صرير قلم نتاجات أدبية شابة
- نوفمبر 8, 2010
- 0
نتاجات أدبية شبابية على مسرح مديرية الثقافة بحلب بتقديم معهد أكاد، وكان ذلك منذ قليل؛ الاثنين 8-11-2010 والساعة السابعة والربع عندما ابتدأت الأمسية
الاثنين 8-11-2010 والساعة السابعة والربع عندما ابتدأت الأمسية، شباب في عمر الزهور شاركونا نتاج قلبهم وقلمهم. شكرا لهم وشكرا لكل من ساهم في إبرازهم.
صرير قلم
بحضوركم…
تُسمع الأقلام… فلكل صوتٍ صدى …
وتُثمِر المواهب … فلكل بذرة ثمرة…
هذا ما قدمه معهد أكاد للحضور
وقد بدأ الأستاذ رامي جبلي بإلقاء كلمة معهد آكاد
ثم كلمة المهندس جورج حلاق مدير المعهد
تركت الحركةُ الأدبيةُ بصماتٍ واضحةٍ في سجلاتِ حلب من خلال أدباء كبار اعتلوا بأسمائهم قمم الشعرِ والأدبِ، أمثال: المتنبي، قسطاكي الحمصي، سيف الدولة الحمداني، عبدالله يوركي حلاق، عبد المسيح إنطاكي،* عبد الرحمن الكواكبي، فرانسيس المراش، جرمانوس فرحات… وغيرهم من الذين أبدعوا في مختلف الفنون الأدبية، وخصوصاً فن الشعر.
فالشعر من ارقى الفنون وأسماها، فكلّ كلمةٍ تخرجُ منه تسكنُ بين أخواتها لتؤلّف لحناً جميلاً يدغدغُ آذاننا ويحركُ أرواحنا لتلامس الخطوطَ العليا بانسيابٍ ورقةٍ وجمالٍ.
إن الشعر دينٌ بحدِّ ذاتهِ، يؤمنُ به كل من يعيش الوجودَ ويحبُّ الخلقَ والخالق. إنّه فنٌّ غريبٌ لأنّه يصدرُ من القلبِ ليعانق روح الله في خلقه، إنّه دينٌ غريبٌ لأنه يصدرُ من القلبِ ليعانق روحَ اللهِ في خلقه.
إنه كفرٌ لأنه يتطاول فوق جميع الموجودات، ليحررها من سجونها مُطلِقاً إيّاها في رحاب الملكوتِ المفتوح.
إنه في النهاية هديّة من الله للبشر الذي خلقهم ليكونوا أحراراً بأفكارهم الوارفة وكلماتهم الصادقة.
نشكرك يا إله الأرضِ والسماءِ، إله الكونِ وجميع مخلوقاتها، على هؤلاء الشبابِ الموهوبين الذين حضروا إلى هذا المكان ليُمجّدوا بكلماتهم وأصوات أقلامِهم الصادقة جمال خلقِك وروحِكَ.
المهندس جورج حلاق
مدير معهد أكّاد
وقدمت المشتركين الأستاذة جوليانا جبلي
وهذا ما توصلنا به من نتاج أدبي حتى الآن بتاريخ 14-11-2010
حبيب الخوري: حلوتي ـ رسالة إلى حبيبي الشهيد
رسالة إلى حبيبي الشهيد
مرحباً حبيبي
مرحباً حبيبي
كيف حالك
وحال الملائكة الكرام
شكراً لردك السلام
تأخرت عليَ قليلاً
فلاتفرض علي الصيام
حبيبي……………
أحبكَ .
أحبُ عطركَ
المركّزَ من دخانٍ من بارودْ
من عبق العود
اسمع صوتكَ تناديني
في كل رصاصةٍ
أشعرٌ أنكَ قادمٌ تناديني
لا تتأخر
لا تتأخر اليومَ بالذات
فاليوم سهرة العيد
هيا … تعالَ من البعيد
استحم بتراب الأرض ِ الحمراء
تعطّر بريحان الشهادة
سرح شعرك بقصيص القمح
فهكذا تحبك َ النساء
هكذا ..
