شريف محرم عامين على رحيله
- فبراير 12, 2011
- 0
وكتب الدكتور مرشد أحمد عن هذا الفنان لعالم نوح ولمحبي هذا الفنان رحمه الله: لم تترك المنية الفنان التشكيلي شريف محرم أن يكحّل عينيه بفرحة اختتام المعرض الثامن والعشرون وهو الأخير، إذ انتقل إلى رحمته تعالى قبل أيام من اختتام هذا المعرض الذي أقام بدار كلمات للفنون والآداب التي دأبت بفضل جهود مديرها (عدنان الأحمد) منذ تأسيسها عام 2003 على إصدار بعض الكتب القيّمة، وإقامة الحفلات الموسيقية، وعرض أفلام المخرج السوري ريمون بطرس، وعلى تقديم معارض فنية امتازت بخصوصية إبداعية عالمية المستوى
مفردات شرقية بتكوينات جديدة
د. مرشد أحمد
لم تترك المنية الفنان التشكيلي شريف محرم أن يكحّل عينيه بفرحة اختتام المعرض الثامن والعشرون وهو الأخير، إذ انتقل إلى رحمته تعالى قبل أيام من اختتام هذا المعرض الذي أقيم بدار كلمات* للفنون والآداب حيث قدَّمت معرضها المتميز للفنان السوري (شريف محرم) الذي مااعتاد إلا على تقديم أعمال جديدة تترك دهشة جمالية في ذهن المتلقي، ووجدانه.
فهذا الفنان المروح الذي كان يتجدد فنياً باستمرار، قدم نسقاً من المفاهيم الشرقية وفق اشتغالات فنية ذات طابع تكويني جديد من خلال عاملين مترابطين متكاملين، هما، الإنسان، والمكان، الإنسان ابن هذا الوطن سورية، والمكان هو قرية معلولا الجميلة، ومظاهر اشتغاله على النسق المفهوماتي والتكويني في أعمال هذا المعرض يمكن ملامستها وفق مستويين: تأليفي، وتكويني.
مستوى التأليف إن محمول ماتمّ عرضه من لوحات جدارية يوحي إلى غياب أيّ تصور مسبق، لأن لحظة الخلق الفني ذات الطابع المستمر هي من ينضِّد محمول اللوحة، ويموضعه على المساحة القماشية البيضاء، ولذلك يقترن (هنا) بـ (هناك) وكل شيء يصير مباحاً، والفكرة تتوالد في كل موضع إصبع تتم الإشارة إليه، لاشيء سوى نسق الثقافة الكائن على أكتاف الفنان، والذي يقوده كالثمل إلى يابسة العين إذاناً بانتهاء اللوحة، كي يبصم بصمته، وينقش اسمه.
مستوى التكوين التكوين جديد بشكل عام، ويختلف عن أيّ تكوين قدّمه شريف محرم، أو عما نفذه أي فنان غيره، إنه ذو خصوصية مميزة، ومتفردة، لايشبه أيّ تكوين في تاريخ الفن المحلي والعالمي، إنه البصمة الخاصة للفنان، هذا التفرد التمييزي ربما أتى بفعل تمرد الفنان على القوالب السائدة التي أمست مألوفة على المستوى الفني لدى الجميع.
التكوين الأفقي ناتج عن حبّ معلولا التي تحمل خلاصة ملامح البيئة السورية، وكأنه يرى بيوت قريته (عرب عزة) في شمال سورية تأخذ أماكنها في بنائية هيكل معلولا، التي باتت معروفة ومألوفة، وإذا عُدَّتْ معلولا رمزاً دالاً على القرى السورية، يمكن القول: إن شريف محرم يرى قريته ممتدة برحابة جمالية على الأرض السورية كلها، وفي معلولا يرى الإنسان الذي هو قطعة من هذه الأرض، وهذه الرؤية تجسيد فني لروح المواطنة التي يمتاز بها الفنان، والتي تعبر عن تقديس الأرض ومحبة الإنسان، إنها اتحاد الروح والأرض.
