
سورية الجريحة صبرا الفجر قادم بقلم رنا خطيب
- فبراير 19, 2012
- 0
القاصة رنا خطيب و نصها الذي ينزف حروفاً: استفيقوا يا أخوة الوطن هذا وطننا جميعا .. هذا دفئنا .. وهذا حبنا .. هذا ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا. ياسمين سورية عنوان طهرنا،
سورية الجريحة صبرا…. الفجر قادم ..
بقلم
رنا خطيب
1– في الشرق عروسة جميلة كريمة المحيّا قيّدها الظالمون ، أغلقوا عليها أبواب النور فاغتصبوا براءتها الصامتة، سكبوا عليها من قطران حقدهم نيرانا فأحرقوا ثوبها الأبيض المطرز بياسمينها الطاهر ، أضحى نهارها المشمس ليلا مظلما تزوره غربان الحقد و الغدر لترسم مراسيم العزاء لأهلها ، تؤرّق مضاجعهم أغنية الصمود كلما سمعوا أصداءها تعلو سماء تزينت بنجوم العزة و الشموخ و الإباء ، فيزداد رقصهم العابث قوة على أشلاء الأبرياء و دموع الثكلى.
2- في مشهد ضبابي عابث يختلط فيه دخان المعركة الخاسرة ما بين حق و باطل تئِن سورية الحبيبة وحيدة تحت أقدام الغدر و الحقد ، تبكي جراحها النازفة تذرف دموع الألم على ما آلت إليه أحوالها ، فاجعتها كبيرة و مصابها أعظم، إنهم أبناءها يا بني العرب….. يختصمون فيما بينهم و يقتتلون يهدرون دمائهم مدرارا بدون رحمة أو وقفة اعتبار نسوا ما شربوه من عذب فراتها و برداها النقيان و ما تعلموه من قيم و مبادئ في مدارس البطولة و التضحية و ما تعني أرض سورية على مر العصور إنها…. أرض باركها الرحمن، و دعا لها رسول الأمة الإسلامية. أرض تكسرت عند قلاعها الشامخة طغاة الأمم والمعتدين.
أرض أنجبت السواعد الخضراء اليانعة بنوها و حصنّوا قلاعها قديما بقوة الحق و بذل النفيس و هدر الدماء.
أرض لم تعرف للخبث موضعا، ولا للفرقة مكانا، ولا للخيانة عنوانا . لكن اليوم عند لحظة الامتحان يغرق أبناؤها في غيبوبة الضياع.
مشاهد التضليل تغيّب عقولهم فتدفعهم ليكونوا لبعضهم قنابل من نار تحرق أجسادهم و قلوبهم و أرضهم. دماء تسيل، أرواح تزهق، طفولة تعقر، و سورية الأم تنظر بحرقة إلى أبنائها من تنقذ من ؟!! من تفدي من؟!! كيف تقتل ابنها الظالم؟!! و كيف تنقذ ابنها المظلوم؟!! حيرة التصرف كأم لأبنائها تجعلها تسقط في براثن الصداع، وأحيانا الصمت لقوة الفاجعة، وأخرى الغضب عندما يشتدد زئير الدم الهادر.
3- سوريتي الحبيبة ……. يا أرض تبارك ترابها بأجساد الأنبياء، ورسمت لوحة حريتها قديما بدماء أبطالها ضد الطاغي المحتل لأرضها.
يا أرض لم تعرف للاستسلام عنوانا و لا للخذلان طريقا، أبناؤك اليوم ليس هم كما في الأمس.
يتكرر منظر الشهادة على أرضك لكنها ليست الشهادة التي اعتادت أنفاسك الطاهرة عليها، إنها مأساة خاسرة أبكت السماء و الأرض.
شباب بعمر الورد تتساقط جثثهم، أطفال بلون الياسمين ُتقطع أوصال براءتهم، نساء ثكلي تمزقت قلوبها و بكى الورد و الصبار على أحزانهن ويستمر حصار الليل المظلم يحاصر قلعتها و سوط الظلم يجلد أحصنة الحق في ميادينها و عيون البشر تغلق الجفن هانئة عن مآسيها
4- يا أمي يا سورية.. يا أغنية ترددها الشفاه و نبض يسكن في الوجدان و حب نكبر فيه و نرتقي يا ابنة التاريخ و الحضارة اصبري واحتسبي الأجر عند الله فما بعد ظلام الليل إلا انبلاج الصبح وما بعد كل محنة إلا منحة يولد فيها النور من رحم الظلام و يزهر الحق في بساتينه كوني قوية كما عهدناك و لا تساومي على أبنائك مهما اختلفوا و لا تسمحي لأيادي الغدر الخارجية أن تمتد إلى عرين عرشك فمهما كان ظلم أبنك في الداخل يبقى علاجه أهون من ظلم الغدّار في الخارج
5- يا أبناء سورية الأعزاء.…………. يا أخوتي في الدم و الدين و الوطن ………… مالي أرى دخان الغضب قد أغلق منافذ الرؤية عندكم، و نيران الانتقام تحرق قلوبكم، أين كلام الله لتقتدوا به؟!! أين كلمات الحب للوطن و وحدته التي تعلمناها في مدارس سورية و تعاهدنا عليها؟!! من يناديكم للموت دون أن يكون معكم فهو يغرر بكم، و ما كان يوما من عاش رغد الحياة على دفء الغرب يهمّه أمر دمائكم و حريتكم.
استفيقوا يا أخوة الوطن هذا وطننا جميعا .. هذا دفئنا .. وهذا حبنا .. هذا ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا. ياسمين سورية عنوان طهرنا، و بساتينها عنوان خيرنا، و أبناؤها عنوان بناة وطننا.
لا تحرقوا سورية جميعكم لأجل مصالحكم. الوطن إن فقد يا أخوتي تعرّينا جميعا و لن ترحمنا عيون الغدر. اجتمعوا على كلمة حق و خيركم من بادر بالصفح. أناديكم … و الألم يعتصر الفؤاد لا تحرقوا سورية ..لا تحرقوا سورية فهي وطن لكل سوري، بل لكل عربي، وهي أرض الرباط و المرابطين حتى قيام الساعة. و الخاسر، إن خسرنا سورية، كلنا و كل من عشق ترابها و تنفس هواها.
مع التحيات رنا خطيب