تبدو أجمل
فعمري بعدك لابد سيطول
حبيبي
أنت َ معي حتى عندما تقتل
أي…… عندما أنا أقتل
آه ٍ من بعيدٍ من بعيد
ها قد أتى حبيبي الشهيد
اسمعوا يا نساء الدنيا
يا نساءً من غير شهيد
ها قد أتى حبيبي الشهيد
حبيبي
أجلبْمعكَ القذائف والأسلحة
ودعنا نجلس بسلام
دع الرصاص يكلمنا
دع ِ البارود يداعبنا
دعنا نصمت
وليسمعنا الكلام
شهيدي
جسدي لك
فأنا اليوم سأكسر التقاليد
جسدي لكَ
يوضع تراباً فوق الأضرحة
وبدل الفاتحة
سنقرأ عليك القذائف والأسلحة
حبيبي
شهيدي
قد غُيرت معالم الفاتحة
عندما قُرأت على روحك
شهيدي
أنت معي , حيٌ معي
في هذه الدنيا, وخارج الزمان
فلابد أن يموت الحصار
ويهرم السجّان
حبيبي
لا تخف
فصلاتي لك نشيدُ عشق ٍ
يؤنسكَ في السماء
وصوت الرصاص منكَ
يسمعني رسالة
يفهمني كيف تُقهر ُ الاستحالة
صوت الرصاص منكَ
يهمس في أذني
أني سيدة النساء
ورائحة البارود منكَ
تفجر في عروقيَ الدماء
شكراً حبيبي على الغزل , على الأمل
فكلماتكَ وأنت شهيد, أحلى
وريقكَ عندما دخلت السماء صار أشهى
يال حظي
فنساء الحب جميعاً
غارت مني
أسمع عشقاً
لا تسمعه فتاة حسناء
أرى حباً
لا تراه أحلى النساء
فحبيبي ليس كباقي الأحباء
الحب غير الحب عندكَ
العشق غير العشق عندكَ
حبيبي غير كل العشاق
أنه حبيبي البعيد ……
أنه حبيبي الشهيد .
ــــــــــــ***ــــــــــــــــــــ
محمد الخطيب: رفضتُ الحياة ـ آه يا وطني أنا الشهيد
سماح شيط: لا تنسني
لاتنسيني….
بهذه الكلمة الموجعة ودعتني الصغيرة نيرمين وعيناها تسكبان شلالات حب وخوف دامع
……
تقدم أزهار قلبها خطوة وترجعها خطوات …..تنقش حدائق بنفسج وتلغيها
….تنتظرني أتلقف عطر ورودها التي لايهتم لعبقها أحد…
وبهدوء شديد امتد جسر أخضر بين عينينا فافتر قلبي عن ابتسامة تبعث في روحها الأمان المذبوح…
ضممت يدها اللينة الناعمة بين يدي وهبطت بقامتي ليتقابل وجهانا …..ثبت عيني في عينيها
اللامعتين ببراءة قدسية ،وبقوة وثقة قلت :لا تقلقي يا حبيبتي .لن أتأخر…
ضممتها إلى صدري أفرغ كل ألم الحرمان الذي يصلي ضلوعي ..
مسحت رأسها الصغير علي أنتشل سواد أيامها القادمة وألون قزحا يزهي ربيع عمرها ويمضي معها حتى
الخريف…..
امتدت يداها حول عنقي …شدت بقوة عليَ تريد أن تحتفظ بي للأبد كإسوارة عيد أهديت إليها …مرغت وجهها في حناني المتدفق وسكبت دموع الخوف المتشبث
بأيامها ….
وعادت عيناها تلتمع في عيني ليفتر فاها اللؤلؤي بقولها :أرجوك
لاتنسيني وعودي ….
