شمس الشموس ومطربة الأجيال صبــــاح
- أبريل 4, 2015
- 0
نرحب اليوم بالإعلامي أديب مخزوم عبر مقالته عن الفنانة صباح، لمحة غنية عن حياة الشحرورة صباح، بكل محبة واحترافية الصحفي. على أن نلتقي به في حواره مع الصبوحة في صفحة خاصة بهذا الحوار الشيّق.
أصدقاءنا في عالم نوح، نرحب اليوم بالإعلامي أديب مخزوم عبر مقالته عن الفنانة صباح، نرحب به صديق الموقع، وإعلاميا مميّزا، وفنانا وناقدا تشكيليا وكاتبا، ولا ننسى كتابه "تيارات الحداثة في التشكيل السوري" والذي هو من أهم الدراسات و ما قدم عن الفنانين التشكيليين السورين.
إذن هنا يقدم لنا الإعلامي أديب مخزوم لمحة غنية عن حياة الشحرورة صباح، بكل محبة واحترافية الصحفي. و نلتقي به في حواره مع الصبوحة
أصدقائي أترككم الآن مع الإعلامي أديب مخزوم و سيرة حياة الصبوحة
نوح حمامي ـ عالم نوح
لم تفقد الفنانة الكبيرة الراحلة الأسطورة صباح، حتى في العقد الأخير من حياتها، الرغبة في العودة إلى الغناء، وإحياء الحفلات وتلبية الدعوات التلفزيونية والاجتماعية، وتصوير الأغنيات الجديدة، فصباح كانت دائماً تبحث عن الإشراقة الفنية لتجدد من خلالها حياتها في الأجيال، ربما لأنها آمنت منذ البداية أن الفن هو العنصر الوحيد والضمانة الفعلية التي تؤكد استمراريتها، وهو البصمة التي تكرس هويتها وعشقها للتراث الفولكلوري اللبناني الذي أحبته منذ طفولتها وحداثتها.
وشهرة صباح لا تكمن فقط بكونها مطربة قدّمت أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، وصاحبة موال ريفي لا ينافسها فيه أحد، إنما تكمن شهرتها أيضاً بكونها فنانة استعراضية سينمائية ومسرحية لها شأن كبير، حيث لعبت دور البطولة بأكثر من 85 فيلماً، إلى جانب قيامها ببطولة العديد من المسرحيات الغنائية الاستعراضية حوالي عشرين مسرحية.
وإذا كان الجيل يقاس بعشرين عاماً فهذا يعني أن صباح عاصرت أكثر من ثلاثة أجيال، على اعتبار أنها بدأت التمثيل في منتصف الأربعينات عبر فيلم "القلب له واحد" أما بالنسبة للملحنين الذين تعاملت معهم، فيمكن القول أنها تعاونت مع جميع الملحنين الكبار، وقبل أن تمثل وتغني في السينما كانت قد غنت لأول مرة على المسرح في المدرسة اليسوعية في بيروت، وكانت في التاسعة من عمرها، ثم حملت في عام 1943 لقب الشحرورة، قبل أن تعطيها آسيا داغر الممثلة والمنتجة فرصة المشاركة في أول أفلامها الذي مثلته مع أنور وجدي. ثم تتالت ألقابها وكان أهمها لقب، شمس الشموس والأسطورة وست الكل وملكة الأناقة ) واللقب الأخير حازت عليه في أوائل السبعينات، بعد أن شاركت في مسابقة مع 150 ممثلة عربية وأجنبية، أقيمت في مدينة "كان" الفرنسية وكانت ترتدي فستاناً من تصميم وليم خوري. ولقد حافظت شمس الأغنية اللبنانية والعربية صباح طوال مسيرتها الفنية، على إشراقتها واطلالتها وأناقتها، التي لم تكن تعرف التراجع أو الانكسار، حيث ظلت محافظة على اشراقتها وأناقتها المعهودة، وبقيت قادرة على خطف الأضواء أينما حلت وأينما حضرت، وبالتالي كانت الأكثر قدرة على إثارة التساؤلات بحضورها اللافت كمطربة وكممثلة سينمائية ومسرحية، وكفنانة استعراضية لها مكانتها المرموقة، وكنجمة ساطعة في عالم الأزياء والموضة والأناقة الأسطورية. فصباح إن لم تكن الأهم بين مطربات القرن الماضي، فهي بلا شك