أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون حفلاً لتكريم الأستاذ والأديب وليد إخلاصي وذلك بتاريخ 21/2/2012 على مسرح مديرية الثقافة في حلب

 

أقامت مديرية الثقافة بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون حفلاً لتكريم الأستاذ والأديب وليد إخلاصي وذلك بتاريخ 21/2/2012 على مسرح مديرية الثقافة في حلب، وقد وصلنا من رئيس الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون حول برنامج الحفل والكلمة مايلي:

· كلما كبُرَ أولادُنا ازدادوا إدراكاً لما حولِهم , وازدادَ إحساسُهم  بالحاضرِ , وازدادتْ رغبتُهم لمعرفةِ المستقبلِ , إلا أنهم , قلَّما ينظرون إلى الماضي , قلّما يتفكرونَ فيه , وقد لا يدركونَ أحياناً أنَّ حصادَ الحاضرِ هو مِنْ زرعِ الماضي وأنَّ حاضِرَهم كانَ مستقبلاً لذلك الماضي .

عليهم أن يزرعوا للمستقبلِ , ولكن كيفَ يزرعون , كيفَ يقتدون , بِمَن يقتدون , إنه دورُنا , وحقُّهم علينا , إنه واجبٌ حَمَلَه آباؤنا وعلينا أنّ نحملَه لأبنائِنا ليكونوا كما كنّا , عاشقينَ للوطنِ والعروبةِ , نحترمُ الإنسانَ , محبينَ لبعضِنا , نعملُ مِن أجلِ الآخرينَ في مجتمعِنا , نعرِفُ صديقَنا ونحذرُ عدوَّنا .

 

·  شخصيّة خاصّة : أمسيةٌ يتمُ فيها التحدّثُ عن شخصيّةٍ وطنيّةٍ مهنيّةٍ فكريةٍ اجتماعيةٍ مثقّفةٍ معمّرةٍ , من خلالِ عرضِ فيلمِ توثيقي بالصورِ عنها يتبعُه استضافةٌ وحوار.

والهدفُ مِنْ ذلك : إبرازُ دورِ الفردِ في المجتمعِ , وأن على الفردِ أن يَعملَ دائماً من أجلِ مجتمَعِه وأن هناك أشخاصاً أحياءً عَمِلوا بمحبّةٍ وإخلاصٍ في مجتمعِهم ومازالوا يَعملونَ من أجلِ الآخرين .

وعلينا أن نُسلِّطَ الأضواءَ دائماً عليهم ليكونوا لنا منارةً في الدروبِ وقدوةً في الحياةِ نتعلمُ منهم الكفاحَ والاجتهادَ للوصولِ إلى النجاحِ , فنجاحُهم لمْ يأتِ من عبثٍ , وكفاحُهم أتى مِن عقيدةٍ وإيمان .

·  جَمَعَ كثيرٌ من الشخصياتِ الهامةِ في المجتمعِ بينَ المهنةِ مسلكاً والأدبِ والفكرِ مَوهبةً وملاذاً فمنهم الطبيبُ…والمحاميُّ…والمدرِّسُ…والمهندسُ ,فكانوا قاماتِ عصرِهم ومِن أبرزِ المتفوقينَ في المهنةِ والموهبةِ.

·  وشخصيّتُنا الخاصةُ لهذا اليوم هو مهندسٌ هَندَسَ حَياتَه ليكونَ أديباً مفكِّراً ,إنه: الأديبُ المفكِّرُ وليد إخلاصي.

·  هو ذلك الرجلُ الإنسانيُّ الوطنيُّ المثقّفُ , الكاتبُ المُفكِّرُ , المِهنيُّ الاجتماعيُّ السياسيُّ .

·  ولد وليد إخلاصي في مدينةِ الإسكندرونة في السابعِ والعشرينَ من شهرِ أيار عامَ 1935 خمسةٍ وثلاثينَ وتسعُمئةٍ وألف , والدُه الشيخُ الأزهريُّ أحمد عونَ الله إخلاصي الذي عُيِّنَ مُديراً لأوقافِ الإسكندرونة عامَ 1934 وكانَ له ولدان نزار وعدنان ، ثمّ وُلدَ وليد , وبعدَها انتقلَ الأبُ الشيخُ مديراً لأوقافِ حمصَ …. فحماةَ ….ليعودَ إلى حلبَ عامَ 1941 .

