بمناسبة ذكرى رحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش أقامت مديرية الثقافة في حلب احتفالية تستمر ليومين للتذكير بالموسيقار الكبير وانجازاته على كافة الأصعدة سينمائياً وغنائياً وتلحينا

بمناسبة ذكرى رحيل الموسيقار الكبير فريد الأطرش أقامت مديرية الثقافة في حلب احتفالية تستمر ليومين للتذكير بالموسيقار الكبير وانجازاته على كافة الأصعدة سينمائياً وغنائياً وتلحيناً، وقد شهدت المديرية إقبالاً كثيفاً من الأدباء و المسؤوليين والمهتمين بالشأن الثقافي والغنائي وبحضور مميز من قبل الأديب الكبير نصر الدين البحرة والدكتور فايز الداية والأستاذ غالب برهودي مدير الثقافة والأستاذ رياض النعيم مدير المكتب الصحفي في محافظة السويداء.

وقد ابتدأت الفعالية بإفتتاح معرض للصور الوثائقية لفريد الأطرش من إعداد الصحفي رياض نعيم تلته محاضرة للأديب نصر الدين البحرة عن حياة الموسيقار فريد الأطرش وفنه ورافقه على العود الأستاذ خالد سليمان ثم تلاه حفل فني غنائي لألحان وأغاني فريد الأطرش ضمّ عدداً من الفنانين"عبد القادر مصريمحمد سراج بدور حسينمجد مصريمجد الأصيلصفوان العابد". 

 وعلى ضوء هذه الإحتفالية كان لعالم نوح هذا اللقاءات:

 حيث التقينا بداية مع الأديب نصر الدين البحرة الذي تحدث عن محاضرته قائلاً :

 

كان هنالك ثلاثة محاور في المحاضرة حول فن فريد الأطرش، المحور السينمائي ومحور العزف ومحور التلحين والغناء وأنا أعتقد أنا المحور السينمائي هو أهم هذه المحاور على الإطلاق لأن فريد الأطرش كان رائداً في الفلم الغنائي العربي ففيه تمييز بأمرين أولهما أنه نهل من التراث العربي الشعبي في سوريا ولبنان ثانيهما انه سار في خط قومي عربي وهذا ما نلاحظه بصورة خاصة في فيلم انتصار الشباب ففيه مثلاً "اسكتش" بساط الريح حيث ينتقل "فريد" من بلد إلى آخر وكأنه يبشر بالوحدة العربية والقومية العربية وهو شاعر بتلك المشاعر الجميلة، المحور الثاني هو فريد الأطرش كعازف عود فقد تلقى تعليمه على يد الموسيقار رياض السنباطي ليصبح بعدها من أعظم عازفي العود في التاريخ العربي إن لم نقل في الوطن العربي، والمحور الثالث هو فريد الأطرش كملحن فقد لحن أغنيات أفلامه وحتى قبل الأفلام فقد لحن الكثير من الأغنيات لنفسه كما لحن أغنيات لمطربين ومطربات وخاصة لشقيقته أسمهان التي قدّم لها أغنيات تعد من المعجزات في الأغاني. 

وعن أهمية هكذا فعاليات في تكريس الثقافة والتذكير بها قال:


هذا شيء جميل ولكن محاضرة واحدة لا تكفي وأعتقد أن هذه مسؤولية رسمية تتصل بأجهزة الإعلام وتوجيه هذه الأجهزة وجعلها تبتعد عن الأغاني الهابطة والذي أعتبره غثاً بكل معنى الكلمة.


من خلال دراستك لحياة هذا الموسيقار الكبير، ما أكثر شيء جذبك في شخصيته؟

صراحة جذبني صدقه وإخلاصه في أي مجال عمل فيه فقد كان مخلصاً وصادقاً وفي الآن ذاته كان كريماً متلافاً وليس فقط للمقربين منه بل كان بيته مفتوحاً لجميع من يأتيه.

– كما أسعدنا اللقاء بالمحامي ماجد الأطرش ابن عم الموسيقار الكبير فريد الأطرش اللزم وكانت بيننا هذه الدردشة القصيرة: 


هذا مشروع جميل وأخاذ يدخل النفس وتعبر عن كل شيء أصيل وعن عشق الناس وحبهم لفن فريد الأطرش، وقد كانت الحفلة بشكل عام هدفها الأساسي تخليد الموسيقار الراحل وبالتأكيد كما لاحظنا فإنها غطّت المطلوب وكانت ناجحة بشكل عام وبلغت المستوى الصحيح وأشكر السيد مدير الثقافة في مدينة حلب والدكتور فايز الداية وكل من آزرهم من مطربين ومخرجين وموسيقيين فكل هؤلاء جهودهم أعطت وأثمرت وجعلتنا نعيش ثانية مع فريد الأطرش ونعيد لقاءنا به بعد انقطاع طويل وبعد شوق طويل إليه. 

