
ثورة الإنسان في اسطنبول 19-04-2014
- أبريل 25, 2014
- 0
ثورة الإنسان في اسطنبول 19-04-2014
أغيد شيخو- عالم نوح
ليس طريق الفنان بالدرب السهل الذي يمكن أن يسلكه أي شخص
ثورة الإنسان في اسطنبول 25-04-2014
أغيد شيخو- عالم نوح
ليس طريق الفنان بالدرب السهل الذي يمكن أن يسلكه أي شخص، هو رغم كل ظروفه يتحدى ويعطي كل ما لديه ليقدّم فكره ورؤيته لكل من حوله وإن اختلف، معرض "ثورة الإنسان" الذي أقيم في مقهى "لاروز" السوري في اسطنبول، أتى تجربة حيّة للتحدي اليومي الذي يعيشه الفنان حياتياً وفكرياً وحتى مجتمعياً، أربعة فنانون رمتهم الحرب بعيداً عن موطنهم "حلب" ولكنهم أبوا إلاّ تقديم فنٍ يعتبرونه سلاحهم الأوحد…
عن هذه المشاركة تحدث الفنان "حنيف حمو" لعالم نوح قائلاً:
منذ أن قدمت إلى اسطنبول كانت مطروحة فكرة إقامة معرضٍ جماعي، وأتى الظرف المناسب لإقامته في هذه الفترة بعد أن اجتمعت مع زملائي المشاركين اليوم معي.
وبالنسبة للفنان "عيدو الحسين" فلدينا مشاركة كثيرة سوية في "دمشق، الرقة والسلمية" بالإضافة إلى عدد من المدن الأخرى، أما بالنسبة للفنانين "آريا وشيرزاد" فهذه هي المرة الأولى لي معهم وأعتزّ بهم دائماً.
أما عن تجارب الفنانين "آريا عطي وشيرزاد ابراهيم" فقد أضاف:
الفنان "شيرزاد" تجربته جديدة حالياً وإلى الآن لم يقم بدراسة التصوير بالشكل المطلوب، أما بالنسبة للفنان "آريا" فلديها الكثير من الجرأة في أعمالها بالإضافة سرعتها في العمل، وبرأيي أنها بحاجة إلى بعض التأني في العمل، وأفضل أن يدخل في العمل "مرحلة العقلة" وليس فقط السرعة وبرأيي أنّ هذه المرحلة غائبة قليلاً عن "آريا".
وقد قال سابقاً أنه سيستمر في النمط الذي هو فيه، حول ذلك قال:
الأسلوب المطرح في هذه اللوحات هو أسلوب اتبعه منذ سنتين أو ثلاث، وقبل هذا الأسلوب كانت هنالك تفاصيل أكثر، وقد وصلت إلى مرحلة الإختزال وهي "التجريد" أو "التعبيرية التجريدية" خلال هذه السنوات، أريد أن استمر فيه لفترة، وهذه الاستمرارية من الممكن أن تخلق حالة أخرى ،وليس أسلوباً آخر، تلقائياً بالنسبة للفنان، والموضوع ليس أنّي لا أريد التغيير وإنما قصدت وقتها أن التغيير يأتي تلقائياً مع الوقت وليس رغبةً.
ومن معرضه الأخير عام 2010 إلى الآن، هل طرأ تغيير في الحالة التي يقدمها، يقول "حمو" عن ذلك:
ليس بعد، والسبب أنه حدثت فترة انقطاع في فترة ما نتيجة الظروف التي تعيشها سورية، إذا أنّي حالياً بدون مرسم حتّى، لذلك أعتقد لو استمررت لكنت وصلت إلى حالة أخرى وربما أضفت أشياء أخرى للاسلوب الذي أعمل عليه، وبسبب فترة الإنقطاع هذه فقد توقفت عند آخر مرحلة وصلت إليها مع الأسف، لذلك من الممكن أن أكرر نفسي أن حين تحسّن ظروف العمل.
