النار الداخلية لعلاء الحسون ولأقرانه من الفنانين الشباب تظهر أمامنا على قماش اللوحات، شباب متحمّس لتجربته الذاتية، ورغبته في الوجود والتميّز، والمشاركة في الحياة تحتوي أعمال المعرض بعض مشاكل المحترف السوري وبعض منجزاته وأيضاً السعي إلى التجريب والاكتشاف، تجريب المواد والاستماع بها وتجريب الأحاسيس وتسجيلها لنا وللأجيال القادمة. نزار صابور

علاء الحسون

ثـــريّـــا

تتشرف دار كلمات للفنون والنشر

بدعوتكم لحضور افتتاح معرض الفنان

علاء الدين الحسون

السابعة مساء
الثلاثاء 5 – 4 – 2011
ويستمر لغاية 25 -4 – 2011

 

قليل من رذاذ وضوء يكفي لتتغلب الحياة على العدم وقليل من الأمل يكفي لتعْبِر شعار الأسطورة سالماً من مصائر أسلافك.. فاقتبس من شقائق النعمان جمال الدلالة وقل: لا شأن لي وإن حاصرني الموت ـ بالعدم. محمود درويش

 

ذلك السواد … الأمل

علاء الحسون، أحد الشباب السوريون الموهوبون، المشاركين في تكوين ذاكرة التشكيل السوري في بداية الألفية الثالثة، بعد دراسة جامعية وتجربة فنية استغرقت بعض السنوات.

لا يعكس الفن المعاصر مظاهر الواقع المرئية، بل يعبّر عنها بعمق، ويسعى كل فنان للكشف عن معنى (الواقع)، من هنا تطرح لوحات علا: علاقة ملتبسة مع الواقع في عالم مادي متبدل وعنيف.
نلاحظ تلك العلاقات (الإشكالية) بين (تشخيصات) لوحاته، بخطوطها اللينة، وتعبيرية ملامحها وأطرافها، وبين خلفياتها (التجريدية ـ الهندسية)، ويتحول التشخيص ويتغيّر حسب مزاج الفنان، ومزاج

اللوحة! من دلالات (واقعية رصينة) ـ كوجه أمه، إلى أخرى مجردة تماما! وغالباً ما يكون الجسد البشري عاجزاً!

فأقدامه المشوّهة لا تستطيع حمله!! فهل هذا ما طفح به داخل الفنان؟

ملاحظة أخرى نجدها: ذلك السواد، يشغل حيّزاً رئيسياً في العمل، وبالغرم من أن الفنان عالجه بمعرفة إلا أنه سؤال آخر! فهل الواقع قاتم بهذا القدر؟

النار الداخلية لعلاء الحسون ولأقرانه من الفنانين الشباب تظهر أمامنا على قماش اللوحات، شباب متحمّس لتجربته الذاتية، ورغبته في الوجود والتميّز، والمشاركة في الحياة تحتوي أعمال المعرض بعض مشاكل المحترف السوري وبعض منجزاته وأيضاً السعي إلى التجريب والاكتشاف، تجريب المواد والاستماع بها وتجريب الأحاسيس وتسجيلها لنا وللأجيال القادمة.

شاب موهوب أمامه طريق طويل، مسلّح بما يلزم لإضافة جديّة في المحترف الفني السوري، وما ينقصه .. الوقت.

د. نزار صابور

 

 

وهذه الإضاءة التي توصلنا بها من الفنان العزيز والذي له مكانة كبيرة في قلوبنا وموقعنا الفنان عبد الفادر الخليل:

معرض الفنان علاء الحسون.

