د حسين جمعة، رئيس إتحاد الكتاب العرب في سوريا
- مارس 23, 2011
- 0
د.حسين جمعة، رئيس إتحاد الكتاب العرب في سوريا لعالم نوح: فنحن نصدر في العام مثلا 100 كتاب وفق خطة عمل المؤتمر، ولو أقر المؤتمر بإصدار 200 كتاب كنت سأصدرها أو 50 سأصدر 50، ولكن العدد بشكل عام قد يزيد وقد ينقص، وكذلك الأمر بالنسبة للترجمة،
يرى أن للأدب دور كبير في قيام ثورة مصر..
د.حسين جمعة: مشكلة عودة أدونيس إلى عضوية الاتحاد تكمن في أدونيس نفسه..
دمشق ـ علاء محمد ـ خاص بـ عالم نوح
أديب كبير، ودكتور في جامعة دمشق، له باع طويل في الكتابة، مؤلفاته الكثيرة تشهد على ما يمتلكه من ثقافة دفعت الكثير من الهيئات العلمية إلى منحه العضوية فيها للاستفادة من خبراته، يشغل حاليا منصب رئيس اتحاد الكتاب العرب في سوريا، على عكس الانطباع السائد يرى أن واقع الكتابة في سوريا والوطن العربي في وضع جيد، مؤلفاته تزيد عن العشرين ويقوم بالتدريس في الجامعة منذ أكثر من 30 سنة، وهو عضو "الهيئة العامة السورية للكتاب" وعضو "اللجنة الشعبية السورية العليا لمقاومة المشروع الصهيوني" وعضو "المكتب العربي لمقاومة التطبيع الثقافي"، كما شغل منصب رئيس تحرير جريدة "الجامعة" لفترة، فضلا عن أنه رئيس تحرير مجلة "الفكر السياسي" وعضو في هيئات علمية مختلفة بالإضافة إلى كونه عضو في لجنة التحكيم المعنية بترفيع الأساتذة الجامعيين. حول واقع الثقافة والأدب العربي يحاورنا الدكتور حسين جمعة في الأتي..
ـ كيف تقرأ واقع الكتابة في الوطن العربي عامة وسوريا خاصة؟
بداية أريد أن أنطلق من نفسي، أنا ليست لدي أية مشكلة مع الكتابة وأعتقد أني ممن يقدمون أنفسهم للقارئ بموضوعات مهمة، ومن ثمة الكتاب الذي أطبعه ينفذ بسرعة فكل ما نشرته سواء في دور النشر الخاصة أو العامة كلها نفذت بدليل أني الآن في صدد إعادة طباعة الكتب التي نشرتها سابقا، ومن هنا كانت المشكلة متعلقة باسم الكاتب ثم بالموضوع، لكن بالمجمل إذا كانت الكتب متعلقة بأمور الأمة وقضاياها وهمومها السياسية فستلقى حتما النجاح والرواج، لكن الواضح أن الإقبال على الدواوين الشعرية انخفض قياسا بالسابق وكذلك الأمر بالنسبة لكتب المسرح والقصة، فيما عدا ذلك فواقع الكتابة جيد قياسا بالأوضاع الراهنة غير المستقلة التي تمر بها معظم البلدان العربية..
ـ على مر التاريخ كان للأدب دور كبير في قيام معظم الثورات والانتفاضات، إلى أي مدى ترى أن للأدب دور فيما يجري الآن من ثورات مشرفة على غرار ما جرى في تونس ومصر؟
من يقرأ الكتب التي تتحدث عن المقاومة والشعب سترى أما تحمله تلك الكتب من كلمات وصور وعبارات قد ساهمت إلى حد كبير في تأجيج الشعور الوطني وتحريك الشعوب ودفعهم إلى الثورة على الواقع والانتفاض في وجه المستبدين، بما تتضمنه من تصوير الهموم والظلم الذي تعانيه تلك الشعوب، وهناك الكثير من الشعراء مثل "عمر أبو ريشة" و"محمود درويش" و"بدوي الجبل" و"نزار قباني" وغيرهم الكثير من الشعراء الذين تركوا أثرا كبيرا امتد عبر سنوات طويلة وساهم بشكل كبير في دفع الشعوب إلى الثورة والجهاد، كما أن ما سمعناه عن لسان الشعراء المصريين من أبيات شعرية خير دليل على صحة قولي، كما كانت المساهم الرئيسي في دفع الشعب هنالك إلى الثورة على الواقع وإلى العمل المشرف والتضحية الكبيرة لإعادة مصر إلى الصف العربي من جديد بعد ما جعلتها اتفاقية كامب ديفيد في مؤخرة بلدان العالم الثالث على الرغم من الإمكانيات التي تتمتع بها، لذلك فأنا أرى أن الأدب دائما ما يكون دافعا كبيرا ومحركا رئيسيا للشعوب في نضالها على مر السنين.
