أقامت مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ندوة تحت عنوان ” الأزياء السورية بين الفلكلور والمعاصرة” وذلك في مديرية الثقافة بتاريخ 24/1/2012، حيث تحدّث المصصمة “سهى شويحة” عن أبرز التطوات التي طرأت على الأزياء عالمياً عبر تسلسل تاريخي مرتبط بالبيئة والإقتصاد والمناخ

 

 

  أقامت مديرية الثقافة في حلب بالتعاون مع الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون ندوة تحت عنوان " الأزياء السورية بين الفلكلور والمعاصرة" وذلك في مديرية الثقافة بتاريخ 24/1/2012.

حيث تحدّث المصصمة "سهى شويحة" عن أبرز التطوات التي طرأت على الأزياء عالمياً عبر تسلسل تاريخي مرتبط بالبيئة والإقتصاد والمناخ، فإمتازت الأمسية بكثافة للمعلومات وسرد شبه تفصيلي لمراحل تطوّر الأزياء إبتداءً من عصور ما قبل التاريخ أي من العصر الفرعوني والسومري والبابلي ومروراً بالتأثير الفينيقي والآشوري والإغريقي، بالإضافة إلى استعراضها لتأثير الغزوات والإحتلال والحروب على الأزياء بالمجمل.

وللوقوف حول بعض النقاط حول الأزياء التقى عالم نوح بالمصصمة "سهى شويحنة" وكان معها هذا الحوار:

لماذا حالياً نلاحظ قطيعة بين الأزياء التقليدية والإنسان العصري؟

سبب هذه القطيعة يعود إلى فلسفة إجتماعية حول مقاطعة التراث، فجهاز العروس في حلب سابقاً كان يعتمد على الكثير من الأواني والأزياء التراثية ولكن مع الأسف حالياً تم إهماله كثيراً وذلك لتقليد الغرب، إذ بدأ هذا الأمر منذ بداية السبعيانات ومنتصف الثمانينات إلى الوقت الحالي، فنلاحظ أن هذه العادة في لبنان مفروضة أثناء تجهيز العروس وكذلك الأمر في الجزائر التي تحوي/37/ محافظة والعروس هنالك لا بدّ لها  أن تحمل ازياء تراثية لسبع محافظات على الأقل وكذلك الأمر بالنسبة للمغرب، وحتى الأردن فإن جميع المؤتمرات التي حضرتها لسيدات الأعمال كانت الدعوة فيها من الملكة أو الأميرة أو أحد الامراء ويكون الشرط في الدعوة الحضور بالزي التراثي لذلك فإن جميع السيدات كانوا يحضرون بزي بلدهم بإستثناء السيدات السوريات مع الأسف وذلك بسبب عدم الإنتماء للهوية، أيضاً فإنّ الجيل الحالي لم يعد يكترث للأزياء التراثية لكونها بنظرهم أصبحت موضة قديمة ولم تعد مناسبةً للعصر الحالي لذلك نحن بحاجة لتوعية هذا الجيل بقيمة هذه الأزياء التراثية عن طريق إنشاء معاهد أو مدارس أو حتى دعم أقسام الأزياء في الجامعات وهذا كان مقترحنا إلى وزارة التربية لإدخالها كمادة ضمن المنهاج الدراسي للطفل، فمن الممكن أن تحتل جزءً من مادة التدبير المنزلي مثلاً أو الأشغال اليدوية ، فالجيل الجديد إن لم يتم توعيته على التراث فلن تتوارثه الأجيال وبالتالي لن تتم قضية الإنتماء له.

أترين أن هذا هو السبب في تقليد بعض المصممين السوريين للغرب بعد أن كان الغرب يقلّد الأزياء التراثية السورية إلى الوقت الحالي؟

