ديوان انفجار لعبد الرزاق معروف
- سبتمبر 8, 2010
- 0
وأتمنى أن اخلع هواجسي..
قبل أن يصيح بي المصباح .. كالتهمة المحققة
اعرف أحداً ما..
وأتمنى أن ارميه مع مسوداتي .. كنكتة باردة.
من قصيدة انفجار، الجزء الأول
عبد الرزاق معروف
انفجــــــــــار
أنا الحلبة:
المصارع والثور.. وحلم الدم
وكل شيء حولي مسكون بالانفجار
كلغم ماكر…
حتى عيناي تتمدد في نظراتهما ألف عين
كدلالي العقارات .. وآلات السجيل
اضغط المفتاح
وأتمنى أن اخلع هواجسي
قبل أن يصيح بي المصباح .. كالتهمة المحققة
اعرف أحداً ما..
وأتمنى أن ارميه مع مسوداتي .. كنكتة باردة
قبل أن أجرجره كحدبة نوتردام
ألد قصيدة
وأتمنى أن اسلخ وجهها
وأدق لها وجهاً آخر.. وآخر
قبل أن تلبسني كلقب طفيلي
أو طربوش عثماني
أتآكل في سرعة شرهة
أحب كل شيء .. واكره كل شيء
دفعة واحدة
كسجين نساء
يبكي لنكاتهن .. بكاء القرف !..
مللت السهر مع الأموات .. والنوم مع الأحياء
احلم كالبوذي على سرير المسامير
بالشيء الآخر ..
باسم جديد للأرض
بعيون تشرب .. وأصابع تفكر
بمطر من الحرية … وشجر من اللؤلؤ
وأدعو الله بدموع رابعة
أن يخرب بيوت المستنقعات .. والبثور .. والأسماء العتيقة.
لأنها أدمنت النوم في المقاهي .. ومزابل التاريخ
*****************
مذكرات صديق
منذ ألف عام لم تلد امرأة قط
وأنا لم أولد بعد !..
أطلقي الرصاص علي لأراك أكثر
وكفي عن قراءة كفي كالسحرة المغاربة
ها فسد الحزن والفرح فينا
كما يفسد النبيذ المعتق في الجرار المريضة
فقد مشيت بأحد معارفي إلى قبره
كأنني مدعو للاعتراف بجريمة
وعدت كهِرٍ بِدائي يتبعد بالرقص
لأتلمظ بالثورة والمخللات والأفيون
ويا للحظة العمق والأريحية !..
تلك التي أصرخ فيها
صرخة النجدة والفخار
وأنا أنطفئ على نهديك الغرين
كموجة عصبية
وأواري عنك دمعة حائرة
كانت منصوبة بين السماء والأرض
كإشارة الاستفهام ..
**************
الصياح المتأخر
ربما نمشي كلُ في درب لنحيا
ونتبادل الصفعات لنفهم الحلم
كلما نزفتُ كلمة .. بكى قرفي
وصاح في وجهي كالقاضي
ليست هذه أكثر من بقعة حمراء !..
أين ما تريد ؟!..
أيها المحاصر لا مفر
حتى الصمت اعتراف
هل تستطيع أن تراقب فقط
الموت وحده الذي ينسحب
والحب أحياناً ..
إننا نأخذ من العبقرية الشرود
وننسى أنها التنفس الجميل .. في خرم الإبرة
وأنت … ألا تترك بصماتك الأخيرة
على شيء ترك بصماته عليك
هل تفتح فمك ؟!
انتبه لقد دست لغماً
وكل كلمة ساذجة
بنت جدول ضرب
ولو خرجت بكتاب سماوي جديد
لرموك كخائن
ربما لأنهم يتآمرون على الله
كن بوقاً أو لن تكون شيئاً آخر
ألست مقبرة حية
((كامو)) هل تعرف ((سارتر كركجارد))؟
((ادونيس)) هل تعرف ((نيتشه مهدياً))؟
مسماراً آخراً لقناعه
وامش في موكب من الأجراس
لعلك تجد لنفسك شاهدة
وفضل بعض القصائد كالأحذية … سلفاً
لتضمن شيئاً من التصفيق
إنها غابة الأجراس
ومع ذلك تحب مؤامرة الصمت
أيهذا النهار لم الستائر؟!
لتفتش عن هويتك
فالورد والعصافير والعيون .. هوية الجميع
ومن يفهم وردة
لا يحلم بمطر من النهود والرصاص
ومن لم يرى وردة فلن يرى وجهه
ولن يعرف حتى طعم التراب
الساكن معدته
سيبقى الشاعر- أبداً-
متهماً باستحضار الأرواح
في تماثيل الفكر
بين كهانة تمارس طقوسها في رموزه
وارض تنبت بقلها في كلماته
وسيبقى وهم الخلود لا يجد حياته
إلا على بوابة الموت
صاح قرف .. وصاح
كجرس في الساعة الخامسة والعشرين !..