وما يميّز هذه البيوت ثلاثة أمور: الأول اتسامها بنوافذ مفتوحة على الشمس، وهذا الانفتاح له مقصد غائي عند الفنان شريف محرم، إنه فتح إحدى نوافذ داخله، ليقول لكل نوافذ زمنه: صباح اللون، ومساءاته، وليحكي قصة ما من داخل هذا البيت، لأن الرمل يخبئ أسراراً وأفراحاً وحكايات، لذلك نرى جدران البيوت مصبوغة بحناء الشمس المتوهج دائماً، والثاني الترابط عبر الخط اللوني الأبيض على المستويين الأفقي والعامودي، حيث عمل الفنان على إدخال تقنية اشتغال فني جديدة على بيوت معلولا، هي الخط اللوني الأبيض بدلالته الرمزية الذي يشمل مساحة اللوحة على المستويين الأفقي والعامودي، وهذه التقنية لم تفصل البيوت، وتحدد مساحة كل بيت قط، بل عملت على ربطها ربطاً متقناً، وهذا الترابط اللوني للبيوت يُستغل لحصر جماليات يمكن أن تهملها عين المتلقي، وهو ينجز هدفين: أولهما تحديد نقاط جمالية محددة، تختلف عن معالجة مقطع آخر، تلك النقاط أخذت جمالياتها الخاصة المميزة عن غيرها، أخذتها من خلال التلميح التشكيلي القائم على خصوصيته، وثانيهما التأكيد على الربط الروحي بين تلك البيوت، لتدل على انتمائها إلى فصيلة دم واحدة، إلى العائلة الواحدة المشدودة إلى بعضها بعض بأواصر الترابط الحميمي، والثالث الجبل الذي يحتضن معلولا بوداعة أم طيبة، وقد احتوى الإنسان، وهنا سعى الفنان لتأكيد أنسنة الجبل (جبل معلولا هو الإنسان) وكأنّ هذا الجبل يحكي روعة هذا الإنسان، وقصة أمومة ما، وتاريخاً محدداً.
وبمقابل هذا النوع من التشكيل الفني المحمّل بمقاصد محددة، عُرضت لوحات خلت نوافذها وأبوابها من الإنسان وترابطت مع بعضها بعض، والرابط اللوني يصبح أبيض مائلاً إلى الصّفار، وسبب تغييب الإنسان هو الرغبة الطافحة في عدم إقحام إنسان ليس هو من طين اللوحة، وهذا اتفاق مع أسرار المبدع على سلام، الإنسان هو الذي يفرض نفسه على اللوحة، وإذا غيّب، فهو غير مقبول من ذرات اللوحة، لأن المساحة شُكلت في أساسها على عدم استقبال الإنسان، لذلك نرى النوافذ والأبواب مقفلة، وإغلاقها هو انغلاق من داخل المبدع على أعماق البيت، للإيحاء إلى نسق من التأويلات عما يحيط بهذا الإنسان المغيب من عذابات، وطموحات متكسرة، وهنا يتم التساوق بين عمقين: عمق الفنان الداخلي، وعمق البيت الداخلي، وقيمة هذا التساوق جمالية، تؤكد ماصنعه الإنسان في هذه المساحة، وهو غائب عنها تشكيلياً.