لقد عودتنا صالة دار كلمات في كل معرض يقام على أرض هذه الصالة أن نشاهد لوحات عظيمة التصميم, تتحدث بطلاقة عن الفن السوري, وعرفتني على شبابنا الفنانين الذين يملكون القدرة التامة والفصاحة الكاملة في تصميم لوحات تشكيلية ممكن أن تكون في أن ملتقى من الفن التشكيلي العالمي. ويجب أن تزار هذه الأعمال من مجتمعات أخرى,. لا أقول هذا من سبيل المدح, بل أقوله بكامل المعرفة التشكيلية, تنقلت خلال أربعين سنة في غرب أوربا, زرت المتاحف الهامة, وأخذت الدروس الخاصة والعامة, وسمعت المحاضرات العالمية وأخذت الدورات العديدة في النقد من أمراء دكاترة المتاحف والناطقين بإسم الفن التشكيلي, وشاركت في معارض دولية كثيرة في عواصم تلك البلاد, وعرفت من قريب الفن العالمي, لهذا إنني واثق بكلامي هذا حين أقول, لنا في هذا البلد ثمار ناضجة, وعدد من شبابنا الفنانين يقدموا لنا يومآ بعد يوم إنجازات لاتحتاج سوى ان تشاهد وتعرف في منابر الفن التشكيلي في العالم, لاتحتاج لمقدمة ولا لترجمة.
لوحات الفنان علاء الحسون مثالآ جيدآ لهذا, كبيرة المغزى وغنية التعبير. لقد قدم لنا في أعماله مسيرة ثقافية هامة, مسيرة تشكيلية عميقة في الجمال الظاهر ومشحونة في التعبير الروحي.
منذ ان ظهرت المدرسة التعبيرية في عام 1910 وجاء هذا الإسم من مجلة (دير ستورم الألمانية) التي اطلقت هذا التعريف على المدرسة التعبيرية. منذ بداية قرن العشرين ترعرع ربيع المدرسة التعبيرية, ولو اننا سمعنا قبل هذا قصائد تعبيرية لشعراء هذا المذهب من أمثال الفنان مانش, والفنان فان غوغ. لكن لم يطلق عليهم هذا الوسام التعبيري قبل عام 1910
ووصلت هذه المدرسة إلى قمة الإبداع حين وصل الفنان الروسي كاندينسكي إلى المانيا في عام 1913, والذي عرفه التاريخ بأنه أعظم فنان في هذه النظرية الجديدة.
وكما عرف الفن التعبيري بأن اللون هو الذي يعبر عن الأشياء دون الإشارة لهذه الأشياء,وهذا يأتي من تنسيق الألوان التي تقوم بتركيبها روح المبدع مدفوعة من الداخل, أي أن اللون هو الشكل بحد ذاته وما تبقى كماليات, والأشكال العفوائية البسيطة هي في الحقيقة إنفعالات نفسية تطرحها روح الفنان وهكذا يجسدها كما رسمت في خياله. من هنا قيل أن الفن التشكيلي يتقارب من الموسيقى حيث لانشاهد أشكالآ بل إحساسات مشحونة بأمواج من الفرح وأنغام من الشجن,, من هنا نشاهد ايضآ أن كل مشاهد له طريقته الخاصة في إستقبال اللون والهدف.
يسرني جدآ أن اقدم التهاني الى إدارة دار كلمات في تشجيعها المتواصل للفن التشكيلي والتي تساعد الفنان والمهتم في الفن التشكيلي بأن يتعارفوا. وأشجع الفنانين في اي محافظة, على أن يستمروا في العمل الدائم, لأن الفن التشكيلي ليس محدودآ لطبقة من الجتمعات, بل هو موسيقة النظر. وكل إنسان في الدنيا يميل لجمال المنظر أتى من أين أتى؟ ايضآ أشجع الفنانين على متابعة المعارض, وعلى المطالعة في الصحف المختصة من امثال عالم نوح وصحيفة الجماهير في حلب.
يسرني جدآ أن أشاهد الإبداع الفني, يهمني كفنان سوري, ويهمني كفنان مغترب كي أشير إليه في منابر عالمية حين اتحدث عن الفن التشكيلي. الفن التشكيلي هو أصل الجمال, والجمال ليس له حدود. وكل إنسان يعشق الجمال.

الفنان التشكيلي المغترب. عبد القادر الخليل