… كل ذلك جعلني أغرق بالتفكير، بانتظار الإجابة على هذه التساؤلات الجوية، من مواطن أرضي يفكر أكثر من الواقع.

بقلم المهندس باسل قس نصر الله

من خلال متابعتي لنشرات الأخبار، وما اسمعه من كوارث طبيعية (هزات أرضية، فيضانات، أعاصير،…) ومن حوادث مؤسفة (تحطم طائرات، انفجارات، غرق،…) أصبحت مولعا بحوادث السير، واعتبرتها رحمة مقابل ما تأتيني به نشرات الأخبار.

كان لتحطم الطائرات، سببا مباشرا للاهتمام عندي، فتساءلت بيني وبين نفسي، أنه وبعد فترة من الزمن – قد تطول أو تقصر– ونتيجة لتطور أفكار المرور، قد يصبح لكل فرد من أفراد مجتمعنا طائرة خاصة به، يتنقل بها من مكان إلى آخر، ثم نقلت أفكاري وقارنتها مع واسطات النقل الأرضية، وكان لدي التساؤلات التالية :

1- هل ستكون هناك مواقف كافية للطائرات الخاصة، على أسطح الأبنية مثلا، أم أننا سنعاني من عدم وجود مواقف كافية، وأن نركن طائراتنا في الأماكن المخالفة وعلى الأرصفة، ونطلب من شرطي المرور الانتباه لها على أساس أننا لن نتأخر، أو في أسوأ الأحوال ستأتي الطائرة الرافعة لسحب طائرتنا الخاصة المخالفة، وتبقيها مرفوعة حتى نأتي ونضطر لدفع غرامة ودية عن رفع الطائرة فقط (تركيز على كلمة فقط وليس كلمة ودية) دون سحبها.

2- أتوقع أنه على صاحب أية طائرة أن يحصل على شهادة سوق طائرة خصوصية، من فرع المرور الجوي، بعد أن يفتحوا مكاتب خاصة لرخص المرور الجوية، وطبعا عليه أن يجري الفحوص الطبية الخاصة بالرؤيا بعد أن يفتحوا فرعا خاصا للفحص العيني الجوي، كما أن عليه أن يشتري بطاقات مباريات كرة القدم من الدوائر المختصة في قسم المرور الجوي، وهنا لن أشك إذا كانت هذه المباريات ستجري جوا وليس برا.

أما بالنسبة للفحص المروري الجوي، فهو لن يجري في مكان فحص السوق بالنسبة للمركبات الأرضية، بل لا شك أنهم سيشيدون أماكن فحص في الفضاء، وهنا لن يتم التساهل مطلقا في فحص السواقة الجوي – من مبدأ – أن حصول الحوادث المرورية الجوية، سينعكس سلبا على سمعتنا الدولية في مجال السواقة الجوية، إضافة إلى أن حوادث التحطم الجوية، سوف تؤدي إلى سقوط الطائرات فوق الأبنية، التي هي بالأصل غير مجهزة لحمولاتها فكيف بأوزان الطائرات الإضافية، مما يستدعي من الجهات المسؤولة أن تضيف إلى دراساتها بالنسبة للأبنية، أوزان الطائرات التي قد تسقط عليها، مثل زخ المطر.

3- هل يا ترى ستكون هناك طائرات شرطة مرور جوية وإشارات ضوئية في الفضاء، إضافة إلى وجود إشارات سير مرورية جوية والتي سيتم تجاهلها (أولا) من قبل طائرات المرور، كما يتم لصق الإعلانات عليها. وهل ستنقطع الكهرباء عن الإشارات الضوئية وتحرق مصابيحها وتبقى طائراتنا بدون إشارات صالحة للعمل. وهل سيقوم قسم شرطة المرور الجوية بتكثيف تواجد طائراته ودراجاته الجوية (قد يصل العلم إلى مرحلة تصنيع دراجات فضائية) عند التقاطعات والأماكن المهمة، أم أنه سيتركها على الله جل جلاله كما يفعل بالنسبة للمرور الأرضي.

4- هل سيعتمد شرطي المرور الجوي بخوذته الجوية على الكاميرات (جمع تكسير) الموزعة حديثاً ، والتي يثبتون المخالفات بها، وكأنني لا أملك ايضاً صوراً لأثبت المخالفات التي ترتكبها طائراتهم المرورية، والتي طار جواً لأجلها البعض .

5- هل ستكون هناك إنارة كافية في الشوارع الجوية، أم أن هذه الأعمال ستكون من اختصاص مجالس المدن الجوية التي سيتم إنشائها خصيصا. وعلى الأقل لن تحتاج الطائرات الجوية إلى تزفيت الشوارع الجوية، ولكن ما أرقني هو، أين سنقوم بدهن ممرات المشاة، وهل سنستعمل دهان جوي لا يمحى بعد خمسة أيام، وهل ستكون هناك أرصفة للمشاة (على أساس أن العلم لا نعرف إلى أين يوصلنا) ذات ارتفاعات موحدة، وذات تبليط جيد، ودون اشغالات عليها ( ليس كما تدعيه شرطة مجلس مدينة حلب من عدم وجود اشغالات على الأرصفة الأرضية)

6- هل سيكون هناك ميكرويات جوية للنقل، أم سنعتمد على إنشاء شركة النقل الداخلي الجوية، على أساس أن ذلك يكون حضاريا أكثر. وهل الميكرويات الجوية ستكون لها خطوط معينة، ودون تغيير خطوط السير من قبل لجان المرور الجوية المختصة، كون الميكرو الفضائي ملكا لفلان من شرطة المرور الجوية.

كما أن السؤال يطرح نفسه، كيف ستكون أسعار النقل بالميكرويات الجوية، وهل ستتوفر الفراطة مع السائقين الجويين. كما، هل سيكون وضع الميكرويات الجوية بالدور، وهل هناك من ينظم شؤونهم في الفضاء، أم تريدوننا أن نتبهدل أمام الميكرويات الجوية السياحية التي ستقوم بتصويرنا، من مبدأ عدم وجود هذه الظواهر الحضارية عندهم.

7- هل سيسمح لعربات الخضار الجوية، التي تجرها أنواع مختلفة من البهائم بالتواجد على هذا الارتفاع الشاهق الجوي، أم ستمنع مهما كان وراء هذه البهائم الجوية من عمليات تآخي مع بعض البهائم الأرضية.
8- هل ستتم مخالفة سائق الطائرة (اذا كانت صغيرة) ويتم اجراء التحية (عشرة نجوم) لمن يقود طائرة جامبو مرسيدس وغيرها من مشتقات الحليب.

9- ….
10- ….
….
….


آمل أن تبقى حدود المنحة الودية ضمن المائة ليرة ولا تزيد في الفضاء، لقد فاصلني شرطيان على مائتي ليرة من مبدأ أنها (والله ما بتوفي)
كل ذلك جعلني أغرق بالتفكير، بانتظار الإجابة على هذه التساؤلات الجوية، من مواطن أرضي يفكر أكثر من الواقع.

اللهـم اشهـد انـي بلغـت