ثائر مسلاتي وقصيدته أنشودة من نار
- أكتوبر 24, 2009
- 0
نقدم بعض من انتاج الشاعر الشاب ثائر مسلاتي في قصيدته”أنشودة من نار”
أنشودة من نار
ثائر مسلاتي
في صمت الطبيعة
في حزن الليل
في السكون
أسافر للنجوم
أغامر في طيفها المنثور
على أعمدة السماء
مشهد وسط الغيوم
توقف للزمان عن المرور
نظرة جمود
طعنة في الظهر
اغتيال عصفور.
نزاع شاعر
أضحى جريحا
يلفظ أنفاسه
يموت
يمد يده للسماء
يموت
يعاود للنظر
يموت
*****
يلتم الناس من حولي
من ذلك المعتوه؟؟؟
نائم على الطريق
مجنون…..
أحدهم مجلود
وعلى معصميه آثار قيود
فارا من السجن؟؟؟
أم موعود…
بالموت الذي حلق فوقه
تلمس للقلب
جمود؟؟
ينعيه تساءل
أنه ميت ولا أحد يدري ماالحكاية
*****
أزاحوني عن الطريق
ألبسوني كفن أبيض منقوش
ملطخ بنظراتها
مستودع لحكاياتها
مغسول…
بماء شفتيها
التي بصقت بهما في اللقاء الأخير
حملوني على الأكتاف
بعدما أودعت السلام الأخير
من بين غياهب لفافتي البيضاء
أمرتهم بالمسير
من دون كلام
سارعوا المسير؟؟؟
*****
على الطريق
غنوا وغنوا أنشودة الرحيل
أنشودة حبي لها
عند اللقاء الأخير
حين قادتني إليها
قدميّ اللتان
خلقتا للركض ورائها
من مكان لمكان
وكأنهما ثعبان…
حكم عليه بالإعدام
فارا من فأس صاحبه
ربما؟؟؟..
لكن هما قدما إنسان…
وقع عشها
وأمتطى صهوة حزنها
إلى أن بات في البرزخ يثور
من دون حراك
يمشي بين القبور
ليغني قصة الانتحار
المنثور بين رحى قدميها
*****
أوصلتهم أقدامهم قبري
من بين أكتافهم أنزلوني نحري
بهدوء وضعوني
بعدما حثوا الشعر فوق وجهي
بهدوء أنزلوني
بعدما علقوا على رخامة قبري
سنفونيتي المعتادة؟؟
بت وحيد
لاصديق لا خليل
لاأم لا حبيب….
أنفضوا من حولي
إلا ملاك حزين
يغني لي كي لا أفيق من سباتي الدائم؟
*****
ريح للنسيم
وإكليل عطر
يغلي خارج المقبرة
ورقة تطير
وكناري يغني فوق برعم
للحظات؟؟..
فوق قبري الصغير
تأتي من بعيد
أراها من جديد
لأصدق؟؟
في يدها إكليل زنبق طويل
وعلى شعرها شال أسود يميل
على جبين خيط من حرير
تقفز بين القبور
بصفاقة تمر باحتقار جهور
تلطم عارضة القبر
وقلبها مفعم بالسرور
تقول وتقول
تفكر لليوم مجنون
ألم تزل تقرئ الناس حارس التنور
مجنون مجنون…
لما لاترد؟؟
مغفل…
مغرور…
لساني مفعم بالكلام
والصمت في داخلي يفور
لكن لاأقول؟
*****
على نعلها تراب منثور
يغضب من صمتي
يقول؟؟
ألن تنزلي الغيث لحفرة
صاحبها منكود
لقد أقرئ الأحياء
حارس التنور…
واليوم يحكي للأموات
عن بصيص نور
نسجه داخل خيط العنكبوت
عشق تامار..
وكتب لتامار..
وباسمك طوق رخامة قبره المنهار
تتطأطأ على قدميها
تبكي ويبكي
تجلس بعدما أسندت ركنها
لا تأخذني يا صديق
فقلبك فان الآن
وقلبي لحب الرجال مختار
أأنظر إلى عاشق قدره الموت
أم أبصر خارج القبر
لمن ينتظر
بطوق ياسين
وعقد لؤلؤ
وإكليل غار
قل لي ياصديق
لقد فاتتك الحياة
ولم تترك لك سوى مزمار
تربط به كفنك الحزين
*****
يرد التراب
والحزن في قوله مزمار
إذهبي تامار..
وقبل الرحيل
تفوهي بكلمة عربية واحدة
تتحذلق الكلمات من شفتيها
لتقول بلسانها العذب البتار
أبجدية قدت نفسها من نار
*****
يرد التراب
والدمع يفيض بالقبر
أين صاحب الدار؟؟
ينضح جرحه
يذرف بصمت
قال ….
عاش لحبك
ومات لحبك
واليوم قد صاغ القرار
تقول بصوت المطر
بعدما خيمت فوق المكان غيوم آذار
إلى أين سيقوده حمقه اليوم؟؟؟؟
لجنّة جال خيرها السماء
أم لأرض طالها الكفرة والفجار
يقول التراب؟
بعد أن بللت أوصاله غيوم آذار
إن مالك القبر
انبرى في جرحه .. طار
إلى عالم ظلام وحزن وعقاب
أراه اليوم سجين مزمار؟؟
يغني فيه بصبر..
تحت عرش حزين في النار
ثائر مسلاتي
24-10-2009