رامي الهلالي العطار الشاب
- مايو 17, 2011
- 0
لقاء مع رامي الهلالي، العطار الشاب الآتي من المدينة القديمة وعراقة التاريخ والموروث الشعبي عن العطارة ولقاء معه عن هذه المهنة القديمة المتجددة و بعض النصائح و أسماء بعض الزيوت ومجال الإستفادة منها.
أعزاءنا، رواد موقع عالم نوح، كعادتنا في تقديم المواهب الشابة ونتاجهم الأدبي والثقافي، نقدم اليوم شاباً نتاجه مختلف عن نتاج باقي الشباب الذين قدّمناهم من قبل، حيث هو يهتم بالموروث المعرفي في العطارة. التقيته في دكانه "الحديث" للعطارة في حي "حديث" حيث لا يخطر لأحد أن يلقاه لأن في عرفنا أن "دكان العطارة" لا يوجد إلا في سوق العطارين في "المدينة القديمة تحت القلعة".
إذن نبدأ حوارنا مع رامي الهلالي بتعريفنا عن نفسه:
أنا أخذت المهنة عن أخي الأكبر الذي بدوره أخذها عن أبي الذي أخذها عن أبيه والذي بدوره أخذها عن أبيه… وهكذا.. كأغلب "أهل المدينة" من حرفيين وتجار وعطارين.
ومنذ صغري وأنا أداوم في دكان والدي ثم بعد ذلك في دكان أخي حتى وصلت للبكلوريا وكان علي وقتها أن أختار إما الدراسة وإما "العطارة" فاخترت العطارة بكل ما فيها من أشياء غريبة وكثيرة وأسماء لا عد لها ولا حصر .. أحببتها بكل ما فيها من "خلطات ووصفات". بل حتى أنني تخصصت في مجال طب الأعشاب التقليدي فصرت أعمل مع عدة أطباء ويعملون معي، أي تجربة مني وتجربة منهم واختبارات عديدة وطويلة .. حتى توصلنا لعدة ابتكارات لاقت اهتماماً كبيرا من الناس بتجربتها وحصولهم على أفضل النتائج.
وأسأل رامي: كيف تعمّقت أنت بهذه المهنة:
كما ذكرت فهذه المهنة ورثها أبي عن أبيه وأجداده وورثتها أنا وإخوتي من أبي… ولكن لكل إنسان طموح أكثر من الآخر واهتمام في مجال خلاف الآخر، فأبي كان مختصاً بالتوابل أكثر من أي شيء آخر، وأخي اختص بالأعشاب أكثر أما أنا فبالإضافة للأعشاب أحببت التخصص بالكريمات الطبية مع أنه اختصاص دقيق جداً وحساس للغاية، فأي خطأ صغير قد يسبب الأذى لبشرة الشخص المراد معالجته. وعلى كل هذا الأمر ينطبق على جميع الأدوية بشكل عام.. فالحيطة والحذر واليقظة ضرورية لآية مداواة كانت. لهذا فإنني وأخي وبدافع حبنا وغيرتنا على هذه المهنة، دائمي البحث والتجارب لنتعلم أكثر ونطورها بشكل علمي وعملي أكبر، فهي بحر من العلوم لا يمكن لأي أحد أن يغوص فيه بأمان.
لنتحدث الآن عن الأعشاب، هل هناك أعشاب عديدة لمرض واحد؟
نعم، يوجد الكثير من الأعشاب تستعمل لنفس المرض، أي إن غاب نوع معين نستبدله بنوع آخر، فمثلا نستعمل زهر الزعرور عوضاً عن العرن… لمرضى شرايين القلب.
من أين تأتون بالأعشاب:
أغلب الأعشاب هي من بلادنا وتحديداً من منطقة إدلب، مثل البابونج والختمية أو من منطقة اللاذقية مثل: الزوفا والملّيسة.
أما من كوريا فنستورد الجانسينغ، ومن الصين الشاي الأخضر وأيضا الورد الجوري الذي يكون جميل جدا ولكن لا طعم له ولا رائحة.
ألاحظ على الأرفف قناني الزيوت والكريمات، فكيف يتم استخراجها؟
بعض الزيوت تستخرج بالطريقة الباردة (تقطير) مثل زيت حبة البركة، أو بطريقة العصر: مثل زيت الليمون. أو بالطريقة الساخنة (الغلي) كزيت احليل الجبل.
أما عن الكريمات فهي بالذات تحتاج إلى خبرة ودراسة وتجارب كثيرة لأنها مزيج من الزيوت والأعشاب وتحضّر على عدة مراحل حتى تصبح لزجة أو "سميكة" من دون إفقادها أي من خصائصها الدوائية.
هل هناك تحذيرات عند تناول الإنسان لمستحضرات الأعشاب:
طبعا وبكل تأكيد حيث هناك وصفات لا يمكن إعطائها لكل إنسان كالخلطة المقوية جنسياً لا يمكن إعطاؤها لمرضى القلب أو الضغط، والخلطة المنحّفة لا يمكن إعطاؤها للحامل أو المرضع أو المصاب بالقلب. كما أن خلطة مرض السكر لا يجب أن تتناول مع الأدوية العادية من الصيدلية.