وعن الحفلات القادمة لتخليد الموسيقار الكبير قال: 

بالتأكيد تسعى مديرية الثقافة في سوريا بالإضافة إلى نقابة الفنانين إلى إقامة حفلات تخليد وتذكير للموسيقار الراحل وقد سبق لنقابة الفنانين السوريين أن أقامت عدد من الحفلات في هذا المجال وكذلك مديرية الثقافة التي لم تبخل بهذا الأمر من أجل تخليد الموسيقار فريد الأطرش وتخليد كل فنان كبير مرّ في سماء هذا القطر وأعطى بريقه وعبقريته وفنه…وما أكثرهم ونحن مع هذا التوجه وهذا النهج لأن الفنان يجب أن يعطى حقه سواءً أكان على قيد الحياة أو لم يكن.

هل عاصرت الموسيقار الكبير لفترة طويلة؟

 
نعم فأنا من مواليد 1937 وقد عشت معه لحقبة من الزمن عندما كنت في المرحلة الجامعية في مصر وقد أخذت منه الكثير من العطف والحنان والفكر لكون تربطنا رابطة الدم.


ماذا تذكرت بينما أنت جالس تستمع إلى ما يغنيه الجيل الجديد للموسيقار الكبير؟


تمنيت لو كان حياً هنا ويرى ويسمع ما يقال فقد اشتق لفريد كثيراً جداً وكوني عاشرته ولازمته لفترة طويلة فقد كان فريد كريماً وسخياً وإنساناً بكل معنى الكلمة لذلك كانا لناس يأنسون إليه بسرعة إذ لم يكن لديه تحفظات مثل باقي الناس فقد كان يحب الناس واللقاء بضيوفه وزواره كثيراً .

ما أكثر موقف تتذكره حدث بينك وبين الموسيقار الكبير فريد الأطرش؟

كان الموقف الأخير عندما رأيته يعانق السماء ويذهب إلى ربه فهذا الموقف لا أنساه ما حييت وقد كان ذلك في مثل هذا اليوم يوم 26 كانون الأول في بيروت في مستشفى الدكتور الحايك.

ختماماً ماذا تود القول:

أود شكر كافة العاملين في مدينة حلب وأشكرك أنت وعالم نوح على هذه البادرة اللطيفة وأشكر كل أصحاب المواقع الساعين إلى حفظ التراث و الحفاظ على فريد الأطرش.

والتقينا أيضاً بالفنان صفوان العابد الذي تحدث عن مشاركته قائلاً:

 

 

في ذكرى تأبين الموسيقار الراحل فريد الأطرش استدعتني مديرية الثقافة لأغني مجموعة من الأغاني لفريد الأطرش ولكني ارتأيت أن مجموعة من الموهوبين لا بد لهم من المشاركة في هذا النشاط لذلك اختصرت دوري بأغنية واحدة "أول همسة" وأردت تقديم هؤلاء الشباب الذين يملكون خامات صوتية جيد جداً ولا بدّ لذلك أن يأخذوا حقهم في التقديم وخاصة هذه هي المشاركة الأولى لهم في الأغنية الغير حلبية وأرى أنهم نجحوا في ذلك.

وعن الإقبال التي تشهده الأغنية الطربية قال:


نستطيع القول أن هنالك هجمة أذن قوية على هذا النمط من الأغاني وعملية تنظيف لها وخاصة أن الجيل الجديد أصبح الآن يعي لما أسسه وبناه أجدادنا وهذا شيء مبشر وجميل حقيقةً ونحن مسرورون به جداً فنحن نريد أن يأخذ الطرب حيّزه الذي يستحق لأنه لا يصح إلا الصحيح كما يقال وبرأي في أيام الطرب كانت الجملة أجمل لأنها كانت ملفّحة بالكلمة الحلوة فلولا الكلمة الجميلة لما وصلنا إلى جملة جميلة فقد كانوا يشعرون بالكلمة فيعطونها حقها من اللحن المبدع.

