
حفل تخرج الأطفال في مدرسة المنارة 2011
- يونيو 2, 2011
- 0
وتعيش حلب هذه الأيام حفلات تخرج الأطفال من صفوف الطفولة ليلتحقوا بصفوف “الابتدائي”.. وهذا الإجراء الذي اتبعته المدارس الخاصة نتمنى أن نراه معمما يوما ما في المدارس العامة بهذه النسخة أو بنسخة أخرى وبقلنسوة أو بلا.
يعيش الأطفال وأوليائهم هذه الأيام فرحة التخرج؛ نتمناها للجميع، في شتى بلاد العالم، فمنهم من يتخرج من كلية الطب أو الهندسة أو مختلف مجالات الأدب، ومنهم من يتخرج من دون مظاهر احتفالية ويكتفي بالفرحة القلبية، ومنهم من يتخرج باحتفالية كبيرة تحيطه بها مدرسته وأهله منذ الصفوف الأولى.
وتعيش حلب هذه الأيام حفلات تخرج الأطفال من صفوف الطفولة ليلتحقوا بصفوف "الابتدائي".. وهذا الإجراء الذي اتبعته المدارس الخاصة نتمنى أن نراه معمما يوما ما في المدارس العامة بهذه النسخة أو بنسخة أخرى وبقلنسوة أو بلا.
ومن أولى المدارس التي اتبعت هذا التقليد الاحتفالي مدرسة المنارة بالإضافة إلى أنها أول من افتتحت "موسم التخرج" لهذه السنة.
ومشاركة منّا بفرح الأطفال والأهل والأساتذة والإدارة كان لنا هذا اللقاء مع الأستاذة المربية " عفاف ملقي.
• السيرة الذاتية للأستاذة ملقي
أستاذة كنت تخططين ليس فقط من خلال التفكير بل بالتنفيذ على أرض الواقع لإنشاء مدرسة هي مشروع تربوي متكامل. حدثينا قليلاً عن هذا المخطط؟
في السعودية وفي سهراتنا مع المعلمات كنا نسأل بعضنا كل معلمة عن أمنيتها, و أمنيتي كانت أن يكون لدي – روضة أطفال. وكان هذا حلمي منذ صغري.
لذا كان استعدادي النفسي والمهني لكي أكون مديرة مدرسة فسافرت إلى أميركا خلال ثلاث سنوات؛عن طريق المركز الثقافي، وهناك كنت أقضي مع إدارة المركز ومرشديها، من الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة السادسة مساءً ما بين مدارس (homeless) مدارس المشردين إلى مدارس الفتيات التي يبلغ أعمارهم أربعة عشر عاماً وينجبون أطفالاً إلى غيرها من المدارس والمأوي التي تعنى بالدراسة وبناء الإنسان منذ الطفولة، واستوحيت من هذه المدارس ما يناسب مجتمعنا وأدخلت عليه الأشياء الوطنية والدينية. وقد استشرت الأستاذة المربية ((يمن الأعسر))؛ حيث كانت معلمتي في معهد دار المعلمات, وقد أيّدت فكرتي ودعمتني بنصائحها القيّمة. والحمد لله تم افتتاح المدرسة بعد عودتي من السعودية وكان الإقبال أكثر مما أتصور لأنه تم التحضير لها كثيراً، وكنت مدعومة بخبرتي وتجاربي التي كونتها بخدمة أربعون عاماً تقريبا… من أمينة مكتبة إلى مديرة إلى موجهة في السعودية.
وأكملت حديثها وهي تقول: أنا أم لثلاث أولاد ولم أعرضهم للعقاب الجسدي وتربيتهم جيدة يشهد بها الجميع.. ابنتي تدرّس علوم طبيعية, والآن ستعمل معي مساعدة مديرة.. نحن بحاجة للتكاتف العائلي والإداري كوننا حالياً مدرسة روضة وابتدائي لنفتتح العام المقبل المرحلة الثانوية. وابني أيضاً سينضم إلينا لأن الطلاب بحاجة لرجل يدير زمام الأمور.
كيف تقيمين تسجيل الأطفال في المدرسة وتقييمك الشخصي لأدائك؟
الإقبال هو المؤشر الرئيسي أولاً, ثانياً وجودها ضمن البلد جيد, المدارس أصبحت بعيدة والأهالي لا يريدون أن يبعثوا أطفالهم إلى أماكن بعيدة, أما بالنسبة للمستقبل القريب، فقد امتلكنا الأرض الأقرب إلى البلد وهي في نهاية شارع النيل المحلق الرابع وهو أمام المدرسة الوطنية, وهناك سوف يكون الابتدائي والثانوي، بينما تبقى روضة الأطفال في مكانها. أما تقييمي لنجاحي فهو مدعّم بوجود المعلمات القديرات، فهم أساس المدرسة, أنا أضعهم تحت الاختبار والمراقبة لمدة شهرين وفي حال لم تكون على قدر من المسؤولية نعتذر منها لأنها ستكون على احتكاك مباشر مع الأطفال، وأنا بنظري أن الإدارة لها دور في الرقابة عن بعد, حيث أتجوّل شخصياً ما بين الصفوف حوالي الأربع مرات في اليوم إن كان أنا أو معاونتي، الإدارة لها دور كبير في نجاح المدرسة ومن ثم الحب بين الإدارة والمعلمة, أريد المعلمة أن تكون على قدر من الراحة من أجل أن تعطي أكثر.
