وأثناء إقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بتكريم الأديب المحامي محد رؤوف طرحنا عليه بعض الأسئلة عن مسيرته بالإضافة إلى بعض الأسئلة من قبل الأستاذ عبد القادر بدّور، فكان الحوار التالي

الأدباءُ هم أولئكَ الذينَ يُذَوِّبونَ النَفسَ مع الأفكارِ ، ليقدِّموا للغيرِ مُتعةً مع ثقافةً ، هم الذينَ يَستيقِـظُ القلـمُ بينَ أناملِهم ، ليُعبِّرَ عمّا ترسَّبَ في عميقِ النفسِ ، ويحكي ما يجِبُ أن تستقيمَ به الأمورُ الدنيويّةُ , أحياناً يجمحُ إلى الخيالِ فيحلِّقُ عالياً مع الأطيارِ والغيومِ والأمنياتِ ثم يعودُ إلى الناسِ ، ليناقشَ عقولَهم ، ويحرّكَ أوتارَ قلوبِهم بعزفٍ فَريدٍ من تناغمٍ وانسجام … إنهم يكتبـونَ ,.., قَدَرُهم أنّ يزاولوا الكِتابةَ , يُحِبُّونها وتُحِبُّهم , .., ويُحبُّونَ أيضاً أن يُقدَّرَ لهم ما يُبدعونَ وما يَنشرون .

شيوخُ الأدبْ في حلبْ : أمسيةٌ يتمُ فيها التحدثُ عن شخصيّةٍ أدبيةٍ معمرةٍ , من خلالِ عرضِ فيلمٍ توثيقيٍّ بالصورِ عنها يتبعُه استضافةٌ وحِوار .
والهدفُ مِنْ ذلك تسليطُ الضوءِ على الشخصياتِ الأدبيةِ الهامةِ ورَصدُ حَياتِها الأدبيةِ وما قدمتْ من أجلِ مجتمعِها أدبياً وثقافياً لتكونَ قُدوةً للأجيالِ القادمةِ ونموذجاً في التضحيةِ والعطاءِ اللامحدود , نتعلمُ منهم الكفاحَ والاجتهادَ للوصولِ إلى النجاحِ , فنجاحُهم لمْ يأتِ من عبثٍ , وكفاحُهم أتى مِن عقيدةٍ وإيمان .

وشيخُنا اليوم مِنْ شيوخِ الأدبِ في حلب الأديبُ : المحامي محمد رؤوف بشير

وأثناء إقامت الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بتكريم الأديب المحامي محد رؤوف طرحنا عليه بعض الأسئلة عن مسيرته بالإضافة إلى بعض الأسئلة من قبل الأستاذ عبد القادر بدّور، فكان الحوار التالي :

كيف كانت بداياتك في كتابة القصة ، وكيف اكتشفت هذه الموهبة لديك ؟

حقيقةً قبل أن أعرف بموضوع التكريم هذا لم أكن أفكر بكيفية بدئي بكتابة القصة ولكن بعد أن تم إعلامي بالأمر حاولت أن أستعرض شريط ذكرياتي وأتذكر بدايتي في كتابة القصة وقد وجدت أنني مذ كنت في المرحلة الابتدائية كنت أكتب القصص أو أنسجها من خلال زيارتي مثلاً لإحدى المناطق الريفية والمغامرات التي كنا نخوضها هناك، فكنت أعود إلى المدرسة وأخبر أصدقائي قصصاً أنسجها من الواقع الذي عشته هناك ، وبعضهم كان يصدقني ويعجب بالخيال الذي لدي والبعض الآخر كان يقول أنها مجرّد أقاويل لا تمت للواقع بصلة، وفي المرحلة الثانوية تم تأسيس مجلة في ثانوية المعرّي وكان الطلاب ينشرون فيها وأنا بدوري نشرت قصّة فيها ولاقت استحساناً جيداً من قبل الجميع، والآن عندما أعود إلى تلك القصة وأرى طريقة كتابتها فإني أشعر بحق أن فيها طابعاً جميلاً يحاكي الإنسان والطبيعة ويدمج بينهما، وهكذا كان الأمر إلى أن تعرّفت إلى الأستاذ علي بدّور في المرحلة الجامعية وشجعني أكثر على الكتابة والنشر .

توقفت عن الكتابة لفترة تقارب العشرين عاماً، هل برأيك هذا يخلق نوعاً من الصدأ الفكري أم لا ؟


صراحة كنت خائفاً من هذا الموضوع وأعتقد أنه ربما هنالك نوع من التراجع ولكن أيضاً الموهبة برأيي قد غطّت هذا التراجع بدليل أن آخر قصة تم نشرها لي في الموقف الأدبي كانت في عام 1981 على ما أذكر وأرسلت القصة الأولى بعد هذا التاريخ بأكثر من عشرين عاماً أي بحدود 2002 ورغم ذلك تم نشرها وقيل عنها أنها قمّة من ناحية الصياغة وأن صاحب هذه القصة له باع طويل في هذا المجال ، وأعتقد أن هذه المسافة هي أكبر المسافات التي مرّة على كتاباتي ورغم ذلك تم الإشادة بها، فالمسألة كالعصفور الذي ولد ليغرّد ثم لسبب ما توقف عن التغريد لفترة لكنك لا تستطيع أن تسكته إن غرّد لأن هذه الحالة ولدت معه وستبقى معه ما دام حياً .

ما مدى إتقانك لأربع لغات " أي أربع ثقافات" في تصقيل شخصيتك الفكرية ؟

 
كانت فقط مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية وتنقلاتي وسفري إذ كنت مسافراً مدمناّ فقد زرت البلاد من الفلبين إلى أمريكا عبر أوربا كلها باستثناء أسبانيا وسويسرا، ولا أستطيع أن أقول أني ألممت بتلك الثقافات كلها لأنها كانت مقتصرة على بناء العلاقات الاجتماعية والالتقاء بشخصيات أجنبية فقط دون التعمّق في الثقافات .

ما رأيك بالتكريم اليوم وأنت تقف لتكرّم ؟


حقيقةً إنه لشيء رائع جداً و الأجمل من ذلك أن ابن أخ لي وهو الأستاذ عبد القادر بدّور قد حضر تكريم وهو الذي سعى إليه، وكم كنت أتنمى أن يكون والده علي بدّور موجوداً وحتى أن يكرّم قبلي لأنني لولاه ما كنت لأعرف أنني أديب، فهو الذي كان يشجعني على الكتابة وهو الذي حرّضني على النشر لأول مرّة في مجلة الآداب ، فالأستاذ علي بدّور له علي الكثير ومن المستحيل أن أنسى له ذلك .

 

أغيد شيخو_ عالم نوح