ذكرى وفاة المجاهد عبد الكريم الخطابي 6-2-1963
- فبراير 8, 2012
- 0
احتار المؤرخون والمهتمون بتاريخ المقاومة الريفية، في فهم حقيقة شخصية المجاهد الخطابي، والسر الكامن وراء انتصاراته الباهرة، خاصة في المجالين العسكري والدبلوماسي.
تقترح علينا الصديقة فاتن عاشور من المغرب هذا الموضوع عن المجاهد عبد الكريم الخطابي
اليوم تحل ذكرى وفاة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي 6 فبراير 1963 (تولد عام 1882) … و لمن لا يعرف من هو هذا الرجل..هو مجاهد مسلم أمازيغي من قبيلة بني ورياغل من الريف المغربي و هي منطقة تقع في شمال المغرب على البحر المتوسط..هذا المجاهد قاد قبائل الريف في معارك تحريرية ضد المحتل الاسباني و الفرنسي طوال 6 سنوات من 1921 الى 1926 ..هزم جنرالات أوروبية مستخدما أسلوب حرب العصابات (الذي يعتبر الأب الروحي لها) منهم جنرال سيلفستري الذي انتحر اثر هزيمته المنكرة في معركة أنوال*.. حيث قُتل و أسر حوالي 21000 جندي و ضابط إسباني و غنم منهم كل سلاحهم الذي استخدمه في نضاله ضد الاحتلال.. في سنة 1926 و بعد تحالف اسبانيا و فرنسا و انجلترا و المانيا و بعد استخدام السلاح الكيماوي ضد التجمعات المدنية و السكان و الأسواق..سلّم عبد الكريم الخطابي نفسه و أركان جيشه لفرنسا التي أصدرت في حقه حكم بالنفي في جزيرة لا رينيون و هي نقطة في المحيط الهادي لمدة 21 سنة .. و حين أرادت فرنسا نقله إلى نيس في الجنوب الفرنسي و حين عبور المركب التي تقله و أفراد عائلته لقناة السويس تلقى عرضا من الملك فاروق ملك مصر آنذاك باللجوء السياسي إلى مصر…عاش المجاهد في مصر من 1947 حتى توفاه الله في 6 فبراير
1963 و دفن في مقابر الشهداء بالعباسية…
ومن موقع مسلم أمازيغي نقتطف بعض الفقرات
الجهاد والعلم : متلازمتان في تكوين الخطابي
نشأ الخطابي في عائلة اشتهرت بالعلم، وتولى أبوه القضاء بقبيلة بني ورياغل، والتحق بجامعة القرويين بالعاصمة العلمية للمغرب الأقصى بمدينة فاس، وكان ذلك سنة 1905م، حيث سكن إحدى حجرات مدرسة الشراطين الشهيرة التي بناها المرينيون، وبهذه الحاضرة العلمية، سمحت له الظروف بالاطلاع على المناورات الداخلية والخارجية التي كانت تعصف بالمغرب، وكذا بالتشبع بأفكار ومبادئ الحركة السلفية التي أرسى دعائمها دعاة الإصلاح والنهضة والتجديد، أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وعبد الرحمان الكواكبي ورشيد رضا، وكان للخطابي إسهاماته المتميزة في مجال بناء الفكر والنهضة الوطنية المغربية.
محمد بن عبد الكريم الخطابي: الرجل القضية
احتار المؤرخون والمهتمون بتاريخ المقاومة الريفية، في فهم حقيقة شخصية المجاهد الخطابي، والسر الكامن وراء انتصاراته الباهرة، خاصة في المجالين العسكري والدبلوماسي.
ولد المجاهد الراحل بقرية أجدير عام 1882م، وكلمة أجدير في الأصل كلمة أمازيغية تطلق على مخزن الحبوب في المطامر، وتقع هذه القرية ذات الموقع الاستراتيجي بالغ الأهمية عند خليج مدينة الحسيمة، بحيث تجعل منها قلعة حصينة منيعة، تجعل المجاهدين الريفيين في مأمن من كل هجمات العدو برا وبحرا وجوا.
بهذه القرية كان يوجد مقر قيادة الخطابي، الذي للأسف الشديد كان ومازال معرضا للإهمال الرهيب، حيث لم تلتفت إليها وزارة الثقافة التي تتسابق لتنظيم مهرجانات فلكلورية تافهة في مختلف مناطق المغرب، والتي تصرف عليها أموالا كان من الأجدر أن توفر لتنمية المناطق الفقيرة بالمغرب ومنها منطقة الريف المجاهدة.
