نتابع مع الأستاذ عبد الهادي حمامي وبعض من ذكرياته مع أول شهيد تقدمه ثانوية المأمون أحمد بن علي القدسي ومع تلميذه عصام الزعيم.

تتمة اللقاء مع الأستاذ عبد الهادي حمامي مدير ثانوية المأمون 1959، وبعض من ذكرياته مع زميله وابن حارته أحمد القدسي ويتكلم كذلك عن تلميذه في ذلك الحين عصام الزعيم.

استشهد أحمد بن علي القدسي و عبد الحميد بن شعبان الزيدي يوم الحادي والعشرين من أيار  سنة 1945

 

كنا أنا وأحمد في الصف العاشر ونجلس بجانب بعض في المقعد الأول وكان ذلك سنة 1945، وهو ابن حارتي نأتي سوية ونعود سوية.. كنا في منطقة شعبية تسمى "سراية اسماعيل باشا" قريبة من القلعة … وكان هناك بيته لهذا كنا نترافق إلى المأمون… كان من الجيدين خلقياً ودينياً … كان يعتقد أن الكفاح ينطلق من القوة الروحية .. بالرغم من أننا كنا طلاب "علمي" ونتجه إلى الأمور المادية .. أي أن الحماس لا يكفي.. بل يجب أن يكون هناك استعداد مادياً .. أي يجب أن يكون هناك وسيلة للدفاع .. الوسائل الحديثة للدفاع لا نملكها نحن.. ولا يجوز أن نندفع إندفاعاً اعتباطياً غير بصير ولا يعتمد على القوة الغير مكافئة.. كان هو يرى "يموت الانسان بمشيئة الله، وعلينا نحن الانطلاق… واستشهد بهذا المعنى… وكان مندفعاً…  يالله شباب …. وخرجت المسيرة … ولسبب تأخرت عن الخروج مع أحمد، وكان الفرنسيون مترصدين لهم …. فما أن وصلت المسيرة الحماسية إلى جانب (تصوير ديكران) وكنت أنا قد اقتربت من المقدمة بحوالي 50 متر…  حتى وصلني خبر استشهاد أحمد .. أحمد بن علي القدسي، و عبد الحميد شعبان زيدي … ولم أصدق… لم أصدق أن أحمد مات …

أقاموا لهم ذكرى في المأمون، وفي الجنازة خرجت حشود جماهيرية كبيرة من شتى فئات الشعب… 

 مقالة تتعلق بذكريات اخوة الشهيد أحمد القدسي في موقع  esyria بقلم فراس قدسي : لوحة مرمرية وقصة بطولة .  ولكن هناك اختلاف باسم الشهيد الثاني، ففي شاهدة مدرسة المأمون كُتب عبد الحميد شعبان زيدي، بينما على شاهدة شارع اسكندرون كتب عبد العزيز حاووط.. على كل، تغمد الله شهداءنا جميعاً بالرحمة والمغفرة.

 

صورة للراحل عصام الزعيم مأخوذة من موقع الأيهم صالح.

كنت أدرّس عصام الزعيم في المدرسة، بالإضافة للدروس الخاصة، ومع أنه كان لامعاً ولكن في ذلك الوقت لم يكن الطالب يدرس لينجح وإنما ليتفوق، كنت آخذ على الدرس ليرة ذهب أ ي خمس ليرات سورية. كان وحيداً لأهله، فكان والده يأخذني من مكان سكني خلف الجامع (الكبير) في وقت معين إلى منزلهم في بستان الشيخ طه، وبعد ساعة ونصف يكون بانتظاري ليقلني في طريق العودة.
عصام كان من الأذكياء، لا أذكر أنني شرحت له درساً اضطررت لإعادته أو قال لي : أستاذ لم أفهم.
عندما كنت أطلب منه تحضير درسا ما… كان هو يحضر درسين إلى الأمام… حتى عندما أصبح في وزارة التخطيط كان مشهوداً له بانضباطه وأنه نظامي…. عصام يمشي دائماً إلى الأمام…. نحو التقدم.
والده كان ملتزماً بتدريس ابنه، وكان يترك … عزوته وأي شيء آخر في سبيل حسن سير الدراسة.
عائلته عندها قدم تراثي وأغنياء ولكن أبداً ليس عندهم نهم إلى المادة أو المال، وكانوا مشهورين بالكرم وحسن الخلق والأمانة… … حتى أن سيادة الرئيس بشار الأسد عيّنه وصياً على الأموال المتبرعة للفلسطينيين.
أنا درّست أغلب أفراد عائلة الزعيم لذا حكمي على عائلتهم هي نتيجة معرفة شخصية وثيقة بهم… شرفاء.

