عبد الرحمن خضر مع عالم نوح و شادي نصير
- مارس 31, 2012
- 0
عالم نوح ـ شادي نصير:هناك شيء ما يشد الممثل عبد الرحمن خضر نحو خشبة المسرح وأضواء الكاميرات وشخصيات المجتمع بسلبياتها وايجابياتها ليقدمها بقالبه وبطريقته
عبد الرحمن خضر….
له شفافية يصبغها على أدواره التي يلعبها، شارك في أكاديمية الزعيم في مصر إلى جانب العملاق الأستاذ عادل إمام، درس الحقوق ولكنه لم يجد ما يشده إلى الوقوف في أروقة المحاكم على الرغم من أنه حصل على الترتيب الثاني بين خريجي دفعته، كان هناك شيء ما يشده نحو خشبة المسرح وأضواء الكاميرات وشخصيات المجتمع بسلبياتها وايجابياتها ليقدمها بقالبه وبطريقته، إنه الممثل الشاب عبدالرحمن خضر والذي التقاه عالم نوح بالمحبة وكان معه الحوار التالي:
*بدات من المسرح الجامعي في الأردن حدثنا عن البداية التي كانت مختلفة عن بداية أي ممثل؟
**بعد أن تم رفضي للانضمام إلى فريق المسرح الجامعي في الأردن وأثناء التحضير للعمل السنوي غاب الممثل الرئيسي عن العمل، فاضطر المخرج إلى استقدامي مجدداً للعب الدور الرئيسي، يومها حصلت على جائزة أفضل ممثل مسرحي عن الدور الذي قدمته، مما أعطاني ذلك دفعاً معنوياً وقد فوجئت جداً.
وهكذا كانت البداية من المسرح الجامعي وكانت تحت قيادة المخرج سامر خضر، وبعدها قدمت مسرحية بعنوان "زوار الليل" ومن ثم مسرحية "مزبلة الفاضلة" وحصلت أيضاً على جائزة أفضل ممثل عربي على مستوى المسرح العربي للجامعات العربية، وهكذا بدأت مسرحياً.
أما إطلالتي الأولى عبر الشاشة فكانت من خلال مسلسل "صدق المثل" من تأليف وإخراج شقيقي المخرج سامر خضر.
*كيف تترجم من خلال قراءتك للنص الدور المسند لك وما الذي يستهويك في الدور لتتقمّصه وتؤديه؟
**هدفي مختلف عن معظم الشباب واليوم عندما يقدم المخرج أي نص للممثل الشاب يقوم بأداء الشخصية سواء تناسبه أم لا لأنه يبحث عن فرصة في هذا الخضم الكبير من قلة الفرص والعدد الكبير من الممثلين الشباب، ولكن هذا يخلف بالنسبة لي فلا يعنيني عدد المشاهد بقدرما يعنيني الدور بحد ذاته وما يقدم من إضافة فنية وحياتية لعبد الرحمن وللمتلقي الذي يتابع العمل.
* أنت فلسطيني أردني سوري ماذا قدمت كل بلد من حيث الرؤية العامة؟
** عشقت فلسطين الحبيبة فتنفست سورية، هذا شعاري دائماً، وانطلاقتي كانت في الأردن الذي أكن له كل الحب، وسورية بالنسبة لي هو النجاح والأمل فجميعهم يكملون بعضهم البعض ولا أستطيع الفصل بينهم أو أدعي الإنتماء إلى أحدهم دون الآخر لأنهم وبمجموعهم ساهموا في تركيبتي الفنية والاجتماعية.
في بداية الطريق مررت بأيام جميلة في الأردن، أما فلسطين التي لم تراها عينيّ لكنها موجودة دائماً في إبداعي وإبداع أي فلسطيني وأي نجاح أحصده فهو لأنني فلسطيني، فمن الجراح تخلق الإبداعات وما أقدمه رسالة صغيرة لبلدي المجروح.
*ماهي الاعمال التي قدمتك للجمهور العربي؟
** بدايتي التلفزيونية كانت في مسلسل صدق المثل وقدمتها من خلال شخصية عمرها ستون عاماً ومن ثم في المسلسل السوري وجوه وأزمنة وهو بداية انطلاقتي الحقيقية ويضم العمل عدد كبير من نجوم الدراما السورية أمثال إمارات رزق وصفاء رقماني والفنان المطرب وفيق حبيب وهو من إخراج المخرج سامر خضر ومن ثم مسلسل نساء بلا عنوان وهو عمل لواحات منفصلة ومن ثم عمل أولاد الحارة ومسلسل المطلوب رقم واحد والآن أصور فيلم ويبقى الوطن.
* تلعب شخصية عمرها ستون عاماً في مسلسل صدق المثل؟ كيف استطعت الالمام بمفاصل هذه الشخصية؟
** موضوع الشخصية وآليات العمل في حد ذاته تحد لذاتي ولشخصيتي كممثل، واختبار قوي لأدائي الفني، وعندما بدأت بقراءة النص دخلت إلى حيثيات العمل الفني ودرست الموضوع مع المخرج شقيقي سامر خضر الذي وجهني بتوجيهاته ومع كل خوفي وطلبي مراراً أن أبعد عن الدور المسند إلي إلا أنه أصر على أنني أستطيع أن أؤدي الشخصية.