كانت الأكثر قدرة على تمثيل الأفلام الغنائية والمسرحيات الاستعراضية، وكانت الأكثر حضوراً في المقابلات التلفزيونية والصحافية والإذاعية، وهي قبل كل هذا أو ذاك، نجمة أغلفة من الطراز النادر، إذ لم يسبق أن ظلت نجمة عربية تتصدر صورها أغلفة المجلات الفنية وغير الفنية طول أكثر من ستين عاماً، وبدون انقطاع، وفي هذا الصدد يمكن الإشارة إلى أن مجلة الموعد اللبنانية نشرت لها وحدها أكثر من ثمانين غلافاً، ولقد تصدرت صورتها غلاف عددها الأول الصادر في 1/1/1953. هذا يعني أن المجلات العربية قد خصصت لها على امتداد عدة عقود مضت مئات وربما آلاف الأغلفة، ولا نظن أن هناك فنانة عربية تنافسها في هذا المجال، ولقد تجاوزت شهرتها إطار الغناء والتمثيل والاستعراض والأناقة المفرطة والشياكة الدائمة، وأصبحت حديث الصحافة والناس في حياتها الخاصة، حيث تساوت أخبارها الخاصة مع أخبارها الفنية، وبذلك امتلكت القدرة على إثارة قدر وافر من السجالات في الأوساط الاجتماعية والصالونات النسائية والرجالية على حد سواء.
صباح و وليَم خوري
صباح أصبحت مع الأيام مدرسة في الغناء الفولكلوري اللبناني، ومدرسة في الأغنية الاستعراضية التي كرست إطلالتها المشرقة والمضيئة في أفلامها ومسرحياتها الكثيرة، ووضعتها في دائرة الشهرة الجماهيرية الواسعة كفنانة عظيمة لها أسلوبها الخاص في الغناء والدلع والدلال، ولها قبل ذلك قدرة استثنائية على الاحتفاظ بابتسامة مشرقة أصبحت السمة الأساسية لكل إطلالاتها، حيث أخفت من خلالها على عكس الكثيرات من الفنانات الأصغر منها سناً، انكسارها في سنواتها الأخيرة.
كل ذلك كان يؤكد حضورها المتجدد وولعها الشديد بالحياة، التي واجهت مصاعبها بإرادة نادرة وفريدة جعلتها بحق ظاهرة قادرة دائماً على إثارة الجدل حول أسلوب حياتها ، فالناس منقسمون حولها، البعض كان يرفض دلعها المتواصل ويعتبره مصطنعاً، والبعض الآخر كان يعتبرها صادقة مع نفسها وعفوية ورائعة في حياتها وتمتلك قدرة دائمة على نشر أجواء الفرح والمرح والسعادة في العيون والقلوب، بصراحتها التي تشكل قاسماً مشتركاً لكل إطلالاتها التلفزيونية والإذاعية والصحافية . الشحرورة ، شمس الشموس، الأسطورة، الصبوحة، ست الكل، الملكة المتوجة والمرفوعة على عرش الأناقة، وألقاب أخرى حملتها صباح وجعلتها الأكثر قدرة على احتواء الألقاب الكبيرة التي لم تحملها أية فنانة من فنانات القرن المنصرم، ولا شك بأن هذه الألقاب أحاطتها بهالة من الشهرة، فكانت بحق أسطورة حقيقية برزت على مسرح الحياة مثلما تكرست على المسارح والشاشات السينمائية والتلفزيونية.
فصباح شكلت الموال الريفي والفرح الدائم الذي تتحدى معه الزمن، رغم كل المآسي والويلات والكوارث الكبرى، إنها أسطورة الفن القادم من عمق الأزمنة والمنسحب على كل الأزمنة والممتد إلى كل الأمكنة، كانت ولا تزال وستبقى رمزاً للتواصل مع الناس والإعلام المرئي والمسموع والمكتوب حتى الرمق الأخير. لقد أطلت صباح على عالم الفن، تماماً، كما يطل هواء بلدتها " وادي شحرور" على الخضرة الدائمة، أطلت لتبقى الرمز، رمز التشبث بالأرض والتراث والفولكلور، والانفتاح على المرح والفرح والسعادة الدائمة، إنها الأسطورة والخرافة واللغز وديوان أغاني الفرح المنفتح على إيقاعات موسيقى الأصالة والحداثة وروح العصر.
