حمد عبود، هذا الشاعر الذي هو الأن والذي سيكون دائما .. هو… قصائده في أثر الفرشة، … ذلك الاثنين المصادف 13-2-2012، كان مميزا.

حمد عبود، هذا الشاعر الذي .. هو الأن، والذي سيكون دائما .. هو… نقدم ثلاثاً من قصائده، … ذلك الاثنين المصادف 13-2-2012، كان مميزا في أثر الفراشة.

في البدء نقدم لكم قصيدة لم ينشرها حمد محتفظا بها، مشكوراً، لعالم نوح.

 

 

مطر الغيمة الأولى

الوحيد صاحبه الخيالْ
يجري فيسبقهُ الأخيرُ
ليكتشفَ المُحال
ثُمَ يشردُ في الأخيرِ
لتُغرِقهُ الظلالْ

الوحيدُ شريكُ نفسه و سيدها
يكسرُ كأسَ النبيذ إذ أدمنَ ديانتها
و يكسر وزنَ القصيدة إذا خاصمته
و يكسر قواعدهُ إذ باغتتهُ

فالوحيدُ لا يراقبه أحدْ

أنثى الوحيدِ وحيدةٌ
فكيف يلتقيان

أنثى الوحيد أنثى
في البعدِ أشهى
و في البعدِ أنقى
و في البعدِ يبقى الوحيدُ يرهقه لونُ حزنٍ
كلون عينيها

و الوحيدُ عرسٌ
صامتٌ
يهلهلُ إذ نامت شخوص الحاضرين
يُرَبِتُ على كتفِ الذاكرة
و يغني لها

"يا ياسمين
عطركِ هامَ بالعاشقين
فضمي رموشكِ و ارحلي
قبل صلاة الأحد
يا ياسمين
روحي فيومكِ غاب
و ما غاب صوت البلد"

فلسفة الوحيد كلونِ الحلم

هذا الغريب عن نفسه
يسأل اغترابه
هل كنتُ مرئيا حين فاتت الشمس عني
هل كنتُ شمسا لهذا الولد
هل مات ذكري إذ مات مثلي

كيف التناهي لدربِ الخلاص
و كيف الخلاص و أين المدد

في الصبح ينسى
طعمَ اشتياقٍ
لجوابٍ يذيب حديد التعب

ففي الصبح أمل
لشعبٍ عنيدٍ
يريد الأرض سلالاً
يشدُ فيها …عريش العنب
و يبقى الوحيدُ
-ككل العباد-
يحيكُ الغضب

 

 
أنا لست شاعرا

أنا لست شاعرا لولا صديقي
قال لي مرة أحببتها
فأخذت حالته و نصف المحال.


أنا لست شاعرا لولا غريبٍ هز رأسه ببطئ
[مرسلا تحية شفافة]
لحرف ساكن في الخاصرة
أنا لست إلا سلاما عابرا
[في عزلة الأوقات ]
مدته سطرين و فاصلة.

انا خدرٌ في عمر الحداثة
و القصيدة لأجل من يهتم بالتفاصيل تأتي كاملة.

أنا لست شاعرا بالوراثة
[أو الوصاية أو الوشاية]
هو موعد أججه القدر ثم أجله
أحاط بي و شممت أثيره على كتفي
[جملة جملة]
كمطر نوارس راحلة.

أنا لست شاعرا لولا صديقي
قال لي مرةً اكتب ما تراه
و انسى ما تراه
و أمشي قليلا على البياض
لعلك تواجه نفسك في عنوان القصيدة.
 
 
 
 
سرمديَّات النَفَسِ الأخير

كُلَّما هزَّ الشِعرُ أركاني
سقطتْ أوراق الكآبة
و من نُسَخِ حظي
بدأتُ الكِتابة

كُلَّما هُزَّتْ قوامُ البرقِ …أهذي
مُنتَظِراً طِفلَ الرعدِ ….يأتي
لأبدأ بالكلام
لِيكسِرَ موجات السراب
خرابُ السراب …عروق ٌ
في القلوب تَنِزُّ ُ الدماء
و جِلـْـدِيْ هُلام الهُلام

أنام واقِفا على رأس رأسي
و أرى في الحوادثِ صدقا لحدسي
أُصلي لِكل شيء ..
كي لا يُصاب بالانزياح

قلتُ امضِ ]و أمضي[
فما من شيء في المدى
يستحقُ الغناء

حيثُ المكان مشلول بأمر الزمان
استعرتُ وَجَعَ جندي المعركة الأخيرة
و البياضُ يرشحُ من برزخات السماء

هو الوقت ُ قبل الجفاف
هو الحبر في ورقة عروس وحيدة
كانوا أصحابَ الطلقة الأخيرة
و إله الريح بعْثَرَ نجمات القصيدة
لأفقدَ في السقوط كلَّ الخيوط
و أسقُطَ أسطورة في الهراء

كلَّما هزَّ الشعر أركاني
عـزفتُ باسم الجنون أسمائي
فإنْ انتهيت ُ مني
عزفتُ ألوان السماء
أبعدَ العُريِّ الأخير
هل سيجدي الاختباء ؟!

 
 
 
حمد مع مجد كردية وثائر مسلاتي، مقهى أثر الفراشة الثقافي…