حلم يتمنى تحقيقه الجميع
- أغسطس 18, 2010
- 0
مساء 14/8/2010 ركنت إلى النوم متفائلاً بأن يوم غد 15/8/2010 هو عيدنا نحن – عيد الصحفيين- إذ سيكون مناسبة لتكريم الزملاء الذين أحيلواعلى التقاعد خلال عام تقريباً… مقالة بقلم الأستاذ علي ديبو
حلم يتمنى تحقيقه الجميع
بقلم الأستاذ علي ديبو
مساء 14/8/2010 ركنت إلى النوم متفائلاً بأن يوم غد 15/8/2010 هو عيدنا نحن – عيد الصحفيين- إذ سيكون مناسبة لتكريم الزملاء الذين أحيلواعلى التقاعد خلال عام تقريباً، وإن كان التكريم سيكون رمزياً، لأن اتحادنا يعتبر من أفقر المنظمات مالياً. كذلك سوف نلتقي كزملاء في أكبر تجمع يحصل للصحفيين كل عام. نتفقد بعضنا نحكي بشؤون المهنة، وبمعاناة الصحفيين ونطمئن على أحوال بعضنا كمتقاعدين يتردد على لسان كل واحد منا أسئلة موحدة وهي: كيف صحتك؟ ماذا تفعل؟ كم عليك من الديون؟ إلى إين تذهب؟ فتأتي الأجوبة متشابهة جداً كما لو كنا في قاعة امتحان وطرحت علينا هذه الأسئلة لنجيب عليها كتابة. فقد جاءت الأجوبة متشابهة في معظمها _ لأن الحال من بعضه_ ولربما عوقبنا من قبل الجهات المعنية بحجة أننا نتنقل من بعضنا.
ثم غفوت على فرحة أن غداً هو يوم عيدنا كيفما جاءت وكانت الأمور، وغرقت في حلم جسد لي أقوال المسؤولين التي يكررونها لنا دائما في مؤتمراتنا وفي أعيادنا ، بأن الصحفي لا يتقاعد ابداً بل هو صاحب عطاء و صاحب رسالة وطنية وقومية.. وزادني الحلم فرحة أنني كلفت بمهمة تطلب مني إجراء لقاءات مع جميع مسؤولي الحكومة بما فيهم السيد رئيس الوزراء، لأنقل لهم حاجات المواطنين ومعاناتهم ماديا وسكنيا ومعاشيا و.. إضافة إلى ما يعانوه من جائحة الحر الشديدة التي أناخت بحملها على جميع المواطنين والمسؤولين.
فبدأت بلقاء المسؤولين _حسب المهمة _ واحداً بعد الآخر واضعا أمامهم معاناة المواطنين جميعها … فكانت الإجابات متشابهة مما يؤكد تآزر المسؤولين وإخلاصهم لبعضهم البعض.
وكم سرني وأنا في الحلم أنني أنجزت معظم مهمتي في وقت قصير جدا على غير العادة عندما تكون المهمة في اليقظة، فلم يبق لي لإتمام المهمة سوى مهمة واحدة وهي لقاء السيد رئيس الوزراء وسرعان ما وجدت نفسي في مكتبه مرحبا بي، فقلت: هنا الغنيمة، فسألني السيد رئيس الوزراء عن مهمتي بكاملها وكيف عوملت من قبل المسؤولين، وكيف كانت إجاباتهم؟ فقلت : قوبلت باحترام وترحاب ولكن لم أحصل على إجابة تتعلق بإنهاء معاناة المواطنين التي كثر الحديث عنها، وضرورة الاهتمام بها والاستجابة لمطالب المواطنين وأنه يجب تنفيذ برنامج الحكومة في هذا الشأن..
فأجابني : اطمئن ، إن جميع الخطط والمشاريع سوف تنفذ وأنه محسوب حساب كل شئ، حتى ماسببه الحر للمواطنين.. وأما انتم أيها الصحفيون سوف نصرف لكم ما يمكنكم من شراء الصحف والمجلات والكتب، لتطلعوا على ما يكتبه الأصدقاء والأعداء، وسنصرف لكم بدل انتقال وسوف نهدي كل صحفي خط انترنت لكي يساعده في مهمته الإعلامية.. وسوف تكون الأمور بخير لجميع الناس، حتى أنه وبسبب موجة الحر الشديدة وما تكلف المواطن بسببها من مرض وأدوية سوف تصرف الحكومة للمواطنين فواتير الماء والكهرباء لشهري تموز وآب،
خاصة وأن الشهر القادم سوف يكون افتتاح المدارس وما أكثر النفقات فيها وكذلك نحن على أبواب عيد الفطر المبارك. ثم نظر إلي مبتسماً وكأنه يقول هل بقي شئ يريده المواطن؟ فسارعت لاستقبال هذه الابتسامة وقلت: بقيت مسألة صغيرة جداً جداً يا سيادة رئيس الوزراء.. فقد تعهدتم بزيادة الرواتب التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر.. فقال : اطمئن سنعطي المواطنين حقوقهم.
عند ذلك غمرني فرح لا يوصف بهذه العطاءات وزادني فرحاً أنني أنجزت أهم شئ في مهمتي الصحفية . فنهضت شاكراً متفائلا مودعاً السيد رئيس الوزراء . وإذ بي أخرج من حلمي على صوت المسحراتي وطبلته، ومازال التفاؤل يغمرني ..ورمضان كريم.