من ديوان “همس الستائر” للشاعرة إيمان كيالي يسعدنا أن ننشر هذه القصائد متمنين للشاعرة كيالي المزيد من العطاء والنجاح وآملين منكم التواصل

 

 

 

    همس الستائر
          شعر
       إيمان كيالي


  الطبعة الأولى 2009
  لوحة الغلاف من متحف الفن العالمي
   جميع الحقوق محفظة للمؤلفة
   موافقة وزارة الإعلام
رقم 336 تا 28-4-2008

 

أعزاءنا، يسعدنا أن نقدم اليوم بعض الأشعار من ديوان الشاعرة إيمان كيالي. الديوان يحوي 32 قصيدة وهو من نشر دار عبد المنعم.

 

 

          شراع النجاة

وقفتُ على بابك المخمليِّ ..
أعانق
أنشد حلم الوصال
ولجت إلى عالم من خيال
فغاب من اليوم ليلُ المحال
وصارت رياح الرعود نسيماً
وكوني تبدّى طويل النهار
تغرد بين الشغاف طيوري
وتشدو لحبكمَ أحلى عطوري
تبث فؤادي صدى الانتظار ..
دعاني خيالكمَ في صحوتي ..
فطرتُ بروحي ألبي النداء
فلماّ التقينا
أهلّت علينا .. بكل الحنانِ ..
نجوم السماء
عبرت الزمانَ ..
وجزت المكان
فأحسست بين يديك الوجود
وأبحرت في لجة المستحيلِ ..
عساني ألاقي لديك الخلود
مضيت أغازلُ زهر الروابي
لعلّي أذوب بلحن الحياة
أغني حبيبي حروف القصيد
لكي لا يضيع شراع النجاة ..
* * *

     حنين المرايا

خلف الغيوم وجدت بهجة
مدّت ظلالها في الأغنيات
وحفّت بي الأشواق
قبلّتُ الأشجار ..
فصفّق الماء للعشب ..
وماجت لهفتي بالأحلام والأمل ..
نادتني الذكرى
فاضت أهدابي بالعتب
أيقظ أمالاً في خاطري
ذكرياتكَ لوحاتُ في القلب
ُتصغي لها الأقمار والنجوم
أهميتَ على فجري غمائم الفرح
ولوّنتَ أحلامي بقُزح الحنين
رسمتَ في شرفتي آفاق الفجر
وانسابت مروجي
في أغاني الهوى العذب
بعثتَ للزهرة نشوة
واحضر أفق أحداقي بالأمل
عدتُ إلى حنين المرايا
أنوء بالليل ..
وأشدو مع الطير ..
تعال نغني معاً
الحبّ للأبد ..
* * * 

 

 


      نـــــــــداء

لن أناديكَ يا حبيب النداء
لمِ أدعو مَن لا يلبي دعائي؟
كلما هزّني للقياك شوقُ
صرخت لهفتي وثار إبائي
يا عذاباً هيهات منه هروبي
أفتديه بقلبي المسغوبِ
كل يوم يمر دون لقاء
هو في غيبنا نذير الغروبِ

وأنا مهجة تذوب حناناً
فاتّق الله في حنان القلوبِ
يا حبيبي, وما تزال حبيبي
رغم خوفي, والحب رهن المغيبِ
آه لما دعا الهوى فالتقينا
بعيون أشواقها من لهيبِ
أسكرتني عيناكَ نجوى وهمسا
أسكرتني, وما تذوقت كأسا
بحديثٍ يحركُ القلب شجواً
ولحاظٍ تحوّلٌ الليل شمسا
وحنانٍ معطرٍ بالأماني
كيف أنسى عبيره, كيف أنسى؟
* * *
كيف أنسى جماله إن دعاني
ويداه علي حانيتانِ؟
وعلى راحتيه باقة ورد
تحمل الشوق والرضا والأماني
* * *
أي شيء يصبو إليه خيالي؟
أنت حققتَ أجمل الآمالِ
أنا من فرحتي بقربك أخشى
نظرة الغدر في عيون الليالي
لا تقل لي بعد اللقاء وداعاً
بل سلاماً إلى اللقاء التالي
كم رويتُ الهوى بدمعة فرحي
كيف أرويه بعد هذا بجرحي؟
بعد حلم الهناء في كل ليل
وجميل الضياء في كل صبحِ
* * *
الهوى فاتني على شاطئيه
آه من ظالم أحنُ إليه
وأداري عواطفي عنه حتى
لا أُذلّ الدموع بين يديه
رُبّ ليل بكيتُ منه, فلما
فاتني ظالمي, بكيتُ عليه
يا حبيبي, وأنتَ فرحةُ عمري
ومنى خاطري, وليلةُ قدري
إن مضى حُبنا, فقد ضاع شيء
منك, أما أنا فقد ضاع عمري
* * *