وهناك لوحات تموضعت فيها بيوت قليلة، ربما تحضر نافذة هنا، وباب هناك، إنه طغيان مفردات خاصة من البيئة يريد أن يؤكد عليها، هذا التأكيد هو الذي يحتم الغياب الطاغي للبيوت، ليستعيد عنها بالمساحة الحرة التي تبرز مفردات البيئة، ومن مقاصد تغييب البيوت إبراز جماليات لون ما على حساب مجاوره، أو على حساب غياب مفردة أو إلغائها. هذا التغيب للبيوت لايعني التناقض مع الكم الهائل لبيوت أخرى في لوحة ما، لأن لكل لوحة عالمها الخاص، فقد يأخذ البيت الواحد، أو النافذة المساحة التي يمكن أن تعادل مساحة لوحة ما، كي تنتعش المساحات الأخرى، العبرة ليست في العدد المتموضع بل في المقصد، وفي نهاية المطاف إن هذا الأمر هو حلول تشكيلية.
وهناك بيوت كبرت مساحتها، وخلت من الرابط اللوني والسبب هو فكرة الموضوع، وطريقة معالجته، وقد تضمنت تشكيلاً لامرأة لها ملامحها التمييزية التي توحي إلى طريقة معالجته بشكل حر، يختلف عن معالجة لوحات أخرى، وجوهر الموضوع هو التعبير عن ولادة جديدة لفينوس ربة الجمال بشكلها الشرقي، وهذه الآلهة نراها، قد خلقت من طين قريته « خلق الإنسان من الطين » وليس من زبد البحر كما في الأسطورة اليونانية، لأن الخلق من زبد، يصير هباءً، وقد زيّنت هذه اللوحة بمقولات شعرية هي نتيجة لحظة تشكيل اللوحة فنياً، وهنا تمّ تجاور إبداعين (الإبداع الشعري الأدبي/ الإبداع الفني/ التشكيلي)، من أجل تجسيد فكرة الموضوع، وتأكيد فكرة أن الإبداع واحد في مجالات الحياة، إنها وحدة الأدب والفن.
وما يميز المظهر الاشتغالي في هذه اللوحات الجميلة هو اللعب الفني المتقن الذي يتميز به الفنان شريف محرم، فقد لعب على تنوع الاشتغالي الفني، حيث مزج في بعض اللوحات الغرافيك (فن الحفر) مع التصوير كي يخلق نوعاً من الدهشة البصرية في طريقة المعالجة، تتقصد الإثارة البصرية لدى المتلقي، وهذا الاشتغال خدم جماليات اللوحة، ولعب على وتر تشكيل الحجم، حيث كبرت البيوت وصغرت، هذا اللعب هو حل تشكيلي لإيجاد إيقاع بصري متوازن مع التكوين، وكأنه تشكيل إيقاعٍ بصري ذي نغم موسيقي، لابدَّ منه كي ترتاح العين، الحجم الكبير كالنغم القوي، والصوت الواسع الممتد زمنياً بخلاف البيت الصغير الذي يأخذ إيقاعاً صغيراً، وبهذا الاشتغال تمكّن الفنان من خلق التوازي بين المساحة التشكيلية للبيوت مع النغم اللوني، بمعنى آخر إن ثنائية التوازن بين المساحة البيتية، والتشكيل اللوني هو الذي أدى إلى خلق هذا الإيقاع الموسيقي المتدرج هارمونياً.
ولعب على وتر العزف اللوني، وهنا غيّب البيوت والإنسان في عدد محدود من اللوحات، ليستحوذ على مساحة التشكيل. اللون بقي حاملاً مدلولاً ما على البيت والإنسان وهذا أمر مقصود، قيمته تكمن في التوضع المكاني، لإبراز قيمة المساحات المجاورة فالتجاور اللوني إما أن يكون مكملاً في المعادلة اللونية، أو متضاداً معها، لإبراز اللون الذي يليه، وقد يتحول التماهي اللوني نحو الكاشف، أو العكس نحو الغامق، وهذه ضرورة يقتضيها استعمال اللون أكاديمياً، هذه التدرجات اللونية، تستحوذ على معظم المساحة في بعض اللوحات، وهذا حل تشكيلي، حيث يتم فيه العزف الموسيقي المتدرج لونياً من خلال اللون الواحد أو بتدرجاته، ليصل في الأخير إلى الهارموني الواحد، فتتماسك مكونات اللوحة، ويخلق الجو المناسب الحامل لجمالياته الخاصة، لأنه لايكرر طريقة تنفيذ اللوحة الواحدة في بقية اللوحات، فلكل لوحة خصوصيتها، وعالمها، وطريقة معالجتها على المستوى التشكيلي والجمالي.