·  درسَ وليد إخلاصي المرحلةَ الأولى من الابتدائيةِ في حماة ثم تابعَ في مدينةِ حلبَ في مدرسةِ (الحمدانية) ثم في ثانويةِ التجهيزِ , ومِنْ أساتذتِه زكي الأرسوزي وسليمان العيسى وخليل الهنداوي وفاتح المدرس ، كما عاصرَ الأستاذَ خير الدين الأسدي صاحبَ موسوعةِ حلب ، كان وليدُ يترددُ على المكتبةِ فيقرأُ كُتُبَ الأطفالِ ، ويبدو أن مكتبةَ والدِه الصغيرةَ هي التي حَفّزتْه على القراءةِ لإعجابِه بها وبتاريخِ والدِه , فلقد كان والدُه رئيسَ تحريرِ مجلةِ «الاعتصام» التي صدرتْ في حلبَ في العشرينياتِ من القرنِ الماضي وتوقفتْ عن الصدورِ بأمرِ الحاكمِ الفرنسي في أوائلِ الثلاثينيات , وباتَ حُلمُ وليد المبكّرُ أن يتمثلَ حياةَ والدِه فأصبحتْ القراءةُ واحدةً من هواياتِه إضافةً إلى الهواياتِ الصبيانيةِ الأخرى , قالَ الأبُ لابنه ذاتَ مرةٍ في إشارتِه لأبنِه إلى «التكيةِ الإخلاصيةِ» لا يمكنُ لمستقبلِنا أن يكونَ قوياً ومؤثراً في العالمِ إلا في بناءِ جِسرٍ بينَ العلمِ والدين .

·  لم يكنْ المصروفُ الشهريُّ الذي يحصُلُ عليه وليد من والدِه يكفيه لقضاءِ متطلباتِه من شراءِ كتابٍ أو سواه فعمِدَ على مُمارسةِ أعمالٍ بسيطةٍ لسدِّ متطلباتِه , تعلّقَ وليدُ بالمسرحِ منذُ صغَرِه من خلالِ المسرحِ المدرسي ، كما قدَّمَ أعمالاً مسرحيةً في دارٍ عربيةٍ خارجَ المدرسةِ , وقد بدأتْ مُحاولاتُه الأدبيةُ في الصفِ العاشرِ وأولُ قصةٍ له كانت بعنوان ( نظارات أبو الزرابيل ) وكانَ الناشرُ ( رفيقُ الصفِّ أحمد قرنة ) .

·  درَسَ المرحلةَ الجامعيةَ في كُليةِ الزراعةِ بالمُصادفةِ وبغيرِ رغبتِه في جامعةِ الإسكندريةِ بمصرَ, مِصرَ التي درَسَ فيها والدُه ويعيشُ فيها طه حسين والعقاد ونجيب محفوظ وهو وَطنُ أمِّ كلثوم وليلى مراد ونجيب الريحاني بَلَدُ السينما والمسرحِ والموَالدِ الشعبيةِ , وذلك حسبَ تفكير وليد , حيثُ لم يكنْ يعني ذلكَ للآخرين , فحَصلَ على البكالوريوس عام 1958، وبقي في مِصرَ حتى حصلَ على الدراساتِ العليا في العلومِ الزراعية متخصصاً بالقطنِ عام 1960 ,لعبتْ الدراسةُ العلميةُ دوراً في اتجاهِه نحوَ التجريبِ مُتأثراً بالمُجْهِرِ و بعلمَي الكيمياءِ والوراثةِ وكانَ يُخضِعُ كلَّ مفاهيمِ الدنيا للتجريبِ .

