صخب في اختلاجات مكررة 25-12-2011 جـ1
- ديسمبر 26, 2011
- 0
اعتمدوا فيها على الجسد والنغمة وبقليل من الكلمات التي أضفت صراحاً فكرياً داخل كل متلقي.
في الآرت ريفر 2 يوم الأحد 25-12-2011
صخب واختلاجات مكررة
قدّم مقهى "الآرت ريفير" الثقافي عرضاً مسرحياً لفرقة صخب المسرحية وذلك في تمام الساعة الثامنة والنصف من يوم الأحد 25/12/2012، تناول العرض كما عودتنا "صخب" قسوة الإنسان وبعضاً من الإنسانية التي قد تكون مجرّدة منا أحياناً وقد نفتقدها في كثير من الأحيان وذلك بحالة جمالية اعتمدوا فيها على الجسد والنغمة وبقليل من الكلمات التي أضفت صراعاً فكرياً داخل كل متلقي.
للوقوف والحديث عن العرض التقى عالم نوح بمدير فرقة صخب المخرج هادي فاضل فكان معه هذا الحوار:
اتخذت صخب من القسوة طابعاً بارزاً لها، والجمهور بحاجة إلى هذه الجرعة، ولكن ألا يمكن أن تكون هنالك آثار نفسية سلبية على الممثل الذي يعمل في هذا النوع من المسرح لفترة طويلة؟
بعيداً عن الأثر الذي يمكن أن يتركه ذلك على الممثلين فقد أردت أن تصل هذه الحالة إلى الجمهور، ولن أقول أن الممثلين نتيجة القسوة أصبحت لديهم مناعة تجاهه، لكني أقول أنّ المهم هو أنتم الحضور، أن تصلكم الحالة بطريقة صحيحة، ومن ثمّ فإنّ فترة البروفات لدينا لم تتجاوز الشهر الواحد.
والممثل في البداية يجب أن يشعر بجسده وبحركاته كاملة وبالتالي فهو يبدأ بقسوة ولكن هذه القسوة سرعان ما تنتقل إلى فكر وحالة فكرية، ويصبح الموضوع أنه يقدّم لك حالة فكرية بعيداً عن الحالة النفسية.
لاحظنا تبايناً في نهاية العرض بين كلمات الأغنية "يا دامي العينين إن الليل زائل" وبين أداء الممثلين كونهم كانوا يصبغون أنفسهم بطلاء أسود، ماذا أردت أن تقول في هذا التناقض؟
صحيح، إذ لدي مستويان في العرض هما المستوى الذكوري والمستوى الأنثوي، ولن أتحدث عن تصرفات الذكور كونهم كانوا يدهون أنفسهم بطلاء أسود ولكن ما أركز عليه هو هذه الأنثى التي كانت تلملم الورد المبعثر على الأرض، وكل منا يتلقاه حسب تركيزه.
شارك في كاتبة النص ثلاثة كتاب بأنماط مختلفة، ألم يكن لدى هادي فاضل تخوّف من تغلب أحد الأساليب على الآخر مما يمكن أن يؤثّر سلباً على العرض ككل؟
بالتأكيد لا لأن الفكرة واحدة وكافة الأفكار المقدّمة باختلاف أساليبها كانت تصب لصالح العمل والفكرة العامة له، وأرى أن النصوص كافة قد خدمت العرض ولا أعتقد أنه كان هنالك هذا التأثير الذي يمكن الحديث عنه، ففي المسرح المابعد الحداثي أعتمد كثيراً إلى جمع عناصر قد تكون متباعدة كثيراً لخلق جمالية معيّنة أريدها.
هل جمالية العرض بصرياً من الممكن أن تبرر للمخرج تمويه الفكرة بحيث يقتصر وصلوها على أشخاص دون آخرين؟
إنّ أقلّ شيء ممكن أن نقدّمه هي "الحالة الجمالية" لأنها مطلوبة لنا وللإنسان بالجمل، فالمترفّع بمستواه الثقافي من الممكن أن يفهم شيئاً وفي الوقت نفسه من الممكن أن يفهم شخص آخر أشياء كثيرة في آن واحد وهنا التأويل يلعب دوراً كبيراً فيما قدمناه، ولكن رغم كل ذلك فأقل ما يمكن أن نقدّمه ويتفق عليه الغالب كما قلت هو الحالة الجمالية العامة للعرض.
