ونبدأ سلسلتنا “شكراً حدائق حلب” بمقالة للدكتور جمال طحان عن السبيل، يليه بعض من أهم حدائق حلب، إن على صعيد المدينة أم على صعيد الأحياء. نأمل تواصلكم معنا بذكرياتكم أو ببعض من صوركم عن هذه الحدائق. ولكم تحياتنا.


بقلم  وتصوير: د.محمد جمال طحان

"السبيل" رئة حلب الثانية 

"السبيل" ثاني أكبر حديقة قديمة في مدينة "حلب"، يرودها الزوّار من الصباح الباكر لممارسة الرياضة، والترويح عن النفس، واستنشاق الهواء الصحي.

بدأت البلدية بتعميرها سنة /1314 هجري – 1895 ميلادي/ في باحة "السقاية القديمة" المعروفة باسم "سبيل الدراويش" و كان القسم الأعظم من مساحته جاريا في تصرف" جرجي بن سمعان خياط " فتبرع بما هو متصرف به من هذه المساحة.

وفي سنة /1315/ تم الاحتفال بافتتاحها و ذلك في عهد"رائف باشا "، السبيل الذي كان يملأ بماء المطر بني فيه مجمع الماء و شيد على طرفه سياج على ضفة القطع الناقص، و أحكم سده و فتح اتجاه هذه العمارة بستان مساحته /28385 /ذراعا و بني تجاه باب مجمع الماء القديم بئر، ووضع عليه دولاب لاستخراج الماء ارتفاعه/ 22/ ذراعا و هو يدور بقوة الهواء.

ووضع هذا الدولاب على قاعدة شيدت من حجارة النحيت ارتفاعها/6/أذرع و فتح في أواسط هذا البستان حوض يبلغ محيطه/310/ ذراعاً و عمقه ذراع و نصف، و للدولاب المذكور حاصل كبير مركّز تحت قناته يبلغ قطره نحو/ 3 /أذراع و كان بستان السبيل مليئا بأشجار الزيزفون، وقد صرفت البلدية على بقية شؤونه زهاء عشرة آلاف ذهب عثماني فبنت مقهى جميلا و مطعما تقام فيه الأماسي الغنائية، وبنت بركا و مقاعد للجلوس واجتلبت بعض الحيوانات لمتعة المتفرجين كالطواوييس و النسانيس و الغزلان.


و قبل ظهر يوم الإثنين /24 /شباط /1947/ أفتتح الأمير "مصطفى الشهابي"محافظ "حلب"، حديقة السبيل الجديدة التي ضمت الحديقة القديمة فأصبحت الحديقتان واسعتي الأرجاء و منسقتين تنسيقا جميلا و تبلغ مساحتها /27/ دونماً.

للحديقة ثلاثة أبواب وتفتتح أبوابها لاستقبال الزوار من الساعة السادسة صباحاً وتغلقه عند الساعة الثانية عشرة ليلاً في فصل الصيف، أما في فصل الشتاء فتفتتح أبوابها عند الساعة السادسة صباحاً وتغلقه عند الساعة العاشرة ليلاً.

وفي إطار الاحتفال بـ"حلب" عاصمة الثقافة الإسلامية افتتح محافظ حلب عام /2006/ النافورة المائية الموسيقية في الحديقة بكلفة أربع ملايين ليرة سورية، وهي المشروع الثاني بعد نافورة الحديقة العامة. ضمن سلسلة من المشاريع لتأهيل وتطوير مدينة "حلب". وتتضمن هذه النافورة نظامين حاسوبيين لعزف الألحان المسبقة أو الألحان الفورية التي يتم تأليفها مباشرة، ليتم ترجمتها إلى نفخات موسيقية تؤثر في المضخات والصمامات المائية.