·  عام 1960 عادَ إلى الوطنِ وعُيّينَ في مديريةِ الاقتصادِ , وعندما تأسستْ كُليةُ الزراعةِ بجامعةِ حلب عُيّينَ مدرساً فيها حتى 1966 , وبدَأَ يُساهمُ في النشاطِ الأدبي في جامعةِ حلب ضمنَ كُليةِ الهندسةِ لتبقى شُعلةُ الثقافةِ مضيئةً مِن خلالِ ما سُميَ بالخميس الثقافي .

·  عام 1963 تزوجَ من السيدةِ رجاء نور الدين فكانَ له ولدان خالد وهاني .

·  ترأسَ فرعَ نقابةِ المهندسينَ الزراعيينَ في حلب بعدَ أن كانَ مِن أوائلِ الأعضاءِ في رابطةِ المهندسينَ الزراعيينَ السوريينَ, وفي عامِ 1965 انتقلَ إلى المؤسسةِ العامةِ لحلجِ وتسويقِ الأقطانِ (رئيساً لدائرةِ الشؤونِ الاقتصاديةِ) والتي كانتْ آنذاك بالسبعِ بحرات , ثم مديراً للتسويقِ الخارجي وبقيَ كذلك حتى عامِ 1999 بعدَ التمديد .

·  عام 1968 ساهمَ وليد إخلاصي في تأسيسِ وتطويرِ مَسرحِ الشعبِ والمسرحِ القومي والنادي السينمائي بحلب وكانَ إلى جانبِه في مسرحِ الشعبِ مؤزراً وسنداً آنذاك :عبد الغني السعداوي- زهير عقاد- بشار القاضي – فاروق المدرس – علي مدراتي وآخرون , عَمِلَ وليد إخلاصي في الصحافةِ الأدبيةِ بمجلةِ (الموقف الأدبي) وشاركَ في هيئةِ تحريرِ مجلةِ «الحياة المسرحية» المجلةِ الدمشقيةِ التي تُصدِرُها وزارةُ الثقافةِ .

·  عام 1963 صَدَرَ أولُ كتابٍ له مجموعةٌ قصصيةٌ بعنوان "قصص" , وفي عام 1965 جاءتْ روايتُه الأولى "شتاءُ البحرِ اليابس" بمثابةِ تمرّدٍ على السردِ التقليدي في الروايةِ السورية .

·  عام 1970 وليد إخلاصي مِنْ مؤسسي فرعِ اتحادِ الكتابِ العربِ في حلب معه جورج سالم وعمر دقاق وآخرون , عُيّنَ رئيسَ فرعِ حلب , وهو من ساهمَ بالحصولِ على أولِ مقرٍ للفرعِ وكان آنذاك في "العبارة" أُقيمَ افتتاحٌ هامٌّ في المُتحفِ الوطني , كما أنّه عضوٌ منتخبٌ في مجلسِ اتحادِ الكتابِ العربِ لعدةِ دورات .

·  دخلَ وليد إخلاصي في الكثيرِ من أنواعِ الأدبِ كالقصةِ والروايةِ والمسرحيةِ والدراسةِ والمقالِ والشعرِ, قَدَّمتْ فِرقٌ مسرحيةٌ عدداً كبيراً من أعمالِه الدراميةِ في عدةِ دولٍ مثل: مصر، الكويت، الإمارات العربية ، لبنان ، تونس، قطر، البحرين، المغرب، العراق، وليبيا ,كما تُرجِمَت نماذجُ كثيرةٌ من أعمالِه إلى أكثرَ من لغةٍ عالميةٍ كالإنكليزيةِ والفرنسيةِ والروسيةِ والألمانيةِ والتركيةِ والبولونيةِ والأرمينية .

·  كتَبَ وليد إخلاصي ونشَرَ أعمالَه الأدبيةَ في العديدِ من الصحفِ والمجلاتِ المحليةِ والعربيةِ مثل :الهدى في حمص والسنابلِ ,الحوادثِ ,الشبابِ , التربيةِ , برقِ الشمال والجماهير في حلب , الثورة ,البعث ,تشرين والموقف الأدبي ,الآداب ,الأديب ,المعرفة , أسامة ,الحياة المسرحية , الحياة التشكيلية , البيان ,السفير , أخبار الأدب , الأهرام العربي , الفيصل , الدوحة , والحج السعودية .

