تلوث الهواء والجلطة الدماغية
- أكتوبر 1, 2010
- 0
العلاقة بين تلوث الهواء وبين تعرض الإنسان لخطر الإصابة بالجلطة الدماغية. مقالة للدكتور مجد درعتلي
العلاقة بين تلوث الهواء وبين تعرض الإنسان لخطر الإصابة بالجلطة الدماغية
مقالة للدكتور مجد جرعتلي
إن صحة الإنسان من صحة بيئته وكل ما يلحق الضرر بالبيئة ينعكس إلينا بضرر أكبر عاجلا أم أجلا
كشفت دراسة علمية حديثة عن وجود علاقة وثيقة بين إرتفاع معدلات تلوث الهواء وبين إرتفاع نسبة تعرض الإنسان لخطر الإصابة بالجلطة الدماغية ولقد لاحظ العلماء في كلية طب (كاوشيونج ) في تايوان عن تزايد أعداد الاشخاص الذين يدخلون مستشفيات المدينة للعلاج عندما تكون نسبة تلوث الهواء مرتفعة. كما أكدت الإحصائيات أن تلوث الهواء يقتل ما يصل إلى 1.5 مليون شخص حول العالم سنوياً .
وأكدت دراسة الفريق الطبي والتي نشرت في مجلة "ستروك" التي تصدرها جمعية القلب الامريكية إن هذه المشكلة تتفاقم عندما ترتفع درجات حرارة الجو عن العشرين درجة مئوية في ظروف التلوث الجوي.
وجمع الباحثون بيانات من عينات عديدة بلغ عددها (23179) شخصا كانوا قد دخلوا المستشفيات في فترة تزيد عن ثلاث سنوات في مدينة ( كاوشيونج ) وهي ثاني أكبر مدن تايوان وهي منطقة ترتفع فيها نسب التلوث الهوائي .
وإعتمد العلماء في إستخلاص نتائج دراستهم على عقد مقارنة بين معدلات تلوث الهواء وتواريخ دخول هذه الاعداد المستشفيات , ووضحت نتائج الدراسة أن ارتفاع معدلات تلوث ثاني أكسيد الكربون والأزوت والمعلقات الصلبة في الهواء ارتبط بالتوازي بزيادة كبيرة في أعداد الذين دخلوا المستشفيات للعلاج من الجلطة الدماغية.
ويقسم العلماء الجلطة الدماغية إلى نوعين الاول وهو الاكثر شيوعا ويحدث نتيجة انفجار شريان في المخ بينما يحدث النوع الاخر نتيجة إصابة الانسان بتخثر يمنع تدفق الدم إلى المخ.
وأوضحت الدراسة أنه كلما ارتفع معدل تلوث الهواء فإن مخاطر الدخول إلى المستشفى للعلاج من الجلطة دماغية نتيجة انفجار شريان في المخ ترتفع بنسبة 54 في المئة
كما أكدت دراسة سابقة ربطت بين تلوث الهواء ومعدلات الوفيات التي تحدث نتيجة لأمراض متعلقة بالجهاز التنفسي وعضلة القلب وقال البروفيسور ( تشون يوه يانج ) رئيس فريق الباحثين "إن هذه الدراسة تقدم دليلا جديدا على وجود علاقة بين ارتفاع معدلات التلوث البيئي وتفاقم مخاطر الاصابة بجلطة دماغية خاصة في الايام التي ترتفع فيها درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية.
وأكد ( تشون يوه ) في حديث لموقع " بي.بي.سي أربيك دوت كوم " قائلا "في الطقس الحار نوصي الناس بضرورة تجنب أي تلوث والمكوث في المنازل واستخدام أجهزة التكييف عند الضرورة".
غير أن العلماء ربطوا كذلك بين معدلات تلوث ثاني أكسيد الكربون والإصابة بالسكتات الدماغية في الايام الباردة
ويؤكد كثير من الخبراء الطبيين في أن تلوث الهواء يجعل دم الانسان أكثر لزوجة مما يزيد من ثقل وزنه على القلب أثناء ضخه إلى أنحاء الجسم الاخرى وهو الامر الذي يضاعف من خطر الاصابة بجلطة وتعرض الشرايين لأضرار لايحمد عقباها.
كما أشارت " جميعة أمراض القلب الامريكية " في الولايات المتحدة الأمريكية إلى عدد من الدراسات المماثلة التي أجريت من قبل لبحث العلاقة الوثيقة بين عوامل التلوث البيئي للهواء وبين الإصابة بالسكتة الدماغية .
ويشار هنا إلى أن المصادر الرئيسية لتلوث الهواء بثاني أوكسيد الكربون والنيتروجين هي بالأساس تنتج عن انبعاثات عوادم السيارات و المركبات ومصانع الطاقة والمصانع التي تعمل بإستخدام المحروقات التي تشتق من البترول.
لنحم كوكبا
الدكتور مجد جرعتلي