ومهارة التنغيم الموسيقي على مساحة اللوحة جليّة، إذ توجد موسيقى بصرية، تسمعها العين، وتحسها، والقلب يخفق لها، إنها حوارية مستمرة بين الفنان شريف محرم واللون، وكأنه يحس بقوة ما في اللون، تشده إلى فضاء اللوحة، ليسكن في أعماقها، حتى يكاد أن يسمع صوت اللون وهمساته، إنها أنسنة اللون، ولعل هذا الاشتغال على المنظومة اللونية هو الذي يخلق عنده إشكالية تحدد بناء اللوحة، وتميّزه، أو ربما هو شطحة جنون، قد تودي بالتفكير الضيق للإنسان لذلك نرى اللون ينصاع لريشته، والريشة تنصاع للون، هذه المعادلة سعت لتوليد سلم موسيقي خاص، فاللون سلم موسيقي لوني، ولذلك نرى مقامات لونية تشبه المقامات المتوالدة في الموسيقى، النغم اللوني يتوالد من المساحة المشكلة لونياً، وهذا مايفسر لجوء الفنان إلى استعمال مساحات لونية في بعض اللوحات، ليحقق مقاصد لونية، أو تشكيلات إنسانية لها خصوصيتها اللونية والجمالية.
وفي اشتغاله على التنغيم اللوني رغب في خلق إضاءات صافية، لتصل إلى العين أسرع من الألوان الأخرى، وهنا تصير الألوان أكثر صفاءً، وكأنها تخبئ بداخلها خلاصة ضوء الشمس الذي أظهرته على مساحة اللوحة، ودلالة هذا الضوء الساقط توحي إلى صفاء الإنسان الكامن داخل هذه البيوت التي لم تُظهر أيّ إنسان على مساحتها اللونية، أو التشكيلية، ماعدا وجود إنسان أخذ قيمة مساحية لونية نابعة من هذه البيوت، وكأنّ هذا الإنسان هو أم الفنان التي أعطته قطعة من الشمس (وشاحها)، ولذلك انطبع اللون البرتقالي لون الشمس في ذاكرته منذ الطفولة، وصبغ حليب الشمس.
فالضوء المخبوء في ذرات اللون المتموضع على اللوحة ربما يعود إلى الطفل الحافي شريف محرم في قريته حين كوى احتراق التراب قدميه الحافيتين، فالألوان: الأصفر، والبرتقالي والأحمر، كلون الشمس، وحرارتها، حتى المساحات السوداء في بعض اللوحات تمّ تنصيعها كوجه التراب الذي هو في أصله تقديس له، هذه الإنسانية مرتبطة بجذور الأرض، وحب الإنسان.
ولذلك يمكن القول إن تلك اللوحات الجدارية تمتاز على رغم من تنوعها الاشتغالي بوحدة الأسلوب، لوجود قاسم مشترك بينها، إنه هذا الإنسان الذي يعبر عن وحدة الدم التي تربط العائلة الواحدة، لأن هذا الفنان يرى الإنسان بعين جميلة، تعشق الإنسان، وتقدس المكان، إنها لوحات متكاملة تعبر عن التكامل الكائن بين الإنسان والمكان في العالم. وهذا التعبير في أصله ذو قيمة عالية، تكمن في تجسيد مبدأ التكامل الجمالي في الفكر، والإبداع، والفن.