أرادت أن تقيم علاقة بين الفن القادم من الأرياف والفن المدني، بين وادي شحرور بين بيروت وباريس ولندن ولوس انجلوس وغيرها من مدن الفن الكبرى، بين وادي شحرور والعالم أجمع، لذا جعلت من التراث الريفي والقروي مصدر روحها وفنها، لم يكن كبار الملحنين الذين غنت لهم أساتذتها فحسب، بل تتلمذت أيضاً على العتابا والميجانا وأبو الزلف، هذه الايقاعات المغروسة في وجدانها منذ الطفولة، إنسيابات الموال الريفي، حيويته المتجاوبة مع حركة ايقاعات الطبيعة الجبلية المشرعة على الأفق والمدى والهواء الطلق. أرادت أن تكون أمينة لنبض الفولكلور اللبناني، فمزجت بين إيقاعات الموال الريفي، وبين إيقاعات موسيقى العصر. هكذا تجلت الانسيابات الصوتية والايقاعات الموسيقية في أغنياتها بتحقيق معادلة الحداثة والأصالة والوصول إلى ما يمكن تسميته بالفن الشعبي المتجدد، الذي كان لصباح الدور المميز فيه على امتداد مسيرتها الفنية الطويلة عبر تمسكها الدائم بدورها الطليعي المنفتح على كافة الألوان والايقاعات اللحنية، التي صاغها لها كبار الملحنين العرب في هذا العصر، ابتداءاً بشيخ الملحنين زكريا أحمد وانتهاءً بكبار ملحني الجيل الجديد مروراً بمحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش والسنباطي والموجي والطويل وبليغ حمدي ومحمد سلطان وغيرهم الكثير .
الفنانة صباح والاعلامي أديب مخزوم وحديث الذكريات
ولقد كرمت مرتين في مصر في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثامنة والعشرين 2004، وفي مهرجان الاسكندرية الثاني لأغنية حوض البحر المتوسط . وكرمت في مهرجان الأغنية بالمغرب ، وسبق أن كرمت من قبل العديد من الرؤساء والملوك والقادة العرب . كما كرمتها لجنة تخليد عمالقة الشرق، وذلك في قصر اليونيسكو خلال عام 2000 وأقيمت لها عدة حفلات تكريمية في لبنان وخارجه، ومنحها رئيس جمهورية السنغال وساماً عندما أقامت حفلاً في العاصمة داكار، كما كرمت عدة مرات في أمريكا نظراً لمساهماتها الفنية وخدماتها الإنسانية. وهي حائزة على مجموعة مفاتيح لمدن عربية وأوروبية وأمريكية، وكرمت في مهرجان دمشق السينمائي وأطلقت إحدى الشركات دمية باربية على هيئة صباح المتميزة بمكياجها اللافت وبتسريحة شعرها الطويل المائل نحو اللون الأشقر الذهبي، كما تم تكريمها في متحف المشاهير في لبنان، وذلك بتدشين قاعة باسمها يتصدرها تمثال شمعي يشبه صباح إلى درجة يصعب معها التمييز بينهما عند النظرة الأولى.
