أقامت مديرية الثقافة في حلب مساء السبت 23-7-2011 أمسية شعرية لكل من الشعراء عباس حيروقة ويحي محي الدين ومحمد إقبال بلو، وقد تنوعت القصائد بين قصائد غزلية وقصائد عن الوطن وسنعرض لكم لكل شاعر قصيدة من القصائد التي ألقاها على الحضور

أقامت مديرية الثقافة في حلب و بالتعاون مع دار الكتب الوطنية  مساء السبت 23-7-2011 أمسية شعرية لكل من الشعراء عباس حيروقة ويحي محي الدين ومحمد إقبال بلو، وقد تنوعت القصائد بين قصائد غزلية وقصائد عن الوطن وسنعرض لكم لكل شاعر قصيدة من القصائد التي ألقاها على الحضور :

 

ومن النساء جداول_ يحيى محي الدين

 

أسرجتُ موالي
طيور الشوق من أزلي
و داهمت الندى قلقاً
غداة مشت
خيوط الحب في
طللي
تؤدي طقس عزلتها
و قلبي شرفة للنور
والمُثل
أحبّ من النساء
جداول
و جداول الحور الذي
في غيهب العسل
ومازلت
خطى روحي
بمنحدر
و شبّت في بهاء العشق
والغزل
كأني ناسك
في خلوة
هطل الصبا
من وجده المتردد
فصبا الناي
أو سجى
و غدا كورد
في المدى المتجدد
يا طلع صبح
من شذا
ما قمت في ليلي
على مضض
و ما هدأت بصدري
لوعة المتجدّد
إني و إن
رتبت نبضي مرّة
في شهقة المتعبّد
أضني فؤادي
ناعس متخايلٌ
في وارف متعدّد 

       * * *

و هذا الفيض من_ عباس حيروقة


ضنّ الهواء على ذاتي و ضاق بها
من عزّة الروح ندّت خلّفها الجسدا
ناديت من ألمي … إني هنا تعب
و السقم ينفث في كلّي : الحياة سدى
ضنّ الهواء على ذاتي فإنّ لها
هذا الغريب .. بغزلان البكا وردا

* * *
إنّي أدور كماء النهر دورته
حتى أعود إلى أحضان من رفدا
حتى أعود إلى موج بلاطمه
نوّ السؤال .. و خيط الشمس مذ عقدا
إني أدور بنون النور .. تشهدني
هذا الهباء قريباً .. خلته بعدا


* * *

إني رأيتك يا ذاتي على جبل
سقت الغمام بناي الريح إذ شردا
كأنك الرعد إذ ما طال صيحته
أو أنك البرق إذ ما مزننا وفدا
إني رأيتك تمتدين في أفق
لتشهدي الخلق كيف ارتد أو جحدا
إني رأيتك مشكاة بوحشتنا
هذا الزمان هجير للذي انفردا
بلقمة الحلم .. راح الآن ينشدها
بوح الرباب على أسماعها أبدا


* * *


نهر الفرات إليك الدنّ جاد به
بوح النخيل .. و هذا الفيض من بردى
كلّ اليتامى نيام في قصائدنا
يهدهد الشعر من في حضنه رقدا
عودي إليّ و مدّيني بنخلتنا
لأكنسّ الموت من حولي ببعض ندا


* * *


إني رأيتك تنكبّين في ولهٍ
فوق الصّغار بأرض الله حين بدا
أهل الديار بأثواب مطرّزةٍ
و حائك الموت في أثوابنا خَلَدا
إني رأيتك يا ذاتي ينوشُ بك
سهم القرابة .. من بالدار .. لا أحدَ؟؟
و تهطلين على وجنات منّ شربوا
راح الصبابة وجداً كالذي شهد
إني رأيتك يا ذاتي .. و لم ترني
غير الصخور تصدّ الموج و الزبد
أبكي وحيداً .. فهذا الكون يقلقني
كلّ لكلّ يصلّي أن يموت غدا

 

            * * *

أنشودة المطر_ محمد إقبال بللو

 
على رصيف يهطل المطر
و تنحني الآلام و الفكر
على رصيف تسقط الدموع
تشرّد الزهور و الشموع
على الرصيف ننتهي
و ينزف القمر
يا إخوتي بالله هل ترون في رصيفنا
المزركش الجبين
جباهنا مطليّة بالخوف و الشرود و الحنين
بالله هل ترون رغبة الجنين
بالنوم في أرجوحة الزمان
بالسفر الطويل دون عودة
ليشرب التراب
و يزفر الضباب
في سلة السحاب
لتختفي من قبره
ملامح الذئاب و البشر
الطفل في المغارة الظلماء دون ماء
و أمّه تحسّ بالعناء
و السيف فوق نحرها يواصل التهديد في دهاء
لكنها تواصل الدعاء
و تعجن الدموع بالبكاء
لينطق المطر
مطر مطر مطر
و في العروق جوع
بوركت يا يسوع
قميصنا مهترئ
و زرّه مقطوع
يا شاعر الأمطار و السّحاب
يا سيدي السيّاب
مطر مطر مطر
و في المساء يبدأ السفر
نجومنا يعصرها بخفة
ضوء القمر
فتنحت التاريخ بالحجر
و تصرخ البروق و الرعود و الغيوم و النجوم و السماء و الطيور و الزهور
لا مفر
أكوابنا تفرّ من شفاهنا
ظمآنة تلك الكؤوس
فنحن في ثغورها
نحطّم الرماح و السيوف و التروس
نطأطئ الرؤوس
ظمآنة أكوابنا تهتزّ دون ماء
و عطرنا يجف فوق همنا
تاريخنا يسيل مثل جرحنا
فتخفت الأصوات
ليستوي الأحياء و الأموات
و يسفح النداء
في قصة الحنين و الشرود
تترجم المشاهد العمياء في برود
و تحرق الأزهار و الأشواك و الخدود
إلى متى تقسّم الخريطة الحدود
إلى متى تقسّم الخريطة الحدود
وددت لو أكون
فراشة حمامة قصيدة
تكحل النسيم و الغصون
وددت لو أكون
أنشودة على شفاه طفلة
وددت لو أكون أي شيء
لكنني رفضت أن أعود إنساناً بلا محبّة
و أحمل الكراهية
ففي عقيدتي التي لم أدر حتى الآن ما هي
كل الجباه عالية
كل الدماء غالية
ففي عقيدتي محبة لا تنتهي
مهما تسيء الساقية
أشجارنا من حزنها
تمزقت أوراقها
أغصانها على التلال عارية
لأننا لم نتقن الربيع
لأننا في موسم اللابيع شئنا أن نبيع
ليعلم الجميع
أن التراب لن يضيع
أن الحقول لن تموت في ضميرنا المنيع
فليهطل المطر
مطر مطر مطر
حروفنا مطر
أوراقنا دفاتر المطر
أقلامنا سنابل يحبها المطر
و كل ما نكتبه قصيدة
لا تنحني حروفها
عنوانها
أنشودة المطر
مطر مطر مطر

 

             * * *

أغيد شيخو_ عالم نوح