يحكي حياته بنفسه في كتابه ”مذكرات عبد الكريم الخطابي” فيقول:
” إننا من أجدير، ننتمي لبني ورياغل بالريف، مات أبي سنة 1920 وخلف ولدين، أخي سي امحمد وأنا، عشنا طفولتنا بأجدير، وتلقينا تعليمنا بفضل أبينا وعمنا سي عبد السلام، انتقلت بعدها إلى تطوان، ثم فاس، حيث قضيت سنتين بمدرسة العطارين والصفارين، قصد تهييء ولوجي إلى جامعة القرويين.
… عدت إلى أسرتي بالريف لبعض الوقت، ثم توجهت من جديد إلى فاس كي أقيم فيها لمدة ستة أشهر، لكن هذه المرة ليس لأجل الدراسة، بل لإنجاز مهمة سياسية كلفني بها أبي …”.
• معركة أنوال الخالدة
• ”كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة والله مع الصابرين” الآية. في يوم 25 شوال 1339هـ، موافق 21 يوليوز 1921م، وقعت معركة أنوال الشهيرة، التي تسمى بالموقع الذي جرت فيه، وهو قرية أنوال، وإن كانت أحداثها قد شملت عدة مواقع، بحيث عدت من أكبر المعارك التاريخية التي جرت بين المغرب وإسبانيا، كمعركة الزلاقة أيام المرابطين، ومعركة الأرك في عهد الموحدين… وكان لها صدى كبير في العالم الغربي، لأنها لقنت جنود الاحتلال دروسا لن تنسى إلى الأبد.
• خاض المجاهدون الريفيون المعركة وهم بضع مئات في كل موقع، بحيث لم يكن يتعدى العدد الإجمالي ثلاثة آلاف مقاتل، في حين كان عدد جيش الاحتلال ستين ألف جندي مدججين بأحدث الأسلحة الفتاكة. واعتمد المجاهدون على الغنائم التي ربحوها من المحتل، حيث فقد هذا الأخير أسلحة متنوعة وذخائر ومؤنا كثيرة، إضافة إلى نحو ألف أسير من مختلف الرتب العسكرية، كما جن معها جنونهم لفقد 15 ألف جندي ما بين قتيل وجريح.
ومن منتدى كرونة سيتي
اشتهر الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي بأمثاله ومقولاته المعبرة والهامة، وفيما يلي بعض من هاته الأمثال والمقولات والتي جمعها الأستاذ محمد محمد سلام أمزيان
1- ليس في قضية الحرية حل وسط
2- لا أرى في هذا الوجود إلا الحرية، وكل ما سواها باطل
3- لا أدري بأي منطق يستنكرون استعباد الفرد، ويستسيغون استعباد الشعوب
4- الحرية حق مشاع لبني الإنسان وغاصبها مجرم
5- نحن في عصر يضيع فيه الحق إذا لم تسنده قوة
6- فكر بهدوء واضرب بشدة
7- الحرب ضد الاستعمار وسيلة لتقارب الشعوب
8- الاستعمار يموت بتحطيم أسواقه الاقتصادية، ويدفن بسلاح المجاهدين
9- عدم الإحساس بالمسؤولية هو السبب في الفشل. فكل واحد ينتظر أن يبدأ غيره
10- الكفاح الحقيقي هو الذي ينبثق من وجدان الشعب. لأنه لا يتوقف حتى النصر
11- قالوا إنهم جاؤوا لتمديننا، ولكن بالغازات السامة وبوسائل الفناء
12- سلاح المجاهدين هو الذي ينتزعونه من العدو لأنه ذو حدين؛ يقتلون به العدو ويحرمونه منه
13- السلاح الحقيقي لا يُستورد من هنا أو هناك، ولكن من هنا (يشير إلى العقل) ومن هنا (يشير إلى القلب)
14- انتصار الاستعمار ولو في أقصى الأرض هزيمة لنا، وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا
15- الاستعمار وهم وخيال يتلاشى أمام عزيمة الرجال، لا أشباه الرجال
الاستعمار ملة واحدة
16- لقد قتلنا الاستعمار في الريف وما على الشعوب إلا دفنه. وإذا لم تستطع فلا عزاء لها
17- من لم يحمل السلاح ليدافع به عن نفسه، حمله ليدافع به عن غيره
18- ليس هناك نجاح أو فشل، انتصار أو هزيمة، بل شيء اسمه الواجب. وأنا قمت به قدر استطاعتي
19- إذا كانت لنا غاية في هذه الدنيا فهي أن يعيش كافة البشر، مهما كانت عقائدهم وأديانهم وأجناسهم، في سلام وأخوة.