  كن حبيبي

من عيون السحر

أغواني الهوى
كنتَ في السرّ .. حبيبي
إنما .. في الهجر كم كنتَ الجوى
ناديتكَ ..
ارتد النداء ..
بوحشة الليل المسافر
.. في متاهات النوى
كم أنتَ في البعد .. قريبٌ
كم أنتَ في القرب ..
.. استطالات المدى
كم أنتَ في اللحن .. أغاني ..
كم أنتَ في الجفن ..
.. احتراق الآه من رجع الصدى !!
وأنا ..
بهذا القفرِ من صبوات أيامي ..
.. أعيش مع الردى ..
كن حبيبي ..
.. كيفما تبغي .. فإني
سأكون اليومَ .. بعضك
فإذا ما كنتَ بحراً هائجاً ..
.. ستراني فيه موجك
وإذا ما كنتَ طيراً .. هائماً ..
.. سوف أبقى فيكَ جُنحك
وإذا ما كنتَ قلباً نابضاً ..
.. ستجدني فيه نبضكَ
فإذا ما كنتَ في وادي الهوى نهراً غزيراً..
سأغذّي فيه دفقك
* * *
أنت نجمُ ..
في سماء الروح يسري ..
وأنا .. في الحب ضوءك
كن كما تبغي .. حبيبي
سوف أبقى
في مدى الأيام ..
قربك .
* * *

       عودة الأمس

ذكرياتُ الأمس عادت من جديد
تشعل الماضي الذي ولىّ وراح
ما الذي تبغيه مني ..؟
بعدما أغفت بجنبيّ الجراح
بعد ما كدتُ مع الأيام أنسى
أمنياتٍ ذرّها عصفُ الرياح
لا حت الأيامُ, لا حت لعيوني
رغم ليلٍ من ظلامٍ وبعاد
وصباباتٍ وحبٍ وحنينٍ
نفضت عنها وعن عيني الرماد
آه من لوعةِ قلبي
عادَ لا يقوى على نسيان حبي
وكأن اليوم كلُ الأمس عاد
يا لأمسٍ عادَ مسغوب الحنين
يسألُ الأيام عن أحلامنا
أين غابت ..؟
كيف وارتها السنين؟
أين أحبابي وأفراح المنى؟
فيجيب الدمع في عيني أنين
في حمى الجنةِ عشنا أمسنا
في روابيها نغنّي ونعيد
وملأنا من سناها الأعينا
وهتفنا لمزيد ومزيد
نسهر الليل ونحكي للنجوم
قصةً يا حبُ ..
خلنَا أن تدوم
كلُ لفظٍ في معانيها جديد
يا ليالينا على الفجر الحبيب
ألنا من عودةٍ تحيي الرجاء
تلتقي فيها عيونُ وقلوب
تستقي النُعمى وتشدو بالغناء
آه لو عادَ لنا الأمسُ البعيد
علّنا نصحو على حلمٍ سعيد
في ليال من فتون وصفاء
* * *

دار عبد المنعم ـ ناشرون
مؤسسة ثقافية تعنى بنشر الأدب والفكر والعلوم العربية والعالمية
سورية ـ حلب ـ ص.ب: 6567
موبايل: 0956791835

 

     همس الستائر

إلى عينيكَ من نفسي أهاجر


وقلبي من وجيب الشوق ثائر


أغرّد مع طيور الصبح حيناً


وأحياناً أزغرد في الأزاهر


وأُقمر كل ليلٍ ألفَ شمسٍ


لترسُمني حروفك في الدفاتر


لقد جوزتُ نحوكَ ألف حلم


تدافعني تباريح السرائر


وألغيتُ المسافة بين قلبي وقلبكَ


واختفى همسُ الستائر


برغم تطفُل الآلام أعدو


إليكَ, فأنت عنواني المثابر


وأنتَ خلاصة الأعمار عندي


وأيامي لديك بلا دوائر


أحبك رغم أن البوح صعب


فأحلامي ترفرف كالبشائر


وأعرف أن حبي فيك حلم


وأعرف أن موجي فيك هادر


وأني إذ أشاطرك الأماني


فذاك لأنني في الحب سادر


أحبك فانتشلني من سباتي

وأشعلني لهيباً في المشاعر
* * *

إيمان كيالي