عنوان الندوة الثقافية التي أقامتها الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بحلب على مسرح مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع مجلس المدينة وبجهود كريمة من مديرية الثقافة وذلك يوم الثلاثاء 18-10-

 

 

 

 

 

ثقافة الخوف عند المرأة

عنوان الندوة الثقافية التي أقامتها الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون بحلب على مسرح مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع مجلس المدينة وبجهود كريمة من مديرية الثقافة وذلك يوم الثلاثاء 18-10-2011
أدار الندوة الدكتور حسام الدين خلاصي مسؤول الثقافة في الجمعية عضو مجلس الإدارة ، ورئيس ومؤسس مجموعة محاربة الفساد في سوريا الحبيبة ، واستضاف في الندوة كل من الأستاذ الدكتور محمد العبد الله عميد كلية التربية في حلب و السيدة عروبة صاصيلا الباحثة في علم الاجتماع ، واستمر الحوار قرابة الساعة وأعقب ذلك مجموعة من الأسئلة والمداخلات المهمة من السادة الحضور الذين أغنوا جوانب عديدة من الندوة .

ولقد افتتحت الندوة بكلمة من الأديبة الشاعرة سامية رحماني عضوة الجمعية عرجت فيها على المخاوف التي تنتاب المرأة منذ لحظة ولادتها وحتى الممات من ضيق اجتماعي واقتصادي ومن نظرة المجتمع إليها ,أتت كلمتها ممهدة بقوة لموضوع الندوة :

 

نحن هنا اليوم لنتطرق لقصة امرأة أو كل أنثى في مجتمعاتنا كان ومازال بطل حياتها هو الخوف
بكل مظاهره و أبعاده و عواقبه, حيث تعمد الظهور باكراً جداً و في المشاهد الأولى عند تكوينها في رحم الأم
متمثلاً بقلقها الأول من وئد أو من مسحة حزن على وجه والديها لأنهم لم يرزقوا بذكر بل بأنثى.
أنثى ترعرعت في قالب الخوف عليها قبل أن ينمو داخلها, العذرية والشرف هاجس أثقل كاهلها
حتى قبل أن تدرك ماهيته! ( لا تقفزي, لا تركبي الدراجة..ابتعدي عن الغرباء…)
مما زاد هاجس بلوغ سيحول دون طفولتها و حريتها المفخخة و لينبئها باقتراب خطر لا تعيه يحدق بها.
الزواج الدراسة والعنوسة كل منها بوابة تدخلها لعالم جديد من مخاوف لا تنتهي و نتائج لا تحمد عقباها
ولا سيّما لضلع قاصر يتحول خوفها إلى مرض يتحكم في كل سلوكياتها و يجعلها كائناً من الدرجة العاشرة
ينتظر من يقرر له حياته, من يخلصه من التهم التي تلاحقه دون أن يذنب, ومن يواجه عنه.
و تبدأ دوامة المخاوف بالاتساع بين عقم و حمل وأمومة و تربية جيل و طلاق ومجتمع مغلق لا يرحم..الخ
إلى أن تواجه خوفها الأخير جاثماً أمامها في المرآة و كأنه يشيخ معها عندما تزحف تجاعيد الزمن على وجهها
مبشراً إياها بسن اليأس..

و هكذا نجد أن المرأة العربية تعيش عمراً كاملاً من الخوف و لا ندري حقاً من يتربص بالآخر.
فهل هو نتيجة طبيعية للتكوين البيولوجي والفطري لدى المرأة أم أن كل تلك العوامل زادت من عامل الخوف و
نمته لديها !؟

كما وقد اتُهمت الأديان بتقويض دور المرأة في المجتمع و التنكيل بها, وكان الإسلام المتهم الأول
بالرغم من أنه من أكثر الديانات التي عززت دور المرأة وكرمتها, حيث توفي نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام
و هو يوصي بالنساء خيراً بقوله الكريم " رفقاً بالقوارير", و أول من نال شرف الإيمان به وتصديقه هي امرأة
كما كان لشهيدات الإسلام شهرة و عزة وفخراً لا مثيل له.


بل لم يهمش قيمة المرأة كما نرى إلا بعض المجتمعات الذكورية و الأعراف المكتسبة والعقليات المغلقة التي
بدلت المفاهيم, وجعلت من المرأة كائنات مهيأة لإشباع الغرائز والتكاثر لا أكثر.
ثم بدأ اللقاء الدكتور حسام قائلا ً :
تخـاف المـرأة علـى الرجـل لأنهـا .. أمـه وتخاف منه لأنها شقيقته وتخاف معه لأنها زوجته
وتخاف بدونه لأنها ابنته
لأنها حبيبته "بدونه و معه ومنه وعليه" ,وتخاف
ثم وجه الأسئلة التالية :
هل صحيح بأن المرأة تخاف أكثر من الرجل بنسبة ستين الى أربعين بالمائة
هل هناك خوف خاص بالمرأة ؟
ما أسباب الخوف عند المرأة ؟
هل للخوف عند المرأة أنواع ؟
ما دور الإعلام في تكريس ثقافة الخوف لدى النساء ؟
يقولون للتغلب على الخوف يجب تفكيكه ما معنى ذلك ؟
هل صحيح بأن الحب والخوف عند المرأة لا يتفقان ؟
كيف يكسر حاجز الخوف عند المرأة ؟
ما هي تأثيرات الخوف عند المرأة على محيطها ؟
هل هناك تمارين للتخلص من الخوف ؟
ما هي النتائج التي تنجم عن استمرار الخوف ؟

ولقد وضحت الإجابات المختصة من قبل السادة الضيوف جوانب مهمة في ثقافة الخوف عند المرأة وسلطت الضوء على الأسباب والنتائج والحلول ، واختلف البعض في تسمية عنوان الندوة ، وذهب البعض الآخر للقول بأن الرجل هو من يقف وراء كل مخاوف المرأة والبعض الآخر نفى ذلك وعزا ه إلى منظومة القيم والأخلاق المجتمعية بما في ذلك مشاركة المرأة في صنع مخاوفها
دامت الندوة ساعتان في جو حواري لقي استحسان السادة الحضور

عالم نوح