ثقافة المقربين العباس جدة
- مارس 14, 2015
- 0
العباس جدة: حوار مع الممثل محمد الشوبي. يقول الفنان الشوبي– “إن توزيع الدعم يكون بناء على مصالح الوزارة والمقربين منها،
ثقافة المقربين
العباس جدة
القنيطرة ـ المغرب
نشر في جريدة الأخبار اليومية العدد 714 – الخميس 12 مارس 20015 حوار مع الممثل محمد الشوبي. يقول الفنان الشوبي– "إن توزيع الدعم يكون بناء على مصالح الوزارة والمقربين منها، زيادة على أن الدعم الذي يتم تقديمه لا يسلم للمقاولة المسرحية بل للأعمال وهو الأمر الذي يعيق ويؤخر النهوض بالمقاولة المسرحية التي يجب أن تكون هي النواة أو البنية الأساسية للعمل المسرحي." صدقت أيها الفنان وأنا كفنان المسرحي لا يمكن إلا أن أثمن رأيك وأشد على يدك بحرارة لأنك تكشف عن واقع الفساد الثقافي الذي تكرسه وزارة الثقافة. لهذا نستنكر ونشجب ثقافة المقربين والزبونية التي لا تكف الوزارة عن تجديرها في الأوساط الفنية والثقافية. ويستطرد الفنان قائلا –" أعتقد أن الوزارة خطت هذه السنة خطوة من أجل دعم المقاولات المسرحية، لكن المقاولات المدعومة تضم موظفي الدولة، ولا يتم دعم المقاولات التي تتأسس من خريجي وزارة الثقافة ومن مسرحيين." شكرا عزيزي الفنان على هذا الخبر الذي يظهر بأن وزارة الثقافة عازمة على الامعان في تعميق وتكريس ثقافة الولاءات والمقربين وحرمان أهل الفن والثقافة من كرمها وجودها. لكن مع ذلك يستحسن – عزيزي الفنان- أن نعلق حكمنا إلى الموسم القادم ، فيمكن أن يكون خيرا.
وعن سؤال — أليس هناك أيضا مشكل في رداءة المنتوج المسرحي؟
يجيب الفنان الشوبي– "الصناعة الثقافية بشكل عام في تراجع مستمر، ويجب في هذا الباب تسجيل غياب استراتيجية وطنية لدى الدولة لخلق صناعة ثقافية جيدة بانشاء المسارح والمؤسسات الثقافية…"
بخصوص هذا التصريح الأخير أجد نفسي في اختلاف مع الفنان الشوبي . في تقديري إنه يتهرب ولا يقر بالحقيقة. حقيقة، أن رداءة المنتوج المسرحي لا تتحمل الوزارة وحدها مسؤوليتها. بل يمكن أن أذهب بعيدا إلى القول، إن المسؤول الأول على تردي العروض المسرحية إنما هم المسرحيون أنفسهم. فالابداع الفني ليس مشروطا دائما باستراتيجية ثقافية واضحة للدولة ولا يتوقف بالضرورة على تشييد وبناء المسارح والمراكز الثقافية. ولا يمكن للمسرحي المبدع أن ينتظر من الدولة أن تدعمه ماديا ومعنويا لكي يكون بامكانه أن ينتج ويبدع فنا ساميا ، راقيا. فقد يظهر الفن ويزدهر ويتبلور في ظل أنظمة ديكتاتورية تناصب العداء للثقافة والفنون، وتاريخ الفن الحديث والمعاصر يؤكد هذا. في نظري،إن رداءة المنتوج المسرحي ترجع بالأساس إلى أن هناك أزمة إبداع وخلق تتجلى في قصور في المخيلة وعدم القدرة على خلق أشكال فنية جديدة تقطع مع ماهو سائد من نمطية، وقبل ذلك نقص في التكوين الفني والفكري لمسرحيينا، نقص في التجربة المسرحية، غياب مهنية حقيقية، فقر في الأدوات والمهارات الفنية الضرورية، في كلمة، إن مسرحيينا لا يجيدون اللعب الدرامي من تأليف وإخراج وتشخيص… أزمة إبداع وخلق يعاني منها العالم العربي بأكمله.