وإن الفنان شريف محرم بريء بحضارته التي صانها، وهي حضارة سامية، وليست همجية، ولا تحمل فكراً نازياً، بل تحمل الفكر النبيل، فهو يعرف حق المعرفة بأن موسى ماتاه في صحراء نيفادا، بل في صحراء سيناء التي هي له، والمسيح ماولد في نيويورك، بل في مغارة في بيت لحم، تشبه مغارة من مغارات جبل معلولا، وكل هذه المغارات المتموضعة في جبل معلولا، هي مغاراته، ويعرف أن الرسول لم يأت بشهادته من الكلية الملكية البريطانية بل من بلاغة الصحراء العربية التي ينتمي إليها، إنه مزيج لكل هذه المعتقدات، مما يجعل قامته، وقامات بيوته الطينية في معلولا أعلى من ناطحات السحابات التي صارت مرتعاً للعناكب بربطات عنق، ولأحفاد تشرشل، وكلمنصو، وكل هذا يخلق في بؤرة روحه امتداداً عظيماً كصحراء الأفق، ليظل شامخاً مثل سلسلة جبل القلمون الذي يحتضن جبل معلولا، الذي كان، وما يزال يحكي روعة هذا الإنسان، وهذا الوطن.
فهذا المعرض حكى قصة الحس الوطني والانساني الذي يتميز به المواطن السوري والذي امتاز به الفنان المرحوم شريف محرم
يذكر أن الفنان "شريف محرم" ولد في 19/6/1954م في قرية "عرب عزة" في الشمال السوري على ضفاف نهر "الساجور "، ويعيش في"حلب" منذ فترة طويلة مع ابنه الوحيد"نور"
توفي رحمه الله، يوم الثلاثاء 6/1/2008
**************************
*دار كلمات للفنون والآداب، دأبت بفضل جهود مديرها (عدنان الأحمد) منذ تأسيسها عام 2003 على إصدار بعض الكتب القيّمة، وإقامة الحفلات الموسيقية، وعرض أفلام المخرج السوري ريمون بطرس، وعلى تقديم معارض فنية امتازت بخصوصية إبداعية عالمية المستوى مقرونة بنشاطات إبداعية متنوعة، ومن تلك المعارض:
معرض الفنان العراقي (ضياء العزاوي) المقيم في انكلترا، وقد عرضت أعماله في قاعة العرش بقلعة حلب، ورافق المعرض، معرض كتب عن فن الواسطي، وكتب مخطوطات قرآنية، ومحاضرة عن فن الواسطي، ألقاها الفنان ضياء العزاوي. ومعرض للفنان السوري (أسعد عرابي) المقيم في باريس، ورافق المعرض محاضرة عنوانها (البعد الصوفي في اللون) ألقاها الفنان أسعد عرابي.
ومعرض للفنانة السورية (سارة شما) الحائزة على المرتبة الرابعة في العالم، عن فن البورترية.
ومعرض للفنان (محمود الساجر) بعنوان تحية لفواز الساجر، مؤسس المسرح التجريبي في سورية، ورافق افتتاح المعرض تمثيل حركي صامت للمسرحيات التي أخرجها فواز الساجر.
ومعرض مشترك للشاعر (أدونيس) ولـ علي مقوص، ورافق المعرض ندوة أدبية، وحفل توقيع أدونيس لديوانه (لم أقل مرة أحنّ إلى شاطئ) وقد استلهم الفنان علي مقوص أعماله من قصائد هذا الديوان.
ومعرض للفنان السوري (سعد يكن) ورافق المعرض حفل توقيع كتاب صدر عن دار الكلمات بعنوان (نساء وطوفان) بريشة الفنان سعد يكن.
وفي ختام هذه المقالة؛ كما في بدايتها، نترحم على الفنان شريف محرم، ونشكر الدكتور مرشد أحمد على هذه المقالة آملين اللقاء معه ومع مقالاته في القريب. نوح
المرحوم شريف محرم وابنه نور
وهذه الصورة للفنان الشاب مجد كردية مع المرحوم شريف محرم.