نظرت حولي…. .كل الورود بدأت تزهر وتمتد بأعناقها الصغيرة
إلى أحضاني تمني نفسها بضمة حنان كتلك التي حظيت بها نيرمين …….
تبسم حبي لهن بشغف وفتحت يدي لأستقبل حرمانهن ….وفي نصف ثانية بت عريشة ياسمين
….والياسمينات الصغيرة تتسلق بفرح… .أمطرت سماء روحي قبلات غزيرة تغسل أدران
الحياة القابعة في وجوههم الصغيرة ..
انتهت فوضى الحب الجميلة… .فوقفت متجهة
صوب الباب ..وقبل أن أغادر عادت دموعي إليهم ملوحة بابتسامة تنثر جوريا عابقا
….
ومن بين أصواتهن التي علت بترانيم الوداع انتزعت روحي ودفعتها الى الشارع
قسرا… .
وقفت لحظات بعد عبوري الباب أجمع ذرات قلبي المتناثرة أمام أهدابهن
تتلقف كل الدموع …
لملمت شتات نفسي …وبعثرة روحي …مضيت وقد اخضل قلبي بندى
من نوع آخر لم تلامس عذوبته أيا من أيامي الماضية …وقبل أن أفارق المكان استدرت
أعاود النظر إلى الذكرى الجميلة التي تركتها مرفرفة في هذا البناء الكبير
…
طارت عيناي إليه تحيطه من جميع الجوانب …..لتصافح مرة أخرى عبارة كبيرة
تعلن دار الأمان للأيتام
ــــــــــــــــ***ــــــــــــــــــــــــــــــ
طلال الكنعو: تباريح الهوى ـ هفوة ـ بين سكين الحب ووصم الكبرياء
ـــــــــــــــــــــ***ــــــــــــــــــــــــــــ
أمجد ابراهيم: قولوا لها ـ بيت المقدس ـ عصفورة الليل
عصفورة الليل
لعمري فتاة عاشت هنا و ما زالت…
وسط غابة للذئاب منزلا كانت..
تقتات كفاف يومها من لحم السكارى…
أنجاس قوم جيوبهم من دم اليتامى..
ولحمها غض لا يقوى وحشية ضباع
الصحارى….
مرت في زماني كطهر العذارى…وبات
طهرها قصة زيد وأحمد و سارة…
…….
تكابر على نفسها وعني تخفي أسرارها..
ولكن أنى للنار أن لاتترك خلفها دخانا…
يتناقلها حراس الليالي، و عليها يغدقون
الأموال…
وهي في هذا مرغمة وليست في نظري ملامةأومدانة….
تحتاج لقمة عيشها و مالها عن هذا الطريق
مهربا أو ملاذا..
وإلا صارت جثة في قبر خلت من حوله
الأزهارا…
…….
تجاهد لإبعاد الشبهات عنها..
ظنا منها أني ضرير لا أميز الألوانا…
وأقسم لو سألتها من قبل أن تعرفني،
و بيدي أساورا و هدايا…
لما ترددت" وبهذا أكون كغير ممن سعى
خلفها فنال وصالها…
ولكن لا ياسيدتي..
لست أنا من يدنس الجمال ولو كان
الفردوس وأنهارها..
……
أرغب فيكي نعم أقولها…
كاذب من يقول "أنا لا أفتن بهن مهما طال
الزمن و جارا"..
ولكن شتانا مابين شراء العسل، وبين قطفه من الخلية عذبا نقيا ريانا…
لا ياسيدتي ،
أريدك نعم أقولها…
ولكن بشغف العلاقة و رقص الحبارى…
لا صفقة عمل أو تجارة…
……
تصر على كتمانها و كأن شيئا ماكان…
فإذا ملأ نور القمر أرضها و سماها…
تزينت و تجملت حتى إنقلب محياها….