وفاته كانت شيئا غريبا… كان عنده محاضرة، وبعدها رجع للفندق … وقال لصاحبه … لا حدا يزعجني ….. ونام النومة الأخيرة…

انتهى حوار الأستاذ عبد الهادي حمامي

حوار: نوح ـ تحرير منهل حاج اسماعيل ونوح

* وكان بيننا اتفاق؛ عصام الزعيم وأنا،  أن نلتقي في حلب بعد رجوعه من الرقة حيث المحاضرة، وقبل رجوعه إلى دمشق… ولكنها مشيئة الله…. / نوح 

عصام في سطور / منقولة عن موقع الجمل بقلم وحيد تاجا

إنهى دراسته الابتدائية والثانوية في سوريا، ثم غادر منذ عام 1959 للدراسة في فرنسا وأمضى ما ينوف عن أربعة عقود في الخارج، تارة في العمل بمنظمات الأمم المتحدة وتارة في التدريس في الجامعات الأوربية والأمريكية، وعاد الى سوريا في أوخر التسعينات من القرن العشرين. خلال وجوده في فرنسا عمل عصام باحثاً في المجلس الوطني للبحث العلمي في باريس ثم رئيساً لفريق البحث ومديراً لمركز التوثيق المؤتمت والدراسات الاقتصادية عن الصناعات الغازية والبتروكيميائية في معهد البحث الاقتصادي والتخطيط بجامعة غرنوبل الفرنسية. ثم انتقل الى الجزائر وعمل أستاذا في معهد اقتصاد الدراسات العليا بجامعة الجزائر ومستشاراً اقتصادياً لشركة النفط الوطنية الجزائرية سوناتراك ولوزارة الطاقة والصناعة الجزائرية. شارك د. عصام الزعيم في تأسيس جمعية اقتصاديي العالم الثالث في شباط فبراير 1976 في الجزائر وانتخب مراراً أميناً عاماً مساعداً لها ممثلاً للاقتصاديين الآسيويين. عمل أستاذاً في جامعات ولوفان الكاثوليكية البلجيكية وسانت لويس الأمريكية في فيينا وأستاذاً زائراً لمرات عديدة ثم مديراً لمجموعة البحث والدراسات المتقدمة في جامعة الكولوخيو دي مكسيكو في العاصمة المكسيكية وأستاذاً محاضراً في مركز دراسات أوبك التابع لجامعة فنزويلا المركزية ووزارة الطاقة والمناجم الفنزويلية وأستاذاً محاضراً في الجامعة العليا للعلوم الإدارية بمدينة ريو دي جانيرو في البرازيل. ومن جهة اخرى عمل الزعيم زهاء عشرين عاماً في وكالات الأمم المتحدة، أولاً في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) في فيينا ثم في إدارة التعاون الفني من أجل التنمية في الأمم المتحدة في نيويورك وبعدها في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نيويورك ثم اليمن ثم جنوب شرق آسيا والمنطقة الباسيفيكية. عمل مستشاراً غير متفرغ للامين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول في الكويت ولدى المنظمة العربية للتنمية الصناعية في القاهرة وبغداد والرباط. أدار الدكتور عصام لمدة ثلاثة أعوام في جامعة الكولوخيو دي ميكيكو في الجامعات المكسيكية ندوة أكاديمية متخصصة للقادة، كما أدار ندوة تخصصية عن مستقبل العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية بين دول النادي الآسيوي الباسيفيكي للتعاون الاقتصادي "أيبك" الذي يضم الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وأميركا اللاتينية واسيا ، الهيئات الحكومية والشركات الدولية وأساتذة الجامعات والباحثين المكسيكيين. كما درّس الاقتصادات العربية وموقعها في الاقتصاد العالمي في معهد الدراسات الآسيوية والأفريقية في الجامعة نفسها شارك في الحوار العربي الأوربي في السنوات السبعين منتدباً من جامعة الدول العربية وكان نائباً لرئيس الوفد العربي للمفاوضات العربية الأوربية في قطاع التكرير البترولي والصناعات البتروكيميائية. وفي العامين 200-2001 قاد الوفد الرسمي السوري إلى مفاوضات الشراكة مع الاتحاد الأوربي.
شغل الزعيم منصب وزير التخطيط ثم وزير الصناعة في حكومة محمد مصطفى ميرو الأولى والثانية ( 2000 ـ 2003 ), وقد فاجأ الشعب السوري كثيرا عدم استمراره بمهام وزارة الصناعة في حكومة المهندس محمد ناجي العطري حيث كان يعتبر من أبرز الاقتصاديين في حكومة ميرو فضلا عن نزاهته وتفانيه بالعمل حتى سميت الوزارة التي يتكلف بحقيبتها بالوزارة التي لاتنام .. وكان معروفا بمواقفه ضد الفساد والمفسدين .. وللمرة الأولى في تاريخ سورية بدأت الوزارات في عهده بوضع استراتيجيات حتى عام 2020 , كما عهد إليه شخصيا بوضع استراتيجية سورية عام 2020 , ويعود الفضل إليه في خلق مشروع مكافحة البطالة في سورية , ووضع استراتيجية صناعية هي الأولى من نوعها في سورية . وفي استيبان أجرته صحيفة محلية خلال حكومة ميرو الأولي تبين انه الوزير الأكثر شهرة رغم قصر المدة الزمنية التي قضاها في الوزارة . وقد تعلقت امال الناس فيه كثيرا كخبير اقتصادي وكان يرى انه لايمكن ان يتم تطوير وتحديث في الاقتصاد دون رفع الرواتب والأجور .
تم انتخابه رئيساً لجمعية العلوم الاقتصادية السورية للدورة 2003 ـ 2005 ثم جدد انتخابه للدورة 2005 ـ 2007 ، وشغل مهام رئيس اتحاد الاقتصاديين العرب للدورة الحالية ،.. كما ظل يشغل حتى رحيله منصب مدير المركز العربي للدراسات الاستراتيجية بدمشق. ‏

 

لقراءة كامل المقال في موقع الجمل