الشعــر انشـــودة الفنّــان يــرسلــهــا الى القلــــوب فتحـيــا بعـــد اقــفـــار
اذا تخـطّـــر فـــي الأفـــواه تُنـشـــــده غــضّ الجــفــون حــيـاء كلّ خطّــار
قـل لــمن راح للأهـــــرام يــــرفــعــهـا الخلد في الشعر لا في رصف الأحجار

وقال البحتري الوليد بن عبيد
والشعــر لمــح تكــفــي اشـــارتــــه ولــيـس بالهـــذر طُــوّلــت خــطــبــه
واللّــفـظ حـلـيّ المـعنى وليــي يريـــ ك الــصّــفـر حُـسـنــا يريـكه ذهبـــــه
وقال حبيب بن أوس (أبو تمّام)

ولــو كــان يفـنــى الشعـر أفنته ما قرّت حيــاضـك منــه فـي العصــور الذّواهــب
ولكنّــه فـيـض العــقـــول اذا انجــلـــت سحــائــب مـنــه أعـقـبـت بسـحــــائـــــب

وقال علي بن العبّاس (ابن الرّومي(
أرى الشعــر يُحـيي الـنّــاس والمجد بالذي تُبقّـــيـــه أرواح لـــه عـــطــــرات
ومــا المـجــد لولا الشعـــر الاّ مـجـــاهــــد ومــا النّـــاس الاّ اعـظــم نخـــرات

وقال الحسن بن رشيق القيرواني
الشّعــر شــيء حـســـن لـيس بــه مـن حــــرج
أقــلّ ما فــــيه ذهــــاب الهـــمّ عـن نفـس الشّجي
يـحكـم فـي لـطــــافــــة حـــلّ عــقـــود الـــحـــجـج
كـــم نظـــرة حــسّــنـهــا فـــي وجــه عـــذر ســمــج
وحـــــرقـــة بــــرّدهــــا عن قلــب حَــــبّ مـــنـضج

وقال أمير الشعراء أحمد شوقي
والشعـــر فــي حـيـث النفـــوس تـلــذّه لا فــي الجــديـد ولا القــديــم العــادي
انّ الـــذي ملأ اللّــغـــات محـــاســـنــا جـعـــل الجــمـــال وسرّه في الضّـــاد

وقال حسّان بن ثابت
وانّــمـــا الشعــر لـبّ المــرء يعــرضـه عـلى المــجـــالس ان كـيـسـا وان حمقـا
وانّ أحـســن شعــر انــت قـــائـــلـــــــه بـيــت يُــقــال اذت انـــشـــدتــه صـــدقــــا

وقال رشيد سليم الخوري(الشاعر القروي(
أرســل الشعـــر مثـلمـــا يُرسل العيــد صـبـــايــا الـقُـــرى بـسـيــطــــا جـمـيـــلا
لا كــــمــا نـــضّــر الـيــهـــوديّ درّا بـــل كـمــا نـمـنـم الــرّبـيــع الـحــقــــــولا

وقال عبد الجبّار بن أبي بكر (ابن حمديس(
حـرّر لـمـعـنــاك لفـظـا كـي تـُزان بــه وقــل مـن الشعـــر سـحــرا أو فـلا تـقــــل
فـالكــحــل لا يفــتـن الأبـصـــار منظـره حتّـــى يصــير حــشـو الأعـــين الــنّــجــــل

و قال نزار قباني

بكيت.. حتى انتهت الدموع
صليت.. حتى ذابت الشموع
ركعت.. حتى ملني الركوع
سألت عن محمد، فيك وعن يسوع
يا قدس، يا مدينة تفوح أنبياء
يا أقصر الدروب بين الأرض والسماء
يا قدس، يا منارة الشرائع

و قال محمود درويش

أيها المارون في الكلمات العابرة
احملوا أسمائكم وانصرفوا
واسحبوا ساعاتكم من وقتنا ،و انصرفوا
وخذوا ما شئتم من زرقة البحر و رمل الذاكرة
و خذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
أنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

 

 

