عرض فيلمين وثائقيين عن المخرجين الراحلين مصطفى العقاد وسليم قطاية، للأستاذ الفنان فراس نعناع

 

 

 

بدايةً، نتوجه بالشكر الجزيل إلى النادي السينمائي، ومديرية الثقافة في حلب على جهودهم في إحياء ذكرى عملاقين من عمالقة السينما والدراما العربية

كما نتوجه بالشكر إلى الفنان غسان دهبي على تقديمه لعرض الفيلمين قائلاً:
مساء الخير
باسم مديرية الثقافة والنادي السينمائي، نرحب بكافة الحضور.
عرض اليوم هو سينمائي وثائقي حلبي بامتياز، لأن الفيلمين هما لأهم رواد الفن في مدينة حلب.
الفيلم الأول عن الراحل الكبير مصطفى العقاد، الذي وضع اسم سوريا ، ومدينة حلب على الساحة العالمية من خلال انتمائه الوطني والعربي، وساهم في ارسال رسالة إلى العالم من خلال فليمي "الرسالة" و"عمر المختار".
الفيلم الثاني هو عن الراحل الكبير سليم قطاية، وللأسف أجيال كثيرة لم تعرف من هو سليم قطاية، الذي وضع الأسس العلمية والعملية للدراما التلفزيونية السورية، التي نفخر بها اليوم ، حيث لا نرى أي محطة عربية إلا وتعرض الدراما السورية.
فمرحباً بكم .

في السبت الرابع من كل شهر، يقوم النادي السينمائي في مديرية الثقافة في حلب بعرض فيلم جديد، وقد تم السبت 22-10-2011، عرض فيلمين وثائقيين عن المخرجين الراحلين مصطفى العقاد وسليم قطاية، للأستاذ الفنان فراس نعناع، ليس كما عودنا فراس كممثل، وإنما كمخرج لهذين الفيلمين.
في الفيلم الوثائقي الأول، وهو عن الراحل مصطفى العقاد، تأتي البداية بمشهدين ساخنين من فلم "الرسالة" و"عمر المختار"، ليُتَابع السَّرد للأحداث المهمة، انطلاقاً من سفره إلى أمريكا لدراسة الإخرج السينمائي، وفي جيبه مئتا دولار ومصحف قرب قلبه، إلى مقاطع مصورة أثناء عمله الإخراجي لفلم "الرسالة" و"عمر المختار" ، يتخللها مشاهد من كلمته التي ألقاءها في عرس ابنته، والتي تدل على عمق ارتباطه بمدينته حلب، وبكلمات تحدث بها كبار الفنانين الذين شاركوه في أداء أعماله، إضافةً إلى المشهد المركب والمرتبط بين التقاط الطفل لنظارات عمر المختار وحمل الطفل للسيف على درج قلعة حلب، والذي إن دلّ على شيء، دلّ على خلود المناضلين . هذا الانتقال لابدّ أن نشهد لفراس ببراعته وسلاسة تدفق مشاهد فيلمه، ليس لأنه تناول حياة شخصية راحلة مهمة، بل لأنه أضاف لمسات جمالية قد لا تُرى من المشاهدة الأولى للفيلم.


أما في الفيلم الثاني الذي تناول حياة الراحل سليم قطاية، فنرى شجاعة فراس في صنع فيلم وثائقي من خمس صور وكُتيّب، ذاك الذي غيّبته أعماله الممحوة من أرشيف الفن السوري بشكل مقصود، ولكن من خلال هذا الفيلم أعاده إلى الذاكرة، ووضعه في الأذهان كأحد مؤسسي الدراما التلفزيونية في سوريا، والتي جاءت بشهادة كل من الفنانين: ثناء دبسي وسليم صبري وسيف الدين سبيعي ودريد لحام، أثناء حديثهم عن الذكريات الحية في ضمائرهم، والتي تخلّلها كتابات للراحل عن الفن في إطاره العام، وطموحه الذي سعى إليه جاهداً لبنائه، والتي جاءت لتؤكد على حيثية المشهد الذي سبقه بالطريقة المثلى. كل ذلك جعل من هذا الفيلم، صوراً مرئية تسكن عروق الذاكرة.


