
حلم طيار .. محمد نديم تنبي
- فبراير 10, 2012
- 0
يشاركنا الطيار محمد نديم تنبي آماله، مخاوفه، و فرحته بتحقيم حلمه بالطيرات لأول مرة.. ماراً بذكرياته منذ الطفولة و الشباب… حتى وصوله لرتبة .. طيار. متمنين لمحمد نديم التوفيق والطيران الناجح في كل الظروف والبلاد
أعزاءنا في عالم نوح، يشاركنا الطيار محمد نديم تنبي آماله، مخاوفه، و فرحته بتحقيم حلمه بالطيران لأول مرة.. ماراً بذكرياته منذ الطفولة و الشباب… حتى وصوله لرتبة .. طيار. متمنين لمحمد نديم التوفيق والطيران الناجح في كل الظروف والبلاد
10-2-2012 ــ محمد نديم تنبي
عندما نسمع كلمة طيار ينتابنا أحساس غريب.. هي كلمة جميلة وصعبة.
دخلت عالم الطيران وأنا متشوق … للّحظة التي سأنطلق بها لأحلق بعيدا عن الأرض .. وفي نفس الوقت كنت خائفاً … من العالم الجديد.
هو بالفعل عالم رائع وجميل وممتع..
كان حلمي منذ صغري أن أكون مهندس حاسب و لكن شاءت الأقدار أن ألتحق بهذا العالم العجيب وأصبح حلم حياتي أن أطير إلى كل بلاد العالم …. و بات الطيران وزيارة بلدان وأماكن جديدة أمنية اشتاق إليها كل يوم. بدأت في تعلم اللغة الانجليزية لفترة ليست بقليلة وبعد ذالك انتقلت إلى مستوى آخر .. وهو اللغة الانجليزية التي تخص علوم الطيران.
في هذه الفترة بدأت بالتذمر متى سنبدأ بدراسة علم الطيران كانت هذه الكلمة تتردد بشكل متكرر وهاجس بالنسبة لي .. أساسيات الطيران، الأجهزة الطائرة العدادات و و و إلى آخره .. كان الأمر ممتعاً في بادئ الأمر، ولكن سرعان ما أصبح مملا ومتعبا حتى كنت أتمنى أن ينتهي اليوم بفارغ الصبر.. وشوقي يزداد للطيران. بدأت الامتحانات وبدا كل شيء على ما يرام وسرعان ما فشلت في أول محاولة.. ولكن كان هناك حلم يلوح في الأفق يجب أن أعيد الكرة. وبفضل الله أنهيت بعض من المواد المقررة.. كانت هناك تخبطات هل سنحلق أم لا؟ كنت في قرارات نفسي أتمنى ذلك ولكن الشتاء سيقف عائقاً في وجهي وسيزيد مدة الدراسة.. كان كل من معي يتمنى البقاء لينهي ما بقي لنا من مواد ولكن أتى القرار الذي أسعدني وأسعد الكثير من زملائي ولم يسعد البعض.. وهو أننا سنبدأ بالمرحلة الأولى للطيران.
رن هاتفي في صباح يوم بارد رقم مجهول وقال لي أنت الطالب فلان فأجبت نعم قال غداً في الساعة 6 صباحاً لديك رحلة مع المدرب فلان.. سرحت في خيالي طويلاً، متى سيأتي غداً حقاً !؟ سوف ابدأ ذلك الحلم الذي طالما راودني. غلبني النعاس بعد منتصف الليل استيقظت، كنت متحمس جداً وشعور السعادة لم يفارقني. في طريقي إلى المطار راودني شعور بالفرح والخوف المدموج بالرهبة ماذا سيحدث ؟؟!!
جلست في مقعد الطائرة مكان الكابتن وأخذت أنفّذ قوائم التشغيل.. كنت متردداً بعض الشيء وشعرت بأنني وضعت قدمي على أول خطوة في عالم الطيران.
أخذنا الإذن بالإقلاع
بدأت دقات قلبي تتسارع وبدأت أتعرّق.
وضعت المحرك على الطاقة القصوى وبدأت الطائرة بالتسارع.
بدأت الطائرة ترتفع شيئاً فشيئا عن المدرج وعينيّا تفارقان أرض المدرج.. هذه اللحظة المنتظرة …
فعلاً إنني أرتفع عن الأرض.
