أعزاءنا، ككل معارض الفنانة التشكيلية الشابة، كما اليوم، نتواجد مع آريا أعطي ثناء تعليق معرضها الحالي وهو اليوم في مقهى أثر الفراشة الثقافي، وكان لنا معها هذا الحوار الذي أجراه لعالم نوح الصحفي أغيد شيخو.

معرض عرس الألوان لآريا عطي 13-11-2011 في مقهى أثر الفراشة الثقافي

أعزاءنا، ككل معارض الفنانة التشكيلية الشابة، كما اليوم، نتواجد مع آريا أعطي ثناء تعليق معرضها الحالي وهو اليوم في مقهى أثر الفراشة الثقافي، وكان لنا معها هذا الحوار الذي أجراه لعالم نوح الصحفي أغيد شيخو.

 

 

ماذا تحدثيننا عن المعرض والتقنية التي استخدمتها في اللوحات؟

المعرض تحت اسم "عرس لوني" والذي يضم 11 لوحة، ويحوي المعرض عدداً من الأفكار تدور معظمها حول موضوع المرأة الكردية إلى حد كبير، بالإضافة إلى أنه تأكيد للتراث والفلكلور الكردي من حيث الألوان الملامح التي استخدمتها، أما بالنسبة للتقنية فقد حاولت العمل على سطح اللوحة أكثر وعملت على التكنيك بما يخدم فكرتي كلوحة "المرأة العجوز" إذ رأيت من خلالها أن التكنيك هذا أفاد فكرتي واللوحة على حد سواء، ولو أقدّم نفسي كمختصة بالتكنيك لأن الكثير من الفنانين يقدّمون أنفسهم كمختصين بالتكنيك ولكني أرى أن التكنيك قد خدمني ولكنه لم يكن الأساس في عملي.

وما سبب العرس اللوني؟

هو اسم اخترته من الزخم اللوني الموجود في اللوحات من خلال اللون الأحمر والأخضر وحتى الأصفر، ومن الممكن أن يكون فكرة اختياري للون الأحمر ضعيفة إلى حد ما ولكني لم أفضل أن أمزج الألوان لكي لا أعطي إحساساً آخر غير الذي أردته لأنني كنت قاصدة للون الأحمر في أن أظهره كما هو.

نلاحظ من خلال معارضك السابقة والحالي ترسيخ لوجود تدرجات اللون الأحمر والأخضر وحتى الأصفر، ما السبب؟

لأن هذه الألوان هي بالفعل "العرس اللوني" الذي بداخلي وهي التي تعبر عني بالشكل الذي أريده وكنت أتمنى أن تكون هنالك ألوان متوهجة أكثر ولكن هذه هي الألوان الأساسية التي يمكن استخدامها، وكوني إلى حد ما مباشرة وصريحة في حياتي لذلك أعتقد أن هذا خدمني في لوحاتي وبطريقة معالجتي لها من خلال هذه الألوان.

هنالك حالة سوداوية للمرأة على الرغم من اختلاف الأعمار الموجودة، إلى أي حد يعكس هذا رؤيتك كفنانة للحاضر والمستقبل؟

صراحةً لا أستطيع الانفصال عن ذاتي أو التعبير عن شيء آخر غير الواقع الذي أعيش فيه وما شاهدناه في اللوحات أرى أنه واقعي كأنثى، فهدفي في الرسم هو أن أزيد نسبة الواقع الذي أعيشه في اللوحة حتى وإن اعتمدت على غيري في الأسلوب فهي تعتبر الخطوات الأولى لما سأصنعه لنفسي وما سيكون خاصاً بي، فقد تأثرت فيما قدمته بالفنان عمر حمدي وبنسبة لا بأس بها من الواقع الذي أعيشه.

كونك تعيش في المدينة واللوحات بالمجمل تحمل مضموناً ريفياً، هل هذا هو اشتياق للريف أم تكريس لرفضك له؟

حتى كوني أعيش في المدينة فإن أسلوبي هو أسلوب أي فتاة قروية بسيطة في التعامل وحتى في اللوحات، ولن أقول أنه اشتياق للريف لأني أعيش فيه أساساً، أما طرحي للموضوع الريفي فهو طرح لشيء جميل ومميز جداً ولكن لم يأخذ حقّه إلى الآن، ويمكن تشبيه ذلك كغرفة تم هجر أحدى زواياها وأنا هنا أسلّط الضوء على هذه الزاوية وأظهر ما فيها من جمال حقيقي لا يمكن أن تراه في المدينة.

ماذا تحدثيننا عن التضاد الذي يمكن أن نراه من حيث وجود ألوان حيّة تعبّر عن السعادة والفرح بالمجمل في حين نجد السوداوية والتشاؤم في ملامح الوجه؟

هي أيضاً مرتبطة بالحالة الريفية التي لا يمكننا أن نعبّر عناه بغير هذه الألوان، فاللون الأصفر والأحمر هي ألأوان مبهجة ولكني قدمتها بشكل حزيني لأنني أرى نفسي هكذا، فاللون الأصفر في لوحتي دائماً يبكي ولا يعبر عن الفرح إلا ما ندر، بالإضافة إلى أن المآتم الريفية لدينا لا تحمل طابع اللون الأسود وإنما يمكن أن ترى هذه الألوان في اللباس وهذا أمر طبيعي فهي ألوان موجودة في الطبيعة ونحن متأثرون بها كأي شعب من الممكن أن يتأثر بالبيئة المحيطة بها كتأثر شعب يعيش في الصحراء بها من خلال ارتدائهم لألوان مشابهة لما حولهم من سماء أو تراب، ولدينا في القرية ترى الألوان الفاقعة كالأحمر والأخضر والأصفر والتي تعتبر من الألوان الكردية التراثية.