وتحت ستار الليل سرحت . وحده الله يعلم مبتغاها…
وأسأل نفسي…
هل يحق لنا أن نسائلها على خطاياها… ؟
لا وألف لا …
إن هي إلا ضحية كغيرها من الصبايا…
ضحية مجتمع . و أهل تبرؤا من الوصايا… فهل ذنبها بحثها عن حنان لم يكن في
متناول يداها..؟
أم هروبها من ظلم تفشى في عقر دارها…؟
وماذا إن كان الثمن جسدا تنهشه كلاب الأزقة والزوايا…
وهل بعد كل هذا يبقى للمشاعر دور في إختيارها؟
أم الأسبق إليها من زادها مالا و جاها…
هذه حقيقة ياسيدتي
مهما حاولتي إخفائها…
فالشمس حارقة لا تنتظر الأعمى كي يراها…
…….
لذا أعود فأقولها مرارا و تكرارا…
لا يدان حمل ضل طريقه ،
بل الراعي المدانا…
لست ملامة ياسيدتي ..
وإنما مجتمعا باع ضميره يستحق الإدانة…
أريدك نعم أقولها..
فهل بقي من أنوثتك مايستحق السعي فيها…
أو بصريح العبارة..
هل بقي فيها نارا تحرق الارض و ما عليها…
يبقى الجواب عندكي إن كان لأنوثتك قلب حي يناجيها….
*********
قولوا لها
قولوا لها إني أحبها
و أعشقها قي كل حالاتي
و إني هائم بهواها
فجملت بها جميع أمسياتي
وإنها فتنتني بروعتها فأمست
في نظري أحلى الجمبلات
قد سحرتني بحسنها حتى
صرت أراها في المناماتي
وإني من شدة شوقي
لها نسيت كل المسافات
قولوا لها أنه على يديها
بدأت أحلى حكاياتي
فألهمتني نظم الشعر
فكتبتها في كل أبياتي
وإني من نداها سقيت الورد
فهديتها أجمل زهراتي
وبأنها نجمتي الأحلى
فغضبت مني كل النجمات
والعينان آه العينان هل
أحظى بنظرة أشفي بهالوعاتي
ياقمرا يضيء بنوره
الوهاج فضاء سماواتي
أنيريدربي إلى قلبك
فاتخطى كل الصعوبات
أصبحت ألوج في البحر
حتى تاه عن مرساتي
فقولوا لها أن تمنحني فرصة
ولا تزد في القلب مأساتي
*****
بيت المقدس
مدينة تبكي أنين الصمت
المنتشر في الأنحاء
تبكي أرضها حزنا
موت الورد في الماء
تدق الأجراس حزنا على صوت
الأذان المنبح عند المساء
منها عرج بأحمد
ليقابل ربه في السماء
زعموا بهيكل حلموا به زيفوا
التاريخ والله مانطقواإلاالهراء
دنسوا ترابها الطاهر
وأيديهم مغموسة بالدماء
سلبوا شذى الليمون السلام
و الأمن في ليلة السوداء
عقود ست خلت تزرف الدمع
بها فأحيت الورد في الصحراء
و الأقصى ينادي هل من معتصم
ينصرني ينقذني من البلاء
يا حسرتاه كلاب يقدحون الخمر مع
خنازيرهم ويقدمون لزعمائهم الولاء
فهيا فرسان النار انتفضوا
أغيثوا المقدس ولبوا النداء
هبوا واشعلو فتيل الثورة
أعيدو الحق وادحروا الأعداء
فأنا هنا من ملجئي هذا ليس لي
سوا التوسل إلى الله وطلب الرجاء
عساه بجاه نبيه يعيد
مجد القدس ويلبي الدعاء
ـــــــــــ***ـــــــــــــــ
رندا قدسي: وكان حباً
ـــــــــــــــــــــــــ***ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماريو جروة: ترياق الحب ـ العودة إلى الحياة
العودة إلى الحياة
شعور تغلغل في جسدي
و تفشى بين شراييني و أضلعي
و أسرني فيبحر من العيون و الدموع
و ألجأني إلى الصلاة و الخشوع
لرؤية عينيك الشبيهتان بالثريا
و اللتان أطلقتا العنان للحرية
حرية الموتفي سبيل اللقاء
حرية اللعب كالأطفال الأشقياء
فرحين بأحلام هملا يعرفون الشقاء
متأملين بغد لا يتخلله عناء