·  كتَبَ العديدَ مِن مقدِماتِ الكتبِ والتعريفات للأدباءِ والفنانينَ مثل يوسف عقيل ,وحيد مغاربة ,سعد يكن , ناصر نعسان آغا ,محمود أمين العالم وغيرِهم .

·   شاركَ وليد إخلاصي في العديدِ من الندواتِ والمؤتمراتِ والمهرجاناتِ المحليةِ والعربيةِ والدوليةِ ,الأدبيةِ والفكريةِ والمسرحيةِ والسينمائيةِ , ففي الجانبِ المحلي في نادي شبابِ العروبةِ وجامعةِ حلب والبعث والجمعيةِ العربيةِ المتحدةِ وجمعيةِ العادياتِ والنادي العربي الفلسطيني ونادي التمثيلِ العربي وجمعيةِ النهضةِ ونادي الشبيبةِ الأرمني والجمعيةِ الخيريةِ الأرمنيةِ والاتحادِ النسائي وجميعِ دورِ الثقافةِ في المحافظاتِ وفروعِ اتحادِ الكتّابِ العرب.

 

·  مِن أعمالِه في القصةِ :

1)قِصصُ التاريخ. 2)دِماءٌ في الصبحِ الأغبر
1968. 3) الطين1971. 4)الدهشةُ في العيونِ القاسية1972.                                             5) التقرير 1974.             6) زمنُ الهجراتِ القصيرةِ ، وهي قصصٌ للثورةِ الفلسطينيةِ المنتصرة 1975.
7) موتُ الحلزون  
1978.           8) الأعشابُ السوداء 1980.                9) خانُ الورد 1983 .

·  10)ما حدثَ لعنترة 1993. 11)الحياةُ والغربةُ وما إليها 1998. 12) حلبُ بورتريه بألوانٍ معتقةٍ 2006.

·  وفي الروايةِ :
1) شتاءُ البحرِ اليابس
1965.     2) أحضانُ السيدةِ الجميلةِ 1968.      3) أحزانُ الرماد 1979.           4) الحنظلُ الأليف 1980.         5) زهرةُ الصندل 1981.                 6) بيتُ الخلد 1982.              7) حكاياتُ الهُدهد 1984.       8) بابُ الجمر 1984.                     9) دارُ المتعة 1991.              10)الفتوحاتُ2001. 12)سَمعْتُ صَوتاً هاتفاً2003. 13)الحُروفُ التائهة2007. 14)رحلةُالسفرجل 2008.

·  وفي المسرحِ :

1) العالم من قبلُ ومن بعدُ، مسرحيتان
1965.                          2) الصراطُ 1976.
3) سهرةٌ ديمقراطيةٌ على الخشبةِ: كوميديا عابسة
1979.             4) هذا النهرُ المجنون 1976.       5) أوديب: مأساةٌ عصرية 1981.                  6) أغنياتٌ للممثلِ الوحيد، أربعُ مسرحيات، 1984.     7) من يقتلُ الأرملةَ، خمس مسرحيات، 1986 .  8) رسالةُ التحقيقِ والتحقُّقِ، ثلاثُ مسرحيات، 1989.              9) لُعبَةُ القدر والخطيئة، 1994 .        10) العشاءُ الأخير: مجهولانِ في المعادلة، مسرحيتان، 2004.  11) الليلةُ نلعبُ، ثلاثُ مسرحيات، 2009.

·  وفي الدراساتِ والمقالاتِ :
1) المتعةُ الأخيرة: اعترافاتُ شخصيةٍ في الأدب .       2) السيفُ والترسُ: حوارٌ عربيٌّ عن الثقافة
1995 .

3) لوحةُ المسرحِ الناقصة .         4) من الإسكندرونةِ إلى الإسكندريةِ مَحطاتٌ في السيرةِ الذاتية 2008 .

