حركة الفن الجديدة لمحمود مكي
- أبريل 9, 2011
- 0
حركة الفن الجديدة منحت الفنان الحرية المطلقة في الإبداع بقلم الفنان محمود مكي: يعتبر نهاية القرن التاسع عشر بداية لثورة شاملة شهدها العالم, وخاصة الغربي على مختلف الأصعدة … حتى طالت مختلف النشاطات الفنية كالعمارة والنحت والفنون التطبيقية والحرف الفنية الأخرى …
عرفت هذه الثورة الفنية الشاملة باسم ((الاسلو الجديدة)), أي حركة ((الفن الجديد)) وكان هاجسها التحديث في كل الأساليب الفنية وموضوعاتها والفلسفة الجمالية كي تجاري متطلبات التطور العام الذي حدث في المجالات العلمية والصناعية وتنسجم مع المجتمعات الجديدة التي نشأت نتيجة ما أدت إليه الأفكار والنظريات في نهاية القرن التاسع عشر …
ولكن هذه الحركة ((الفن الجديد)) لم تدم طويلاً رغم أهمية فكرتها الجديدة لأنها لم تستطع التوفيق التام بين طبيعتها الثورية ورغبتها في التجديد, كما أنها؛ في وقت واحد؛ لم تقدم؛ أيضاً؛ حلولاً مناسبة لبعض المسائل الفنية المطروحة في الحياة الفنية الجديدة, ولكنها استطاعت أن تساهم بشكل فاعل لتطوير نظرة الفنان, كما استطاعت أن تعطي دفعة قوية للحركات الفنية للبحث عن سبل جديدة أيضاً.
والتي ظهرت نتائجها في القرن العشرين, وخاصة بعد عام /1960/ …
وكتب الفنان محمود مكي عن حركة الفن الجديدة: يعتبر نهاية القرن التاسع عشر بداية لثورة شاملة شهدها العالم, وخاصة الغربي على مختلف الأصعدة … حتى طالت مختلف النشاطات الفنية كالعمارة والنحت والفنون التطبيقية والحرف الفنية الأخرى … عرفت هذه الثورة الفنية الشاملة باسم ((الاسلو الجديدة)), أي حركة ((الفن الجديد)) وكان هاجسها التحديث في كل الأساليب الفنية وموضوعاتها والفلسفة الجمالية كي تجاري متطلبات التطور العام الذي حدث في المجالات العلمية والصناعية وتنسجم مع المجتمعات الجديدة التي نشأت نتيجة ما أدت إليه الأفكار والنظريات في نهاية القرن التاسع عشر … ولكن هذه الحركة ((الفن الجديد)) لم تدم طويلاً رغم أهمية فكرتها الجديدة لأنها لم تستطع التوفيق التام بين طبيعتها الثورية ورغبتها في التجديد, كما أنها؛ في وقت واحد؛ لم تقدم؛ أيضاً؛ حلولاً مناسبة لبعض المسائل الفنية المطروحة في الحياة الفنية الجديدة, ولكنها استطاعت أن تساهم بشكل فاعل لتطوير نظرة الفنان, كما استطاعت أن تعطي دفعة قوية للحركات الفنية للبحث عن سبل جديدة أيضاً. والتي ظهرت نتائجها في القرن العشرين, وخاصة بعد عام /1960/ … بدأ مفهوم حركة ((الفن الجديد)) يتبلور في نهاية القرن التاسع عشر وبعد أن ظهرت التحولات الكبيرة في العلوم الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والسياسة وما رافقها من تطورات في مجالي العلوم و الصناعة … لذلك أصبحت التغييرات في المفاهيم الفنية ضرورة حتمية وملحة وتقع على عاتق الفنانين كي لا يتخلوا عن مواكبة عصرهم … وقد عبّر كثيراً من الفنانين والمهندسين المعماريين وبعض النقاد الفنيين عن رغبتهم العارمة في إيجاد المفاهيم الجديدة للفن, حتى أنهم طالبوا باندماج الفن التشكيلي مع الفنان الحرفي ( التطبيقي) للمساواة بين الجميل والنافع, كي ينتشر الفن التشكيلي بين الجماهير عامة, وقد كان ((لا بورد)) مدافعا قوياً عما يسميه (( التربية الفنية الشعبية)) ويقول: (إن مستقبل الفنون والعلوم والصناعة هو في اتحادها, وفي تعميم الثقافة على الشعب …)
حركة الفن الجديدة منحت
الفنان الحرية المطلقة في الإبداع
يعتبر نهاية القرن التاسع عشر بداية لثورة شاملة شهدها العالم, وخاصة الغربي على مختلف الأصعدة … حتى طالت مختلف النشاطات الفنية كالعمارة والنحت والفنون التطبيقية والحرف الفنية الأخرى …
عرفت هذه الثورة الفنية الشاملة باسم ((الاسلو الجديدة)), أي حركة ((الفن الجديد)) وكان هاجسها التحديث في كل الأساليب الفنية وموضوعاتها والفلسفة الجمالية كي تجاري متطلبات التطور العام الذي حدث في المجالات العلمية والصناعية وتنسجم مع المجتمعات الجديدة التي نشأت نتيجة ما أدت إليه الأفكار والنظريات في نهاية القرن التاسع عشر …
ولكن هذه الحركة ((الفن الجديد)) لم تدم طويلاً رغم أهمية فكرتها الجديدة لأنها لم تستطع التوفيق التام بين طبيعتها الثورية ورغبتها في التجديد, كما أنها؛ في وقت واحد؛ لم تقدم؛ أيضاً؛ حلولاً مناسبة لبعض المسائل الفنية المطروحة في الحياة الفنية الجديدة, ولكنها استطاعت أن تساهم بشكل فاعل لتطوير نظرة الفنان, كما استطاعت أن تعطي دفعة قوية للحركات الفنية للبحث عن سبل جديدة أيضاً.
