شخص مثالي لأغيد شيخو
- يناير 12, 2013
- 0
كثيراً ما يحرضني ويحرك ثورة التحدي لدي شخص يتمتع بثقافة عالية وبإطلاع على كل ما يمكن التحدث عنه، وهكذا كان الأمر مع صديق لصديقي الذي تعرفت عليه في إحدى السهرات، وسرعان
شخص مثالي
كثيراً ما يحرضني ويحرك ثورة التحدي لدي شخص يتمتع بثقافة عالية وبإطلاع على كل ما يمكن التحدث عنه، وهكذا كان الأمر مع صديق لصديقي الذي تعرفت عليه في إحدى السهرات، وسرعان ما تحولنا في فترة وجيزة إلى أصدقاء نلتقي كل فترة نتبادل المعلومات والأفكار الجديدة وأحياناً "التفاهات الجديدة" وآخر صيحات النكت والأزياء والمشاهير، وكل ما يمكن أن تذهب به مخيلتنا، والحق يقال أنه كان مثقفاً من طراز رفيع لا يشق له غبار، إذ يستطيع الحديث معك في أي شأن تريد وفي أية قضية، حتى يمكنه أن يعطيك الحل والاحتمالات والسبب والنتيجة، وهذا ما كان يعجبني فيه، أي سعة الثقافة وحب المغامرة والتمرّد على كل شيء مخالف لما يؤمن به، ولعل أبرز المواضيع التي كان يجذبني إليها هي تلك المواضيع المتعلقة بالنساء ومغامراته معهن، إذ كان يتمتع بوسامة عالية وكان معظم صديقاته ينادينه "دون جوان"، فكان بالفعل دون جواناً في كل شيءً ليس فقط في شكله، بل كان يتمتع بحس الفكاهة وحسن الحديث، لذلك كنت دائماً متشوقاً لسماع قصصه التي لا تنتهي والتي تصلح كل واحدة منها لتكون رواية بألف صفحة دون عناء، فقد كان المذكور يتمتع بإسلوب في سرد القصص لم أر مثله قط، فيجذب المتلقي إليه دون أن يشعر ومهما كانت الهموم متراكمة عليه، تراه غائصاً في الحديث معه دون أن يشعر…
وهو يملك أكثر من عشر حبيبات ولديه رصيد مجاني من القبلات وشك مفتوح للسهرات متى أراد وأينما أراد، لذلك كان لديه الكثير من الأصدقاء الذين يسعون لطلب ودّه طمعاً بالفتيات الجميلات اللاتي بصحبته دائماً، إذ يكفي أن تسير معه حتى يصبح جميع أصدقائه…أصدقائك، وجميع حبيباته…حبيباتك، ولكنه "على حد قوله" لا يعطي الفرصة لأصدقائه بالتعرف على صديقاته عن كثب إلا إن كانوا مقربين منه ويعرفهم تمام المعرفة ويعرف أخلاقهم وطباعهم، فليس من الجميل أن يعرف شخصاً على آخر دون أن يكون متأكداً من إن العلاقة ستكون ناجحة بإمتياز، وصراحة فقد كان هو سيد العلاقات، وكنت أفكر في كثير من الأحيان حول النجاح الباهر الذي سيحققه إن فتح مؤسسة للزواج أو ملتقى للتعارف.
فشعرت بندرة هذه الشخصية ومدى قوتها وثقتها بنفسها ومدى الحب الذي يكنّه لجميع من حوله فلا عجب إذاً من أن الفتيات تتهافتن عليه وتطلبن ودّه سواءً عرفنه شخصياً أو حتى سمعن عنه من صديقاتهن، وهذا ما كنت ألاحظه من هاتفه الذي لم يكن يهدأ بتاتاً، ولكنه لم يكن يجب عليهن إلا في حالات نادرة قائلاً أن النساء كالفرس ويجب ترويضهن على ما تريد لا على ما يردن، ولا أخفيكم فقد حاولت تطبيق هذه المقولة على صديقتي "اليتيمة" في الجامعة ولكنها بعد يومين من عدم الرد عليها…أصبحت تروضني كما تشاء هي لا كما أشاء أنا..
وبعد مضي أكثر من شهر على معرفتي به، كنا جالسين مرة في مكتبه، فكان يحدثني عن أكثر الفنانات جمالاً وأكثرهن جاذبية وأناقة بالإضافة إلى ذوات الجاذبية دون جمال والجميلات دون جاذبية، حتى وصل به الأمر أن يتابع حديثه وهو في الحمام، وبينما هو هناك رن هاتفه الخلوي، فصرخت به بأن شخصاً اسمه فادي على الموبايل، فطلب مني أن أرد بدلاً عنه وأقول أنه مشغول وسيعاود الاتصال به فور أن ينتهي من عمله، وحالما فتحت الخط وقبل أن أقول "ألو"، قال فادي: "وأخيراً أجبت، لا أعقد أن علاقتنا من الممكن أن تستمر أكثر من هذا، أتمنى أن نبقى أصدقاء فقط…"، وأقفل الخط…
أغيد شيخو_ عالم نوح