ولو أنّ هذا المسرح تم عرضه خلال أسابيع أو أشهر فإن جمهورنا سيتعوّد على هذا النمط من المسرح بالتأكيد، أي على النهاية المفتوحة والصورة التي تحتمل أكثر من تأويل، فلو تعوّد مشاهدنا على ذلك فإنك سترى بعد فترة أنه يتعالج من حالات نفسية معيّنة، لأن الذي أوجد هذه المدرسة "مسرح القسوة" "أنتونين أنتو" أعتبر فعلاً أن مشاهد هذا العرض وكأنه يحضر جلسة علاج نفسية، وهنا أذكر أن أحد الكتاب الحلبيين منذ فترة اعترض في عرض للأستاذ أحمد فاضل الذي كان تحت اسم "على هامش الوقت" وقال أنه لم يشعر بشيء في العرض، وأقول يمكن أن يكون معه حق لأننا لم نتعوّد على هذا النمط ولو أن هذا النوع من المسرح تم عرضه كل فترة فإننا بالتأكيد سنلاحظ أنّ اللاوعي لدى الجمهور سيتحسّن وسيتقبل هذه العروض وديناميكياً سيقوم بتأويلها والبحث وراءها، وبالفعل نحن نرى أن هنالك أساليب لدى الأطباء النفسيين مشابهة لمسرح القسوة حيث يعالجون المرضى من خلال تعريضهم لنوع من القسوة والألم ليصل المريض إلى حالة معينة يصرخ فيها ليشعر بالارتياح بتكرار العملية بعد عدد من الجلسات.
هل برأيك أن الكلمة شرحت الجسد في عرض "اختلاجات مكررة" أم أنّ الجسد كان تجسيداً للكلمة؟
بالتأكيد أنّ الإثناء كمّلا بعضهما، فعادةً الحالة تكون موجودة في البداية، ففي كثير من الأحيان تكون في حالة جسدية معيّنة وهذه الحالة تضطرك إلى قول بعض الكلمات وهذا ما كان في العرض، فقد ذكر الشاعر الغنائي بكري حنيفة أنني كنت بحاجة لبعض الكلمات لعملي المسرحي هذا، أي أن الفكرة والحالة موجودة ولكن يجب أن تكون مرفقة ببعض الكلمات التي تخدمها، وأحياناً يمكن للموسيقى أن تحرك الجسد لديك فتضطر أيضاً إلى قول بعض العبارات، وفي هذا العمل بالذات أقول أن الحالة خلقت الكلمة و أنّ الجسد هو الذي قاد إلى الكلام.
كونك تعمل في نمط مسرحي مغاير للأنماط المسرحية المعروفة، كيف ترى أو تقييّم مستواها؟
بالنسبة للمسارح التقليدية، فهي بالتأكيد أساليب مسرحية لها ميزانها وأنا أحترمها، ولكن فيها تكون القصة عبارة عن مقدمة وعرض ونهاية والمساحة المتاحة كثيراً للعب هو العرض، ولكننا في هذا النوع نتّبع نمطاً آخر، والنهايات المفتوحة ضرورية جداً برأيي هنا، فنحن نقدّم لك شيئاً يمكن أن تؤوله إلى عدّة أمور وذلك بناءً على الحالة النفسية والاجتماعية للمشاهد وحتى يمكن للحالة الاقتصادية والسياسية أيضاً أن تؤثر في طريقة تلقيه للمادة التي يشاهدها، فنحن نقدّم مادة مفتوحة منذ البداية وبالتالي فالنهاية مفتوحة أيضاً والمشاهد يختار النهاية التي يراها مناسبة له.
ما طموح "صخب" في المستقبل؟
إن طموحي وطموح الأعضاء الذي عملوا معي في هذا العرض والمستوى الذي نسعى إليه صراحةً يفوق الإمكانات المتاحة لدينا، لذلك لا أعلم تماماً إلى أين يمكن أن نتجه في المستقبل، فالمشكلة أنّنا لسنا على أرض ثابتة، وصراحةً لا أعلم مصير هذا العرض تماماً وكنت أتمنى أن أرى ولو بصيصاً من الأمل لعرضه مرة أخرى، فمن الممكن أن يكون هذا العرض قد تم عرضه اليوم ومن ثمّ مصيره أن يدفن، ورغم ذلك أتمنى أن يعاد العرض بشكله الحقيقي ورؤيته الحقيقة.
