هو حديثُ الركام المنثور فوق حُطام النفس… هو الكلُّ الشاغلُ لكينونةِ الفراغ .. لغةُ الحبّ في بهوّ سرمديّة الوجود.. الحلوُ اللطيف الساديُّ الروحِ.. هو أنا .. وصاحب السطوة فيّ … والصورةُ لاحتضار الموت… هو المنتدب في عشق التوغّل … وإغراءِ الصعودِ والاستيطان
القهرِ
العذابِ
الحرمان
توقيع المجتمعِ
العاداتِ
التقاليدِ
والعلاقاتِ الإنسا حيوانية ..
هو النُّصْب الذي ُقدّمت عليه إبداعات الكثير من نحاتي الأرض
هو استغاثة الأشلاء … أشلاءُ نفسٍ … أشلاءُ أمل …
و وِصال العشّاق والسائرين على الدرب
هو أنا … هو أنا … هو أنا … أنا …
أنا …
… جسد

الفنان هادي فاضل يقدم تعريفاً بـ بفنه ومكونات مسرحه، ثم يقدم لنا "حديث الركام"، التي هي محور "كتبنا".

الجسد هو المطاف الأخير دائماً، وفأر التجارب، ورقعة الشطرنج، وحبة القمح تطحن في الرحى، والمحرك لانفعالاتنا:

قد راعني اتكاء المدارس الحديثة في فنون الأداء عى الجسد كوسيلة لإيصال جملة الأحاسيس و الأفكار المطروحة، واستخدامه كلغةٍ للحوار بحد ذاتها ( لغة الجسد ) … وفي حياتنا كثير من الأمثلة لمن لايملك الخيار إلا أن يستخدم الجسد وسيلةً للتعبير عن الذات أو الوجود، ووسيلة للتواصل الاجتماعي والسلوك النفسي .

كما أنّ أي حسٍّ يتولد في أنفسنا، من غضب أو تعب أو حب أو فرح أو ضيق، يُترجم باللاشعور كفعل فيزيائي أو حركةٍ تشترك فيها عدد من العضلات وسرعان ما ترتسم التشكيلات المختلفة على صغحة الوجه

هكذا أرى أنا الأمر من الجانب الفني … إنّ أي فعل يقوم به الممثل أو حركة – واسعة المدى او محدودة، سريعة كانت أم بطيئة، ضعيفة أم عنيفة – هي عبارة عن طاقة كامنة – لمجموعة الانفعالات والأحاسيس – تتحول إلى طاقة حركية ذات مدلول عند المرسل ( المخرج أو الممثل أو فضاء العرض ) نتجت عن دراسة وتجريب، وتحمل للمتلقي ( المشاهد ) آفاقاً للتحليل واستنباط الفكرة المطروحة كلٌّ حسب مخزونه الثقافي والاجتماعي والسياسي .

وقد لمست عدم اعتماد مسرحيينا في حلب على هذه المدرسة العظيمة ( مدرسة الجسد ) بل وإنكار معظمهم واستهجانهم لها، وتمسُّكهم بأساليب الطرح التقليدية، غير مدركين أنّ مدرسة الجسد هي الأقوى تعبيراً،والأغنى فكراً، والأكثر متعةً وشدّاً .
من أجل ذلك كانت صخب .. فرقتي التي أعتز بها وأحيي أعضاءها فرداً فرداً، وأشكرهم على ما قدّموا من تفانٍ وإيمان، فكان مسرح الجسد في حلب .

هذه القصيدة النثرية هي تعبير عن صخب وعن التوجه الذي نسير به، بالإضافة إلى أنني كتبتها إثر ورشة العمل التي خضناها مع المصور الضوئي نوح حمامي التي تُرجمت مؤخراً إلى معرض ٍ شمل العديد من صورٍ تمحورت حول سلسلةٍ من التناقضات الكونية الطبيعية كالأسود والأبيض، السلطة والخضوع، الحركة والثبات، الولادة والسُّبات، الحياة والموت… وغيرها.

شكراً للشاعر بكري حنيفة أن أحبَّ ما كتبت، وأن صعَّد الهمم، وأن اختار كلماتي أن تكون الافتتاحية لمجموعة نوافذ أدبية هي دورية في هذا الموقع، وهذا كرم الأستاذ على التلميذ الصغير، ومن قبله الكاتبة علياء صوص لما كان منها من اهتمام بخطوتي الأدبية المترددة، وإني منتظر لإغنائِكُما وإثرائِكُما لهذه النافذة، وجزيل الشكر أيضاً للفنان نوح حمامي .
محمد هادي فاضل

 

هو حديثُ الركام المنثور فوق حُطام النفس …
هو الكلُّ الشاغلُ لكينونةِ الفراغ …
لغةُ الحبّ في بهوّ سرمديّة الوجود ….
الحلوُ اللطيف الساديُّ الروحِ
هو أنا .. وصاحب السطوة فيّ … والصورةُ لاحتضار الموت

هو المنتدب في عشق التوغّل … وإغراءِ الصعودِ والاستيطان
القهرِ
العذابِ
الحرمان
توقيع المجتمعِ
العاداتِ
التقاليدِ
والعلاقاتِ الإنسا حيوانية ..
هو النُّصْب الذي ُقدّمت عليه إبداعات الكثير من نحاتي الأرض
هو استغاثة الأشلاء … أشلاءُ نفسٍ … أشلاءُ أمل …
و وِصال العشّاق والسائرين على الدرب

هو أنا … هو أنا … هو أنا … أنا …
أنا … 
   … جسد


محمد هادي فاضل
مدير صخب للمسرح الما بعد حداثي