كيف ترى مهنتك في المستقبل:
كعلم: إذا بقي اهتمام الناس بالأعشاب وإيمانهم بفائدتها مثل هذه الأيام فإنه سوف نرتقي بهذا الفرع من "الصيدلة" ليكون في نفس مستوى الصيدلية إن لم يكن أكثر لأن الناس بدأت تتجه أكثر فأكثر إلى الطب البديل والتداوي بالأعشاب، خاصة وأن العلم الحديث بوسعه أن يكتشف ميزات وخصائص الأعشاب التي كانت مجهولة من قبل.
كحرفة: أنا سأعمل بكل ما بوسعي لوصول هذه الأعشاب لكل منزل وإقناع الناس بها ويساعدني على ذلك إتقاني لعملي وتطويري له بالإضافة إلى أن الكثير من الشيوخ و الأطباء يقومون بتوعية الناس وحثّهم على اللجوء إلى التداوي بالأعشاب كما أن العديد من الفضائيات تقدم برامجا تثقيفية و علمية عن ذلك. ولا ننسى "الموروث الشعبي" الذي يرجع دائما إلى العطار في الأمور المستعصية على الطب.
ماذا اختلف عليك بانتقالك إلى "حي حديث" أي المحافظة؟
أولاً اختلاف المنطقة فرض نوعاً معيناً من الديكور مع مراعاة طريقة عرض بحيث تكون جميع الأصناف تحت نظر الزبون وبشكل جذاب. كما أن اتساع المكان أتاح لنا فرصة التوسع بأنواع الأعشاب إضافة إلى عرض بعض الأصناف الجديدة؛ والتي لا توجد في محلات "المدينة القديمة" كالكريمات والزيوت بالإضافة للخلطات التي أقترحها أنا، بشكل يلفت النظر ويعطي فرصة للزبون لاكتشاف مواد وأعشاب جديدة ربما تكون غائبة عنه أو قد لا يعرفها من قبل.
كما أنه من الملاحظ أن مرتادي محلي يركّزون أكثر على الوصفات الطبية والكريمات والزيوت بشكل واسع، بينما في المدينة يركز الزبون على الأعشاب كالبابونج واليانسون والختمية وغيرها من "الغلوات" بالإضافة للبهارات والتوابل.
كم هو العمر الافتراضي للأعشاب؟
إن عمر الأعشاب هو سنة واحدة فقط، من الشهر السادس من السنة إلى الشهر السادس من السنة التي تليها. لهذا فكرة "تموين الأعشاب أو الزهورات" هي فكرة ليست جيدة إذا كان المرء قليل الاستعمال لها.
كيف هو "سوق الأعشاب"؟
أكثر زبوناتنا من حلب، أو من حلب .. مغتربين والذين يأخذون معهم الكثير من "الزهورات" والبهارات. علما أن عطّاري حلب يوزعون نتاجهم في أغلب المحافظات.
أما بالنسبة للتصدير فللأسف هو صعب للغاية لأن هذه المواد إن كانت أعشاباً أو وروداً فهي سريعة العطب وتأخذ حيّزا كبيراً وإن كانت خلطات مطحونة فهي دائما "مشكوك في أمرها" ويصبح السماح لها بالدخول مسألة صعبة وشديدة التعقيد.
هل من أسماء طريفة لبعض الأعشاب؟
نعم، فهناك عشبة أسمها "رجل القط" وهي للقصور الكلوي، وعشبة أخرى اسمها "رجل الأسد" وهي للتنحيف. ثم حجر إسمه "زيتونة اسرائيلية" وهو شديد المرارة.. يوصف للتنحيف.
ماذا عن الحاضر والمستقبل؟
أطمح لابتكار وتحضير كل ما يحتاجه الإنسان لقوة جسمه وشفاء بدنه وجمال بشرته انطلاقاً من المواد الطبيعية.
و قدّم لنا رامي لائحة بأسماء بعض الزيوت الطبيعية المستخلصة من الأعشاب وفوائدها.
– زيت الجرجير: يزيل الكلف والنمش والبهاق وتقوية اللثة ويعالج حروق الشمس يقوي الشعر ويمنع تساقطه وتقصفه يساعد على خفض الدهون والكولسترول منشط جنسي.
– زيت الخس: يفيد في حالات العقم وتوازن الهرمونات الجنسية في الجسم وله أهمية في تكوين السائل المنوي عند النساء عسر الولادة والطلق المبكر ويمنع حدوث الإجهاض وتقوية البصر يفيد في الحفاظ على نعومة البشرة الجافة وتورم الجفون.
– زيت الثوم: يفيد في تنشيط القلب وتنشيط الحركة الجنسية والوقاية من الكولسترول ومقوي لبصلة الرأس والشعر حيث يعطيه بريقاً وحيوية.
