اللاذقية ـ عالم نوح ـ شادي نصير: يمتاز الفنان عامر ديوب برهافته في العمل الفني فأعماله تلامس القلب بشفافية وكأنها فراشات زاهية ترقص على سطح القماش،

                                               

                       
                                             عامر ديوب لوحات تنبض بالحياة…


اللاذقية ـ عالم نوح ـ شادي نصير:

يمتاز الفنان عامر ديوب برهافته في العمل الفني فأعماله تلامس القلب بشفافية وكأنها فراشات زاهية ترقص على سطح القماش، له خصوصيته الفنية التي ميزته عن باقي الفنانين فكان اسمه البارز لامعاً في عالم التشكيل وقد التقاه عالم نوح بالمحبة وكان معه الحوار التالي:

ـ في اختيار الفنان "عامر ديوب" للكتل وتوزعها في اللوحة نقاط ارتكاز من خارج اللوحة تتقاطع مع المتلقي…. إلام ترمي من خلال اشراك المتلقي في توزع الكتل في عملك الفني؟
للوحة شكل هندسي بصري تحتاج إلى بناء معماري يعتمد على نقاط بناء بصرياً، هذا البناء يفترض أن يكون موزوناً بالطرح من خلال الموضوع والفكرة التي يتم إيصالها للمتلقي عبر خيوط بصرية أيضاً موزونة ككتلة معمارية تشكيلية تسمى بالفن(التكوين).
يفترض أن يكون العمل الفني ذو حوارية بصرية ذهنية مع المتلقي، تلك الحوارية اعتمدُها بشكل غير مباشر من خلال عنصر التكوين المحمل بأبعاد الفراغ والظل والضوء وللون وعلاقته مع المتلقي وما تحمله للوحة من معاني وأفكار مطروحة لتكون حوارية موزونة.

ـ تستخدم في أعمالك نوع من الضبابية في التعاطي مع اللوحة، هل ترى أن الضبابية في طرح العمل الفني من خلال اللون والشكل يساهم في حراك ينتقل بشكل تحريضي للمتلقي ويساهم في إيصال رؤية الفنان ويحرض المتلقي؟
بالطبع أنا مع أي أسلوب فني يُقدم بطريقة موزونة ليكون بداية حوارية متزامنة مع المتلقي مهما كان أسلوب طرح العمل الفني سواء كان واضحاً أم ضبابي… المهم أن يكون موزوناً وكامل المواصفات المعتمدة كلوحة فنية.

ـ يستخدم الفنان ديوب في أعماله أسلوب الشف الخاص به، والغريب عن التشكيل السوري والعربي نوعاً ما، هل تعتقد أن المتلقي العربي في الشرق استطاع كسر حاجز المدارس الإبداعية الفنية وتقبلها؟
من الطبيعي أن يتم كسر كل الحواجز الموجودة التي تواجه مسيرة أي فنان من خلال تجاربه بإنتاج العمل الفني وهذا ما يفترض أيضاً بكسر حواجز المدارس الفنية المعتمدة لدى المتلقي ليتقبل تلك الأعمال بنفس سوية تقبله للأعمال المندرجة تحت مسميات المدارس الفنية، لكن في الوقت الحالي للأسف لم يتم نجاحها بشكل كامل إلا في حالات نادرة.

ـ من يتابع حالاتك الفنية من خلال أعمالك عبر فترة تقديمك للوحة الفنية بدءاً من تخرجك من كلية الفنون حتى الآن، يلاحظ اختلافاً في الأساليب وتنوع في الرؤى ولكنك لاتزال تحافظ على الخيط المختزل رغم الواقعية في بعض الأعمال، كيف تستطيع أن تبقى على عنصر الدهشة دائماً في اللوحة التي تقدمها؟
من الطبيعي أن يتدرج الفنان بعدة أساليب مطروحة بنتاج عمله الفني عبر فترات زمنية متتالية، لكن من المفروض أن تكون مدروسة بشكل صحيح بدءاً بالواقعية ولو توصلت بالنهاية إلى التجريد ومن المفروض أن يحافظ الفنان على خطه المعتمد في كافة أعماله الفنية وألا يفقد عناصر مقومات العمل الفني.