وحول إيجابية الحرب في إغناء فكر الفنان أكثر وجعله يحتك بثقافات أخرى مباشرة أجاب:
بالتأكيد، فقد أصبحت الحرب موضوعاً بحد ذاته، ويمكن القول موضوعاً مباشراً حتى، وقد أثرت على نفسية الفنان كما أثرت على نفسيتي الناس جميعاً، وقد جعلت الفنان ينظر إلى الحياة بنظرة مختلفة، فبالنسبة إلي لم أكن استخدم اللون الأسود كثيراً في أعمالي ولكن بعد الحرب أصبحت تلقائياً أطرح مواضيعي باللون الأسود، هذا بالإضافة إلى ألوانٍ أخرى كالرماديات والأبيض…
أما بالنسبة للإحتكاك الثقافي فهذا أمرٌ مهم جداً وضروري لكل فنان، إذا تضيف خبرات جديدة نتيجة الإطلاع على أعمال تختلف عمّا تعوّد عليها، وهذا بدوره يؤثر على أعماله التي تختلف مع الزمن تلقائياً..
كذلك كانت الفنان "آريا عطي" متواجدة بقوة في المعرض بكل جرأتها اللونية وحالتها التي لا يمكن أن تكون إلا لها، إلتقاها "عالم نوح" لتحدثنا عن هذه المشاركة بدروها قائلة:
كنا نقدّم فناً في حلب سوية قبل الأزمة وكانت لنا مشاركاتنا وفعالياتنا هناك، ولكن لظروف الحرب اضطررنا للنزوح والذهاب بعيداً وشاءت الصدف أن نلتقي جميعاً في اسطنبول، لذلك قررنا تقديم فننا سوية هنا في اسطنبول كما نزح بعض الفنانين إلى لبنان وأقاموا فيها معارضهم.
وبدروها تركت الحرب آثارها على أعمالها بوضوح ٍ لا يمكن إلاّ ملاحظته، تقول عن مدى تأثير ذلك:
أعتقد أنها أثرت كثيراً على منحيين "سلبي وإيجابي" إذا لا يوجد شيء مطلق، فلا أستطيع القول أنها أثرّت سلباً بالكامل أو إيجاباً بالكامل، ولكنها ربما أضافت للأعمال بعض الألم، فمنهم من طرح المواضيع المتعلقة بالحرب بإسلوب جمالي أكثر ومنهم من طرحه بطريقة مباشرة كالدم الذي من الممكن أن تجدوه في أعمالي، لذلك أرى أن الحرب أثرت على الأعمال أحياناً بطريقة إيجابية وأحياناً بطريقة سلبية، أما بالنسبة لي فقد أكثر من الدم في لوحاتي، إذا من الممكن الآن أن أضيف دماً على لوحاتي ببساطة هذه الحالة التي لم تكن موجودة لي سابقاً ولا لم تخطر لي أبداً ولكنها نتيجة الظروف التي عشناها وآلام الدمار والقتل والنزوح أعتقد أنها حالة طبيعية..
وقالت حول تضارب الآراء في الفن الذي تقدّمه بين العفوية والجرأة والعشوائية:
إنّ من قال أن ما أقدمه ينمّ عن جرأة فنية، هذا صحيح، إذا أعتبر أنّ شخصيتي تحمل الجرأة إلى حدٍ ما، وفي الوقت ذاته أؤيّد الذين قالوا أن أعمالي تحمل العفوية والضياع والتشتت لأني أحمل هذه الحالات أيضاً، فلوحتي هي تسجيل لحظة انفعالية أمر بها، فلا أدخل فيها قواعد العقل ولا القوالب الجمالية، إذا لا يهمني أن تبدو لوحتي جميلة بقدر ما يهمني تسجيل هذه اللحظة الإنفعالية، وهذا الأمر يختلف من شخص لآخر، إذا بعض الفنانين يميلون إلى القالب التزييني فتراهم يرسمون الزهور والطبيعة وفي حالات الحروب والدمار نرى لديهم الورود أو الطبيعة حزينة وكئيبة، لذلك أقول أن كل الآراء التي سمعناها في المعرض صحيحة وأنا أحترم المتلقي مهما كان رأيه.
ولم يكن الفنان "شيرزاد ابراهيم" متخوفاً من التجربة التي قدمّها في المعرض، والتي بدت مختلفة عن باقي زملائه المشاركين واقتربت من الطفولة والبراءة أكثر من أي شيء أخر، يقول "ابراهيم" لعالم نوح عن ذلك:
الموضوع هو أني مع زملائي المشاركين أقدّم شيئاً مختلفاً عنهم ربما ولكن هذا الإختلاف ليس سلباً بقدر ما يمكن اعتباره خصوصية للفنان واسلوبه، وبرأي قد قدّمت في هذا المعرض نمطاً لم يعتد عليه الناس ومختلف عن كل ماقدمه الفنانون السوريين إن صح القول، فالشخصية البسيطة التي قدمتها أعتقد أن هنالك القليل من الفنانين السوريين الذين عملوا على النمط نفسه، هذا إن وجد.
