توفيق حميدي الفنان التشكيلي الشاب 1-8-2011
- أغسطس 24, 2011
- 0
نقدم صفحة تخرج الفنان التشكيلي الشاب توفيق حميدي من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بحلب قسم الغرافيك وكان ذلك يوم الاثنين 1-8-2011
نقدم صفحة تخرج الفنان التشكيلي الشاب توفيق حميدي من كلية الفنون الجميلة والتطبيقية بحلب قسم الغرافيك وكان ذلك يوم الاثنين 1-8-2011
وقد قدم في كراس مشروع تخرجه:
من خلال سماع الموسيقى نجد أن مجرّد التفكير بلحن ما وترجمته سماعياً إلى عمل فني يحوي على خط وشكل ومساحات من الظل والنور أمر يستحق الاهتمام ويستحق العمل.
عندما نختار موضوعاً كالموسيقا للتفكير وترجمتها سماعياً يعطي الذهن رسماً بدائياً وخطوطاً لعدّة أعمال عن حالات موسيقية وانفعالات مع آلته واندماجه وانسجامه معها بغض النظر عن نوع الآلة الموسيقية أو نمط الموسيقى .
فالموسيقى خيارات متعددة عندما نستمع إلى لحن ما نتوقع الكثير من الخيارات والاحتمالات التي ستأتي بها النوطة الموسيقية أو المقطوعة وهي بهذه الحالة تشابه الرسم إلى حد كبير .
كلاهما فن فالموسيقى إحساس ينقله الموسيقي إلينا بضربة وتر واحدة ويترك لنا المجال لكي نتخيل ونضع الاحتمالات لربط هذا اللحن ورسم نهايته وغالباً ما يفاجئنا هو بنهاية مختلفة عن تخيلنا كل الخيارات ممكنة ولكن إحساسه اختار هذا .
تماماً مثل خط بالفراغ يبدأه الرسام ونحن نراه و لا نعرف ما الشكل الذي سيأخذه طول هذا الخط وانحناءاته وتعرجاته وسماكته ونعومته ومن ثمّ نهايته لكي يوازن اللوحة وينهيها ويجعلها لطيفة موزونة مريحة للبصر،ليس بالضرورة فهمها مباشرةً فهناك خيارات كثيرة للوحة تعبيرية أو تجريدية تماماً مثل الموسيقى…
نتنبأ ونتخيل وضع خيارات عديدة وفي النهاية كل منا يختار النهاية المناسبة له ولشخصيته ولحالته النفسية.
كل منا لديه ماض مليء بالأحداث والإنجازات والشهادات والخبرات والاجتهادات، أنا شخصياً لا أعترف بأي لحظة غير مهمة في حياتي ولا أعترف بأي لحظة سخيفة عشتها إلا عندما أستمع إلى الموسيقى ، فالموسيقى بنظري هي اقتناع بيني وبين نفسي واعتراف بأن شيئاً ما من الماضي قبل سماع نوطه أو لحن معين كان لا يستحق اهتمامي بقدر ما يستحقه هذا اللحن أو عندما أستمع إلى مقطوعة ما أو لحن ما عظيم أكتشف فيه أشياء مجهولة التعريف ولكنها تقنعني أن كل شيء سمعته قبلها كان أقل أهمية منها ، فتكون تلك نقطة تحول جزئية في تفكيري وإحساسي وتشعرني أني شخص جديد يفهم ويحس أكثر من نفسي القديم …
الموسيقى بنظري هي دائماً ملح الطعام لأشكال الفنون الأخرى من رسم وتشكيل ومسرح وسينما ودراما، عندما نحضر معرضاً فنياً لأحد الفنانين ونستمتع برؤية الأعمال وقراءتها كلوحات خطوط وأشكال تكون ممتعة ولكن عندما نستمع إلى موسيقى حيادية تصبح اللوحة ذاتها أجمل من ذاتها ومعبّرة أكثر وسهلة التلقي، كما في الدراما التلفزيونية والمسرح والسينما فالموسيقى تلعب دوراً هاماً في إيصال أحاسيس الفنان الممثل والمعنى الدرامي للمشهد إلى المتلقي بسهولة وهنا غالبية الناس يشعرون بالموقف ولكن لا يدركون السر ولا يعطون الموسيقى تلك الأهمية التي تستحقها .
