خفايا الحجر لعيدو الحسين
- نوفمبر 24, 2010
- 0
تنذر الصخرة نفسها لأصابع الفنان عيدو الحسين وأزاميله ليفض عنها غبار الوحدة ويدخلها بوابة الدهشة… بشار برازي
مديرية الثقافة بحلب
صالة الخانجي للفنون الجميلة بحلب
تتشرف بدعوتكم لحضور معرض النحات
المحامي عيدو الحسين بعنوان
خفايا الحجر
وذلك في يوم الأحد الساعة السادسة مساءً
الموافق 20-11-2010 ولغاية 27-11-2010
الفنان احسان حمو :
عندما نتأمل أعمال الفنان عيدو الحسين نجدها تستعيد عراقة الفنون القديمة وجماليات النحت السوري القديم وفي ذات الوقت نجدها تحمل جماليات الحداثة ونكهة الفنون المعاصرة يقترب من الواقع أحياناً ويبتعد أحياناً أخرى. وهو عقلاني أحياناً وعفوي في أغلب الأحيان. وباختصار إنه يبحث في عمله عن معادلة جمالية تحمل قيماً تعبيرية معاصرة وهو يتعامل مع عناصره بصدق وإحساس ليصل في نهاية المطاف إلى عمل فني متكامل.
الفنان النحات بشار برازي:
تنذر الصخرة نفسها لأصابع الفنان عيدو الحسين وأزاميله ليفض عنها غبار الوحدة ويدخلها بوابة الدهشة. في مرسمه مكان ضيف وزمان واسع وأحلامه بلا ضفاف تتهامس تماثيله الصخرية التعبيرية، تتساءل متى سيضع لمسته الأخيرة لنحيا. شكراً صديقي ولرسائلك الحجرية التي أعادت لفن النحت نهاؤه.
بين قسوة الطبيعة وجمالية الخلق أبرز لنا الفنان عيدو الحسين تحفاً أصبحت أسيرة أنامله كما قيل عنه، فكان لعالم نوح هذا اللقاء معه في معرضه :
على ماذا استند اختيارك لنوعية الحجر المستخدم في المعرض؟
يمكن القول أن مجمل المعرض استند على الطاقة اللاشعورية في العمل، حتى أنها اتخذت شيئاً من الصراحة بالإضافة إلى الدافع والحب الذين دفعاني إلى اكتشاف هذه الخامات وتجسيدها بهذا الشكل الجمالي.
والمعرض ككل طبعاً جاء نتيجة البحث والجهد والجدية في العمل على المنحوتات وعلى نفسي أنا كفنان.
كيف استطعت إبراز جمالية وخفايا الحجر على الرغم مما يتصف به من قساوة؟
هذا أيضاً هو نوع من البحث ، والذي جذبني إلى العمل على الحجر هو معرفتي وحبي لمعرفة ما يخفيه هذا الحجر ، فعندما تراه في الطبيعة يكون وقتها شيئاً خاماً لا يلفت الانتباه ويكون مغلفاً بالتراب ولا تستطيع عين الناظر العادي ابراز جماليته وهو مجرد في الخلاء ، وهنا يأتي دور الفنان ونظرته إلى الحجر الذي قد يصادفه في طريقه لإبراز جماليته وعرضها كقطعة فنية بتجريدها من الحالة المجردة التي هي فيها.
تراوحت الوجوه المستخدمة في المعرض بين التأمل والشرود والحزن الخفي، إلى أي حد تعكس هذه الوجوه نفسية الفنان عيدو الحسين؟
أستطيع القول أنها انعكاس لحالة لا شعورية متراكمة منذ أمد طويل داخل الفنان وهي أيضاً ناتجة بشكل لا شعوري ، فحين العمل لا أستطيع التفكير في العمل الذي أقوم به لأن العمل ذاته يفرض نفسه فيصبح بذلك نتاج العمل هو نتاج حالة لا شعورية تلقائية تملكتني.
