صدى حواء للشاعرة هبة ماردين
- أكتوبر 29, 2011
- 0
أعزاءنا، نتعرف اليوم على ديوان الشاعرة الشابة هبة ماردين وديوانها: *صدى حواء*:
الإهداء الأخير ..
إلى كل حواء صرختها مكبوتة بين الضلوع *
وكل أم سارت حقل في الصبار لأجل أولادها *
وكل امرأة رسمت على شفاهها ابتسامة *
لتخفي بحراً من الدموع *
وإلى كل كهل انقضى عمره *
دون أن يشعر يوماً بالسعادة. *
هبة ماردين
صدى حوّاء (شعر)
الطبعة الأولى – كانون الثاني/يناير 2011
إصدار دار الوعي العربي (غازي سعيد العايد)
حلب – سورية
الإهداء الأول..
إلى من مدّت لي يدها الدافئة لتبعد عني القلق
و تبث القوة في طريقي الأدبي ..
الشاعرة عفاف رشيد
الإهداء الثاني
.. إلى كل شاعر وأديب وقف إلى جانبي وشجعني في مسيرتي الصعبة
الإهداء الأخير ..
إلى كل حواء صرختها مكبوتة بين الضلوع
وكل أم سارت حقل في الصبار لأجل أولادها
وكل امرأة رسمت على شفاهها ابتسامة
لتخفي بحراً من الدموع
وإلى كل كهل انقضى عمره
دون أن يشعر يوماً بالسعادة. هبة ماردين
مقدمة
صدى حواء والشاعرة هبة ماردين
للشاعر عدنان دربي
إن الشاعرة الشابة هبة ماردين تحاول من خلال ديوان "صدى حوّاء" أن تعبّر عن أحاسيس المرأة التي لا يتم جمال الطبيعة إلا من خلال صوتها الذي ينساب من حنجرتها, بل من خلال قلبها وهي تربط بين صوتها وبين تغريد البلابل فتقول:
وما غرّدت البلابل
إلا مقطوعات انبثقت من حنجرتي
فكم أبحر العشاق بحثاً عن حقيقتي…!
وعندما تزاوج بين الحبيب والقصيدة نرى أن حروفها ليس لها معنى إذا لم يكن الحبيب هو القصيدة ذاتها, فمن هو الحبيب يا ترى؟
أما الشاعر الراحل أحمد دوغان الذي تكن له الشاعرة كل المودة والوفاء تقول له:
ماذا أقول لقصائدي الثكلى
إن عنك يوماً سألني
أيكفيني أن أرفع لك نصباً في قلبي
وأرتشف منه العزاء
اسمك كالظلّ يرافق خطواتي
زرعتنا في حدائق رياحين
وعلى الرغم من أحزان الشاعرة إلا أنها تبقى متفائلة بحب الحياة, وذلك في قصيدة "نواح الأغصان" فتقول :
أنا يا حبيبي
لا أودّ تكسير أضلعي
فأنا أحب الحياة
فقد سئمت أنين الزهر
ونواح الأغصان
وتلاشي الأمنيات عبر المسافات
لكنّ الشاعرة بحاجة دائماَ للطرف الآخر أن يظلّ قريباً منها فتقول في قصيدة "أحتاجك قربي":
هاك قلبي بين يديك
زينه بورود روحك الأرجوانية
أعد الحياة لقلبي الذي ..
أوشكت أن تتوقف نبضاته
وإذا تتبعنا صفحات ديوان الشاعرة "هبة" فإننا نرى تنوع الصور المتألقة التي تفصح عن مشاعرها, كما تقول في قصيدة "ليس لي":
فتحت قلبك
انتشلتني في عتمة الليل
وكاللص ضممتني بين ضلوعك
وأخذت تركض بي
إلى الوجوه…
إلى قمة الحياة
ثم توجه الشاعرة نداءها إلى كل أنثى لتكون جديرة بهذا الاسم:
لا تضعفي …
ففي ضعفك موت
لا تقتلي كل شيء حيّ بداخلك
فمازال الندى يجول فوق ورودك
وما زالت شمسك مشرقة
لا تسمحي بمجيء الغروب
ففي الغروب ..
هروب
ولكنّ الشاعرة تتمنى أن تصمت أحياناً لأن في الصمت دواء … ولكن متى؟ تقول الشاعرة:
محال سماع تغريد البلابل
بين زئير الأسود
ومحال صمود السرو
أمام زوبعة الأيام
إن الصور المتلاحقة تؤكّد أن الكلمة طوع بنائها وفؤادها وفكرها, فمن صورة إلى أخرى, حيث تقول:
أرى في عينيك زورق أحلامي
ومن يديك ينبثق دفء أيامي
لكن قيودك تدمي أجزائي
وتقول:
إلى متى يطأطئ الوادي للجبل
إلى متى تحرق الآه المقل
ما عاد الدمع يشفي الغليل
ولا التنهيد هو السبيل
وتنهي الشاعرة المبدعة ديوانها "صدى حوّاء" بقصيدة "وتنتهي الحياة" فتقول :
ما عادت شفتاك القاحلتان
تروي ظمئي
فغيومك باتت تمطر قطعاً من الجليد
تمزقني ..
الحقيقة أن ديوان "صدى حوّاء" هو رسالة إلى كل أنثى لتكون قوية أمام الصخور القاسية التي تحاول اعتراض طريق حياتها, لتظل متفائلة رغم المصاعب.
وقد استطاعت "هبة ماردين" أن تنسج من خلال الديوان لوحة فنية أنيقة بارعة زيّنتها بمشاعرها الصادقة ونبضات فؤادها قلّما يستطيع أحد من أترابها أن يحوك لوحة مثلها,بما فيها من عمق وصدق الأحاسيس وتألّق العبارة التي تحمل الإنسان فوق السحاب لتعود ثانية كمياه النهر تنساب بعذوبة لتسقي الزهور العطشى وهي تقول : إنها حوّاء … إنّه صدى حوّاء.
الشاعر عدنان الدربي
قصيدة "أفروديت" للشاعرة هبة ماردين