كما إلتقينا مع عازف العود خالد سليمان الذي أغنى الأمسية بعزفه وأنامله الفنية فقال بدوره:

 

           

عزفت في هذه الاحتفالية عدد من المعزوفات المنفردة لفريد الأطرش مثل" عايش انت الربيعفلفلو يا عوازل حبينالأكتب عوراق الشجروحياة عينيك" بالإضافة إلى أغاني أخرى وقد قدم المطربون وصلات غنائية من أغاني الراحل الكبير لكي لا تكون الحفلة جافة.

 بدأت الفكرة هذه الفعالية منذ سنتين وكان من المقرر أن ننطلق من السويداء مسقط رأس الموسيقار فريد لأطرش ولكن بما أن سوريا كما أعتبرها شخصياً تشبه بيتاً كبيراً مؤلفاً من /14/ غرفة فرأينا أنه لا فرق بين المحافظات لذلك قررنا البدء بحلب ومن ثم إن شاء الله إلى بقية المحافظات في فترات لاحقة.

وعن دمجه بين آلتي العود و البزق قال:


كوني مدرس فأنا أعزف على جميع الآلات الموسيقية ولكني أفضل العود وأجد نفسي فيه واليوم كان لي وصلات للعود وأخرى للبزق لأن فريد الأطرش في بعض أغانيه أعطى بدوره البزق حقه ليظهر مثل مثل "فوق غصنك يا ليمونةتؤمر عالراس و عالعين" فكان في هذه الأغاني صولو للبزق لذا أردت أن أنوه إلى أنها آلة لم تكن ضائعة في فكر فريد الأطرش بل وظفها في بعض أغانيه فالبزق آلة شرقية ونحن قبل كل شيء يجب علينا أن ندرس تراثنا والفرقة الشرقية وندرس المقامات الأربعة التي ميزت تراثنا عن التراث الأوربي ألا وهن" البياتي والصبا والسيكا والراست " فالأغنية الأوربية تعزف كل المقامات إلا هذه المقامات الأربعة باعتبار في هذه المقامات توجد أرباع أما لديهم فلا يوجد غير الأنصاف فقط.

أما عن أعماله القادمة فقال:

 
أعمل على فكرة تنزيل مجموعة من الأغاني لفريد الأطرش طبعاً كعزف منفرد وهنالك مجموعة من الحفلات بمناسبة الأعياد القادمة بالإضافة لدي الكثير منا لأغاني من تأليفي وألحاني ونحن الآن في مرحلة التوزيع الموسيقي لها وإن شاء الله ستقدم في أعياد الربيع في السنة القادمة إنشاء الله.

وختمنا لقاءاتنا مع السيدة مريانا  العلي رئيسة دائرة ثقافة الطفل والتراث الشعبي في مديرية الثقافة التي أفادتنا قائلة:

 

 

 

فريد الأطرش اسم كبير في عالم الموسيقى والفن ويستحق التكريم و باعتبار اليوم هي المئوية الأولى لفريد الأطرش وبدأنا بالمئوية الثانية ونظرنا لأهمية هذا الفنان والذي ترجمت أغانيه لعدد من اللغات وبالإضافة للتراث الهائل الذي تركه لنا وكان مدرسة لم تتكرر فقد كان يستحق التكريم وتكريمه لا يقتصر على محافظة السويداء وحدها فكونه فنان سوري فهذا يعني أن تكريمه واجب على كل محافظة في سوريا بما فيها حلب فأتت فكرة تكريمه من هنا وقمنا بالاتصال بمديرية الثقافة وكان الأستاذ خالد سليمان منسق لهذا الموضوع.

وعن التراث والشباب قالت:

فريد الأطرش أكبر من أن ينتسى إذ نجد الكثير من الفنانين الشباب يغنون أغانيه وهذا دليل على أنه راسخ في الذاكرة وأنا لا أعتقد أن أحداً لم يسمع بأغنية " يا عوازل فلفلو " وحتى الطقطوقة الشبابية ففريد الأطرش يعتبر من أوائل المطربين الذين غنوا الأغنية الشبابية والتي جملها الموسيقية بسيطة ويمكن تداولها بسهولة فيمكن أن نعتبره كقطعة نادرة أو حجر كريم أو تراث وهذا التراث دائماً يجب أن ننفض عنه الغبار ونسترجعه لكي لا تنساه الأجيال القادمة ومن هنا يأتي دورنا كمثقفين و كمديرية ثقافة.

أغيد شيخو- عالم نوح