 

·  تناولَ أدبَ وفِكرَ وليد إخلاصي العديدُ مِن الأدباءِ والمفكرينَ والباحثينَ الصاعدينَ والكبارِ, وكانَ وليد إخلاصي ( أدباً وفِكراً ومنهجاً ) دراسةً في أطروحةٍ تارةً ودراسةً في منهجٍ تارةً وموضعَ بحثٍ كأدبٍ جديدٍ معاصرٍ تارةً أخرى , مثل :

1) أطروحةُ ماجستير في الدراساتِ الأدبيةِ للباحثةِ علياء الداية بعنوان: « الرموز الأسطورية في مسرحِ وليد إخلاصي» وذلك في جامعةِ حلب , كما في البعثِ وتشرينَ أيضاً .

2) رسالةُ الدكتوراه للباحثِ إدمير كورية في أميركا بعنوان: «الشكلُ والمبنى في مسرحِ وليد إخلاصي» .

3)كتاب "المسرحُ العربيُّ بينَ الحلم والعلم" للدكتور رياض عصمت , و"كتابُ المسرحِ في الوطنِ العربي" للدكتور علي الراعي .

·  سُجِّلَ له لقاءاتٌ عديدةٌ محليةٌ وعربيةٌ إذاعيةٌ وتلفزيونيةٌ تناولتْ حياةَ وفِكرَ أديبٍ مُفكِّرٍ عربيٍّ سوري .

كان وليد إخلاصي موضعَ اهتمامِ الفنانينَ التشكيليينَ أيضاً فقامَ برسمِه مجموعةٌ مِن الفنانينَ مثل إسماعيل حسني والدُ المخرجِ هيثم حقي وسعد يكن وحسين ادلبي وآخرون .

·  يسعى وليد إخلاصي إلى التجديدِ والابتكارِ والتجريبِ في مسرحِه ، وينتمي إلى الجيلِ المعاصِر مِن الكتّابِ المسرحيينَ في سورية ، ففي مسرحِه نجِدُ أنه تَشرّبَ القديمَ في حَزمِه ووضوحِ رسالتِه ، وقد استفادَ مِن مراحلِ تطوّرِ المسرحِ كُلِّها، وصولاً إلى البراعَةِ في الابتكارِ وطَرقِ أبوابِ التجديدِ والتفاوتِ في تقناتِ الكتابةِ وتنوّعِ أساليبِها الفنيةِ ، مما يجعلُ مُحاولةَ تَصنيفِ إبداعِه المسرحيِّ أمراً صعباً يختلفُ فيه آراءُ النقادِ , ففي كتابِ «الأدبُ المسرحيُّ في سورية – نشأتُه وتطوُّرُه» يتركزُ رأيُ الناقِدِ الدكتور (نديم معلاّ محمد) حولَ وليد إخلاصي في غزارةِ إنتاجه وتنقّلِه بين الأجناسِ الأدبيةِ المختلِفَةِ من قصةٍ ومسرحيةٍ وروايةٍ عبرَ أشكالٍ مختلِفَةٍ ومتباينةٍ إلى حدٍّ كبير , ويؤكدُ أن ما يلفتُ النظرَ في أعمالِ إخلاصي المسرحيةِ هو اعتمادُه على التجريبِ والأشكالِ المسرحيةِ الجديدةِ ، واهتمامُه بقضايا الإنسانِ في مواجهةِ الواقعِ المحيطِ بما فيه من ظلمٍ واستغلالٍ,…, والرَمزُ عندَ إخلاصي هو حَلٌّ وسَطٌ بين الواقعيةِ والعبثِ ، والتجريبُ يُتيحُ له تجاوزَ الدراما التقليديةِ , وكثيراً ما يتمَسّكُ بالعقلِ والتجاربِ الصادرةِ عنه بدلاً من العاطفةِ والانفعالِ السطحي ، ويبرُزُ ذلكَ في المعالَجَةِ العقليةِ الهادئةِ ،أما الناقِدُ والمسرحيُّ (فرحان بلبل) فهو يقسِّمُ مسرحَ

إخلاصي إلى ثلاثةِ أقسامٍ:

1.المرحلةُ الواقعيةُ وتتركزُ حولَ الصراعِ في قضيةٍ ضدَّ أمرٍ ما ، 2.مرحلةُ الاتجاهِ نحوَ الرمزِ حيثُ الرمزُ في مسرحِه أساسيٌّ قد يتكونُ من الأشخاصِ أو قِطعِ الديكورِ وتصبحُ المسرحيةُ كلُّها رمزاً لفكرةِ , 3.مرحلةُ التأثرِ باللامعقولِ وتتمثلُ في الجوِّ العامِّ للمسرحياتِ بإحكامِ الشَقاءِ قبضتَه على الإنسانِ المنسَحِق ,…….., يدعو إخلاصي إلى أن يُصبحَ المسرحُ العربيُّ طقساً يعتادُه الناسُ ،لا مجردَ تظاهرةٍ طارئةٍ بين حينٍ وآخر، فالمسرحُ مدعوٌ إلى القيامِ بوظيفتِه في التوصيلِ الكاملِ للأفكارِ، والعرضُ المسرحيُّ الذي يكوِّنُ المتعةَ الروحيةَ والعقليةَ ويخلُقُ الروابطَ مع الجمهورِ , ولابدَّ للمسرحِ مِنْ ركائزَ أساسيةٍ أهمُّها المثاقفةُ مع المسرحِ العالمي مُتضافرةً مع قواعدَ أربعٍ أساسيةٍ هي: العملُ ، والإتقانُ، والإبداعُ ، والتوصيلُ .

·  اتسعتْ الرؤيا عند وليد إخلاصي مِن خلالِ أسفارِه , وذلك بالتعرّفِ على طبيعةِ الشُعوبِ والمجتمعاتِ بِدءً من اليابانِ إلى الصينِ فتايلاند إلى شرقِ أسيا فشمالِ أفريقيا إلى أوربا وأمريكا , فالأسفارُ برأيِه تلعَبُ دوراً هامّاً في حياةِ المفكّرِ والأديبِ إلى جانبِ القراءةِ,..,والأسفارُ تُؤثرُ على ثقافتِه فكراً وتفكيراً,ويكتشفُ مِن خلالِها مدى أهميةِ الحضارةِ العربيةِ والإسلاميةِ والسوريةِ فيشعُرُ بالفخرِ ,ويكتشفُ أنها ليستْ الوحيدةَ فلا يُصابُ بالغرورِ.

·  عضو لجنةِ التَحكيمِ في مهرجانِ دمشقَ السينمائي حيثُ يُشاهدونَ ويُحكِّمونَ ما يقاربُ مئةَ فيلمٍ خلالَ المهرجان .

·  1999 انتُخِبَ عضواً في مجلسِ الشعبِ للدورِ التشريعي الثامنِ وقد مثَّلَ سوريةَ في أكثرَ مِنْ مؤتمرٍ دولي .

·  نالَ الأديبُ وليد إخلاصي جوائزَ وتكريماتٍ عديدةً تقديراً لفكرِه وإبداعاتِه , نذكرُ منها :

1) الجائزةَ التقديريةَ لاتحادِ الكتابِ العربِ 1989.  2) جائزةَ ملتقى القاهرةِ الأولِ للقصةِ القصيرةِ 1991.
3) وسامَ التكريمِ في مِهرجانِ القاهرةِ المسرحي التجريبي
1992.     4) جائزةَ الروايةِ والمسرحيةِ عام 1996 .

5) جائزةَ مجلسِ مدينةِ حلب 1996. كما كُرِّمَ من قِبَلِ عددٍ كبيرٍ من الفعالياتِ الثقافيةِ في المحافظاتِ السوريةِ في حلبَ وحمصَ ودرعا والسويداء وطرطوسَ وحماة والرقةَ والسقيلبية  وغيرِها .                      ( الانتظار قليلاً)

6) جائزةَ سلطان بن علي العويس الثقافيةِ , في دورتِها الخامسةِ للثقافةِ والروايةِ والمسرحيةِ 1997 .