ـ هناك مقولة تقول بأن الكثير ممن يتقدمون لنشر كتاب أو ديوان شعر يتعرضون لصعوبات كثيرة، ما رأيك بهذه المقولة؟
هذا الكلام غير صحيح، في البدايات قد يكون هنالك شيء من هذا الكلام لكن قد يكون الرفض للمستوى الفني، ونحن صراحة مخولون وفق القانون بقراءة الكتب الأدبية وبمساعدة من يريد النشر بالقول له مثلا يقبل الكتاب بعد تعديل ـ كذا وكذا وكذا ـ كما نقوم بتقويم بعض الأمور والجوانب لا أكثر، ونحن لا نرفض إلا الكتب الضعيفة والتي لا تتضمن أفكارا جيدة أو ذات المضمون السيئ أو ما يثير فتنا ومشاكل في المجتمع، وبالنسبة لي منذ أكثر من عشرين عاما وقبل أن أشغل منصب رئيس اتحاد الكتاب كنت أقدم الكتب وكانت تلقى الاستحسان والموافقة، ولذلك يجب على كل من يريد أن يتقدم لنشر كتاب أو ديوان أن يراجعه عدة مرات وأن يعرضه على آراء مختلفة.
ـ لماذا لا توجد شروط للكتابة ينشر بمقتضاها كل كتاب يستوفيها؟
لجان الرقابة ليست مخلوقة للرقابة فقط، بل وجدت لتضع يدها على نقاط القوة والضعف، وهذا الأمر كان واردا حتى في الجاهلية حيث كان الشعراء يؤلفون القصيدة في 3 أشهر ثم يتركونها 3 أشهر ثم يعرضونها على أنفسهم 3 أشهر ثم يعرضونها على الناس 3 أشهر، مما يدل على أن العمل بحاجة لعرضه على أكثر من رأي، دعنا نقول أن مهمة اللجان تطبيق شروط الكتابة الصحيحة.
ـ الانطباع العام يقول أن إصدارات اتحاد الكتاب قليلة، ما سبب ذلك؟
أنا أسير وفق خطة معينة، فنحن نصدر في العام مثلا 100 كتاب وفق خطة عمل المؤتمر، ولو أقر المؤتمر بإصدار 200 كتاب كنت سأصدرها أو 50 سأصدر 50، ولكن العدد بشكل عام قد يزيد وقد ينقص، وكذلك الأمر بالنسبة للترجمة، كما أن اتحاد الكتاب يصدر دوريات وهذا ما نتميز به عن باقي الاتحادات في الوطن العربي كدوري باللغة الفرنسية وواحدة باللغة الانكليزية ومجلة عن الفكر السياسي وأخرى عن التراث العربي، لكن بشكل عام إصداراتنا على الرغم من قلتها نوعا ما إلا أنها تعتبر من أفضل الكتب في الوطن العربي كله..
ـ هناك إحصائية تقول أنه من كل 50 سوري يوجد شخص واحد فقط يقرأ كتابا واحدا في العام، ما تعليقك حول هذا الأمر؟
أعتقد أن هذا الكلام مبالغ به، سأنطلق من نفسي حيث أصدر 20 كتابا في الدراسات الأدبية والنقدية وأصدر 10 روايات وأصدر عددا من كتب التراث والترجمة تصل إلى 7، بالتالي يصل عدد الكتب إلى 40 كتابا، وكلها تنفذ ولا يبقى منها ولا نسخة، فبالقياس على ما ينفذ عندنا نجد أن الناس يشترون الكتب، لكن مما لا شك فيه أن وجود الكتاب الإلكتروني أثر كثيرا في شراء الكتاب الورقي بالإضافة إلى انتشار الكثير من المحطات التلفزيونية التي توفر الكثير من الترفيه والتسلية التي دفعت الكثيرين إلى إهمال القراءة، لكن المشكلة الحقيقة تكمن في توقف النمو بالنسبة للقراءة وبالأخص قراءة الشعر، وبالعموم هنالك عزوف واضح عن القراءة ولكن ليس إلى هذا الحد.
ـ هل ترى أن التعاون العربي في مجال الكتابة والثقافة يتم بشكل فاعل؟
في الحقيقة السياسة فرقت قليلا بين الاتجاهات الأدبية في الوطن العربي، لكن من خلال تجولي الدائم بين أقطار الوطن العربي التقيت بالكثير من الأدباء الذين يضعون مصلحة الأمة نصب أعينهم ويبذلون الجهد الكبير في سبيلها.
ـ متى سنرى الأديب العالمي "أدونيس" مجددا في عضوية الاتحاد؟
أدونيس لا يريد، وليست هنالك مشكلة بيننا وبينه على الإطلاق، وأنا التقيت به في تركيا وفي عدة مناسبات وألقينا التحية على بعضنا، ولا يوجد في أدونيس ما يعيب وجوده في عضوية الاتحاد لكن المشكلة تكمن في أدونيس نفسه.