هنالك تركيز شديد على موضوع المرأة في أعمالك، هل من الممكن أن تتبني المرأة كموضوع في أعمالك القادمة؟

أتمنى ذلك، وهذا ما أريده تماماً، حتى أني أرضى أن أكون الضحية الأولى في ذلك أتمنى ألا تكون هنالك ضحايا أخرى.

كونه المعرض الثالث لك، هل تأثر أسلوبك الحالي برأي النقاد الذي تطرقوا للوحاتك في معارضك السابقة؟

أود القول أنه لا يوجد نقّاد، وإن أردنا القول برأي المتذوقين فإن الغالب منهم كانت آراؤهم إيجابية، وقد قال بعض أصدقائي بأنه يجب أن تكون الألوان مدروسة أكثر ولكني لا أستطيع إلا أن أقدّم اللون نظيفاً كما هو، وقد تأثرت من ناحية التكنيك برأي المتذوقين الذي أفادوني عن كوني انتقلت من "الأحصنة" إلى البورتريه ومنه إلى الشخصية الكاملة، وأفادوني أيضاً على الاهتمام بالتجريد أكثر وبالفعل لاحظت النتائج بعد هذه الملاحظات، وبالنهاية فلا أرى أنه يوجد فنان يولد كاملاً بالفطرة وهذا هو الهدف من المعرض أي أن يأتي متذوقون ويتناولوا اللوحات بطريقة جادة.

لو أعدت معرض"الأحصنة" المعرض الأول لك، هل ستقدمينه بالروح نفسها التي رأيناه فيها؟

بالتأكيد لا، فقد كانت هنالك لوحات أحصنة واقعية وأخرى تعبيرية، فلم تم إعادة المعرض لقدمت لواحات الأحصنة التعبيرية دون الواقعية، فاللوحات الواقعية كانت بداية دخولي إلى الواقع التشكيلي ولكني صراحةً لم أجد نفسي فيها أبداً ولكنها أعطتني تمهيداً للدخول إلى الساحة وأتعرف على الواقع أكثر.

هل وجدت نفسك ناجحة بالتجريد أم لا؟

هي تجربة ولم تنتهي بعد لأستطيع الحكم عليها بالنجاح أو الفشل، فمن الممكن أنني أحببته وإن رأيت محبتي له أكثر من المؤكد أني سأتابع فيه، فلا أحد يبدأ قوياً، وأنا الآن لا أستطيع التركيز تماماً إن كانت تجربتي بالتجريد ناجحة إلى الآن أن فاشلة، ولكن لدي مشاعر كثيرة في داخلي وزخم لوني كبير وحالات مبهمة لم أستطع أن أظهرها إلا بهذا الأسلوب، فقد كان من الممكن أن أرسم البورتريه وراء اللوحات لتناسب اللوحة بشكل عام ولكني رأيت أنه لا داعي لذلك إن كنت أريد أن أظهر الزخم اللوني الذي بداخلي.

لماذا نجد النتاج الشبابي في الفن التشكيلي قليلاً حتى بالنسبة للخريجين برأيك؟

لأنه لا يوجد دعم، فالدعم يعني الاستمرارية للفنان وبعدم وجدوه بالتأكيد لن يستمر الفنان، فعلى الرغم من ضعف الإمكانات والدعم فإن الفن السوري يمكن القول أنه يصل إلى مراحل متقدّمة جداً بفضل الشباب، فإن تم إعطاء الدعم الكامل لهم فأعتقد أن سورية من الممكن أن تصبح الأولى على العالم في مجال الفن التشكيلي أو أي مجال آخر

ماذا تودين القول ختاماً كفنانة شابة؟

أتمنى أن يكون هنالك دعم أكثر للفنانين الشباب، فبداياتهم تكون كإمكانيات ضعيفة جداً ولكن كطاقات فنية فإن لديهم شيء جميل يحملونه في داخلهم إذ لا نجد دعماً من النقابات الفنية والمجتمع و الصالات وحتى من الممكن أن يكون هنالك أحياناً حالة قمع للفنان الشاب والسعي وراء فشله، وأتمنى من الدولة والجهات الحكومية وأن تهتم بالشباب أكثر وأن ترعي نتاجاتهم وتقدّم لهم ما يلزم لتطويرهم لأن نتاجاتهم في النهاية ستنعكس على سورية بشكل عام وتسعى إلى تطويرها بالشكل الأمثل، بالإضافة إلى الدعم الذي لا بدّ لنا كطلاب أن نراه من عمادة كلية الفنون الجميلة والتي لا تدعم الفنانين بشيء إطلاقاً، فالحد الأدنى لمساعدة الطلاب هو أن تقدّم لهم صالة خاصة بهم في لجامعة لتقديم أعمالهم فيها ولكن على الرغم من تهيئة كل الظروف الفنية في الجامعة إلاّ أنها لا تقدّم شيئاً إلينا إطلاقاً، وصراحة لا أعلم إن كانت عمادة الكلية لا تملك ما تساعد بها الطلاب أو كونها تملك ولكن لا تريد المساعدة.

وختاماً أشكر أثر الفراشة لأنها تدعم ما تحدثت عنه ومن الضروري تواجد أكثر لمثل هكذا مراكز ثقافية.

أغيد شيخو _ عالم نوح