جريمة اقترفها الجميع
- نوفمبر 6, 2010
- 0
جريمة اقترفها الجميع وضحيتها شخص واحد. بقلم آدم كري
يروي في هذه القصة القصيرة حادثة حقيقية ولكن بتواقيت مختلفة.
جريمة اقترفها الجميع وضحيتها شخص واحد
لطالما كنت أخشى سرقة اللحظات في غيبة الطبيعة عن حلول الغيرة من شخص لا يحسد على شيء في تفاصيل حياته , من بين عتمة الإثم انتعشت خطيئته ونشأت مع نعومة أظفاره وخلدت ذكراها لحظات الليل الطويلة في أجنحة صقور الظلام في زوايا الجدران الميتة من خلايا الحس والتي تعيش على نبضات وصرخات الطفل الذي بكى عذريته على يد شهواني حقير .
تعذر على الكلمات الظهور في مشهد الظلم الأول الذي تعلمه درساً قاسياً في بداية تعلمه أبجدية المجرمين عندما يحضرون الشخص الخطأ ….. .
كان صديقي في كل لحظات الفرح و سلواني الأكبر في شربي خمرة دموعي البريئة من كذب الكبار وبطشهم , لم أستطع تحمل أنني شاركت في أذيته والتستّر على من انتشل منه براءة ابتسامته و لطالما أحببت لمعان أسنانه المرافق لها , تتجرعني الدموع على صدري الصغير حين بكى ظلم الدقائق العصرية التوقيت على جدران خطيئة المباني القديمة , بكيت ذلّ ضعفي حين صرخ طفولته بآهة لم أشأ أن أتعرف عليها بعد …. .
شهدت ظلام الفكرة حينما بدأ يتعايش معها بصمت في كل مرة يسأله أحدهم عن سبب الدمعة الخائفة من الظهور في عينيه الصغيرتين , كان لون سمائهما حالماً بالظهور في لحظات نجاح الفنان بعمله الأول , كان هذا ما دفعه للتفوق في دراسته كونها المواسي الوحيد بعد فشلي في انتشال الخوف من قلبه و مسح آخر دمعة من جرحه الوليد …. .
كان أصغر "مازوشي" تعرفت عليه مصطلحات أيامي اليافعة , كان يستمر في العذاب وحيداً دونما إخباري , كان ينتقم بطريقته الخاصة ويختار فريسته باحتراف , كان يعذب نفسه بإثمٍ ليلي على جدار الخطيئة الأولى , ثم يبدأ باجتهاد الجروح في أعضاء فريسته الرجولية المتأخرة المرحلة عمرياً , كان يخفي عني نقمته المستمرة على كل من تجرّأ على انتشال عذرية الطفولة من بين جنبيّ هذا الفنان الذي غبطتُ كل مواهبه التي حَسَده عليها كُثر ممن شاركونا مرحلتنا العمرية …. .
صرخت أنوثة الرجولة التي كمنت في صدره العضلي الشكل وملّت الانتظار للنهاية السعيدة بعد قتل كل نفس احتضنتْ حوضه بخشونة الشهوة , كان يغسل عار جماله الذي لطالما فتن فتيات حيّنا الصغار , كان يستسمح عدم وعي من حوله وظلم المجتمع من طهارة شبابه الذي لم يكن لديه الوقت الكافي لعيشه كرجل كامل في لحظات معينة …. .
كتب لي آخر كلماته على منديله الأبيض الذي تعود على مسح جروح فرائسه التي تخجل من انتسابها للآدمية , عذرا لأني نسيت أنك أكثر من حمل أسراري على طبق من ذهب في وادي قلبه الكبير , أعتذر لأني كنت أضعف من مواجهتك بالحقيقة التي ظللت سنينا أخفيها عن نفسي وأنهيت آخر انتقام لي وهو انتقامي من جمال خلقتي الذي لن يتوقف أبدا عن التسبب بمشاكل لا تحصى لي ولأهلي لو علموا بجريمته وجريمتي , أفضل ان أكون من يوقف الأمور عند حدها في الوقت التي يجب أن أتزوج فيه وأنا ناقص الرجولة , في لحظة يجب أن أمنح فيه شيئا لإنسانة وأنا كنت أتجرعه بنفسي … .
كان جسده مرمياً على ذلك الحبل الفضي اللون , كانت جروح وجهه تخفي معالمه الحقيقية كان قد كتب على صدره "هذا عقاب جريمة الجمال" , كان مكتوبا بدمائه الندية اللون , كان قد جلد جسده قبل شنقها بأبشع طريقة شهدتها عينياي في حياتي كلها , مشاهد لا أستطيع ذكرها دفعة واحدة والألم يسيطر على لحظة موته في رأسي قبل مشاهدته في غرفته مرفوعا كأحد إكسسوارات المنزل مطلية بلون لحمي وأحمر …. .
ما أشنع جرائم الحياة في كل أشكالها , جريمة ارتكبها الجميع وكان ضحيتها شخص واحد , شارك الجميع بنصب حدودها وبجدارة كل في حسب طاقته , ذنب الوالدين بعدم تحذيره من ابتسامة الذئاب البشرية كان كافيا , على الأقل ذنب المجتمع كان متوسطا كونه يسمح لأمثال تلك الذئاب بالبقاء على قيد الحياة حيث انه بالمقارنة بذنبي كمتستر على الجريمة لخوفي وضعفي من إخبار أحد بأقذر شيء يقوده العقل البشري بقدرات شيطانية , كان هول القصة علي عظيما وعدم الحول أو القوة لي مرعبا لدرجة أني فشلت في مهمة الحفاظ على أحد كان الأهم بالنسبة لي في كثير من اللحظات …. .
عذاب الفكرة قد يكون أشد من عذاب الجلد على عقلي البشري والذي تخلى بصمته عن كينونة الآدمية , أنا لست هنا ولن أحضر عزائي في يوم انتحار لحظة عرفتها بخسران أكثر أصدقائي أهمية , وما أجرم ممن ينتشلون العذرية من جنبيّ طفل يحلم بلون جديد للسماء في لوحة الفصل الأول النهائية …..
ولتعش ذكريات البشرية في موت بذاءة ذكريات أخرى ……
آدم كردي