بحضور لافت من قبل المهتمين بالأدب في حلب تم توقيع المجموعة الشعرية ” سقط على جدار” للشاعر الشاب ثائر مسلاتي وذلك يوم أمس الجمعة 22-7-2011 في مقهى أثر الفراشة، وللحديث عن المجموعة وما تحتوي كان لعالم نوح لقاء مع الشاعر الشاب حيث تحدث عن مجموعته قائلاً

بحضور لافت من قبل المهتمين بالأدب في حلب تم توقيع المجموعة الشعرية " سقط على جدار" للشاعر الشاب ثائر مسلاتي وذلك يوم أمس الجمعة 22-7-2011 في مقهى أثر الفراشة، وللحديث عن المجموعة وما تحتوي كان لعالم نوح لقاء مع الشاعر الشاب حيث تحدث عن مجموعته قائلاً :

المجموعة مؤلفة من مجموعة من القصائد التي تتناول عدداً من المواضيع التي تعايشنا معها من الماضي إلى الآن بالإضافة إلى حالات إنسانية أثرت في منحى معين من حياتي، كما قالوا فالقصائد لا تحوي بطلاً بالمطلق يقود القصيدة من البداية إلى النهاية بل تركز أكثر على الحالة والشعور الإنساني في تلك اللحظات ، وقد اعتمدت فيها على الرمز أكثر من الطرح المباشر للمواضيع لأن الإنسان بحاجة بطبيعته إلى إعمال عقله والتفكير فيما خلف القصيدة وهذا يحرضه على الجنوح إلى الخيال وترك العالم المادي وراءه وبالتالي يستطيع تقييم الأشياء كما هي تماماً وليس كما تبدو نتيجة ظروف مادية أثرت فيه، بالإضافة إلى أن الحالات الموجودة يمكن لأي شخص أن يراها من المنظور القريب منه لأن الاعتماد على الرمز يخلق خيارات متعددة وجوانب كثيرة في تفسير حالة التي يتم طرحها .

وماذا عن خصوصية توقيع ديوانك مقهى أثر الفراشة ؟

صراحة أردت توقيع الديوان منذ بداية شهر شباط الماضي في عدد من الأماكن ولكن كان يتم التأجيل لظروف وأخرى ولأني أردت أن أفتتح مقهى خاص بي تحت اسم " أثر الفراشة " وتوقيع مجموعتي الشعرية فيه، بالتأكيد تحمل خصوصية ومنحى خاص بي كون أن المقهى لم يكن افتتاحه منذ زمن بعيد وجاءت توقيع مجموعتي الشعرية هنا في أول مشروع عملي لي فهذا يعني لي الكثير .


اعتمدت في القصائد على اللامباشرة في الطرح، هل يمكن تقديم هذه القصائد في أمسيات وخاصة أنها تحتاج إلى تفكير في ما وراء الكلمة ؟


إننا نحاول تقديم هذا النمط من الشعر في الأمسيات فالقصيدة الرمزية تحتاج إلى تفكير ودراسة ما بين السطور ولكن هذا لا يعني أن نلغيها من الأمسيات لأن الأدب يجب طرحه كيفما ومهما كان الأسلوب المتبع في الكتابة، وأنا منذ بداياتي وأنا أكتب بهذا النمط ويمكنني القول أني تأثرت كثيراً ببودلير و موليير ومحمود درويش في أسلوب الكتابة هذا، كما حاولنا أن نعكس القصيدة السريالية على المسرح وتقديمها بشكل مسرحي نستطيع من خلاله أن نقدّم شيئاً من الصعب فهمه إن تم تقديمه على شكل قصائد فقط وذلك من خلال " فرقة المسرح الشعري لأداء القصيدة " .

من خلال إلقائك لاحظنا تأثراً واضحاً بمحمود درويش، فماذا عن خصوصية الشاعر وتكوينه الخاص ؟

أنا أحاول أن أصنع شخصيتي الشعرية الخاصة بي وإن لاحظتم أسلوب محمود درويش فأعتقد أنه كان في قصيدة واحدة فقط وهي القصيدة التي كتبتها لمحمود درويش وكانت مهداة إلى روحه إذ حاولت تقمص الحالة التي يكون فيها في الإلقاء لأن وجوده في مسيرتي كان دائماً ولأقدّم ما أريد قوله من خلال الكلمات والأداء على حد سواء .

ذكروا من خلال الآراء أن عنصر المرأة كان غائباً في القصائد ولم نسمع تعليقك على الموضوع، ماذا تقول ؟


المرأة بالنسبة لثائر مسلاتي هي المدينة الفاضلة وعنصر سامي جداً يمكن أن أقول أني لم أجد بعد الحالة التي أريدها في المرأة لأستطيع تقديمها في قصائدي .

وكان للشاعر محمود نايف الشامي رأي في هذه المجموعة قدمه خلال الأمسية قائلاً :


ذات أمسية باردة في مدينة اللاذقية بتاريخ25/12/2010

وتحديداً يوم الميلاد المجيد..

كنا قد دعينا إلى أمسية مشتركة؛ بتنظيم من الصديق نوح حمامي وموقع عالم نوح والصحفي شادي نصير، أنا وصديقي ثائر والصديق غيث مزيك على الجيتار.. وكان ثائر يلقي الشعر بحماسة المحارب وقد أشعل مشاعري وضج بداخلي ناقوس الحرب فلم أجد إليها سبيل.