عودة إلى بداياتها الأولى
ولدت صباح واسمها الحقيقي جانيت جورج فغالي في وادي شحرور في لبنان في العاشر من تشرين الثاني عام 1927 ولعبت دور الأميرة في مسرحية مدرسية قدمتها المدرسة اليسوعية في الأشرفية، وكانت تغني الميجانا والعتابا وأبو الزلف، إلى جانب الموشحات اللبنانية التراثية. ويشير البعض إلى أن لمياء فغالي شقيقتها الكبرى، كانت تشارك في مسرحية عنوانها (سر المنتحرة ) على مسرح " التياترو الكبير " في بيروت. وعلى الرغم من أن جانيت فغالي، التي لقبت في البداية باسم الشحرورة، لم تكن معروفة، حين جاءت لتشاهد المسرحية، إلا أنها استطاعت عندما دخلت الصالة، أن تلفت إليها الأنظار، وبما في ذلك أنظار الممثلين الذين كانوا يؤدون أدوارهم على المسرحح. وكانت جانيت أو صباح تنتمي في تلك الفترة إلى فرقة بيروت للهواة ، مما دفع بالشاعر محمد علي فتوح للصعود إلى المسرح ، حيث قال : أنه أعد مفاجأة سارة وهي عبارة عن مجموعة أغنيات شعبية من نظم شحرور الوادي ستؤديها الآنسة جانيت فغالي . هكذا صعدت الفتاة الصغيرة إلى المسرح وبدأت تغني ميجانا وعتابا وألواناً شعبية لبنانية أخرى، وحين اكتشف الجمهور جمال صوتها ونفسها الطويل، أخذ يصفق لها بإعجاب وبحماس شديد . وفي اليوم التالي لحفلتها في " التياترو الكبير " صعدت إلى مسرح " كازينو بطرس " في شارع الدورة ببيروت، واستمرت في تقديم المواويل والعتابا والميجانا، حيث لاقت أغنياتها إعجاباً شديداً من الحاضرين، مما جعل صاحب الكازينو يملأ مائدتها التي جلست عليها بعد انتهاء وصلتها الغنائية، بكل أنواع الفواكه والحلويات، وجاءت هذه اللفتة كتحية إعجاب ومحبة منه إلى الصغيرة جانيت. كما أنه طلب من والدها جورج الذي كان حاضراً مع والدتها منيرة، أن يتعاقد مع ابنته لإقامة عدة حفلات في الكازينو، لكنه اعتذر منه قائلاً أنه سيسافر في اليوم التالي مع ابنته إلى مصر للقيام ببطولة فيلمها الأول ( القلب له واحد ) والذي دارت أحداثه حول ابنة تعاني من ضعف شخصية والدها أمام زوجته الصغيرة الجميلة ، وهو رجل متقدم في السن، فالزوجة تعاملها بقسوة، وتزيد قسوتها عندما تعلم بقصة الحب التي تعيشها الفتاة، فالإبنة تضطر لترك المنزل الذي كانت تقيم فيه مع والدها، وتذهب إلى حبيبها، الذي يعيدها إلى أسرتها، حتى يبدأ معها حياة سعيدة، من خلال موافقة الأب على الحب والزواج، وتأتي النهاية العاطفية السعيدة، وهي سمة فترة السينما الذهبية في الأربعينات والخمسينات.
ورغم أن بعض كبار الملحنين قد نظروا إلى صوتها بتحفظ في البداية بسبب نزعتهم الفنية الكلاسيكية المتعارضة مع نزعتها الشبابية المشحونة بالفرح والمرح، فإن هؤلاء أنفسهم قد تسابقوا إلى التلحين لها، حيث لم يبق ملحن كبير في مصر أو خارجها إلا ولحن لها في مراحل لاحقة، وهكذا غنت لكل الملحنين الكبار من أمثال : محمد عبد الوهاب ورياض السنباطي وزكريا أحمد ومحمد القصبجي وفريد الأطرش ومحمد فوزي ومحمد الموجي وكمال الطويل وبليغ حمدي ومحمد سلطان والأخوين رحباني وزكي ناصيف وفيلمون وهبي وايلي شويري واحسان المنذر وفريد غصن ومنير مراد وعلي اسماعيل والياس الرحباني وعصام رجي وعفيف رضوان ومحمود الشريف ومطر محمد وملحم بركات ومنير مراد ونور الملاح ووليد غلمية ومحمد محسن وسهيل عرفة وغيرهم.