ومع بداية تصوير المشاهد الأولى بدأت أتقمص شخصية رجل أعرفه في الحي الذي سكنت فيه في الأردن وهو رجل يبيع في دكان صغير وهكذا أديت الدور، ومن المفارقات المضحة أثناء عودتي للأردن التقيت بالرجل وراح يلاحقني ويصرخ "كنت تقلدني"، ولا أنكر خوفي الشديد أثناء عرض المسلسل لأن لعب شخصية لم أمر في تفاصيلها بعد وما أقدمه مستقى من متابعتي للكبار من معارفي وأقربائي فتواريت عن الأنظار وخصوصاً أنظار عائلتي ووالدتي بالتحديد التي اتصلت بي وهي سعيدة تزف لي نبأ نجاحي بتقمص الشخصية وتقول بأنني بدأت انطلاقتي الفنية.
*كيف ترى كممثل شاب الدراما العربية؟
**لي عتب كبير على الدراما العربية فهي لا تزال مقصرة كثيراً نحو جمهورها العربي فهناك مشاكل ومواضيع لم يتطرق لها الكتاب أو المخرجين، إضافة إلى أنها لا تعبر في بعض الأوقات عن الشارع العربي ورغم أنني عملت في الأردن وفي مصر وفي سورية ولكن المشاكل متشابهة، مع الفروق بين دولة وأخرى. فالدراما السورية هي الأقوى اليوم لأنها تبحث في حيثيات الشباب ومشاكله بجرأة لم تعهدها الدرامات الاخرى رغم هامش الحرية التي تتحدث عنه سواء في مصر أو الأردن.
وعلى الرغم من أن الفن هو رسالة سامية جداً إلا أنه يحتوي متسلقين ومتملقين ولا بد من تقديم التنازلات لدخول الى هذا الوسط أو الانضمام لشلة معينة، ولكن لا نستطيع أن نشمل الجميع فهناك من يعمل بمحبة ويقدم رسالته السامية رسالة الفن الحقيقي ليستفيد منها الكثير من الناس في الوسط الإجتماعي فالإضاءة موجودة رغم كل شيء.
*هل ترفد الطاقات الشابة بعددها الكبير الساحة الفنية؟
**ليست المشكلة في الكم بل تكمن المشكلة في هل يرى أي أحد هذه الطاقة المتجددة من الإبداعات العربية المتميزة، لي أصدقاء خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق لهم طاقات ابداعية تفوق ما نتابعه على الشاشة أو على الساحة الفنية بعمومها، لكن لا يوجد لهم فرص بسبب الشللية أو لأسباب أخرى لا أعرفها، لو قدمت لهم الفرص مسرحياً لتابع الجمهور عروض مسرحية مهمة أو تلفزيونية متميزة جداً ولكانوا من أهم المبدعين العرب والعالميين.
* هل ترى أن الدراما السورية ستبقى في المنافسة وهل هناك تنافس حقيقي؟
** تستطيع الدراما السورية البقاء في الصعود وفي المنافسة إذا حافظت على الحب الذي يلفها والذي تميزت به ولكن إذا تخلت عنه تخلت عن موقعها كدراما.
الدراما السورية مهمة وهي من أهم الدرامات العربية، ولكن الخطورة تكمن في التنافس بينها وبين الدراما المصرية التي تعمل على اللعب على وتر حرج وهو استجلاب نجوم من سورية وإقحامهم في أعمال مصرية وللأسف يتم وضع الممثل السوري كنجم في الأعمال الأولى ومن ثم يتم إقحامه في الأعمال التالية وبإقحامه في لهجات مناطقية صعبة فيتم إسقاطه وتراجعه فنياً بنظر الجمهور لذلك لا بد من الانتباه إلى ما تقوم به الدراما المصرية في وجه الدراما السورية وأن تحافظ على فنانيها وأن ينتبه الفنانون في اختيارهم لأدوارهم بعناية.
*هل ترى أن الموهبة أهم في التمثيل من الاكاديمية؟
** حب الممثل للفن لا يتطلب منه أن يكون أكاديمياً ولكن في حال كان أكاديمياً فهذاً أمر جميل ومهم وسأقول عن نفسي كوني لست أكاديمياً بأنني استفدت من تجربة شقيقي المخرج سامر خضر الذي ساهم في تثقيفي فنياً ولكن هذا ليس تعميم.
فليس شرط أن تكون ناجحاً إذا كنت أكاديمياً وكثير من النجوم المتميزين ليسوا أكاديميين كالممثل بسام كوسا المبدع والذي هو خريج كلية الفنون الجميلة فحبهم للفن جعلهم أهم من الأكاديميين.
* ما هو جديدك؟
** بعد الانتهاء من تصوير فيلم "ويبقى الوطن" سأصور أولى مشاهدي من مسلسل الخفاش والذي هو من تأليف وإخراج المخرج سامر خضر، ويتحدث عن القضية الفلسطينية وبشكل مختلف عما عرض سابقاً عن القضية.
عالم نوح ـ شادي نصير