– زيت الزنجبيل: محفز كبير لتنشيط الطاقة الجنسية وتقوية القلب والجهاز المناعي ويقوي الشعر ويمنع تساقطه.
– زيت نوى الشمس: يحتوي على أحماض الفواكه المفيدة في تجديد الخلايا وشد البشرة ومحاربة التجاعيد.
– زيت الشمرة: يفيد في احتقان الجهاز التنفسي وطارد للبلغم ويذيب المخاط المفرزة لعلاج مشاكل الهضم والنفخة والمغص ويستعمل للأطفال كمهدئ للنوم ويفيد في إفراز الحليب عند النساء وتنشيط الحركة الجنسية لدى النساء ولإيقاف الإسهال.
– زيت الخزامى (اللافاندر): طارد للغازات ولعلاج حروق الشمس وعلاج حب الشباب وحبوب الوجه ولتهدئة الأعصاب والتهاب القصبات الهوائية ولتقوية الشعر من جذوره.
– زيت الفجل: مدر للبول ويفيد في احتقان المثانة ولأمراض الحصى والرمل ولتنشيط الدورة الدموية ويفيد في حالات الروماتيزم ولعلاج الرشح واحتقان الحنجرة والوقاية من السرطان ولعلاج السعال والربو ولعلاج العقم عند النساء ولتنحيف الأرداف.
– زيت جوزة الطيب: محفز جنسي يفيد في حالات التهاب المفاصل وأمراض الروماتيزم والنقرس ولعلاج الأمراض الجلدية خاصة الأكزيما وطارد للغازات.
– زيت العكبر: يقي من ارتفاع الضغط وتصلب الشرايين وله تأثير خافض للكولسترول والشحوم الثلاثية ولمعالجة الجهاز الهضمي والقولون ويقي من الإصابة من الجلطات الدموية لمرض السكر ولعلاج الرشح والربو والسعال وحب الشباب ومقوي جنسي.
– زيت بذور العنب: مقوي مناعة للجسم والشعر ويستعمل لتنشيط الحركة الجنسية والتهاب المثانة والرشح.
– زيت القرع (اليقطين): يفيد في حالات القرحات المعدية والقولون الشديد وفي حالات الروماتيزم ولمعالجة ديدان البطن الحلقية والشريطية ولمعالجة تضخم البروستات واضطرابات التبول عند الكبار.
– زيت السرو: يستعمل في حالات العرق المفرط ولمعالجة الأكزيما والصدفية ويفيد في حالات الدوالي والبواسير ويعمل في تثبيت الشعر ويمنع تساقطه وينشط فروة الرأس ولمعالجة مشاكل القشرة.
– زيت القرنفل: لشد بشرة الوجه والجسم ومسكن للآلام العصبية وألام الديسك.
– زيت حبة البركة: يفيد في تقوية مناعة الجسم من الأمراض ولآلام المفاصل وتقوية الشعر ليعطيه سواداً.
– زيت الميرمية: منشط للدورة الدموية ولفقر الدم وينشط الذاكرة والتهاب اللثة ويقلل من أدرار الحليب عند المرضع وله فوائد في عمل المبايض وتنظيم الدورة الشهرية وخافض للشحوم.
– زيت الأوكاليبتوس: يستعمل لعلاج التهابات الأنف والحنجرة والقصبات الهوائية ونزلات البرد ولعلاج الرشح والأنفلونزا ولعلاج التهابات المفاصل والإسهال.
– زيت الكافور: يفيد في علاج السعال والربو ولعلاج التهابات المفاصل والروماتيزم علاج التهابات الألياف والآلام العصبية وعلاج الالتهابات الجلدية ويقضي على الديدان المعوية.
– زيت القرفة: يفيد لمنع الغثيان والقيء ويحمي من نزلات البرد والسعال والتهاب المفاصل.
– زيت اكليل الجبل: يفيد في تنشيط الدورة الدموية وخاصة الدماغية ويفيد في العلاج والوقاية من الزهايمر( فقدان الذاكرة) ويفيد لآلام العضلات ولعلاج الأكزيما ولإزالة شحوم البطن.
– زيت الصبار: يفيد في علاج الحروق القديمة والجروح والخدوش ويستعمل كمقوي لبصلة الشعر ويفيد في تطويله.
– زيت البرتقال: يفيد في تنشيط الجهاز الهضمي ومفيد للكبد ويساعد على تخليص الجسم من السموم ويساعد على إزالة الشحوم والدهون الزائدة ومضاد للالتهابات ومدر للبول ومقوي مهدئ للأعصاب ومضاد للاكتئاب ولتنشيط وظائف الكلية.
– وفي الختام نتمنى للشاب رامي الهلالي والذي لا يتجاوز الـ خامسة والعشرين من عمره النجاح في عمله و الكثير من الاكتشافات الطبية "العشبية".
نوح حمامي ـ عالم نوح