ابتداءً من الحس الدرامي الذي يتبدى حيناً وحين، إلى طريقة العرض وتسلسل الأفكار تباعاً، إلى الموسيقى التصويرية .. المترددة .. والتي تحتاج إلى انتقاء بشكل أفضل، وظهور جاد، وختاماً للغنى الذي برز في نهاية الفلم بأن الفن لا يموت، وهذه ليست إلا حقيقة لمسناها في كل من الفيلمين.

في نهاية الفيلمين أقيمت ندوة حوارية عنهما أدارها كل من الأستاذ فاضل كواكبي، والأستاذ محمد أبومعتوق مع المخرج فراس نعناع
نقدمها لكم:

 

فاضل كواكبي:
رأينا أن الرابط بين الفيلمين، هو أن الفنانين من مدينة تحب الفن وقدمت الكثير من المادة الخام الإنسانية والتاريخية، لكنها دائماً مظلومة، بمعنى أنها تقدم عطاءات فنية ثقافية، ولكنها لسبب ما قد يكون جغرافي أو سياسي أو حتى قدري نراها مُغيّبة، كما في حالة المخرج سليم قطاية، ثم جاءت قضية محو أشرطة أعماله التي لم يشر إليها إلا الفنان دريد لحام، وبعد إطلاعي شخصياً؛ علمت أنها مقصودة من قبل مدير الإذاعة والتلفزيون: محمد شاهين آنذاك، لسبب ما له علاقة بشيء مهني.كما أن حياة المخرج الكبير مصطفى العقاد انتهت بشكل مفاجئ…..(كل الشكر والإمتنان، أستاذنا الكريم على إضاءتك التي تغني بها المواد الفيلمية

 


محمد أبو معتوق:

إن محاولة محي الذاكرة ومحاولة استعادتها، من هنا تتبدى أهمية الفيلم الوثائقي. لاشك أننا مترعون بذكريات كثيرة عن المخرج مصطفى العقاد، إلا أنها مجردة عن شخص شديد الحضور والكثافة اسمه سليم قطاية، ولعلَّ من فضيلة هذه الأفلام أنها لاتستعيد سليم قطاية، وإنما تستعيدنا إليه، لكي نتشكل عند منجزات أشخاص شديدي الحضور والغياب بآن معاً.
مصطفى العقاد حامل رسالة عظمة، غير أن الصغار الذين قتلوهُ يدّعون أنهم حملة رسالة عظيمة.

 
الدكتور زهير أمير براق:

أشكر الأستاذ الفنان فراس نعناع على الجهد الكبير، لإخراج هذين الفيلمين الوثائقيين، أما بالنسبة للأستاذين الكبيرين مصطفى العقاد وسليم قطاية، فقد أثرا في حياتي كثيراً، ولتكن بدايتي مع الأستاذ مصطفى العقاد، لقد شاهدت له مسرحية "شعلة الصحراء" عندما كنت يافعاً، وقد أدهشني بإخراجه لهذه المسرحية، ويومها عشقت المسرح، وتمنيت لو أنني أستطيع أن أقلد الأستاذ مصطفى العقاد في إخراجه لهذا العمل المسرحي في المستقبل، وصار هذا أمنية وهاجس لي. الأستاذ مصطفى العقد عندما أخرج فيلم "الرسالة" قلنا له لو أمكنه أن يأخذ فنانين من مدينة حلب إلى مكان التصوير، ليتعلموا أو يشاهدوا مراحل العمل، لأنهم لم يخوضوا مدرسة في الإخراج أو في التمثيل، فوافق بكل رحابة صدر، فشكراً له.
أما الأستاذ سليم قطاية، فكنت أيضاً يافعاً عندما رأيت مسرحية له "ربيب الشارع" وكان فيها مخرجاً وممثلاً، وقد جعل هذا الشخص المسرح في أعماقي حلماً. وعندما بدأت بإخراج مسرحيتي "غداً تشرق الشمس" فكان كل من أعرفهم في سن الشباب، ومسرحيتي تحتاج إلى دور الأب، ولم نجد من يستطيع إلا سليم قطاية، وحين طلبت منه ذلك وافق، وكنت أنا كمخرج محرجاً أن أوجه له ملاحظة، وعندما شعر ذلك قال لي: أنت المخرج خذ دورك بالإخراج، وأنا تحت طوعك، تصوروا هذا الإنسان الكبير يقول ذلك لمن أصغر منه بعشر سنين!