والتي ظهرت نتائجها في القرن العشرين, وخاصة بعد عام /1960/ …
بدأ مفهوم حركة ((الفن الجديد)) يتبلور في نهاية القرن التاسع عشر وبعد أن ظهرت التحولات الكبيرة في العلوم الأخرى كالاقتصاد والاجتماع والسياسة وما رافقها من تطورات في مجالي العلوم و الصناعة … لذلك أصبحت التغييرات في المفاهيم الفنية ضرورة حتمية وملحة وتقع على عاتق الفنانين كي لا يتخلوا عن مواكبة عصرهم …
وقد عبّر كثيراً من الفنانين والمهندسين المعماريين وبعض النقاد الفنيين عن رغبتهم العارمة في إيجاد المفاهيم الجديدة للفن, حتى أنهم طالبوا باندماج الفن التشكيلي مع الفنان الحرفي ( التطبيقي) للمساواة بين الجميل والنافع, كي ينتشر الفن التشكيلي بين الجماهير عامة, وقد كان ((لا بورد)) مدافعا قوياً عما يسميه (( التربية الفنية الشعبية)) ويقول: (إن مستقبل الفنون والعلوم والصناعة هو في اتحادها, وفي تعميم الثقافة على الشعب …)
تيار حركة ((الفن الجديد)) انطلق من هذه المبادئ داعياً على رفض التقاليد الأكاديمية التي كرستها الفنون الجميلة في الأكاديميات التعليمية وخاصة في فرنسا, وعلى أنها الأساس الأول والأخير في علم الجمال والفن, ولا يمكن لأي شخص مهما كان موضعه العلمي والفني أن يطالها بشيء من التغير …
كما دعت هذه الحركة الفنية إلى توثيق الصلات بين الفنان التشكيلي والفنان التطبيقي (الحرفي) كي يسهم كلاهما في تجميل حياة الإنسان التي أصبحت المادية طاغية في كل مكان منها, في البيت والشارع, كما دعت حركة ((الفن الجديدة)) إلى مشاركة الحركات الاجتماعية والالتزام معها بنضال الطبقة العاملة, رافعة شعارها الأول, وهو (الفن للجميع), أو (الفن الاجتماعي) … وكان كل هذا قد حدث في بداية عام /1900/ حيث قال (هنري ريفيير) قولته المشهورة التي أطلقها عام /1895/: إن طاولة جميلة لها أيضاً قيمة التمثال أو اللوحة …
وهكذا فإن حركة ((الفن الجديد)) تبدو لنا تعبيراً واضحاً عن الحس لتيارات الفكر الجديدة التي ظهرت في عصرها, وهو يتخطى مفهوم الفن الأكاديمي المدرسي ليشمل المجتمع كله الذي بات في نظر حركة ((الفن الجديد)) تجديده هدفاً هاماً لجميع الحركات الثقافية والعلمية, كما قال في ذلك (مادسن): إن التغيير سيكون من الشمول بحيث يصبح من الصعب الكلام عن نهضة النهضة وانبعاثاً جديداً يشمل هذه الطبقات كلها …
ويلتقي مفهوم ((الفن الجديد)) مع كثير من الحركات الفنية التي ساهمت في تطويرها؛ كالرمزية والانطباعية الجديدة؛ وخاصة في اهتمامها بالشكل والخط والمساحة واللون بعيداً عن مفهوم المنظور التقليدي محاولاً تبسيط الأشكال وألوانها نحو التجريدية لتأخذ مدلولاً رمزياً محدداً, وبات واضحاً لديهم التركيز على الحدود الداخلية خاصة, والخارجية للأشياء المصورة. وحركة ((الفن الجديد)) تجلّت خاصة في مجال العمارة والفن الزخرفي والتطبيقي كما عبر عنه (جان كاسو) في قوله: هو ثورة ضد الذوق الكئيب في العمارة وهو الذوق البرجوازي في فرنسا والمبتذل في ألمانيا والمتقوقع في روسيا والرث في اسبانيا…
فكان لا بد من أسلوب جديد يكون أكثر تزينيناً وزخرفة ويشمل مختلف مظاهر الحياة الاجتماعية اليومية, ويأخذ بالاعتبار المعطيات التقنية والمواد الجديدة التي ظهرت في عصرها, مثل: (الحديد, والاسمنت المسلح …)
وهكذا يبدو أن الحركة ((الفن الجديد)) قد مهدت بشكل واضح لظهور مفاهيم جديدة في الفن التشكيلي وخاصة في فن العمارة والزخرفة في القرن العشرين, وقدمت مفهوماً جديداً للفن بشكه العام أعطى للفنان مكانته اللائقة التي يستطيع بها أن يكون حرا فيما يقدمه من إبداع, كما استطاع الفنان أن يكون نموذجا لعصره فيما يقدم من فكر حر وأساليب خاصة به ولعصره دون التقيد بالمفاهيم الكلاسيكية والتقليدية التي لا تفي بالغرض, وأصبحت حرية الفنان سمة من سمات الفن الأصيل وفي تناوله الفن منهجاً أساسياً يتمتع به الفنان في إبداعه وقدرته على التجديد …
لذلك تعتبر حركة ((الفن الجديد)) ظاهرة تحول كبيرة في الفن أو انتقال كبير نحو التخلص من التركة البائدة للتجديد والابتكار ولخلق شيء جديد يمثل زمانه وعصره …