7) وسامَ الاستحقاقِ السوري من الدرجةِ الممتازة 2005 حيثُ صرَّحَ قائلاً عن نفسِه أنه صانعُ بروفاتٍ جيدٍ ويتمنى أن يكونَ كاتباً جيداً في الأيامِ القادمةِ . 8) تكريمَ احتفاليّةِ حلبَ عاصمةً للثقافةِ العربيةِ 2006 .

9) جائزةَ الصحافةِ العربيةِ للصحفيينَ (الصحافة الأدبية- الرياضية- السياسية – الإلكترونية) .

10) تكريمَ مركزِ زايد للتراثِ والتاريخِ العربيّ .                        11) تكريمَ جامعةِ حلب 2010 .

·  عام 2005 حظيَ بلقاءِ السيدِ الرئيس بشارِ الأسد في حلب فسألَه سيادتُه عن حُلمٍ له فيحققُه , فكانَ لوليد إخلاصي مشروعٌ حُلمٌ وهو بَوابةُ السلامِ في حلب ومُتحَفُ ذاكرةِ المدينةِ , وبعدها بَدأتْ وزارةُ الثقافةِ ومجلسُ مدينةِ حلب بتَحقيقِ مشروعِ حلب ,…., كما أنه حَظِيَ بلقاءاتٍ عَديدةٍ أخرى .

·  عضو هيئةِ الحوارِ الوطني بمرسومٍ جمهوري للعامِ 2011 .

·  أصدقاؤه عَبرَ مراحِلَ حياتِه : فمِنْ زملائِه على مقاعدِ الدراسةِ الفنانُ صباح أبو قوس والفنانُ التشكيلي لؤي كيالي والأديبُ أحمد قرنة , وفي الحياةِ الأدبيةِ والاجتماعيةِ كان عبد السلام العجيلي ونهاد رضا وعلي بدّور وفاضل السباعي , وله الآن لقاءاتٌ دوريةٌ مع مجموعةٍ مِن الأدباءِ محمد أبو معتوق – فؤاد المرعي – سعد الدين كليب – محمود وهب – عبد الرحمن عابو و نذير جعفر .

·  يتصفُ وليد إخلاصي بالتواضعِ…… ويقولُ عن نفسِه أنه مشروعُ أديبٍ ,…, وأنه يسعى دائماً لأن يتقدَّمَ في علمِه ومَعرفَتِه , وأنَّ المعرِفةَ برأيِه كالبَحرِ المالحِ كُلَّما شَرِبَ المَرءُ مِنه ازدادَ عطشاً ورغبةً في الشربِ .

·  إن الموهبةَ… والحِرَفيةَ …في الأدبِ والفكرِ … اللذين يمتلكُهما الأديبُ والمفكِّرُ وليد إخلاصي قلَّما توجدان في شخصٍ واحد , فقد أعطيتا الأديبَ وليد البُعدَ والنضجَ الكبيرين والكافيين ليكونَ رائداً هاماً على مستوى العالمِ العربيِّ في الفِكرِ والأدبِ قصةً وروايةً ومَسرحاً .

·  إن وليد إخلاصي الأمس…هو وليد إخلاصي اليوم ,…, الأديبُ المفكِّرُ … الرجلُ النشيطُ … المُحّبُ للوطنِ …المُحبُّ للحياةِ , الحياةِ الملأ بالجِدِّ والعَملِ الخلّاقِ قراءةً وتأليفاً,…, هو زَرعُ الأمسِ…في جيلِ الأمسِ… لجيلِ اليومِ ,…,لجيلٍ يريدُ أن يزرعَ اليومَ نبلً… وحُبّاً …وصِدقاً ,……, ليكونَ مَحصُولُه كذلك في الغدِ .

 

·  إنه قُدوةُ اليومِ لجيلِ الحاضرِ والمستقبلِ , إنه قُدوةُ اليومِ لجيلٍ يريدُ أن يعرِفَ ويتعلمَ الحياةَ أكثر , ليصنعَ نفسَه كما صنَعَها غيرُه مِن المتفوقين ,…., ليصنعَ لنفسِه اليومَ موطأ قَدَمٍ ينطلقُ منه إلى المستقبلِ … غداً  .