———————————————
المصادر:

– لسان العرب.
– المصباح المنير.
– الوساطة بين المتنبي وخصومه.
– دلائل الإعجاز.
– نضرة الأغريض في نصرة القريض.
– الخبر بنصه في العمدة.
– العقد الفريد، باب فضائل الشعر.
– العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده.
– النقد الأدبي ومدارسه الحديثة.
– في الأدب والنقد.
– مباديء في نظرية الشعر والجمال.
– أسرار البلاغة في علم البيان.
– مباديء في نظرية الشعر والجمال.
– منهاج البلغاء.
– مباديء في نظرية الشعر والجمال.
– منهاج البلغاء.

الشعر العمودي ( التقليدي)

الشعر التقليدي (العمودي). هذا المصطلح مأخوذ من مصطلح النقد القديم في وصف هذا النمط من الشعر بأنه يتبع عمود الشعر. انظر: عمود الشعر. وقد أرجع النقاد القدماء مقومات عمود الشعر إلى سمات متعددة منها ما يتصل باللفظ من حيث جرسه ومعناه في موضعه من البيت، أو ما يخص تصوير المعاني الجزئية وصلة بعضها ببعض في بنية القصيدة، أو مشاكلة اللفظ للمعنى، وما إلى ذلك من قيم استمدها النقد القديم من تلك السمات التي وقف عليها فيما بين يديه من قصائد. وقد ثار بين قدامى النقاد العرب كثيرٌ من مسائل الخصومة حول عمود الشعر وما تفرع عنه من دلالات نقدية. وأهم ما يميز هذه القصيدة العمودية التزامها عمود الشعر وأنها تسير على سنن وتقاليد القصيدة العربية منذ الجاهلية؛ فتقف على الأطلال والديار، ثم ترحل على الناقة بعد أن تصفها ثم تتخلص بما يسمّى حسن التخلص وتعمد إلى غرضها الأساسي. وتُعد القصيدة الجاهلية هي الأنموذج الكامل للقصيدة العمودية، وذروة سنامها المعلقات.
عمود الشعر:
مصطلح نقدي يعني طريقة العرب القدماء في نظم الشعر. وقد نشأ هذا المصطلح نتيجة للحركة النقدية التي دارت حول مذهب الشاعر أبي تمام. ففي بداية عصر التدوين، أخذ الرواة يجمعون الأشعار والأخبار العربية القديمة ويضمنونها مؤلفاتهم، ولا يلقون بالاً للشعر المحدث وإن كان جيدًا. وقد غذَّى هذا الاتجاه جماعة من النقاد الأوائل أمثال أبي عمرو بن العلاء، والأصمعي، وابن الأعرابي. وفي العصر العباسي الأول ظهرت حركة شعرية جديدة تزعمها بشار بن برد وأبونواس ومسلم بن الوليد، تدعو إلى مواكبة الشعر لمتطلبات العصر، وعدم إغفال المستجدات التي طرأت على الحياة العربية نتيجة لدخول كثير من الأمم المختلفة في الإسلام.
ثم عدَّد المرزوقي سبعة عناصر أو أبواب هي التي تشكل، في رأيه، عمود الشعر، وهذه العناصر هي:
1- شرف المعنى وصحته، 2- جزالة اللفظ واستقامته، 3-الإصابة في الوصف، 4- المقاربة في التشبيه، 5- التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من لذيذ الوزن، 6- مناسبة المستعار منه للمستعار له، 7- مشاكلة اللفظ للمعنى، وشدة اقتضائهما للقافية حتى لا منافرة بينهما.
وتكمن أهمية المصطلح في أنه استُخدم أول أمره ليميز بين طريقتين في كتابة الشعر: طريقة القدماء من الشعراء وهم الذين التزموا بعمود الشعر، وطريقة المحدثين من الشعراء وهم الذين خرجوا على عمود الشعر. ثم تحول بعد ذلك إلى مصطلح نقدي محدد يتضمن عناصر كتابة الشعر الجيد على إطلاقه.

الشعر الحديث