 


أنور محمد:
 
كان فيلمي العقاد وقطاية ضعيفين بالمادة الدرامية، حيث أن هناك سيناريو ضعيف مليء بمادة وثائقية فيلمية، وفي سليم قطاية مليء بمادة وثائقية هي شهادات لممثلين عاشوا في تلك الفترة.
الدراما بشكلها العام يفترض أن تقدم صدمة معنوية للمشاهد، ويفضل أن تكون صدمة جمالية مليئة بقيم فكرية عالية. لقد وجدت في المعلومات المقدمة أشبه بمقالة تاريخية تؤرخ وتوثق المخرجين، ولو أن الأستاذ فراس استعان بكاتب سيناريو، لكان الفلم أكثر غِناءً، خاصة أن مادة فيلم مصطفى العقاد متوفرة.
هذا الأخير المبدع والعبقري بتاريخيه الفني، لم يمس الفيلم، أو يقارب على الأقل المشروع الفكري عمل عليه في السينما، أيضاً سليم قطاية، الإنسان الذي بداخله الجمال مجروح من القباحة الاجتماعية التي كانت سائدة آنذاك، فهو الإنسان الذي حاول إزالة الصدأ عن هذا الجمال.

 

 

غسان دهبي: إن اسم مصطفى العقاد، اسم عالمي في عالم السينما، ومن خلال مشاركته في العديد من التجارب السينمائية العالمية، وحضوره الفني الدائم، استطاع من خلال انتاجه وبلده سوريا ومدينة حلب، أن يضع لهم مكانة في عالم الفن، وقد كرمته مدينة حلب بتسمية ساحة بإسمه، وإقامة نحتٍ له.
ومن هنا، أتمنى من مديرية الثقافة بحلب، ومن فناني ومثقفي مدينة حلب، والمسؤولين فيها أن يكون للفنان سليم قطاية شارع أو ساحة بإسمه. مع العلم أن اسم استوديو التصوير في التلفزيون العربي السوري بدمشق باسم سليم قطاية. 


سمير حداد:
لقد سررت برؤية الفنان فراس نعناع، وبما قدمه لنا.
في فيلم العقاد رأينا الإمكانيات الهائلة والمجاميع، وهذا كله يعطي الإقتناع الذي يميز أفلام مصطفى العقاد بما لديه من قدرة على استيعاب جميع الممثلين عرباً وأجانب.
وفي فيلم سليم قطاية، رأينا أوصاف وكلام ساعي البريد المكرر من قبل جميع الممثلين، وهذا الأمر الذي لم يكن على مستوى كبير من الجمال.


فراس نعناع وقد كان جوابه مستوفياً لجميع المداخلات ولو تقدم بعضها أو تأخر

 

 
ليست وظيفتي أن أقارب لإبداع أي شخص، أنا أقول أنني حاولت أن أشعل شمعة لهاتين الشخصيتين للأجيال القادمة، والفيلم الوثائقي ليس من الضروري أن يحتوي على الدراما، فقد حاولت أن أضيف لمسات إنسانية خاصة، وبشكلٍ دقيق.
وقد قلت في نهاية الفلم الفن لا يموت.

 

 

زكريا محمود – عالم نوح