ـ اللون له حكاية سرمدية في أعمالك، فنلاحظ أن اللون ينتقل من عالم إلى أخر في نفس المساحة للعمل الفني، ورغم هذا الإنتقال تبرع في جعله ينسجم مع محيطه والذي في بعض الأحيان يكون مضاد أو غير قابل للالتقاء. كيف تتكون الرؤية اللونية الخاصة بالفنان "عامر ديوب"؟

لكل فنان رؤيته الخاصة بما يقدمه بنتاج عمله الفني، وكل فنان يستمد خبرته من خلال تجاربه المستمرة.
تلك الرؤية اللونية المحملة بأعمالي هي نتيجة تجارب ودراسات متعددة لتقنيات المواد الفنية والتي من الطبيعي ليست مخترعة من جديد، بل هي موجودة منذ فنون عصر النهضة حتى وقتنا الحالي وتختلف بالطرح بين مجموعة الفنانين حسب رؤية الفنان وتقديمه لها ضمن أسلوبه الخاص.

ـ أغلب الفنانين في الشرق يعتمدون على المدارس الغربية برؤيتهم الشرقية والتي تجعل البعض يسقط في فخ التقليد الأعمى، ولكنك استطعت المضي في عالمك الفني برؤية خاصة وحافظت على لمسات الضوء من شرقك واستفدت من تجارب الغرب، حدثنا حول هذه المزاوجة وكيفية بقاءك على الخيط الرفيع وتألقك الخاص في هذا المزج بين العالمين "الشرق والغرب"؟
موضوع الخلط بين الشرق والغرب شائك جداً لكنه ضروري كثقافة ليتم التمييز بينهما.
دائما لدى كل فنان أطروحة وهدف يحدده ليقدم فيها أعماله الفنية بالصورة الجيدة وكلما انطلقت تلك الرسالة التي يحددها الفنان من محليته لينتقل بها الى خارج حدود ثقافته تأخذ أبعادها بالشكل الصحيح لتكون رسالة حقيقية وصادقة.
هذا ما نعرفه من خلال نتاجات الفنون الصادقة التي أوصلت رسائلها للأجيال المتعاقبة بمختلف ثقافاتهم.

ـ كثير من الفنانين تأثروا بمدارس الفن في أوربا، ولكن القليل منهم لم يستطع التخلص من آليات العمل الأوربي أو أساتذته إلام تعزي ذلك؟

إلى الضعف في جدية طرح الفنان لثقافته الخاصة.

ـ في معرض وجوه قدمت مجموعة من البورتريه الخاصة وهي لشخصك في أغلبها، هل يستطيع الفنان أن يقدمه نفسه دون أن يكشف عن دواخله بشكل خاص وهل يستطيع المتلقي أن يقرأ ما يريد الفنان إيصاله من خلال اللون والكتلة؟
طبعاً يستطيع الفنان تقديم كل شيء دون الكشف عن دواخله، ومن المؤكد أنه ليس كل المتلقين قادرين على كشف ما يقدمه الفنان بطرحه.



ـ لماذا يتخبط الفنان السوري برأيك في خضم وجوده في بلد أبدع مجموعة من الاعمال الابداعية عبر آلاف السنين؟ وهل ترى أن الشباب الجديد مستعجل للشهرة؟، حدثنا عن آليات وسبب وجود هذا الكم الكبير من الفنانين على الساحة التشكيلية؟

بسبب عدم قراءته الوافية لحضارته، من الطبيعي أن يهتم الناس بالشهرة لكن لها أصول.
في الوقت الحالي الجميع يتخبط ليوصل نفسه الى عالم الشهرة بأي طريقة وتلك الطريقة خاطئة تماماً، وأرى أن وجود هذا الكم الهائل من الفنانين سواء نتيجة الاستسهال بالعمل الفني ونتيجة إختفاء عناصر الثقافة الحقيقية، ولا يبقى في الساحة الفنية إلا النتاج الفني الحقيقي والباقي سيزول لضعفه مع عامل الزمن، سواء كان قصيراً أم طويلاً.