أفلامها ومسرحياتها من بين الأفلام التي مثلتها صباح نذكر: القلب له واحد ، أول الشهر ، هذا جناه أبي ، أول نظرة ، الليل لنا ، بلبل أفندي ، لحن حبي ، ازاي أنساك ، المليونيرة ، سيبوني أغني ، الرجل الثاني ، 3 رجال وامرأة ، شارع الحب ، الآنسة ماما ، نار الشوق ، الأيدي الناعمة ، توبة ، المخطوف ، زوج مراتي ، طريق الدموع ، قلبي وسيفي ، الحب في خطر ، ليلة بكى فيها القمر ، الحب بالدولار ، أيدك عن مراتي ، حبيب حياتي ، معبد الحب ، نهاية حب ، المصباح السحري ، خطف مراتي ، موال ، باريس والحب ، أفراح الشباب ، أختي ستيته ، إغراء ، أنا ستوته ، بيروت صفر 11، ثورة المدينة ، ثلاث نساء ، الجريمة والعقاب ، دموع في الليل ، الرباط المقدس ، رحلة السعادة ، سلم عالحبايب ، سر أبي ، شمعة تحترق ، قلبي بيهواك ، القاهرة في الليل ، كرم الهوى ، شارع الضباب ، صباح الخير، صحيفة السوابق ، الصبا والجمال ، طريق الدموع ، ظلموني الحبايب ، العتبة الخضراء ، عصابة النساء ، الغيرة ، كانت أيام ، لبناني في الجامعة ، الليلالي الحلوة ، لبنان في الليل ، الليل لنا ، ليالي الشرق ، منتهى الفرح ، حبيبة الكل ، مهرجان الحب ، فاتنة الجماهير ، عقد اللولو ، فندق الأحلام ، بنت الشرق ، اكسبريس الحب ، عدو المرأة ، كلام في الحب ، أهلاً بالحب ، المتمردة ، نهاية حب ، هذا الرجل أحبه ، أنت عمري ، غيتار الحب وغيرها.
ولقد شاركها هذه الأفلام كبار نجوم الغناء والسينما أمثال: فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ومحمد فوزي ووديع الصافي وفهد بلان وطروب وسامية جمال وأنور وجدي وزكي رستم ورشدي أباظة وفريد شوقي وعبد السلام النابلسي وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار واسماعيل ياسين وعماد حمدي ومحمود المليجي ومحمد سلمان وعمر خورشيد وعادل إمام وحسين فهمي ووحيد جلال ودريد لحام ونهاد قلعي وغيرهم.
وقامت صباح ببطولة العديد من المسرحيات الغنائية الاستعراضية من ضمنها: ( موسم العز ، دواليب الهوا ، أرضنا إلى الأبد ، تضلوا بخير ، الفنون جنون ، فينيقيا ، شهر العسل ، حلوة كتير ،الشلال ، الليالي اللبنانية ، القلعة ، المهرجان ، الوهم ، مين جوز مين ، وادي شمسين ، نوسى نوسى ست الكل ، الأسطورة ، كنز الأسطورة ، وغيرها ) مع الإشارة إلى أن عرض بعض هذه المسرحيات ( الأسطورة مثلاً ) قد استمر لأكثر من سنة ، وبدون إنقطاع ، لم تسترح صباح خلالها ، ولم تعرف الراحة، إلا بعد أن كانت تسمع وترى تصفيق الجمهور، وكلمات التهنئة والاعجاب وباقات الزهور التي كانت تتناثر على أرض المسرح ، وبذلك كانت تحيي المسرح الغنائي، لما تتضمنه أعمالها من فقرات من الطرب الأصيل والدبكة اللبنانية، فتعيد إلى أذهان الجمهور نوعاً من أجواء المسرح الغنائي الذي افتقده لبنان خلال سنوات، كما أن استعراض " هالو كايرو "استمر عرضه في القاهرة لمدة سنتين وبدون انقطاع أيضاً، وإلى جانب إطلالاتها على المسارح اللبنانية أطلت صباح مع فرقتها الاستعراضية على المسارح العالمية في لوس انجلوس وسان فرانسيسكو ونيويورك وديترويت وهيوستون وشيكاغو، كما غنت في سيدني وملبورن عدة مرات وكان الجمهور لا يملأ مقاعد الصالة فحسب، وإنما كان يملأ الفسحات المحيطة بها أيضاً، مما كان يثير الدهشة والإعجاب. وحين حصلت على الجنسية الأمريكية أقام حاكم لوس انجلوس حفلة تكريمية دعيت إليها شخصيات من مجلس الشيوخ والكونغرس ونجوم الفن والمجتمع . وكانت صباح ترصد ريع العديد من حفلاتها وعروضها المسرحية للجمعيات الخيرية، هذا إلى جانب تمسكها بالتزاماتها العائلية التي كلفتها ثروة طائلة مع التنويه إلى أن مقاعد المسرح كانت تزدحم ليلياً بالمتفرجين من الوزراء والسفراء والنجوم الذين كانوا أول المصفقين والمهنئين لها ، كل ذلك كان يؤكد على أنها تتربع على عرش المسرح الغنائي الاستعراضي اللبناني .