قال الفنان بشار برازي عنك أن الصخرة تنذر نفسها لأناملك، ماذا تقول؟
نحن الاثنان"أنا والصخرة" نخدم بعضنا بعضاً إذ يمكن أن تقدم حالة معينة لي أنا كفنان وأنا أيضاً بدوري أقدم لها حالة معينة ، وهذا تماماً ما أبحث عنه ، أي حالة التكامل مابين عفوية الطبيعة ولاشعورية الفنان في العمل، فأنا لا أقول أني على صراع مع العمل الذي أقوم به لكن بالعكس تماماً فأنا أرى أننا الاثنان نعمل سوية لنخرج بنتيجة مرضية إلى حد ما.
ما الذي جذبك في المرمر للعمل عليه؟
أحببت في المرمر جماليته واللون الطبيعي الموجود فيه وأيضاً المرمر ككتلة ، فأنا لا أعمل على الكتل الجاهزة ولا أفضل العمل هكذا وإنما أبحث في الطبيعة عن الكتل التي توحي إليّ بكثير من الإيحاءات الفنية فأعمل بدوري عليها إلى أن أصل إلى الرؤية التي في النهاية ستظهر.
هل تعتقد أن المرمر عبّر عمّا يختلج داخلك كفنان؟
بالتأكيد، فأنا اعتقد أن المرمر في حالة توحد مع ذاتي وكأنه تماماً الشيء الذي أريده، بالإضافة إلى ان هنالك أمور تزداد أو تنقص، في النهاية لو لم أجد نفسي فيه لما استطعت تقديم هذه الأعمال بطريقة عفوية صادقة كما نراها الآن.
نرى في كثير من المعارض أن الفنان يركز على إبراز الجسد أكثر من الوجه بعكس معرضك الذي أظهر الوجه بحالات مختلفة ، ما لذي أردت قوله للمتلقي من خلال الوجه؟
الوجه مرآة للإنسان نفسه وللآخر الذي يراه، فعند التعامل مع شخص ما فإنه يستطيع قراءتك من خلال ملامح الوجه وأنت تستطيع معرفة ما يدور في داخله أيضاً من خلا ملامحه، فالوجه هي النقطة الأساسية للتعبير عن الحالة الإنسانية التي يتواجد فيها الإنسان، لذلك اخترت الوجه كموضوع وأردته أن يكون الموضوع الرئيسي في معرضي.
في النهاية ، بماذا تختم؟
أشكر جميع من حضر معرضي وجميع من شاهده وأرجو أن أكون قد وفّقت في إيصال الفكرة التي أردتها للمتلقي بطريق سلسة وبسيطة.
أغيد شيخو
وهذه أيضاً كلمات الشابين الفنانين أصدقاءنا رمضان طيار و محمد فاضل
رمضان طيار إن أعمال الفنان عيدو الحسين تدهش الناظر و المتلقي فقد جعلنا الفنان نلمس أعمال نحتية رائعة في الجمال من خلال دراسة رائعة لعلاقة
الكتلة و الفراغ بالإضافة إلى متانة أعماله النحتية و تميزها.
إن أعمال الفنان عيدو الحسين متنوعة من حيث السطوح و الملمس فمنها ما هو خشن ومنها ذو ملمس ناعم وبسيط تتجلى فيها مقدرة الفنان
على التعبير الفني الجيد والابتكار على مختلف الخامات التي يتعامل بها و سيطرته على أدواته وتوظيفها لإنتاج أعمال و تكوينات مختلفة
محمد فاضل وقفت أمام العديد من الأعمال النحتية التي عبرت عن الإنسان بمختلف حالاته, حيث جمع الفنان عيدو الحسين القدم و الحداثة والأصالة
في أعماله حيث أنه نقل لنا منحوتاته بطريقة تعبيرية جميلة وأحيانا تكون واقعية ,فقدم لنا أعمال عبرت ربما عن العظمة والشموخ و التأمل
و التعجرف و الحزن الذي رأيناه من خلال ملامح الوجوه أو من خلال حالة جسدية معينة, وأيضا أعمال عبرت عن المرأة بطريقة ملفتة
و متناغمة ,كما أكد لنا الفنان قدرته على العمل و التعبير على مختلف أنواع السطوح والخامات بطريقة مميزة و رائعة تدل على حسه و
موهبته, وبالنهاية وقفت أمام عمل فني نحتي رائع وجميل نقل إلينا بصورة مميزة وأتمنى التوفيق و النجاح للفنان عيدو الحسين في مسيرته الفنية