وقد اعتمدت في أعمالي على الفكرة أكثر من أي شيء أخر، فقدمت الطفولة والألوان القروية مع الجمال بالمجمل وفي النهاية هذه شخصيتي وأفكاري ولا يمكن أن أقدّم في أي مشاركة لي إلاّ نفسي، وبالتأكيد أتشرف بهذه المشاركة مع الفنان "حنيف حمو" والنحات "عيدو الحسين" بالإضافة للتشكيلية "آريا عطية.
وكوننا لم نلاحظ تأثير الحرب في أعماله بعكس الفنانين الآخرين المشاركين في المعرض، لذلك كان لابدّ لنا من سؤاله عن السبب، وكان جوابه:
بالتأكيد أثرت الحرب على الجميع بمن فيهم أنا، ولكن الفكرة التي أريد طرحها هي أننا يجب رغم كل الدمار والخراب أن نحافظ على الجمال والقيم الجمالية في حياتنا وفي أعمالنا التي نقدمها، هنالك فنانون طرحوا الحرب في أعمالهم وهذا حق لهم وأسلوبه الخاص، ولكني رأيت بأن المحافظة على الجمال والتفاؤل رغم كل شيء أمر لا بدّ منه أيضاً ولا يمكن تجاهله، لذلك وجدت أعمالي مفعمة بالحياة والمرح والألوان الزاهية أكثر من الكآبة الدماء.
ورغم أن الفن التشكيلي كان الطاغي إلاّ أن النحت أيضاَ كان له حضوره المميز من خلال أعمال الفنان "عيدو الحسين" الذي بقي محافظاً على خصوصيته ووجوده رغم كثافة التشكيل في المعرض، عن ذلك قال الفنان لعالم نوح:
برأيي أن الفن التشكيلي كلوحة والنحت ليسا بعيدين عن بعض كثيراً وإنما هما في السياق نفسه، وكانت مشاركتي في هذا المعرض ليس لأني ركّزت على هذه الناحية أبداً وإنّما هو طموح أي فنان يبحث ويسعى نحو فرص أفضل ليعرض إنتاجه الفني، وفي الوقت ذاته اسطنبول مدينة كبيرة وذات ثقافات متنوعة يحفّز أي فنان لطرح أعماله وفنه ضمنها ويرى من خلال هذا الطرح ردود الأفعال ومدى القبول لدى الثقافات الأخرى.
أمّا عن مدى الإقبال على المعرض والأعمال بالمجمل فأضاف "الحسين":
كوننا قد أتينا حديثنا إلى هذه المدينة فمن الطبيعي أن لا نتفاجأ بكم هائل من الحضور ولكن إجمالاً كان مقبولاً وضمن حدود المتوقع، إذ اقتصر الأمر بالنسبة إلينا كفنانين على دعوة أصدقائنا الذي نعلم بتواجدهم هنا بالإضافة لبعض المعارف.
وكونه قد شارك في الأعمال التي قدمها في هذا المعرض في معارض سابقة، وضّح لنا ذلك قائلاً:
صحيح أني شاركت في هذه الأعمال في فترة سابقة ولكنها بالنسبة لإسطنبول أعمال جديدة، ومن جهة أخرى أيضاً هنا ليس متاحاً لنا دائماً أن نعمل في المجال الذي نريده لذلك أعتبر هذه خطوة جيدة لنطرح فيها أفكارنا وأعمالنا ريثما تتاح لنا الفرصة المناسبة لإنتاج أعمال أفضل في حالة أفضل.
أمّا حول الرابط بين أعماله المقدّمة وبين اسم المعرض "ثورة الإنسان" فأجاب الفنان "عيدو":
أعمالي عبارة عن وجوه إنسانية وكل متلقي يقرأ هذه الأعمال برؤيته واسقاطاته وهذا متروك للمتلقي، أما أنا كفنان فإني أطرح أعمالي برؤيتي وبالطريقة التي استطعت إخراجها بها في شكلها النهائي.
نذكر ختاماً أن المعرض مستمر لغاية التاسع والعشرين من شهر نيسان الجاري 2014