                                

الأسئلة والحوار أثناء الاستضافة بعد العرض :

س1كيفَ بدأتْ موهبةُ الأدبِ لديكَ ومَنْ كانَ له الدورُ الأكبرُ في تنميتِه  ؟

س2) أردتَ دخولَ كُليةِ الطبِّ ثم الآدابِ ثم استقريتَ في كليةِ الزراعةِ ,فلمَ هذا التردد وكيف حصَلَ ذلك ؟

س3) مٍنْ خلالِ الإطلاع على سيرتِكَ الذاتيةِ ومعرفتي  بك وجدتُ الجرأةَ واحدةً مِن صفاتِك ,فما هو منشأُها ؟

س4) ما هو المسرحُ في قاموسِ وليد إخلاصي , ماذا يعني المسرحُ بالنسبة لك ؟ وكيفَ نعيدُ إحياءَ المسرحِ وبثَّ الروحِ فيه من جديد ؟ إثراءُ المسرحِ مهمةُ من الدولةُ أم المجتمع ؟

س5) من هم الأشخاصُ اللذين تأثرتَ بهم في حياتِك ؟

س6) هل تَعتبرُ أنّ للحظِ دورٌ في حياتِك ؟

س7) أيُّ الأجناسِ الأدبيةِ التي أبدعتَ فيها أقربُ إليك ؟  يحس بالعجز في كلّ أعماله ولم يكن راضياً عن أي عمل في حياته

س8) هل كان لديكَ هدفٌ في حياتِك , وهل تحقق ؟

س9) بماذا تنصحُ جيلَ الغد ليكونَ لهم بصمةٌ في حياتهم ؟

 

كلمة الأستاذ ليون زكي رئيـس مجلس الأعمال السوري الأرميني

تحية حب وتقدير للأديب وليد إخلاصي
كاتبنا وليد إخلاصي ثروة وطنية وقامة كبيرة في كتابة أنواع أدبية عديدة لا تتوقف عند حدود القصة والرواية والمسرحية بل يتعداها إلى الشعر والمقال والزاوية الصحفية، وهو من الكتاب المعروفين على مستوى العالم ونفخر بأن معظم أعماله ترجمت إلى اللغة الأرمنية أسوة بباقي اللغات العالمية مثل الإنكليزية والفرنسية والروسية والألمانية وغيرها.
وتربطنا نحن الأرمن علاقة خاصة به وبنتاجاته الأدبية وهو الذي عاصر العقود الأولى من لجوء الأرمن المنكوبين إلى حلب واستقرارهم حيث تعلم ونبغ فيها. وكتب وليد إخلاصي عن الأرمن لإيمانه بقضيتهم وكشهادة حب وتقدير للشعب الأرميني في سورية وموقف إيجابي وإنساني منه نعتز به.
كاتبنا الكبير له باع يشهد له في معرفة التاريخ الأرمني وعلاقة العرب بالأرمن وأستشهد بقوله: ففي النهاية الحضارات تسبق الأديان، فإذا نبشنا في تاريخ مملكة أرمينيا القديمة أيام الوثنية والمسيحية الأولى كانت هناك علاقات تجارية متميزة بين العرب والأرمن أكثر مما كان بين المسيحي الأوروبي والمسيحي الأرمني.
فكل الحب والامتنان للأديب خلاصي الذي نتمنى ان يبقى متوهجاً ومعتلياً صهوة جواده كفارساً عربياً نفتخر بصولاته وجولاته وأهلاً وسهلا به بيننا.
ليــون زكـــي
رئيـس مجلس الأعمال السوري الأرميني
عضو مكتب اتحاد غرف التجارة السورية
عضــو مجلـس إدارة غـرفة تجارة حـلــب

في نهاية الفعالية تم تقديم درع الثقافة للأديب "إخلاصي" من قبل مدير الثقافة غالب البرهودي والأستاذ عبد القاد بدور رئيس الجمعية العربية المتحدة للىداب والفنون