بالتأكيد، لأننا ألغينا فكرة الإبتكار وكذلك يعود السبب إلى إنعدام التعليم، فاليوم إن أردت الإبتكار فإنك تحتاج إلى الأدوات التعليمية المناسبة للإبتكار فقد نرى شخصاً يرسم ولكن لم يتأهل تعليمياً لينتج بطريقة سليمة، لذلك فالتعليم يعلب دوره بالإضافة إلى توعية الأسرة وثقافة المجتمع والترويج من خلال الإعلام الذي يساهم بجزأ كبير منه، ونتمنى في المستقبل أن يتم التعاون بين المصمم السوري والإعلام لنجعل المنتج السوري عالمياً أكثر، وقد حاولت ادخال المرأة في الريف السوري وخاصة في سراقب وجبل الحص وريف إدلب بالمجمل في عملية التصنيع من خلال تدريبهم وتعليمهم على دمج الألوان وأنواع القطب وطريقة استخدامها، فقمت بذلك بتشغيل اليد العاملة المحلية وهم في منازلهم وأصبح لهم دخل لا بأس به وتم بذلك توحيد طاقة المصصم مع طاقة المرأة الريفية، بالإضافة إلى أني قدّمت هذا المشروع كمحاضرة بألمانيا في 2010.

برأيك ما أهم المخازن الفكرية لتي يعتمد عليها المصمم في التصميم؟

إن ذلك يختلف من شخص إلى آخر، فالمحالة النفسية له دور في ذلك بالإضافة إلى طبيعة البيئة والمناخ وذوق المصمم، فأحياناً تكون ميول المصمم رومنطيقياً فيعتمد على الطبيعة والزهور في تصاميمه كالفنان "كريستان ديور" وأحياناً هنالك أشخاص يحبون أجواء الجمجاجم والغابات والظلام وعبدة الشياطين التي ظهرت مأخراً مع الأسف، حتى أن للنوع الموسيقى أيضاً من الممكن أن يكون لها دور أيضاً فالروك يختلف عن التيكنو وكذلك الميتاليكال الذي يعطي إنطباعاً عن ألوان معيّنة كالأحمر والأورانج أو الرمادي، وهنا يكون لميول الشخص دور كبير في التصميم بالإضافة إلى تأثره بالبيئة التي نشأ فيها.

إلى أين وصل مشروعك في دمج الأزياء التراثية مع المعاصرة؟

حاولت أن أروّج لهذه المنتجات مع النساء السوريات منذ أكثر من سبع سنوات ولكن مع الأسف وجدت صعوبة كبيرة في تقبل المرأة السورية لهذا الموضوع ولكن رغم ذلك فنتيجة تقليد الآخرين للأعمال التي قدمتها فإن الفكرة راجت أكثر ولاقت إقبالاً أكثر، وأقول بأن التقليد أمر جيد لأنه أثبت لي بأن عملي كان صحيحاً والآن فالسيدات في المؤتمرات أصبحن يرتدين من منتجاتي وحتى الأمر بالنسبة لنساء السفراء سواء كانو عربيات أم أوربيات فإنهن أصبحن يرتدين هذه الملابس.

ماذا تحدثيننا عن الملابس التي ترتدينها والتي نلاحظ فيها رونقاً خاصاً؟

هو المدمج بين الساتان الخامة الأوربية الحديثة جداً والموسلين الخامة لاحديثة أيضاً، وإن خلعت الوشاح فإن الملابس ستبدو بطريقة عصرية جداً وأنيقة، وبمجرّد أن ألبس المناطو فأنه يعطيني طابعاً تراثياً، وكوني من حلب فقد استخدمت نقوشاً تراثية للتعبير عن المنطقة بالإضافة إلى إضافتي للبرق عليها لتعطي مظهراً عصرياً بالإضافة إلى وجود رسومات للبيت العربي، وأيضاً استخدمت خيوطاً ملوّنة لتعطي "الديكراديه" الذي هو فكرة عصرية ولكن نوع الخيط والرسومات هي تراثية وبذلك دمجت الماضي مع الحاضر بطريقة عصرية.

ماذا تقولين ختماماً لعالم نوح؟

أتمنى كما حدث تعاون بين المصمم السوري واليد العاملة في الريف وأنتجنا منتجاً خلاقاً وإبداعياً أن يكون هنالك تعاون بيننا كمصممين وبين موقعكم لنشر مقالات عن الموضة في سورية بالإضافة إلى طرق الدمج بين التراث والأسلوب الحديث في التصميم ولنوصل أفكارنا عن طريقكم إلى العالمية ونقول للجميع أن هذه المنتجات من تراثنا وحضارتنا.

 أغيد شيخو_نوح حمامي_ عالم نوح