للمس شفتيك بقبلة هوجاء
بقبلة تفجر في قلبي ينابيع الدماء
دماء تحلم بالحياة الجديدة
و تعيد لروحي الذكريات السعيدة
تلك الروح التي أسرت في الظلماء
منتظرة ومضة تعيد لها الحياة
و إذ ببركان يهز لها كيانها
و ينسيها في لحظة كل أحزانها
و يشعرها بطمأنينة و رخاء
مذكراً إياها بروعة السماء
بروعة من شبهتُها بالقمر
فإذا بنورها في قلبي الحجر
و انطلق بي إلى العلياء
و اسقط من عيني كل النساء
فوقفت انظر إليها بدهشة و استغراب
كيف لامرأة مثلها أن تشعل في قلبي الرماد
و تقذف بي إلى ابعد البلاد
و تنتشلني من تحت الأنقاض
و توقعني في أمتن الشباك
شباك فتاة هي لوهلة ملاك
و لوهلة أخرى هي الهلاك
كيف لامرأة مثلها أن تجمع بين التناقضات
بطريقة أنستني بها طعم الخطوات
من كثرة التحديق بالنجوم و السماوات
والتساؤل, هل من وجود لتلك النهايات!!
تلك النهايات السعيدة
و الموجودة في البلاد البعيدة
نهايات أساطير و حكايات
كانت قد اختتمت بأفراح و قُبل
و أنستني حياة الضياع و الملل
لقد أوقعتني يا حبيبتي بتل الشباك
و مع محاولات الفرار لم أقوَ على الحراك
لأنك سحرتني بعيونك السوداء
و أبهرتني بروحك الشقية يتخللها الحياء
فتمنيت أن تكون نهايتي معك
مثل تلك الأساطير و الحكايات
ترياق الحب
في كل ليلية أرى عيناها
يتوقف القلب عن الخفقان
و الدم يتوقف عنالسيلان
و الاطراف تجمد فيمكانها
غير مستطيعة منالتعبير عن اعجابها بك
لأنك كنت قد قتلتها
في الحظة التي كانتقد راتك بها
لقد أصبتها يا عزيزتي بالشلل
و قد أصبح هذا الشلل غير محتمل
و كانت قد نصحت بترياق الحب
و الذي لا يُصنع إلابقبلة فوق الخد
بقبلة تسيل الدماء وتنعش القلب
القلب الذي وضع مابين الجنة و الحرب
و سؤل ايهما بالنسبةايه احب
فأجاب النار و هل هنالك ما هو أجمل من وهج الحب؟
من حب امرأة عدها العقل أجمل آيات الرب
فقلبت موازين الأرض حتى أصبحت القشرة هي اللب
و سيطرت علي حتى انيلم اعد اجيد الهرب
و هنا لم يبقى مكان ليختبئ فيه الكلام
كلام الرقة و الحنان
كلام عذب جمّلتها لأوزان
كلام اقتصر على حرفين
اشتقت منهما كلمتين
كلمتا الحب والانسجام
كلمتا احبك جدا يافتاة الأحلام
و اتمنى لو كان بالإمكان
ان احظى بقبلة و اشفى
بهذا الترياق الرنان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ***ــــــــــــــــــــــــــــ
نديمة زيدو: أوراق النسيان ـ حالة حب مشوّهة ـ صمتث الحديث
أوراق النسيان
أوراقٌ
أوراقٌ تناثَرَت في حديقة النسيان
صفراءٌ ….. كلونِ الشمس
بائِسةٌ …… كوجهٍ حزين
تجَمَعتْ… تناثَرت… تثاءبت
لكِنَها لا تُريد أن تَتَفَرق
فَحُزنُها و أملُها واحد
مَولِدُها و مَوتُها واحد
تَطأُها الأقدام
تُؤلِمُها وقعُ الأيام
يُفرِحُها رُؤيَةَ وجهكِ الجَميل
كوجهِ لؤلؤةٍ داخِلَ الأصداف
فريدَةٌ… لا تُوجَد في أي مَكان
فما الذي أتى بِتِلكَ اللؤلؤة إلى قلبِ الأحزان
تَسَاءَلَتْ هيَ
و تساءَلتُ أنا
ولَكِنَكِ و بِكُلِ كبرِياء
مَوجُودَةٌ من أجلِ تِلكَ الأشياء
التي لا يُمكِن أن نفهَمها
إلا مَع الرَثَاء
الذي سنُقَدِمُهَ لِتِلكَ الأوراق
التي تَرَكَت أُمَها و أصبَحَت أشلاء.
