ونعود من جديد لديوان انفجار للشاعر عبد الرزاق معروف.

قصائد من ديوان انفجار للشاعر عبد الرزاق معروف

بكائية مجذوب


أنا المحاصر بنفسه !..
حياتي انتظار شيء ما كالتحديق في الفراغ
في السفح عندما تراشقنا ببواريد التهم
أيقنا أن عناقنا لم يكن يوماً على قمة ..
لا تقولي: مات زمن الأنبياء والربانيين
وما بقي معنى للفضائح والتحدي
مادامت نفسك العارية
منتصبة عليك كالقاضي ..
      – كملك مخلوع أسير في حاشية من الظلال
        والأحقاب العتيقة … تنخرني كالفسفس !..
ومع ذلك:
     أتنفس كالزنبق الذي يرضع من جيف التراب
     وافتح للربيع كالأرض الحبلى.
– واصلي بخيبتي في معبد المرايا كأبله
  ومع ذلك أطبل وأزمر للحرية كمراهق مفتون !
– وأطوف بالعزاء على عبيد الأرض كغجري
  ولا أمسك بأجزائي الآبقة
  إلا على حيطان الماضي المسبي كالعلق
  يعصرها الحنين كقصب السكر
– لنستقبل الموت بأكبر كمية من التفاهات 
  لتشهدَ كم كنا أشقياء !..
  أي حياة واحدة !..
  تلك التي لا تحلو كالورود والشعر
  إلاَ إذا أمطرتها بالمزابل والأنين !..
  وأي حرية حين تسربل بالرعب والمجاعة؟
  وتجرجر كعبيد روما
  ثم تدفن في قمامة من الصفير والتهم
  ربما بلحظات قبل انطفاء الأنوار
  نعرف أنا نحيا مسرحية لأجراء فقط ..
  العيون المفتوحة ترسم الجهات .. وتضرب الحصار
  والحياة صراع أقنعة
  انهمري علي كالرصاص أو انفري من مسامي كالعمر
  لعلي أتحسس وجودي مرة واحدة
  وأنا اغتسل في بركة الدم والقهقهات
  واتركي حبك يدور بي في فلكي كمجذوب
  من غير أن تأسريني .. لأقترب من الله

سيد الفرح
.. هذا الجنون فأين حكمته؟!
. . . . . .
اغرق في حزن بلا قرار
تشيخ على وجهي طحالب المنفى
والعبور الصعب
وهذه ابتسامة الزبد
حكاية الزمان . . والمكان
يا إخوتي القادمين من شفق الحلم
حكاية العدم
أقول: اكتشف نفسي في هذا الجرح
أقول: هذا الليل للنهار
اغفر لعالم الرموز . .
أدق باب الحبيب . . باسم الحبيب
والعيون نوافذ . .
أقول: لعل نظرة منه
ترميني خارج أسوار هذا الجسد
تابوت مومياء العصور
وساعة الزمن
خارج نقطة ((الأنا)) الفاصلة بين الألفين
(( حتى إذا بلغ السدين وجد من دونهما قوماً لا يكادون يفقهون قولاً )) (1)
خارج نقطة ((فرعون))
الظل المفتوح للشيطان
فأنداح وراء الأشياء
في شيء الأشياء
كحلاج الله . . لا حلاج النواس
كمهدي الله . . لا مهدي نيتشه
سلاماً أيها الموت أول الحب
أيها الحزن أول الفرح
أقول: لعلي اصبر بالمحبوب
ومنه . . واليه
لعلي أصير سيد الفرح

 وسعر النسخة وقتها كان 2500 قرشاً سوريا