وهنا في مشروعي عندما أختار الموسيقى أكون قد رجعت للفن بحيادية وخصصته بفرده وجعلته موضوعاً رئيسياً يمكن ترجمتها إلى أعمال غرافيكية فنية .
عندما ينسجم الفنان التشكيلي مع الألحان والنوطه الموسيقية ويتحد الإيقاع مع ضربات قلبه ويصل إلى ذروة المتعة لحظة الاستماع إلى مقطوعة معينة لا بدّ أن يمسك بيده قلماً أو ريشة أو أي أداة يتعامل معها الرسام ويترك أصابعه تصور ما يراه وما يدور في رأسه من صور ومشاهد درامية بفعل تأثره بتلك الألحان وغالباً ما تكون خطوطاً موسيقية توحي بالبعد الإيقاعي الذي يسمعه في أذنه ويوظّف حواسه الأخرى لتوصله إلى لوحته وأعماله الفنية.
وأخيراً الموسيقى غذاء الحواس وهي الأداة الأعظم للوصول إلى داخل الإنسان بشكل عام والفنان بشكل خاص ومحاكاة غرائزه وملذاته وإيصال الأفكار التي وضوحها نوعاً غير ملموس أو معرّف بمفردة أو مصطلح لغوي معيّن .
والموسيقى كفكرة وكأعمال تخدم موضوعياً من الناحية والمجال الفني كالظل والنور واختصار الألوان بالعودة إلى الأبيض ولأسود مع إمكانية دخول لون ثالث يحالكي ويتناسق مع البصر .
مع استخدامي لمادة الزنك ومعالجتها بالأحماض مع وضع بعض الخطوط بالإبرة الحادة وطريقة الحفر ومن ثمّ مدّ حبر الطباعة بطريقة خاصة على قطعة الزنك المحفورة ومن ثمّ طباعتها واكتشاف ما يتكوّن لدي من موسيقى مجرّدة ومترجمة مختصرة بخط بسيط يحمل الطابع التعبيري مع تدرجات الظلّ إلى النور الواضح الصريح وباعتبار فن الغرافيك يعتمد نوعاً ما على التقنيات المستخدمة وذلك نظراً لتنوّع وتعدد الطرق والتقنيات كالحفر على اللينوليوم والخشب إضافة إلى الزنك.
عندما ننظر في أعمال الفنانين الرواد في فن الغرافيك نجد أنهم غالباً ما يستخدمون في تقديم الدراسات الفحم أو الحبر الصيني وأحياناً الألوان المائية بطرية غرافيكية في فرز الألوان وصراحتها دون اللجوء إلى مزجها أو خلق ألوان جيدة تكون الغاية من ذلك ليس استخدام الألوان كوسيلة للتعبير وإنما فرز الألوان تبعاً لقيمها وتأثيرها النفسي وتوليفها بطريقة غرافيكية تبعاً لمساحات الظل والنور هي الوسيلة للتعبير إلى جانب الطبعات الأساسية محفورة على الزنك كانت أو على الخشب أو على اللينوليوم أو بطريقة الشاشة الحريرية أو الطباعة الحجرية .
عندما نتكلّم عن فنّ الغرافيك الحفر والطباعة نجد تاريخاً مستقلاًّ نوعا ما أو متخذاً منحى خاص ومختلف عن أشكال الفنون الأخرى رغم الارتباط البصري الوثيق بالنتائج التي تظهر بعد الطباعة مع بقية الفنون البصرية من تشكيل وتصوير وتصميم ورسم بشكل عام …..
توفيق الحميدي 1-8-2011
كتابة أغيد شيخو _ عالم نوح