****
حالة حُب مُشَوهه
تُحِبُه
رُبّما أحبَّها
أهدَتهُ قلبها
أهداها دُمُوعَها
عاشتْ حياتَها لأجلِهِ
عاش حياتُه لأجلهِ أيضاً
رأتْ كُلَّ شيئٍ جميلٍ فيه
حاوَلَ العُثورَ على كُلِّ تفصيلٍ بشِعٍ فيها
جمّلَتهُ
جَرَحها
سامَحتهُ
هَجَرها
رأتْ كُلَّ الناسِ من بين عينيهِ
رأى كُلَّ الناسِ إلاّ هي
رأتْهُ في أحلامها
لم يَرها في الواقع
أعطَتهُ و وهبتهُ كُلَّ ما لديها
لم يكُن يوماً كريماً معها فلم يُهديها شيئاً
رأت أنهُ ليسَ الأول و لكِنَه الأخير
رأى أنها الأولى و ليست الأخيرة
تمنتهُ لبقيةِ الحياة
تمناها لبقيةِ اليوم
تَمنت أن تنتهي الحَياة عِندَهُ
تمنى أنْ تبدأَ الحياةُ من بعدِها
تعترف أنّها لن تحبَ غيره
يُقر أنّه الآن يستطيع أن يبدأ
تحبُه
ربَّما أحبَها
*****
صمت الحديث
رآها سارِحةً بخيالِها
عيناها هائمتان بالأُفُق
حاولَ لفتَ انتِباهِها
لكنها لم تُعرهُ اهتماما
كانَت جالسَةً على كُرسيٍّ تتأمل البحرْ
في يومٍ خريفيٍ هادئ
شمسٌ خجِلة
غيومٌ مُبعثره
أمواجٌ هادئة
وجهُها مثل تلك الأمواج
هادئٌ حدّ الغرابة
في حياتِهِ رأى الكثير من الجمال
لكن جمالَها كان من نوعٍ خاص
فيه الكثير من الحُزنِ و الغُمُوض
في حياتِهِ قرَأَ كثيراً من العُيون
إلا أنهُ لم يستَطع قراءة عينيها
اقتَرَبَ مِنها
فإذ بِها واقفة… مُمسِكةً بعصا سَبيلَها
عِندهاعَلِمَ لماذا كان جاهلاً بِها
لكِنها رُغم قِلّةِ بصرِها… كانت قويةُ البصيرة
كانَت تُحِسُ بنظَراتِهِ تُحيطُها
و عندما مرت من أمامِهِ… ابتَسَمَت لهُ و قالت:
شُكراً لقد شارَكتَني صمتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــ***ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نورس يكن: مترنح على نصلة قلم ـ أنا خارطة بلاد سوف تحكمها ـ موعد مع حبيبتي
أنا خارطة بلاد سوف تحكمها
ماذا أرسم على وجهك ذاك الطفولي
ماذا أقول له ؟؟؟؟
ماذا أقول له
بعد هطوله علي
بأظافر مطليةٍ بعشق
و يا للشفقة التي أصابتني
يا للشغب
يا للطفولة
ما الذي طرأ من سحر على ابتسامتك الخجول
بقرص أصيل غطا وجنتيك
تسألين هل من أسئلة ؟؟؟
أجل .. أجل يا قمري المدلل
فكيف أتحرى عن سياسة ضفائرك ؟؟
وكيف أتعلم رسم الشعور على الشعور
يا طفلة تبرجت بسرعة
وقالت خذني
أنا خارطة بلاد سوف تحكمها
*****
مترنح على نصلة قلم
صبراً أنا كنت اجتثني
من قعر شجرة
لاحت إلي حمامةٌ
أضاءت أفقاً على أخطائي
تلعثمت ….
