
ساعة الغفلة وكيف نحضر لها بقلم عمار بكداش
- مارس 2, 2013
- 0
ومن صديقنا الكاتب عمّار بكداش، هذه المقالة التأملية الواقعية عن: من الطريف حقاً أنه لو توفّر لدينا خيار استرجاع الماضي لوجدنا أكثر من ألف طريقة و طريقة لتجنب حصول ذلك الحدث الغير متوقع !
ومن صديقنا الكاتب عمّار بكداش، هذه المقالة التأملية الواقعية عن:
ساعة الغفلة .. كيف نتحضر لها ؟
سأبدأ بسر صغير يمكنك أن تحفظه بدون تفصيل : الحياة ليست كائناً لتعلم أنها موجودة ، إنما نحن من يشكّل الكائنات التي تعيش فيها و كنتيجة لذلك فنحن فقط من يتحكم بها و الأشياء الغير متوقعة يمكن أن تحدث ! كأن يموت شخص عزيز علينا، أو يتم طردنا من العمل ، أو نتعرض لحادث سيارة .. إلخ .
كل هذه الأحداث هي مشاكل بحد ذاتها لا نكون جاهزين بطريقة أو بأخرى لاستقبالها و لكن هناك طرق تسهّل علينا الغير متوقع ليصبح محمولاً .
و من الطريف حقاً أنه لو توفّر لدينا خيار استرجاع الماضي لوجدنا أكثر من ألف طريقة و طريقة لتجنب حصول ذلك الحدث الغير متوقع !
لنأخذ حادث السيارة كمثال على ذلك و نتحدث عن بعض الحلول التي كان يمكن أن نوجدها قبل وقوع الحادث الغير متوقع :
لو أنك فقط أجلت قراءة الرسالة التي وصلتك و أشغلتك عن الطريق .
أو لو ركزت أكثر في الطريق و أنت تتناول طعامك أثناء القيادة !
أو يمكن حتى للسائق الآخر إن كان هو المتسبب أن لا يقوم بحركات التشفيط تلك و يتسبب بالحادث !
لكن في النهاية تبقى النتيجة ذاتها فماحصل قد حصل و "لو" مات لولو لولولوله ..
و السؤال المهم : كيف أستجيب لما حصل و ماهي ردة الفعل المناسبة ؟
حسناً .. ذلك يعتمد على شيء واحد و هو : التحضير .. فكلما كنت جاهزاً كلما ازدادت مرونتك في التجاوب مع الحادث .
الجزء الأول من التحضير هو الجزء الخارجي الذي يتمثل بالمال !
فالحادث الغير متوقع يجنح إلى كسرك مادياً كنتيجة أولى و كلما كان مرتكزك المادي أكبر كلما خف وقع الحادث عليك فبدون احتياطيات مالية لمثل هذه الساعة تصبح التكاليف أشد وقعاً على صاحبها .
و كأحد الحلول التي يمكنك اتباعها لتخفيف المشكلة هي اللجوء للتأمين فكلما أمنّا على جانب من جوانب حياتنا اليومية كلما نقصت المخاطرة و خف الحمل عن ظهرنا.
الجانب الآخر من التحضير هو داخلي بشكل كامل و يتعلق بجاهزية العقل لاستيعاب الحدث الغير متوقع . فأنت لا يمكنك التحكم بظروف الحياة الصعبة لكن يمكنك أن تتأقلم معها .
على سبيل المثال إذا قمت بإطلاق السباب على السائقين المحيطين بك أثناء زحمة السير التي تعرضّت لها و أنت تقود إلى عملك ما هي إلا طريقة للتعبير عن غضبك الذي يؤدي بأحسن الأحوال إلى زيادة الضغط النفسي عندك و في أسوءها يمكن أن يسبب الأذى لأحدهم .
لكنك إن حافظت على رباطة جأشك و بقيت هادئاً فستتمكن من اتخاذ قرارات أفضل و توفّر أعصابك لما هو قادم من اجتماعات عمل أهم من هدرها على الطريق .
عندما تكون جادة الحياة مقاسة لدينا فإننا نستطيع أن نجعل أكثر الأمور شخصيةً أقلها سبباً للضغط النفسي و نقلل من الاضرار الناتجة عن وقوعها فمثلاً خلال فترة الطلاق أو الانفصال تتضارب المشاعر لدى الانسان و بشكل طبيعي يستذكر اللحظات السيئة أو الحسنة من الماضي و يعيش في دوامته بدلاً من أن يؤمن بأن تلك النتيجة هي قدر حتمي لا بد أن يسلّم به كمرحلة انتقالية الى فترة ما بعد حصوله .
بالطبع هناك ساعات سوداء لا يمكن تجنبها مهما حضرنا لها لأنها تشكل امتحاناً من الله عز وجل لمدى ايماننا به و لكن يمكننا أن نتماسك لاجتيازها بتدريب النفس على ذكر الله و الايمان بأننا قادرون على الخروج من المأزق بمواصلة العمل و حفظ رباطة الجأش .
أخيراً يمكننا أن نقول أنه بالمختصر إذا كان الحدث الغير متوقع سلبياً فإنه يتوجب علينا أن نبلع كبرياءنا و نطلب المساعدة ممن تعرضوا لمواقف مماثلة و اذا كان ايجابياً فهي فرصةٌ لطالما انتظرناها لقضاء إجازة غير متوقعة في وقت لم نخطط له .
Ammar Bagdash ـ صفحة عمّار على الفيس:
أرابيا مان