أمّا المشكلة التي نواجهها فهي مشكلة السائقين.. وهي مشكلة عامة.
كيف تستعدين للتعامل مع المراهقين؟
التعامل مع هذه المرحلة صعب جداً وأنا موجودة ولكن كون ابني رجل سيهابونه وسيكون هذا إن شاء الله، في بداية 2011- 2012 وسوف نصعد صف صف وسنعاني.. لأن المراهقين لهم معاملة خاصة مراهقي هذه الأيام، لهذا يجب أن تكون معاملتهم بطريقة ذكية فيها الكثير من التفهم و…الحزم.. من أجل أن نستطيع أن نسيطر عليهم.
بالنسبة للتدريس سنتبع أحدث الطرق الموجودة وهذا لأني أحب عملي ودائماً على إطلاع وتواصل في التلفاز بأحدث الأساليب التي يمكن أن نتبعها مع الطلاب.
ماذا يختلف أسلوب التدريس التقليدي عن أسلوب التدريس الحديث؟
بالنسبة للأسلوب التقليدي كان دخول الأستاذ الصف ومعه العصا … شيئا مفروغا منه. بالإضافة أن السبورة كانت العنصر الأساسي في التدريس وتقديم المعلومات, أما الآن، فالطفل يتعلم عن طريق اللعب.. أي هو يكتشف ويعطي النتيجة ليتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه, وننمي لديه حس الاكتشاف لأنه ضروري, التلقين؛ سابقاً، مقابل، الاكتشاف الصحيح، حالياً.
وعن علاقتها بالتلاميذ:
أحياناً التلاميذ، يحبونني وأحياناً يخافون مني.. أنا أمنع المعلمات أن تستخدم العنف الجسدي ضد الأطفال منعاً باتاً كما يوجد تدرج للعقوبات وأقصى شيء هو الإدارة, لهذا يأتي الطفل إلى عندي وأقول له أنك فعلت كذا وكذا وهذا ليس من حقك… أي أواجهه "بفعلته" .. و في أسوأ الأحوال؛ وبناءً على طلب والد الطفل، فإني أضربه على يده من الخارج (ضرب تربوي) وهذا لأن الطفل المعني؛ للأسف، متعود على الضرب في المنزل. ونتيجة حزمي مع الأطفال وعدم وجود "نقاط تماس" بيننا… يخافون مني ولكن عندما أتحدث معهم بهدوء ولطف يحبونني.
و عن حفل التخرج تحدّثنا الأستاذة ملقي:
في نهاية كل مرحلة نقوم بحفل تخرج.
الحقيقة أخذت هذه الفكرة من السعودية, وأنا أول من بدأ حفلات التخرج في حلب وأول من أفتتح رياض الأطفال في البلد أيضاً بعد (مدرسة المناهل)؟
في الماضي كانت الروضة عبارة عن مكان تضع فيه الأم طفلها لتغادر إلى عملها.. الآن أصبح هناك تنمية نفسية وجسدية وعقلية لأن بعد الست سنوات تكون مرحلة تعديل و بناء سلوك للطفل. وقد شجعتني "وقتها" على هذه الفكرة حرم السيد محافظ حلب مصطفى ميرو بحيث لا تبقى حفلات التخرج مجرد حلم أو فكرة بل واقعاً وتقليداً جميلاً. فأقمت أول حفل تخرج في نقابة الفنانين، ولقد أصبح لنا عشرة سنوات ونحن نقيم هذه الحفلات ولكل حفل طابع خاص به من الملابس حتى الأغاني والرقصات, ونبدأ بالتحضيرات من نصف السنة, أولاً: لكي لا نرهق الطفل بالتدريب المكثف وثانياً إعطاء فرصة للطفل لكي يتقن العرض الذي أختاره. ثالثاً: الطفل يشعر بالفرح في التدريب وهذا التدريب يمنحه الثقة بالنفس وينمي موهبته واهتماماته. أما تقديم مواد الحفل، فأقوم بتجربة خمسين تلميذا لأختار منهم خمسة عشر ليقدموا الحفل. كما أن مواد هذا الحفل، هو السر المشترك الذي يجمعنا، بيننا وبين الأطفال.. فكل شيء يتم بسرية تامة, وذلك لتنمية قوة إرادة الطفل ومن ناحية أخرى نقدم فرصة للأهل لكي تفاجئوا بمواهب أطفالهم وكيف أصبح لديهم المقدرة على أن يقفوا أمام ستمائة شخص بكل جرأة وإتقان.
في الأخير نشكر الأستاذة عفاف ملقي على هذا اللقاء، والتي من خلالها ومن خلال هذه الصور أثناء هذا الحفل الجميل نقدم تحيةً لفرح جميع الآباء والأمهات. وتحية تقدير لإدارات جميع المدارس والمدرسين. و تحية أمل في هؤلاء الأطفال، آملين لهم مستقبلا آمنا وجميلاً.