ماذا تود أن تضيف ختاماً؟
لدي عتاب على مديرية الثقافة بكافة المسؤولين الموجودين فيها وأولهم مدير الثقافة الأستاذ غالب برهودي، فقد انحصرنا بروتين شديد من كافة النواحي، فالأستاذ ساغاتيل طلب فقط أن أتحدث له عن النص وفكرة العرض ولم يطلب مني أن أزوره يومياً أو أن أوقّع على أوراق معينّة بل كان متكفّلاً بكل شيء، وأطلب من كافة الجهات عدم حكمنا بالروتين وجعل الورق والقلم والتواقيع قيداً لنا، كونوا أرقى ثقافياً واهتموا بالفكرة ولا مانع لدينا من مناقشة الخبراء فيما نقدّمه ولكن بشرط أن يكونوا بالفعل خبراء، فعرضنا هذا كان من المفترض أن يكون في 29/11/2012 بثمانية ممثلين ولكنه مع الأسف تم تحجيمه وشاهدناه بنسخته المصغّرة وهذا بالتأكيد أثّر كثيراً على الفكرة العامة للعرض، فمن ثمانية ممثلين قدمنا خمسة منهم فقط بالإضافة إلى الإعاقة الحركة التي عانينا منها أثناء العرض، فلماذا لا يتم مثلاً عرض هكذا عمل في مكان مناسب ومسرح حقيقي..!؟؟، وبالرغم من ذلك فأنا سعيد جداً بتجربتي في الآرت ريفير اليوم والذين لم يبخلوا علينا بشيء ولهم جزيل الشكر.
ماذا تقول لعالم نوح ؟
عالم نوح عالم رائع جداً فهو بدوره لم يحجّم الفكر أو أي أبداع كان، أحبه كثيراً، ونحن مقصّرون معه كثيراً وصراحةً لا أعلم تماماً لماذا لا نلتزم معه بمشروع ما، كعرض مسرحي أو مقالة أو أي شيء آخر، أحبكم كثيراً ولكم جزيل الشكر.
وقد جاء في بطاقة العمل:
آرت ريفر
صخب تقدم
voies (اختلاجات مكررة)
نص: علياء صوص – كارين نظاريان – هادي فاضل
مختارات من قصائد للشاعر الغنائي بكري حنيفة
فكرة وإعداد: هادي فاضل
أداء:
فراس زرقا، أمين ملا، عمرو العلي،سيفهات حسن وخولة العلي.
المادة الفلمية: عمرو العلي ، سيفهات حسن
موسيقى وصوت: لطفي الجابر
سينوغرافيا واخراج: هادي فاضل
كلمة المخرج:
في البدء أي منذ زمن بعيد جداً، كان الانفجاء الكبير هذا مجرد تذكير بعرض الليلة المسرحي الإضافي. ما يزال في وسعك انتزاع بطاقة دخول نفسك. باختصار، يدور العرض المعاد ويدور خالقاً نظارة العرض أنفسهم. وعلى كل حال، دون نظارة يتحمسون، لن من المعقول أن نعتبر العرض عرضاً. ما تزال المقاعد متوفرة "جوستن جاردر "
شكراً…
أبي … أمي…
مصطفى العقاد
مقهى آرت ريفر، مقهى أثر الفراشة، الجمعية العربية المتحدة للآداب والفنون
شركة لامين pecha coocha group ، فرقة صخب ..
السيد عبد القادر بدور، د.حسام الدين خلاصي.
لطفي الجابر، محمد جبسة، خليل، أيمن قطان، إلهام شوا، د.محمد لبنية.
السيد ساغاتيل باسيل، السيد هاروت باسيل
أحمد فاضل ، عبيدة طراب، أحمد حاج عمر، مصطفى الآغا، محمد منجونة، ازاد جوجان، عمار قمري
أغيد شيخو _ عالم نوح