التفتت إليه قائلاَ: ((كم خنجر تحتاج لقتلي)).

وبعد مرور شهرين تقريباً أهداني ثائر باكورة أعمله مفتتح الإهداء.. كم خنجر بحاجة كي أقتلك.

هو القاتل الرحيم إذاً والمخير..

أقول لك يا صديقي: أنا لا أحتاج للخناجر. يكفيني السقوط على جدارك .. ولقد قتلتني قصائدك ألف ألف مرة دون أن تدري.

أتكلم عن مجموعة ثائر ليس بصفة الناقد. فأنا لسست ناقداً، ولكن هو انطباع يزيد وينقص على حسب الذائقة الأدبية لكل فرد منا.

يبدأ الشاعر مجموعته بقصيدة عنوانها((حليب الحنين))

والعنوان يمهد للدخول بموضوع القصيدة حتى يفاجئنا الشاعر برثاء نفسه.

يقول: ((أما آن لي أن أرسل نفسي حريقاً لتشربيني دخاناً))

ويقول: ((أعلنت على عقلي الإغلاق))

ليسير بدون ثوب ممرغ بالأرض بعيداً عن كل مظاهر الحياة الخارجية ويغزوه مطر الحنين ليوقد أحاسيسه فيقول:

( وأضيع ..دمشقي أنا كيف أضيع
كيف؟ كيف أغادر بعيداً عنكِ).


ويبلله الحنين أكثر فيقول:

( أنا بعيد عن نفسي
بعيد عنك يا أبي وعن قبعة جدي.
هو من أفرغ قصيدته بالمتوسط
وأغرق الموج في بحر الكلمات.

ثائر يرتدي الوطن ويحمله معه أينما ذهب، يغنيه بصوته ويصرخ من أجله ويتألم له.

وينادي للعفوية بعيداً عن التصنع والمساحيق.

 يقول في قصيدته اللامنطقية :

((وأنت أيضاً يا وطني
من دون ربطة العنق أجمل ألف ألف مرةٍ هكذا))

ومن أجمل الصور الشعرية التي قرأتها في هذه المجموعة في قصيدة المسرح البني يقول:

((في العيد الليل منافق
يدربنا على الفرح وهو حزين))


ويقول في قصيدة أخرى..


((كان في الريعان لما أطل الحزن من الشباك
وكان يمازح الموت لما استقل معه في كوة واحدة
لقد تعلم أن الموت.. هو الموت.))


لأن ثائر من الشعراء الشباب ظننت وللوهلة الأولى أن ديوانه مليء بالمغامرات العشقية والغزل المنثور ولكن حبه لفلسطين كان أقوى وعشقه للوطن يبيح له كل أشكال الغرام.

 يقول ثائر:

(( قدسي ناءت بخزيها
تبكي ليمونها المسروق. حيفا .يافا .غزة
آه غزة.. حقنوك أولاد الحرم بوابل من نار))


ويطرح تساؤلاته في قصيدة أيها إبريل
يقول

(( أيها العنكبوت ألم تتعلم حياكة الموت بعد
الم تتعلم أن توقع اتفاقيه مع مهندس))

ويكرر في معظم قصائده كلمة (هناك)

ولكن في كل مرة يوجه أنظارنا إلى مكان ما
هناك حيث الظلم¬.. هناك حيث النقاء.. هناك حيث الغبار
وهناك حيث الشهداء وحيث الحياة والخير
وهناك يكلمنا ثائر عن شاباً فلسطيني يوم عرسه
سمع صوت التكبير يعلوا في المآذن وأجراس الكنائس تقرع
فتناول بندقيته ورمى بنفسه تحت وابل الرصاص مدافعاً عن أرضة
فقاتل حتى زف إلى الجنة.

وفي النهاية أقول :أن في شعر ثائر مسلاتي فلسفة تحث القارئ على الغوص بين الكلمات والاكتشاف بعيداً عن الطلاسم والرموز المعقدة.

وأقول: نحن الشعراء الشباب نحترم كل الأجيال قبلنا ونتعلم منهم ..فهم أساتذتنا و قدوتنا وفخرنا وقوتنا ولنا صوتنا نحن جيل الشباب في كل مجالات الحياة
أقصد في الشعر والمسرح والموسيقى والمجالات العلمية وغيرها لذلك نرجو منهم أن يقفوا لجانبنا وأن يكونوا معنا وأن لا يكونوا حاجزاً وسداً لطموحاتنا ولنا بهم كل حسن الظن.

وأنهي هذه القراءة بمقاطع من قصيدة سقط على جدر التي حملت عنوان المجموعة.

هناك يكنز الفوضى عند جدار

حائط تعشى ما تبقى من أوسمه

وكؤوس هناك كان يرشو العمر ويئد الرحيل
المكان يبحث عن انتماءه من الطين
والزمان يتشرب العمر
كيف يمر جميع النازحين عليّ؟
كيف تأخذهم شهوة المشي؟
جائعون نعيش بقايا ضمير
ونمضي للبحث وللصدق
كيف يأكل الظبي ما تبقى من عشاء النمور؟
الم يعلم أنه في برادات الموتى بعد حين
يمص العشب الأخير من الندم..
من القلب كل التوفيق للصديق الشاعر

أغيد شيخو_ جلال مولوي_ عالم نوح