عاش المرشح – سقط المرشح بقلم المهندس باسل قس نصر الله
- ديسمبر 12, 2011
- 0
مقالة للمهندس باسل قس نصر الله نشرت بتاريخ 2005/11/25. وبما أننا نعيش اليوم الاثنين 12-12-2011 خضم الانتخابات البلدية ننشرها هنا بالتشارك مع موقع “عالم بلا حدود”
مقالة للمهندس باسل قس نصر الله نشرت بتاريخ 2005/11/25. وبما أننا نعيش اليوم الاثنين 12-12-2011 خضم الانتخابات البلدية ننشرها هنا بالتشارك مع موقع "عالم بلا حدود"
عاش المرشح – سقط المرشح بقلم المهندس باسل قس نصر الله
تفتخر البلدان بأنها تعلن نتائج الانتخابات خلال ساعات أو تزيد ، ولكنهم يعجزون عن اللحاق بنا ، إذ أن نتائج الانتخابات يتم تداولها حتى قبل إجراء الانتخابات بالأساس.
خلال أسابيع قليلة ، ستكون هناك انتخابات للمجالس المحلية التي تجري كل أربعة سنين، وبدأ الكثير من المرشحين بالاتصالات الهاتفية حتى أولئك الذين اسمعهم كل سنتين مرة ، بدؤوا بالاتصال معي لإعلامي أنهم مرشحين وبعد فترة من الحديث أفهم أنهم قد ترشحوا بناء على توصية من فوق. وخلال جلسات أصبحت مملة يبدأ توزيع الأدوار ..إن فلانا هو رئيس للبلدية لأنه "جابها من فوق" وفلان وفلان أعضاء في المكتب التنفيذي وعلتان ضحكوا عليه أما زيد فهو فقط عضو في المجلس، وهكذا يتم توزيع النتائج التي غالبا ما تكون صحيحة. والأغرب من ذلك أنك عندما تسأل أي مرشح عن سبب ترشحه، يقول لك بابتسامة يدّعي فيها الغموض " إنهم قالوا له ترشح"، ولا أحد – سوى القلة – سمعته يقول أنه يحاول خدمة هذه المدينة.
من هم أولئك الذين – على حد الزعم – يقولون لهذا أن يترشح وللآخر لا؟ ومن هم أصحاب الرؤيا الصائبة الذين يختارون، يعممون، يعينون حتى قبل الانتخابات؟ ومن هم أولئك الأشباح الذين – على حد القول – يَركَبون – و أولئك الذين – على نفس حد القول – يَحلِقون.
لا شك أن الكفاءات العالية (ليس بالشهادات فقط، بل الأخلاق) لا تنقص الوطن، ولكن لشديد الأسف يتم الاختيار وفق معايير قد لا أستطيع فهمها، (ولا يعود سبب عدم فهمي لقصور في مداركي) ولكنني المس خلال أزمنة لا تطول نتائجها المؤسفة.
درج البعض من المسئولين إلى اختيار الجهلة والبسطاء الذين لا يهمهم سوى أن يقوموا بطباعة اسمهم مرافقا لصفة طالما حلموا بها، كما يتم اختيار البعض الآخر – وهو الأخطر – من المتسلقين والمتزلفين والمتلونين الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية مغلفين إياها بشعارات حيث يوهمون أن من ينتقدهم ينتقد فلان وعلتان وينتقد رؤيتهم الراجحة باختيارهم.
هل المرشح الذي قدم في مراحل سابقة ولاء الطاعة العمياء، وحوّل مكان عمله إلى باب يستفيد منه، وصفته في المجالس المحلية مطية لتحليل ما يُحرّم على غيره هو المرشح الأوفر حظا?، أم المرشح الذي قام بالبناء مع ارتفاعات إضافية من خلال عضوية المجلس الذي تحصن به سابقا، هو مرشح جيد ويتم إعادة النظر به?، أم المرشح الذي يتغنى بالولاءات والاتصالات الهاتفية مع زيد وعمرو والتخفيق في طرقات السفر ودهاليز الأبنية الرسمية هو مرشح يجب أن نسعى لوضعه في مكان يرضى عليه?، أم أن المرشح الذي يحبه فلان لأنه مهضوم ويساعده كثيرا ويفتح باب سيارته ويغلقها له وهو مستعد لأن يمسح السيارة برموش عيونه للمحبة الكبيرة التي يكنها لهذا المسؤول، هل نقول عنه أنه مرشح نشيط وسيساعد هذه المدينة في عملية النظافة من خلال التمسيح الذي مارسه ? .
مدينتنا أمانة في أيديكم فتخيّروا النوعية الجيدة ، وأنا أذكر قولا للرئيس بشار الأسد في كتابه النوعية في الممارسة العسكرية "سيكون التفوق الاستراتيجي، بعد مرور فترة معينة من الزمن، من نصيب الطرف الذي تمكن من تحقيق السبق في المجال النوعي"
اللهم اشهد أني بلغت