عارف الكريز في أثر الفراشة 19-8-2011
- سبتمبر 7, 2011
- 0
عارف الكريز … هذا الشاعر الشاب، الحائز على عدة جوائز وشهادات تقدير …. نقدم له في هذه الصفحة قصيدتين: “لغة الياسمين” و “بضع ليرات” هي بعض ما قدمه في أمسيته الشعرية في مقهى أثر الفراشة.
عارف الكريز … هذا الشاعر الشاب، الحائز على عدة جوائز وشهادات تقدير …. نقدم له في هذه الصفحة قصيدتين: "لغة الياسمين" و "بضع ليرات" هي بعض ما قدمه في أمسيته الشعرية في مقهى أثر الفراشة والتي كانت بتاريخ 19-8-2011.
وكما العادة كان التقديم للشاعر الصديق محمود نايف الشامي، حيث قدّمه بكل مودة الإنسان والمكان. وطبعا و لاغنى عن التعريف بأن أثر الفراشة المقهى الثقافي هو للفنان ثائر مسلاتي
وإليكم سيداتي سادتي الشاعر الشاب عارف الكريز
عارف الكريز
لغةُ الياسمين
عصرتُ اسمكِ من عنقودِ دالية ورحتُ أسكرُ حتى اغتالني العرقُ
في حضرةِ الحبِّ يستهوي دمي غرقٌ وهل سيكفي _ إذا ماتهتِ بي _ غرقُ
سأدّعي الرملَ في روحي وفي جسدي فهل رويت بماءٍ منكِ يندلقُ؟
قد أشتهيكِ إذا تاهتْ ملامِحنا في مركبِ الحبِّ والأمواجُ تصطفقُ
وقد أمرُّ _على الشفتين_سيدتي فجمرةُ الشوقِ فيَّ الآن تحترقُ
سريرنا غيمةٌ في الأفقِ عائمة وغيمةٌ فوقنا أخرى ستنطبقُ
فلينصهر جسدانا الآن في جسدٍ ولتندلعْ منهما الأشواق والشبقُ
لي فيكِ حوريةٌ تمشي على حلمي فيستفيقُ بروحيَّ السهدُ والقلقُ
ها أنتِ شمسٌ تذوبُ الآن لغتي فحرفي الأفقُ والاشعارُ بي غسقُ
ضعي يديكِ على كتفي سيدتي لنرقص الآن حتى يطلعَ الشفقُ
سأقطفُ الوردَ من عينيكِ :أحملهُ حتى يسيلَ على أصابعي العبقُ
أُحِبُ فيكِ حقولَ الله أجمعها فالفلُ والتوتُ والتفاحُ والحبقُ
إلى النجومَ هل تمشينَ سيدتي ؟؟ وتتركيني هنا يغتالني الأرق ُ؟
ستتركيني ؟ أنا ظل لجسدكِ هل الظلالُ عن الأجسادِ تفترقُ؟؟
2008/7/28 دمشق
بضعُ ليرات
هي الطفولةُ بضعُ ليراتٍ
رميناها ببئر الأمسِ ـ ذكرى ـ
ثمَّ سـرنا .
( لم نكنْ ندري بأنَّـا،
حينَ نغدو بائسينَ بلا نقودٍ،
سوفَ نرجعُ كي نحاولَ بضعَ ليراتٍ
رميناها ببئرِ الأمسِ … )
سِـرنا
كانتِ الأحلامُ أقلاماً رصاصاً
نرسِمُ الغدَ ، في دفاترنا ، بها
ونلوكُ " محَّاياتِها " في غفلةِ الأستاذِ عن هذياننا .
سـرنا
ولم يحفظْ رصيفُ العمرِ، بعدُ ، خطا تسكُّعنا عليهِ …
فنحنُ مَـنْ خُـلِقوا ليُـنسَوا !
نحنُ من صاروا شباباً دونَ أن يدروا
فلا مرآةَ تفضحُ شكلَنا
بل لازمانَ لنا ( إذِ الساعاتُ عاطلةٌ على الجدرانِ ) ،
لا روْزنامةٌ ، في الصبحِ ، نقطعُ ورْقةً منها
لنعرفَ أنـنا نحيا ونكبرُ
مثل كلِّ الناسِ .
صِـرنا
نحفظُ الكتبَ الخليعةَ ، والرواياتِ الحزينةَ ،
والمقاهي ، والبكاءَ
وبعدُ لم نحفظْ نشيدَ بلادنا !
صـرنا كباراً
وانحنتْ أحلامُنا مثلَ الجذوعِ ،
ورتَّبَ المجهولُ ، فوقَ رفوفهِ ، أسماءَنا ، كتباً .
كأنا لم نكنْ إلا شظايا لوحِ بلَّورٍ تكسَّرَ
ثمَّ رمَّمَهُ التسكُّعُ .
أو كأنَّا محضُ أعمدةٍ أنارت شارعَ النسيانِ
كيلا تخطئَ الذكرى الطريقَ .
كأننا …
لا
بل كأنِّي ، دونهم ، وحدي أسيرُ /
ألفُّ من أسمائهم تبغاً
تدخِّنهُ شفاهُ الأمسِ ، لا شفتايَ .
أمشي نحوَ بارٍ ، في المدينةِ ، بائسٍ
لا أطلبُ المشروبَ ؛ بل ورقاً
لأكتبَ للذينَ رموا ، معي ، ليراتهم في البئرِ :
(( عودوا ههنا ؛
صـفُّوا ملامحكم كؤوساً فوقَ طاولتي …
وروحوا !! ))