بدأت تعليمات المدرب تنهال علي بشكل سريع ومرهق بالنسبة لطالب جديد انهمكتُ في تعديل مسار الطائرة والارتفاع وقراءة العدادات ولم أشعر إلا وكأنني على الأرض.
كنت داخل غرفة مظلمة بداخلها عدادات وأرقام تظهر أمامي بشكل سريع للحظة … شعرت وكأنني أعمى أو أصم أو حتى أبكم.
لم أدرك شيء من حولي للحظات قليلة .. صحوت من تلك الغفلة على صوت محرك الطائرة الهادر وأصوات الطيارين الآخرين تأتي من مكبر الصوت، لا أدري عن ماذا يتحدثون وكأنها طلاسم لم أدرك معناها..
الغيوم تمر من أمامي وأشعة الشمس تخترقها نظرت بعين مترددة، كان مشهداً جذابا، مربعات خضراء وأخرى حمراء داكنة ومساحات فارغة واكتظاظ سكاني هنا وأخر هناك، بدأت بالانعطاف نحو مسار الرحلة ووصلت للجهة المطلوبة ثم بدأت بالانخفاض التدريجي نحو المطار حتى وصلنا إلى المدرج ولامست عجلات الطائرة الأرض بهدوء انتهت الرحلة وكأنها طرفة عين.
كان الإحساس لا يوصف وبدأت مع تلك الرحلة المتاعب والمسؤولية تزداد أكثر فأكثر، ولكن ذالك الموقف يأبى أن يفارق مخيلتي لأنها رحلتي الأولى في كل مرة كنت أحلّق بها كنت أضيف بعض التفاصيل الصغيرة التي لم أكن أراها، وفي كل مرة كانت ترتفع الطائرة عن الأرض كنت أحنّ إلى تراب الوطن.
والسؤال المتكرر والمتردد دائماً في ذهني … متى سوف أحلق فوق سماء بلادي ؟
يراودني شعور الأمل و المسؤولية سأكون في يوم من الأيام مسؤول عن مئات الأرواح.. في تلك الحافلة الضخمة .. المعقدة البسيطة .. التي تملك أجنحة ضخمة ..
في يوم قريب.. سأحلق فوق سماء بلادي
الطيار محمد نديم التنبي
و توصّل الكابتن نديم من أحد أصدقاء العائلة هذه الرسالة، و نحن إذ ننشرها أيضاً ضمن الصفحة كونها رسالة انسانية لكل الشباب لكل الآمال والمستقبل الجميل إن شاء الله.
الحلم …. ما أروع كلمة حلم لانها تحقق ما نعجز عن تحقيقه على أرض الواقع. نحلم ونحلم ونحلم ونتمى أن نبقى نحلم إلى آخر يوم في عمرنا. ولكنه إقتران الحلم بالحياة . أنا لن أنسى كلماتك عندما همست بإذني أن حلمك كان أن تركب الطائرة وتسافر بها فقط ، والآن سوف تلتحق بكلية للطيران وتصبح طيارا وأنك غير مصدق أن حلمك الجميل يتحقق وبأكثر مما تتمنى. تابعت نشاطك دون علمك وعرفت أنك سوق تصبح طيارا وتُحقق ليس فقط حلمك بل حلمي الذي منعتني الحياة من تحقيقه. عرفت أنك سوف تنجح .. فقد كانت لهفة اللحظة لتحقيق الحلم تلمع في عينيك، وتسرح خواطرك بعيدا وأنا أراقب شرود ذهنك في تلك اللحظات التي كنت تسير بها وتخطو أول درجات النجاح مقرونا بتحقيق الحلم. وفقك الله فأنت تستحق أن تكون ذلك الرجل اللذي تصبو اليه ونفتحر به. لك ولكل زملائك السائرين على دربك أتوجه بالنصيحة التالية. أنتم حلم كل شاب فتجملوا بلباس التقوى والتواضع والبشاشة لزيد الله عز وجل من قدركم في الدنيا والآخرة. تحياتي عمو وليد
أعزاءنا، وبعد مدة قصيرة، من هذا المقال الجميل، وافانا نديم بموضوع مفيد و بسيط عن أهم مفردات الطائرة والطيران. تابعونا على هذا الرابط :