نفضت القبل عن قميصي
قلت
سيدتي
صباحك أغنية وصلاة
و أقحونة نبيذ
يا صيفية الأوجه
يا شتائية العيون
وربيعية الآذان والجفون
يا خريفية الشعر المرصع …
بأحجار سقراط
وبريق إسخليوس
سيدة الجنائز
ادخلي مخدعي …
وتجاهلي القلم الذي يتخذ من الزاوية ركن له
تجاهلي ظلي الذي يترنح هناك
اتجهي إلى الطاولة
اقرئي رسالة من رجل ميت
من أضغاث الدماء فاضت هنا
قديستي تحية طيبة وبعد :
ابلغ عينيك شوقي المديد
ورأيي السديد
وادعوكِ للصرخة الأخيرة
فالحب يأتي أربع مرات في الدقيقة
والحياة تختصر على خمس عشرة ثانية
ــــــــــــــــــــــــ***ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مروان الموسى: نزيف الروح ـ أمر سيادي
نزيف الروح
أرى دمعي بلا عينٍ يسيلُ
أُسَلِّ النفسَ بالبسماتِ لكنْ
وما غدرُ الأعادي قد بَرَاني
وكم أكثرتَ طعني يا زماني
زمانُ الصدق قد ولَّى وصارتْ
كأنَّ الكون قد أمسى خراباً
عيون الناس كلُّ الناس أمستْ
أرانا قد رضينا بالدنايا
وكم أطعمتُ من لحمي رفاقاً
وعيني قد تُستِّرُ فاحشاتٍ
أنالَ الكيدُ والأحقادُ منكم
سحابُ الخير إن تبغي رحاماً
وأقسى ما لقيتُ مِن الهيامِ
فإني النهرُ لا ينفكُّ يجري
عهدتُ العاشقين لَهُمْ أنيناً
فما بالُ المشاعر قد تهاوتْ
أكلُّ الناس تجارٌ قساةٌ
لَعمري ليست الدنيا غلاباً
فقتلُ الناس لن يُهديكَ عزاً
و حال القلب مِن همٍّ عليلُ
أُداري خلفها روحاً تعولُ
و لكنْ غدر مَن يُدعى خليلُ
فجرحٌ كلُّ شبرٍ لي دليلُ
تسوسُ الناسَ راقصةٌ تميلُ
يسود النذلُ فينا والذليلُ
بأنيابٍ تعضُّ ولا تقيلُ
وغابتْ عن مشارقنا الأصيلُ
فلما جعْتُ كلُّهمُ بخيلُ
فما لَكمُ لِسهواتي طبولُ
إذاً أسفي على الدنيا وبيلُ
فلا جادتْ على أرضٍ هطولُ
كجرحٍ نازفٍ أبداً يسيلُ
و هُنَّ الخسفُ لا يرويه سيلُ
على جمرٍ بياتُهُمُ قليلُ
و نجم العاشقين به أفولُ
فؤادُهُمُ تجمَّد والعقولُ
و لكنَّا نُضحِّي كي تطولوا
و إن تفديهِمُ أنتَ الجليلُ
* تم تصحيح الأسامي، شكرا يوركي حلاق